المجموع : 5
وكنّا إن أردنا منك وصلاً
وكنّا إن أردنا منك وصلاً / أصبناه وإن نمشي رويدا
فصرنا نستعين على التلاقي / بأشراك الكرى لنصيد صيدا
يعنف أن رأى سري مذاعاً
يعنف أن رأى سري مذاعاً / به علم الأقاصي والأداني
وكيف يكون لي سرٌّ مصون / وقد ضايقت سري في المكان
بدت كالبدر تمَّ لدى الطلوع
بدت كالبدر تمَّ لدى الطلوع / فأدنت ما تباعد من هجوعي
أتت كالغصن غضاً في التثني / تمرُّ عليه ناسمة الربيع
أعادت لي شبابثي بعد هجر / يشيب صبابة رأس الرضيع
سطت ريماً ولكن شبه ليثٍ / تريع فؤاد كل فتى مريع
إذا سلَّت من الأجفان سيفاً / تخضَّبَ خدها بدم نجيع
تُفرِّقُ وهي واحدة إذا ما / سطت باللحظ مجتمع الجموع
فكم من ليلة معها اجتمعنا / نحلِّي السمع بالشعر البديع
وكم طافت عليَّ بصرف راح / تحاكي الشمس في وقت الطلوع
وكم قَبَّلتُ سَيفَي مقلتيها / وأمسى رمح قامتها ضجيعي
لئن أثقلت بالآثام ظهري / فإن محمد الهادي شفيعي
به أمن الورى من كل خوف / وإطعام الورى من كل جوع
حليف المجد رب العلم خدن ال / معالي صاحب البيت الرفيع
أهنيه بمولود زكيٍّ / أقام هواه ما بين الضلوع
زكا فرعاً فكان لخير أصلٍ / فأكرم بالأصول وبالفروع
أرى الدنيا زهت بشراً فأرخ / لشهرِ ولادة الهادي ربيع
حييت وأنت في الدنيا سعيد
حييت وأنت في الدنيا سعيد / ومتَّ وأنت مظلوم شهيد
وماذا ضرَّ من في الله يفنى / ويبقى بعده الذكر الحميدُ
قضيت العمر في عمل وعلمٍ / ولم تبرح تفيد وتستفيد
وفي سنِّ الصبا لازمت هدياً / شيوخ الفضل عنه لا تزيد
فلو عاش الندى لبكاك حزناً / ولكني أراه هو الفقيد
ولو مَثُلَ الهدى لغدا يحلَّي / ثراك لدمعه عقد فريد
أعيذ لجين جسمك أن أراه / نضاراً حين يقطعه الحديد
أعيذ جمال وجهك وهو بدر / منير أن يغيبه الصعي
أعيذ بني نزار وهم ملوك ال / برايا ان تحيط بها العبيد
أهوِّن نكبتي أن ليس بيني / وبين منيتي أمد بعيد
وأنك طبت في الفردوس عيشاً / وحاق بخصمك الخزي الشديد
بكى عام الفراق القلب شجواً / وأرخه مضى الحسن الشهيد
لئن فارقتكم جسماً فإني
لئن فارقتكم جسماً فإني / تركت لديكمو قلبي رهينا
سلوت حشاشتي إن أسل منكم / شموس هدايتي دنياً ودينا