المجموع : 10
أبي لو أملؤ الدنيا ثناءاً
أبي لو أملؤ الدنيا ثناءاً / لما أضحت لتربيتي جزاءا
كفاني أن لي بسناك رشداً / وحسبي أن ملكت بك السناءا
تنازل عن مسايرتي الثريا / فتحسب ان تجاوزت السماءا
ولو وجد الهلال إليك مثلي / انتماءاً ما تعداك انتماءا
وعنك رويت أخلاقاً حسانا / حياءك والرزانة والحياءا
توارى المشتري عني حياءاً / وقابلت السماك فما تراءى
وترت القوس مرتمياً لمجد / أصبت به الزعامة والعلاءا
إذا ما فاتني للقاك فرض / ولم أستوف واجبه أداءا
فأني سوف أخلص فيه سعيي / وأجهد كي أجيء به قضاءا
لواء الدين لف فلا جهاد
لواء الدين لف فلا جهاد / وباب العلم سد فلا اجتهاد
تخارست المقاول والمواضي / فليس لها جدال أو جلاد
بكيت معسكر الاسلام لما / أتيح عميدها وهو العماد
كأن لم تركز الخرصان فيه / وتصبح في مواكبه الجياد
تزاحمت الخطوب فهل سديد / وأرجفت الثغور فهل سداد
أقائد جحفل التوحيد من ذا / يعدل صفه وبمن يقاد
تصيدك العدى في الجو نسراً / ونسر الشهب فيهم لا يصاد
وأرهبهم جناح منك أضحت / تغير في قوادمه العباد
إذا وضعوا كتائبه استكانت / لعز مليكه الدول البعاد
مليك غير أن العلم تاج / له من فوق مفرقه انعقاد
ومصلح أمة لو لم يعمها / بنهضته لأقعدها الفساد
فما نفرت وفيه لها ائتلاف / وما اشتجرت وفيه لها اتحاد
أتاها والقلوب بها سقام / وجاهدها فابراها الجهاد
وساق الجيش مطلعه سعيد / وفي مجرى طلائعه السداد
بجمهر لا يعد وليس يأتي / على أوصاف قائده العداد
يسير المسلمون على سناه / وفي الفلوات منه بها اتقاد
كأن الخيل يرسلها سراباً / كواكب في السماء لها طراد
كأن السمر آجام ولكن / على عذباتها تجري الجياد
كأن عداك في الهيجاء زرع / دنا منه بمنصلك الحصاد
كأن البر لج من حديد / تسيل به الأباطح والوهاد
كأنك يا نجاتهم سفين / تسايرها الهداية والرشاد
أرادوا النصر ينتج بابن آن / وأمر اللَه يعقم ما أرادوا
ورد نفيرهم لم يلو جيد / إلى العقبى وعقباها ارتداد
تحايدت القبائل عنك لما / رأت أن الحياة هي الحياد
أما لمحتك من خلل القصور
أما لمحتك من خلل القصور / فتاة برقعت بنصيف نور
وهل وافتك يكحل مقلتيها ال / شباب الغض في ميل الفتور
يميل الدل معطفها فيثني / شبيه اللين بالغصن النضير
من اللآئي لبسن الصون برداً / تزر عليه أروقة الخدور
أعادلة المهفهف جرت حكماً / وليس من العدالة أن تجوري
وهاجرتي هجرت وصول وجد / يبيت وليله كضحى هجير
فمنشور الغرام على جواه / ومطوّي الضلوع على زفير
يكابد فيك لوعة مستشيط ال / صبابة موقد قبس الضمير
إلي إلي يا روحي وراحي / ويا روحي المضمخ بالعبير
ذري تسويف ميعادي وصالا / وزوري فالحياة بان تزوري
صلي فالحي مات الصبح عنه / وما في الحي غيري من سمير
وجنح الليل خفق في نسيم / يرف بوفرة الروض المطير
وللورقاء في الأوراق صدح / فمن بم يقرطنا وزير
وبنت الكرم أسكبها فتجري / سلافتها على شفة المدير
ظما لحشاي إن لم ارتشفها / برودا بالعشي وبالبكور
