القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الإِمام عَليّ بن أَبي طَالِب الكل
المجموع : 42
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ / وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ / كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ / وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم / وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني / وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني / وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي / فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو / وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ
وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ / وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ / كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ
إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ / فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى / بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ / وَآخَرُ ما سَعى جمَعَ الثَراءَ
وَساعٍ يِجمَعُ الأَموالَ جَمعاً / لِيورِثَها أَعادِيَهُ شَقاءَ
وَما سِيّانِ ذو خُبرٍ بَصيرٌ / وَآخَرُ جاهِلٌ لَيسا سَواءَ
وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً / يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ
وَيُزري بالفَتى الإِعدامُ حَتّى / مَتى يُصِبِ المَقالَ يُقَل أَساءَ
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيكَ أَمراً
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيكَ أَمراً / فَلَيسَ يَحُلُّهُ إِلّا القَضاءُ
فَما لَكَ قَد أَقَمتَ بِدارِ ذُلٍّ / وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ فَضاءُ
تَبَلَّغْ بِاليَسيرِ فَكُلُّ شَيءٍ / مِنَ الدُنيا يَكونُ لَهُ اِنتِهاءُ
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي / وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ
تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً وَيَوماً / تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي / تُحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري / بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مُقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ / وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً / لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءُ لِأَنَّ فيهِ / تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ / سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَبِالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا / فَفي ساعاتِهِ سَفكُ الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً / فَنِعمَ اليَومُ يَومُ الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ / فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ / وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ
وَهَذا العِلمُ لا يَدْريهِ إِلّا / نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ
إِذا اِشتَمَلَت عَلى اليَأسِ القُلوبُ / وَضاقَ لِما بِهِ الصَدرُ الرَحيبُ
وَأَوطَنَتِ المَكارِهُ وَاِطمَأَنَّت / وَأَرسَت في أَماكِنِها الخُطوبُ
وَلَم تَرَ لِاِنكِشافِ الضُرِّ وَجهاً / وَلا أَغنى بِحيلَتِهِ الأَريبُ
أَتاكَ عَلى قُنوطٍ مِنكَ غَوثٌ / يَمُنُّ بِهِ اللَطيفُ المُستَجيبُ
وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت / فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ
سَليمُ العَرضِ مَن حَذِرَ الجَوابا
سَليمُ العَرضِ مَن حَذِرَ الجَوابا / وَمَن دارى الرِجالَ فَقَد أَصابا
وَمَن هابَ الرِجالَ تَهَيَّبوهُ / وَمَن يُهِنِ الرِجالَ فَلَن يُهابا
وَذي سَفهٍ يُخاطِبُني بِجَهلٍ
وَذي سَفهٍ يُخاطِبُني بِجَهلٍ / فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً وَأَزيدُ حُلماً / كَعودٍ زادَ بِالإِحراقِ طِيبا
عَجِبتُ لِجازِعٍ باكٍ مُصابِ
عَجِبتُ لِجازِعٍ باكٍ مُصابِ / بِأَهلٍ أَو حَميمٍ ذي اِكتِئابِ
يَشُقُّ الجَيبَ يَدعو الوَيلَ جَهلاً / كَأَنَّ المَوتَ بِالشَيءِ العُجابِ
وَساوى اللَهُ فيهِ الخَلقَ حَتّى / نَبِيَّ اللَهِ مِنهُ لَم يُحابِ
