المجموع : 42
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ / وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ / كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ / وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم / وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني / وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني / وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي / فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو / وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ
وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ / وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ / كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ
إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ / فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى / بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ / وَآخَرُ ما سَعى جمَعَ الثَراءَ
وَساعٍ يِجمَعُ الأَموالَ جَمعاً / لِيورِثَها أَعادِيَهُ شَقاءَ
وَما سِيّانِ ذو خُبرٍ بَصيرٌ / وَآخَرُ جاهِلٌ لَيسا سَواءَ
وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً / يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ
وَيُزري بالفَتى الإِعدامُ حَتّى / مَتى يُصِبِ المَقالَ يُقَل أَساءَ
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيكَ أَمراً
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيكَ أَمراً / فَلَيسَ يَحُلُّهُ إِلّا القَضاءُ
فَما لَكَ قَد أَقَمتَ بِدارِ ذُلٍّ / وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ فَضاءُ
تَبَلَّغْ بِاليَسيرِ فَكُلُّ شَيءٍ / مِنَ الدُنيا يَكونُ لَهُ اِنتِهاءُ
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي / وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ
تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً وَيَوماً / تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي / تُحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري / بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مُقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ / وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً / لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءُ لِأَنَّ فيهِ / تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ / سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَبِالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا / فَفي ساعاتِهِ سَفكُ الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً / فَنِعمَ اليَومُ يَومُ الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ / فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ / وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ
وَهَذا العِلمُ لا يَدْريهِ إِلّا / نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ / وَضاقَ لِما بِهِ الصَدرُ الرَحيبُ
وَأَوطَنَتِ المَكارِهُ وَاِطمَأَنَّت / وَأَرسَت في أَماكِنِها الخُطوبُ
وَلَم تَرَ لِاِنكِشافِ الضُرِّ وَجهاً / وَلا أَغنى بِحيلَتِهِ الأَريبُ
أَتاكَ عَلى قُنوطٍ مِنكَ غَوثٌ / يَمُنُّ بِهِ اللَطيفُ المُستَجيبُ
وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت / فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ
سَليمُ العَرضِ مَن حَذِرَ الجَوابا
سَليمُ العَرضِ مَن حَذِرَ الجَوابا / وَمَن دارى الرِجالَ فَقَد أَصابا
وَمَن هابَ الرِجالَ تَهَيَّبوهُ / وَمَن يُهِنِ الرِجالَ فَلَن يُهابا
وَذي سَفهٍ يُخاطِبُني بِجَهلٍ
وَذي سَفهٍ يُخاطِبُني بِجَهلٍ / فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً وَأَزيدُ حُلماً / كَعودٍ زادَ بِالإِحراقِ طِيبا
عَجِبتُ لِجازِعٍ باكٍ مُصابِ
عَجِبتُ لِجازِعٍ باكٍ مُصابِ / بِأَهلٍ أَو حَميمٍ ذي اِكتِئابِ
يَشُقُّ الجَيبَ يَدعو الوَيلَ جَهلاً / كَأَنَّ المَوتَ بِالشَيءِ العُجابِ
وَساوى اللَهُ فيهِ الخَلقَ حَتّى / نَبِيَّ اللَهِ مِنهُ لَم يُحابِ