بمنجر الخميلة حيث مدّت / إلى أمد ومنفتح الزهور
ومطلول الندي عليه ألقى ال / ندى متساقط الدر النثير
كأن ربيعه غض الحواشي / خميس حف درعاً من غدير
يباكره المهب بكل رطب ال / قبول معبق أرج الدبور
تضمن منه سمط السرب عيناً / عرضن لنا كولدان وحور
ييممن الغدير فمن مهاة / مضمرة ومن رشأ غرير
يد عندي لذاك السرب كم لي / به من منعم بوصال زور
يطيف خياله بسواد عيني / فلم أدركه من فرط الضمور
ولم أر مثل عارضه صباحاً / يحوط سناه ديجور الشعور
محياه تسيل به حميا ال / جمال مسيل نار فوق نور
تلونا فيه آيات التصابي / رقمن على سجل من حرير
وطرس جبينه قد ذيلته / حواجبه بمقرون السطور
أهل زبر الصبا الانجيل فيه / وجذوله بأحكام الزبور
ألا خفض بحظك للحضيض
ألا خفض بحظك للحضيض / فقد قرضتك السنة القريض
إذا ذكر الكمال فانت شكل / غدوت من العلى عين النقيض
لقد عرضت عرضك للأهاجي / ولم تك بالطويل ولا العريض
صححت مخازياً ومرضت ديناً / لحاك اللَه من صاح مريض
قصرت فكنت تحت النعل جسماً / تعاظم عنده جسم البعوض
نهضت بحمل مثقلة المخازي / فحظك قد تقاعد عن نهوض
فلو صورت غمضاً للأماقي / لقال سوادها هذا بغيضي
لو ألقيت في كأس الحميا / لعادت وهي آنية الجريض
ولو رمقتك أبصار الزواني / لودت أن تكحل بالغموض
ولو فاضت بدجلة بنت كرم / لقلت لدجلة بحشاي غيضي
ترى مرقى العلى أبداً حراماً / ومرقي الأير من سنن الفروض
فلا طفلاً تركت ولا فتاةً / ولا اللآئي يئسن من المحيض
ترى البيض الكعاب فتنتحيها / بسود من خزايا غير بيض
وتلمح كل براق الثنايا / بطرف عن سنا العليا غضيض
وان عربدت قلت خلا ندي ال / حميا لي فيا دنياي بيضي
أيا هادي الفواحش سوف يأتي / اليك الهجو لماح الوميض
يقطع منك عرضك فاعتزله / فذاك مدّق تقطيع العروض
رمت بين الترائب والشغاف
رمت بين الترائب والشغاف / بقايا القلب ثالثة الأثافي
والوت بالهوادي من لوي / فمالت في أخادعها الضعاف
تنيف على الجبال بها رزايا / تحض بها الغطارف من مناف
تشف على منازل حي فهر / بها النكباء عاصفة السوافي
لها طرف المباني قد تهادت / فأمست وهي واهية الطراف
بها البلدي يندب عن وجيب / يشاطر فيه نزال الفيافي
واظهرها اقشعرت من نعي / على الذكوات مرهوب الهتاف
وفي وكناتها العقبان القت / لهائلها القوادم والخوافي
أناسفة بأحمد ركن صبري / هتت علي أروقة السجاف
لقد جاذبت منه شريف أصل / تميد لفقده فرعاً شراف
عزيز ان يطاوع وهو صعب / وتعصيني به عرب القوافي
لقد كفأت به كف الرزايا / دوين الشرب أقداح التصافي
وغض شبيبة كالخوط غض / لواه الحتف في زمن القطاف
فلا مرح يميل به ولكن / لما يعلوه من ثمر العفاف
فيا ري الصدى جففت ريقاً / عليك وأنت رقراق النطاف
شمائل كنت أحسبها شمولاً / شربت لفقدها مر الذعاف
وأخلاق بنشوتها انتشينا / وملنا عن معتقة السلاف
ويا شمساً تحجبها المنايا / برغمي أن تكور بانكساف
ويا غصن المعاطف كيف أضحت / تميل بك المنون إلى انعطاف