لَهُ مَلَكٌ يُنادي كُلَّ يَومٍ / لِدوا لِلموتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ
قَريحُ القَلبِ مِن وَجَعِ الذُنوبِ / نَحيلُ الجِسمِ يَشهَقُ بِالنَحيبِ
أَضرَّ بِجِسمِهِ سَهَرُ اللَيالي / فَصارَ الجِسمُ مِنهُ كَالقَضيبِ
وَغَيَّرَ لَونَهُ خَوفٌ شَديدٌ / لِما يَلقاهُ مِن طَولِ الكَروبِ
يُنادي بِالتَضَرُّعِ يا إِلَهي / أَقِلني عَثرَتي وَاِستُر عُيوبي
فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ مُستَغيثاً / فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ مِن مُجيبِ
وَأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي / وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي
وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ طِبُّ / وَمِن لي مِثلَ طِبِّكَ يا طَبيبي
حَبيبٌ لَيسَ يَعْدِلُهُ حَبيبُ
حَبيبٌ لَيسَ يَعْدِلُهُ حَبيبُ / وَما لِسِواهُ في قَلبي نَصيبُ
حَبيبٌ غابَ عَن عَيني وَجِسمي / وَعَن قَلبي حَبيبي لا يَغيبُ
سَيَكفيني المَليكُ وَحَدُّ سَيفٍ
سَيَكفيني المَليكُ وَحَدُّ سَيفٍ / لَدى الهَيجاءِ يَحسَبُهُ شِهابا
وَأَسمَرُ مِن رِماحِ الحَظِّ لَدنٍ / شَدَدتُ غِرابَهُ أَن لا يُحابا
أَذودُ بِهِ الكَتيبَةَ كُلَّ يَومٍ / إِذا ما الحَربُ تَضطَرِمُ اِلتِهابا
وَحَولي مَعشَرٌ كَرُمُوا وَطابوا / يُرَجّونَ الغَنيمَةَ وَالنِهابا
وَلا يَنحونَ مِن حَذَرِ المَنايا / سُؤالَ المالِ فيها وَالإِيابا
فَدَع عَنكَ التَهَدُّدُ وَاصْلَ ناراً / إِذا خَمُدَت صَلَيتَ لَها شِهابا
إِذا ضاقَ الزَمانُ عَلَيكَ فَاِصبِر
إِذا ضاقَ الزَمانُ عَلَيكَ فَاِصبِر / وَلا تَيأَس مِنَ الفَرَجِ القَريبِ
وَطِب نَفساً بِما تَلِد اللَيالي / عَسى تَأتيكَ بِالوَلَدِ النَجيبِ
حَقيقٌ بِالتَواضُعِ مَن يَموتُ
حَقيقٌ بِالتَواضُعِ مَن يَموتُ / وَيَكفي الَمَرءَ مِن دُنياهُ قوتُ
فَما لِلمَرءِ يُصبِحُ ذا هُمومٍ / وَحِرصٍ لَيسَ تُدرِكُهُ النُعوتُ
صَنيعُ مَليكِنا حَسَنٌ جَميلٌ / وَما أَرزاقُنا عَنّا تَفوتُ
فَيا هَذا سَتَرحَلُ عَن قَريبٍ / إِلى قَومٍ كَلامُهُمُ سُكوُتُ
أَتاني أَنَّ هِندَاً أُختَ صَخرٍ
أَتاني أَنَّ هِندَاً أُختَ صَخرٍ / دَعَت دَركاً وَبَشَّرَتِ الهُنودا
فَإِن تَفخَر بِحَمزَةَ حينَ وَلّى / مَعَ الشُهَداءِ مُحتَسِباً شَهيداً
فَإِنَّا قَد قَتَلنا يَومَ بَدرٍ / أَبا جَهلٍ وَعُتبَةَ وَالوَليدا
وَقَتَّلنا سُراةَ الناسِ طُرّاً / وَغُنِّمنا الوَلائِدَ وَالعَبيدا
وَشَيبَةَ قَد قَتَلنا يَومَ ذاكُم / عَلى أَثَوابِهِ عَلَقاً جَسيدا
فَبُوِّأَ مِن جَهَنَّمَ شَرَّ دارٍ / عَلَيها لَم يَجِد عَنها مُحيدا
وَما سِيّانِ مَن هُوَ في جَحيمٍ / يَكونُ شَرابُهُ فيها صَديدا
وَمَن هُوَ في الجِنانِ يَدُرُّ فيها / عَلَيهِ الرِزقُ مُغتَبِطاً حَميدا
إِذا ما المَرءُ لَم يَحفَظ ثَلاثاً
إِذا ما المَرءُ لَم يَحفَظ ثَلاثاً / فَبِعهُ وَلَو بِكَفٍّ مِن رَمادِ
وَفاءٌ لِلصَديقِ وَبَذلُ مالٍ / وَكِتمانُ السَرائِرِ في الفُؤادِ
جَميعُ فَوائِدِ الدُنيا غُرورُ
جَميعُ فَوائِدِ الدُنيا غُرورُ / وَلا يَبقى لِمَسرورٍ سُرورُ
فَقُل لِلشامِتينَ بِنا أَفيقوا / فَإِنَّ نَوائِبَ الدُنيا تَدورُ
رَأَيتُ الدَهرَ مُختَلِفاً يَدورُ
رَأَيتُ الدَهرَ مُختَلِفاً يَدورُ / فَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورُ
وَقَد بَنَتِ المُلوكُ بِهِ قَصوراً / فَلَم تَبقَ المُلوكُ وَلا القُصورُ
أَيا مَن لَيسَ لِي مِنهُ مُجيرُ
أَيا مَن لَيسَ لِي مِنهُ مُجيرُ / بَعَفوكَ مِن عِقابِكَ أَستَجيرُ
أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِكُلِ ذَنبٍ / وَأَنتَ السَيِّدُ الصَمَدُ الغَفورُ
فَإِن عَذَّبَتني فَالذَنبُ مِنّي / وَإِن تَغفِر فَأَنتَ بِهِ جَديرُ
أَتَمُّ الناسُ أَعرَفُهُم بِنَقصِه
أَتَمُّ الناسُ أَعرَفُهُم بِنَقصِه / وَأَقمَعُهُم لِشَهوَتِهِ وَحِرصِه
فَدانِ عَلى السَلامَةِ مَن يُداني / وَمَن لَم تَرضَ صُحبَتَهُ فَأَقصِه
وَلا تَستَغْلِ عافيَةً بِشَيءٍ / وَلا تَستَرخِصَنَّ أَذىً لِرُخصِه
وَخَلِّ الفَحصَ ما اِستَغنَيتَ عَنهُ / فَكَم مُستَجلِبٍ عَيباً لِفَحصِه
لَنا ما تَدَّعونَ بِغَيرِ حَقٍّ
لَنا ما تَدَّعونَ بِغَيرِ حَقٍّ / إِذا ميزَ الصِحاحُ مِنَ المِراضِ
عَرَفتُم حَقَّنا فَجَحَدتُموهُ / كَما عُرِفَ السَوادُ مِنَ البَياضِ
كِتابُ اللَهِ شاهِدُنا عَلَيكُم / وَقاضينا الإِلَهُ فَنِعمَ قاضِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025