القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 19
أرى مِليا فتحسبني خَلِيّاً
أرى مِليا فتحسبني خَلِيّاً / وفي قلبي لها حبٌّ قديم
تسارقني التحيةَ بانحناءٍ / وما لي غيرها شيء مروم
كأن قوامها غصن نضيرٌ / تثنى حين قابله نسيم
خطيب الشرق لا تلوى العنانا
خطيب الشرق لا تلوى العنانا / فأنت المرء أوقرهم جنانا
وأمضاهم اذا كتبوا يراعاً / وأذلقهم أذا نطقوا لسانا
لقد دافعت دهراً عن بلاد / قد افتخرت بمدرهها زمانا
وكم رمت العلاء لقوم مصر / وكنت أشد من فيها حنانا
بقلب عاف ارزاء الليالي / كما عاف المذلة والهوانا
وجانبت الامير وأنت تنوي / فعالا لا يكون بها مدانا
وكم من فرقة صعبت فهانت / وكم من طارئ أخنى فهانا
وما دام الفراق لأجل قصد / شريف كان عزاً لا امتهانا
فزدنا مصطفى وازدد ثباتا / يزدك القوم شكراً وامتنانا
مدحتك لا لجائزة ولكن / وجدتك خير من يُهدى البيانا
هدية شاعر ما ظل يطرى / ويمدح فيك أخلاقاً حسانا
فكن للشرق ساعده المرجيّ / تزرك قصائدي آناً فآنا
وقائلة لك البشرى فقومي
وقائلة لك البشرى فقومي / على الاهرام شنوا كل غاره
فقلت وكيف صاحبها فقالت / أهانوه فقلت كفى بشاره
ألا قل للدعاة قفوا قليلاً
ألا قل للدعاة قفوا قليلاً / فليس أخو الجهالة كالخبير
هُمو جمعوا من البهتان حزباً / فبدَّدَ شمله صدق الأمير
بلونا الحب فاخترناه شرعاً
بلونا الحب فاخترناه شرعاً / رغبنا فيه عن دين ودنيا
وما مليا سوى خود خريد / رمتنا بالقلى ظلما وبغيا
وما العشاق الا خير قوم / أطاعوا للهوى أمراً ونهيا
أرقهمُ إذا ذكر التصابي / جميل بثينة ونسيم مليا
تهيبت المنون على ابتعاد
تهيبت المنون على ابتعاد / فكيف بها اذا اقترب البغاة
أفيقوا يا بني الدنيا أفيقوا / ففي هذا القصاص لكم حياة
هو الجاني وما للعدل ذنب
هو الجاني وما للعدل ذنب / ولا لقضاتهِ فيما جناه
أراق على يديه دماً بريئاً / فنال جزاءَ ما كسبت يداه
أبعد المدح ننشدك الرثاء
أبعد المدح ننشدك الرثاء / ويرضى الدهر فيك بان نساء
أنرثى العلم أم كرم السجايا / أم الفضل الغزير أم الاخاء
أنبكي الخير أم نبكي العطايا / أم الود الصريح أم السخاء
أليس من الرزايا ان ننادي / عليك ولا تجيب لنا نداء
ولو خيرتنا من قبل كانت / نفوس الخلق اجمعهم فداء
وسار النعش مثل الروض يزهو / وعين القوم تسقيهِ الدماء
فلو أبصرتهُ أبصرت ركباً / عليهِ الدهر قد خلع البهاء
وصحبك من رحيلك في ذهول / وراء النعش قد ملأُوا الفضاء
لقد كنت الدواء لكل داء / فمالك هجت في الأحشاء داء
أيرجى بعد من أودى شفاءٌ / وقد فقدَ العليلُ بهِ الدواء
نقولا نم بقبرك بين بر / ضمنت بهِ المثوبةَ والجزاء
ولازال الحيا يسقى ضريحاً / دفنا في جوانبهِ العلاء
أخصك بالرثاء ولا أعزى / سوى نفسي اذا طلبت عزاء
فأنت لديَّ مثلُ أخي وإني / لأَعظم من ذوي القربى بلاء
سيدركنا الحمام وبعد حين / نزايلها اقتداءً واقتفاء
وزير العلم رفقاً بالقوافي
وزير العلم رفقاً بالقوافي / فوصفك لا يحيط به ثناءُ
زجرت اليك طير الشعر حتى / يكون لها الى السعد اهتداء
ستفتخر المعارف يوم تعلى / لها شأنا كما افتخر القضاء
فانعم نظرة في حال قوم / اساء الجهل حالهم فساؤا
وفي مصر عقول لو سقتها / يد العرفان كان لها نماء
بها سقم وانت له طبيب / وادواء وانت لها دواء
وكم من أمة قطعت سراها / على جهل فادركها الفناء
وضعنا فيك آمالاً كبارا / يضيق لرحبها هذا الفضاء
فإن حققتها أحييت قوماً / لهم من قبلُ بالعلم ارتقاء
شديد الحزن من هول المصاب