لَهُ مَلَكٌ يُنادي كُلَّ يَومٍ / لِدوا لِلموتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ / نَحيلُ الجِسمِ يَشهَقُ بِالنَحيبِ
أَضرَّ بِجِسمِهِ سَهَرُ اللَيالي / فَصارَ الجِسمُ مِنهُ كَالقَضيبِ
وَغَيَّرَ لَونَهُ خَوفٌ شَديدٌ / لِما يَلقاهُ مِن طَولِ الكَروبِ
يُنادي بِالتَضَرُّعِ يا إِلَهي / أَقِلني عَثرَتي وَاِستُر عُيوبي
فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ مُستَغيثاً / فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ مِن مُجيبِ
وَأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي / وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي
وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ طِبُّ / وَمِن لي مِثلَ طِبِّكَ يا طَبيبي
حَبيبٌ لَيسَ يَعْدِلُهُ حَبيبُ
حَبيبٌ لَيسَ يَعْدِلُهُ حَبيبُ / وَما لِسِواهُ في قَلبي نَصيبُ
حَبيبٌ غابَ عَن عَيني وَجِسمي / وَعَن قَلبي حَبيبي لا يَغيبُ
سَيَكفيني المَليكُ وَحَدُّ سَيفٍ
سَيَكفيني المَليكُ وَحَدُّ سَيفٍ / لَدى الهَيجاءِ يَحسَبُهُ شِهابا
وَأَسمَرُ مِن رِماحِ الحَظِّ لَدنٍ / شَدَدتُ غِرابَهُ أَن لا يُحابا
أَذودُ بِهِ الكَتيبَةَ كُلَّ يَومٍ / إِذا ما الحَربُ تَضطَرِمُ اِلتِهابا
وَحَولي مَعشَرٌ كَرُمُوا وَطابوا / يُرَجّونَ الغَنيمَةَ وَالنِهابا
وَلا يَنحونَ مِن حَذَرِ المَنايا / سُؤالَ المالِ فيها وَالإِيابا
فَدَع عَنكَ التَهَدُّدُ وَاصْلَ ناراً / إِذا خَمُدَت صَلَيتَ لَها شِهابا
إِذا ضاقَ الزَمانُ عَلَيكَ فَاِصبِر
إِذا ضاقَ الزَمانُ عَلَيكَ فَاِصبِر / وَلا تَيأَس مِنَ الفَرَجِ القَريبِ
وَطِب نَفساً بِما تَلِد اللَيالي / عَسى تَأتيكَ بِالوَلَدِ النَجيبِ
حَقيقٌ بِالتَواضُعِ مَن يَموتُ
حَقيقٌ بِالتَواضُعِ مَن يَموتُ / وَيَكفي الَمَرءَ مِن دُنياهُ قوتُ
فَما لِلمَرءِ يُصبِحُ ذا هُمومٍ / وَحِرصٍ لَيسَ تُدرِكُهُ النُعوتُ
صَنيعُ مَليكِنا حَسَنٌ جَميلٌ / وَما أَرزاقُنا عَنّا تَفوتُ
فَيا هَذا سَتَرحَلُ عَن قَريبٍ / إِلى قَومٍ كَلامُهُمُ سُكوُتُ
أَتاني أَنَّ هِندَاً أُختَ صَخرٍ
أَتاني أَنَّ هِندَاً أُختَ صَخرٍ / دَعَت دَركاً وَبَشَّرَتِ الهُنودا
فَإِن تَفخَر بِحَمزَةَ حينَ وَلّى / مَعَ الشُهَداءِ مُحتَسِباً شَهيداً
فَإِنَّا قَد قَتَلنا يَومَ بَدرٍ / أَبا جَهلٍ وَعُتبَةَ وَالوَليدا
وَقَتَّلنا سُراةَ الناسِ طُرّاً / وَغُنِّمنا الوَلائِدَ وَالعَبيدا
وَشَيبَةَ قَد قَتَلنا يَومَ ذاكُم / عَلى أَثَوابِهِ عَلَقاً جَسيدا
فَبُوِّأَ مِن جَهَنَّمَ شَرَّ دارٍ / عَلَيها لَم يَجِد عَنها مُحيدا
وَما سِيّانِ مَن هُوَ في جَحيمٍ / يَكونُ شَرابُهُ فيها صَديدا
وَمَن هُوَ في الجِنانِ يَدُرُّ فيها / عَلَيهِ الرِزقُ مُغتَبِطاً حَميدا
إِذا ما المَرءُ لَم يَحفَظ ثَلاثاً
إِذا ما المَرءُ لَم يَحفَظ ثَلاثاً / فَبِعهُ وَلَو بِكَفٍّ مِن رَمادِ
وَفاءٌ لِلصَديقِ وَبَذلُ مالٍ / وَكِتمانُ السَرائِرِ في الفُؤادِ
جَميعُ فَوائِدِ الدُنيا غُرورُ
جَميعُ فَوائِدِ الدُنيا غُرورُ / وَلا يَبقى لِمَسرورٍ سُرورُ
فَقُل لِلشامِتينَ بِنا أَفيقوا / فَإِنَّ نَوائِبَ الدُنيا تَدورُ
رَأَيتُ الدَهرَ مُختَلِفاً يَدورُ
رَأَيتُ الدَهرَ مُختَلِفاً يَدورُ / فَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورُ
وَقَد بَنَتِ المُلوكُ بِهِ قَصوراً / فَلَم تَبقَ المُلوكُ وَلا القُصورُ
أَيا مَن لَيسَ لِي مِنهُ مُجيرُ
أَيا مَن لَيسَ لِي مِنهُ مُجيرُ / بَعَفوكَ مِن عِقابِكَ أَستَجيرُ
أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِكُلِ ذَنبٍ / وَأَنتَ السَيِّدُ الصَمَدُ الغَفورُ
فَإِن عَذَّبَتني فَالذَنبُ مِنّي / وَإِن تَغفِر فَأَنتَ بِهِ جَديرُ
أَتَمُّ الناسُ أَعرَفُهُم بِنَقصِه
أَتَمُّ الناسُ أَعرَفُهُم بِنَقصِه / وَأَقمَعُهُم لِشَهوَتِهِ وَحِرصِه
فَدانِ عَلى السَلامَةِ مَن يُداني / وَمَن لَم تَرضَ صُحبَتَهُ فَأَقصِه
وَلا تَستَغْلِ عافيَةً بِشَيءٍ / وَلا تَستَرخِصَنَّ أَذىً لِرُخصِه
وَخَلِّ الفَحصَ ما اِستَغنَيتَ عَنهُ / فَكَم مُستَجلِبٍ عَيباً لِفَحصِه
لَنا ما تَدَّعونَ بِغَيرِ حَقٍّ
لَنا ما تَدَّعونَ بِغَيرِ حَقٍّ / إِذا ميزَ الصِحاحُ مِنَ المِراضِ
عَرَفتُم حَقَّنا فَجَحَدتُموهُ / كَما عُرِفَ السَوادُ مِنَ البَياضِ
كِتابُ اللَهِ شاهِدُنا عَلَيكُم / وَقاضينا الإِلَهُ فَنِعمَ قاضِ