أليفي قم تلاف قواي إني / أراك رحلت عني بائتلاف
رحلت وما رعيت عهود ودي / كأنك قد عزمت على تلافي
أواصل قاطعيك بأي عذر / تبيت وأنت للخلاق جاف
يعالجك الطبيب وليس يدري / بأنك من عياء الداء شاف
كفى حزناً عليك بأنك قنعنا / من الأيام بعدك بالكفاف
جرحت العين فانبعثت رعافا / وليس العين جارحة الرعاف
ألا لِلّه نعش منك ترمى / له الأضلاع وجداً بالثقاف
تقل عواتق العلماء منه / سريراً فوق موج الدمع طاف
فقل بالليث عريسا تهادى / أمالهم وليس إلى الزفاف
أكلت دما إذا أنا لم أصير / مطافي في ضريحك واعتافي
وإن أنا لم أوفي حق حزني / عليك فلست بالخل الموافي
ولولا صبر عمك ما ندبنا / لدى الجلى بألسنة القوافي
إمام هدى عليه قد اتفقنا / برغم العاكفين على الخلاف
وطود حجى ومنه قد التجأنا / إلى ظل على العافين ضاف
وبحر ندى ومنه قد ارتوينا / إذا ما الغيث أخلف بالنطاف
خلا عما سوى الأحكام قلباً / وبالمعروف ملآن الصحاف
بلادك إنها خير البقاع
بلادك إنها خير البقاع / فقم ثبت بها قدم الدفاع
بلادك أرضعتك العز فاحفظ / لها حق الأمومة والرضاع
بلادك أصبحت لحماً غريضاً / تمطق فيه اشداق السباع
فقل للضاريات ألا اقذفيه / ففي أوصاله سم الأفاعي
أرى ضرماً وليس له لهيب / وهل نار تكون بلا شعاع
وأسنمة يسيل السمن منها / توزع بين أفواه جياع
وقطعاناً تلاوذ وهي سغب / وتمنع عن مداناة المراعي
فما زالت على فزع ورعب / تفر من الذئاب إلى الضباع
غزانا الغرب في جيش لهام / تجهزه السياسة بالخداع
رمى الشرق الجميع بنبل مكر / ففرق شمله بعد اجتماع
وحمل أهله عبئاً ثقيلاً / وكلفهم بغير المستطاع
يجذ الكف وهو يريد منها / أو ان القطع فعل يد صناع
ويثقل بالحديد الساق ظلماً / ويرجو أن تخف إلى المساعي
أطار الفكر من دهش شعاعاً / وقال احمل قواك على اختراع
وضيعها حقوقاً ناصعات / فيا لِلّه والحق المضاع
يرى ضعة الكراع فيصطفيه / ويعرض عن مجاملة الذراع
نظرنا في السياسة فاجتهدنا / وخضنا في القياس وفي السماع
فألفينا بحيرتها سراباً / يحوم الوهم منه على التماع
إذا كالت فقيراط بصاع / أو اكتالت فقنطار بصاع
أبت أن تستقر على ثبات / بواعثها الكثيرة والدواعي
وما عقدت بخنصرها حساباً / لأمر لا يجيئ له بباع
تصافيها النفوس ولا تصافي / وترعاها العيون ولا تراعي
تصارع أمة بيمين أخرى / وليس لغيرها غلب الصراع
أما في هذه الدنيا مطيع / يراقب بطشة الملك المطاع
ونفس في زجاجتها انشعاب / ويوشك أن تؤول إلى انصداع
تنفس في سجنجلها غبار / يخفف وزن عالية التلاع
وأوردها المنية وهو يشدو / ردي مرّ الحتوف ولا تراعي
دعوت الحي يغمرهم كراهم / وهل ميت يجيب نداء داع
وقلت لناشد في الشهب مأوى / أضعت العمر في طلب الضياع
يراقب من أمانيه بشيراً / فيسبقه القضاء لها بناع
ألم يرهقه معترك الليالي / وحد السيف يرهف بالقراع
ومن لم يتسع صدراً لضيق / يضق فيه فضا الخطط الوساع
ومن قدّ العدو له قناة / أعدّ لوخزه قط اليراع
سنان أم لسان فيه يقضى / على الخصم الألد لدى الدفاع
يكتبها كتائب من حروف / ولكن المواقف من رقاع
له أما القلوع مع المنايا / وأما فتح مغلقة القلاع
فإن لم تنحسم فيه القضايا / فبيض الهند حاسمة النزاع
أمير الريف اسرجه احتجاجاً / ليلجم فيه جامحة الطباع
أنار المبهمات وقد تجلى / كمصباح توقد في يفاع
ولما أعميت عنه عيون / صحيحات وارتج سمع واع
أقام السيف يخترق التراقي / وينكت فالقاً وكر الصداع
ولولا فصله اتصلت عراها / حوادث تستمر بلا انقطاع
طبيبي ما عرفت عياء دائي
طبيبي ما عرفت عياء دائي / وأنت معالج الداء العياء
أنا أدري بدائي فهو ضعف ال / سواعد عن صراع الأقوياء
وبي ألم يؤرقني فتعيي / بميني فيه عن جذب الرداء
وحمىً خالطت عرقا بجسمي / فباتا مزمعين على اصطلائي
وكنت خلقت من ماء وطين / فها أنا صرت من نار وماء
مللت العائدين وقد أمالوا / إلي رقاب اخوان الصفاء
وقالوا ان صحته ترقت / فقلت أرى انحطاطي بارتقائي
وقالوا قد شفيت فقلت كفواً / فمن عللي تعاليل الشفاء
أرى شبحاً يسير أمام عيني / لغايته فأحسبه ورائي
وآخر عن مظالمه تنحى / وأكره في مغادرة الشقاء
وتبكيه المواعظ لا اختياراً / فاين الضحك في زمن العناء
مشى في غير عادته الهوينى / ولكن لا يسابق بالرياء
وقد ألف السكينة لا صلاحاً / كلص تاب أيام الوباء
فيا كبراء هذا العصر كونوا / يداً تطوى لباس الكبرياء
وسيروا في تواضعكم بشعب / تواضعكم له درج ارتقاء
وأنقى ربوة في الأرض قلب / أعد لغرس فسلان الأخاء
ولا مثل القناعة كنز عز / يدوم وكل كنز للفناء
ويا عصر الحديد أوثق وصفد / وكهرب يا زمان الكهرباء
ويا مطر القذائف كم شواظ / لودقك في نفوس الأبرياء
واذيال المعاسير الحيارى / بها كم لاذ أرباب الثراء
وعقبى الظلم ان حانت نزولا / جرى منها العقاب على السواء
فلا الكاسي تحصنه دروع / ولا العاري يلاحظ للعراء
حياة المرء أطيبها حياء / فلم تطب الحياة بلا حياء
وأنفس ما يخلف معجزات / يرتل آيها دان ونائي
ومن غالي وأغرق في مديح / وفرط حين أفرط في الثناء
كمدّخر جواهره الغوالي / لشدته فبيعت في الرخاء
ورب ممدح إفكاً وزوراً / أتاه المدح من باب الهجاء
وما بنت القوافي بيت مجد / لمن قد بات منقض البناء
وما أثر الفتى بالشعر يبقى / ولكن بالعفاف وبالاباء
ومصطنع الرجال بما توالت / عليهم راحتاه من العطاء
إذا دهمته نازلة فدوه / فسابقهم إلى شرف الفداء
كذا الإنسان مهما شاء يعلو / وإلا فهو من إبل وشاء
مراح السرب روّحك النسيمُ
مراح السرب روّحك النسيمُ / وخلَّد زهرك الغيث العميم
ومرتبع الكواعب عاطرات الغلائل / شقَّ حافتك الشميم
سُقيت الوبل من نادٍ نديّ / يموج على جوانبه النعيم
لطبت محط اثقال التصابي / بحيث ثراك مطلول وسيم
أيا ظبي الصريم غضا فؤآدي / مقيلك حيث تأوي لا الصريم
جرى فيك الغرام على اختلافٍ / فصبرٌ ظاعنٌ وجوىً مقيم
وشوق صحَّ في قلب سقيم / به من لحظك الماضي كلوم
سرى من مقلتيك له سقام / فاعداه وقد يعدي السقيم
ايطعنني قوامك وهو خوطٌ / ويصرعني هواك وأنت ريم
الام على عذارك وهو لامٌ / لدمعي حوله دالٌ وميم
الا يالائمين به اعيدوا / له نظر الصبابة ثم لوموا
هضيم الكشح مقلق ما عليه / بنفسي ذلك الكشح الهضيم
ستبعد عنه اشواقي امونٌ / مخط الشهب ادنى ما تروم
تحلق بي وللظلمآء موجٌ / به السَّاري كما يطفو يعوم
مقوَّمة من الذملان تندى / رشيحاً وهي عرجون قديم
عذافرة تفوت البرق شأوا / ويكبو عند مجراها النسيم
اذا اودى الذميل بها كلالاً / يعللها براحتها الرسيم
تناقل خطوها عدواً ورهواً / وتعقد في حيازمها الحزوم
الى الامد البعيد تزف شوقاً / لتبلغه كما زفَّ الظليم
لأرحل عن مراح السرب فيها / ففي جنباته يلوى الغريم
وابلغها ابا الفتح المعلَّى / فثم الأمن والمنّ الجسيم
غنىً لك عن صبوحك والغبوق
غنىً لك عن صبوحك والغبوق / بقرقف مقلة وسلاف ريق
تتوق الى الرحيق وتحتسيها / وفي شفتيك سلسال الرحيق
وتصبو للبروق مشعشعات / وثغرك منه شعشعة البروق
وتعبق فرعك الداجي خلوقاً / وعنك يضوع عبَّاق الخلوق
فلا تهصر وشيج قناً لحربي / فقدُّك قدَّ من اسلٍ وريق
ولا تستلّ صفحة مشرفي / فطرفك سلّ عن عضب ذليق
ولا تحرق فؤآدي بالتجني / فليس بهِ محلّ للحريق
رَقَقت سوالفا وقسوت قلبا / رعاك الله من قاسٍ رقيق
ترى دمعي فيضحك منك ثغرٌ / كما ضحك الاقاح من الشقيق
اخفَّاق الوشاح بأي حكمٍ / حكمت على فؤآدي بالخفوق
سقى حافات حيك للغوادي / حياً يهفو بدلاّحٍ دفوق
وروّح بالعقيق سروح سربٍ / نسيمٌ ضاع عن مسكٍ فتيق
اعق المجد وهو ابي اذا لم / اسل دمعي عقيقا بالعقيق
واهوي للحضيض الوهد أن لم / اكلف مرتقى الجوزآء نوقي
سأبعثها طلائح جانفاتٍ / تميل من العيف الى العنيقِ
مراسيلاً تسارع في خطاها / اذا ما آنسَت نار الفريق
لقد فتلت مرافقها الموامي / فلفَّ بها السرى أكم الطريقِ
فلو بلغ الفريق بناسراها / لأوقفنا على مغنى الرفيق
اثيث الجعد سلسله صباه / فدار بفرعه دور العذوق
يضوع الردع منه وليس يلقى / على وفراته ردع الخلوق
ويبدو البدر منه بليل جعدٍ / يعيد الشمس حالكة الشروق
ترقرق مآء وجنته معيناً / بروضٍ من محاسنه انيق
واجرى الخال زورقه عليه / فمدَّ له السناكفَّ الغريق
رأينا من لواحظه نشاوى / فقلنا يا لواحظه افيقي
أريج الراح صافية المزاج
أريج الراح صافية المزاج / يروّح بالشذا روح المزاج
إذا مازفها الساقي عروسا / وجلببها الصبا برد الزجاج
تزاحمت النفوس على سناها / كما ازدحم الفراش على السراج
وينتثر الحباب على طلاها / كمثل الدر ينثر فوق تاج
يرف بها كوجنتة ابن لهو / رفيف العضو آذن باختلاج
ويلحقها مجاجة ظلم فيه / الا دعها وطف لي بالمجاج
امضطرب الروادف سام / موج الشباب الغض ردفك بارتجاج
وحقق في ترائبك الزواهي / مصور جسم حسنك حق عاج
فتحت رتاج مملكة التصابي / فاعطتك القلوب من الخراج
بوجه موقد الوجنات زاهٍ / وطرف ساحر اللحظات داجي