شديد الحزن من هول المصاب / وما دمعي سوى قلب مذاب
وما المحيا سوى أمل ويأس / وما الدنيا سوى دار اكتئاب
وما خبر المنون لدى البرايا / سوى وقع أشدَّ من الحراب
فما للأرض مادت بالرواسي / وما للكون أصبح في اضطراب
وما للعين قد هجرت كراها / وما للنوم بالغ في اجتنابي
عهدت الدمع في عيني نقيا / فكيف أراه يجمل للخضاب
ومن يستعذب الايام حينا / تذقه المرَّ في كأس العذاب
ومن يترك عتاب الدهر يوماً / يجد أن لا مناص من العتاب
فزل يا موت عن عيني بعيداً / فما يرضي الورى لك باقتراب
وعدت الخلق يوم تزور حزنا / ووعدك جاءَ في قول صواب
وشر القول عند الناس وعد / أصاب الصدق في النوب الصعاب
حسبت الملك يحمى مالكيهِ / ولم تكن المنية في الحساب
أمرّ على الجلال فلا أراه / وما عهدي به طول الغياب
وليس من العجيب لدى المنايا / ذكاء تختفي تحت التراب
فديتك ربة الدنيا رويدا / فما لك بعد بينكِ من اياب
وما للملك غيركِ من كفيل / ولا للسيف بعدكِ من ضراب
وكنت البحر في رفد وجود / وليس لغير بحرك من عباب
وقومكُ خير قوم لم يزالوا / ليوث الحرب في قور وغاب
تمشت في جنازتكُ البرايا / بوجه لاشتداد الحزن كاب
وكلٌّ خافض عينيه حزناً / لفقدكِ من بكاء وانتحاب
على سلطانة درجت وكانت / قبيل الموت أمنع من عقاب
عليكِ صلاة ربكِ كل يوم / وما هطلت شآبيب السحاب
لقد غادرت عرشك في جلال / ونضرة ملك نجلك في شباب
فيا ملك الملوك لك التعزي / جميل بالدعاء المستجاب
فثق باللَه واستنجد بصبر / تنل من عنده حسن الثواب
رأيتك في الورى ملكاً وحيداً / وليس لها سواك بلا ارتياب
فخذ من شاعر النيل امتداحاً / يثير حفائظ القوم الغضاب
لقد أصبحت أحقر من عليها
لقد أصبحت أحقر من عليها / فلا تطمح الى الشرف الخطيرِ
اذا ذَكرت قريش في المعالي / فلا في العير انت ولا النفير
رأيت السيد البكريّ يمشي
رأيت السيد البكريّ يمشي / وكمَّا برده متدليان
دلالة ان شيخنا في قباء / له في كل داهية يدان
أرى ابن عتيق سبى غادة / واغرى ابن يسَّى على خطفها
وقد كان من قبله جده / يقود الثريا الى إلفها
عهدت السيد البكريّ شيخا / يحلل في المحارم كل مذهب
أتى بشريعة لبنات مصر / فمن تعضل الى البكريّ تذهب
أفيقوا وانظروا البكريّ يرجو / براءة ذلك الشيخ الاثيم
أناس همهم هتك الغواني / أولئك يعرضون على الجحيم
أيا شيخ المشايخ جئت ادّاً / ونكرا لا يسوغ ولا يجوز
لقد حقدت عليك بنات مصر / كما حقدت عليك الانكليز
ألا فليخفق العلم الجديد
ألا فليخفق العلم الجديد / يمينا ان طالعه سعيد
أيا علم البلاد عليك مني / سلام اللَه ما خفقت بنود
أرى الأعلام معقلها بناء / ومعقلك الجوانح والكبود
وقبلك لم أجد علما خفوقاً / كرام الكاتبين له جنود
سلاحهم يراع لا حسام / وعدتهم لك الرأي السديد
بربك خبر الاقوام عني / بما تنوي الوزارة والعميد
اذا اصطدما وكان الامر خلفاً / فعن أي تناضل او تذود
رفعت لنا وبالابصار شك / من الشبهات والايام سود
فجئنا من لدنك بكل فأل / تحداه التيمن والسعود
وإن كنا نرى الاعلام شتى / فانت وربك العلم الفريد
أيا علم البلاد ارى احتلالاً / كأنا عنده نفر عبيد
أصر على الجفاء ونحن شعب / أضر به التعسف والوعيد
وكم من جذوة في القلب شبت / فلم يدرك تأججها الخمود
فقل لهم اثيروا كل عسف / فريح العاسفين لها ركود
متى ينأي احتلال النيل عنا / وتصدق منه هاتيك الوعود
قضوا فينا بما شاؤا وصدوا / كما راموا فهل نفع الصدود
لقد فرحوا بما أوتوا فجاروا / وللباغي اذا عقلوا حدود
ضروب في المكايد يوم تحصى / عليهم ليس يحصيها العديد
يخيفون الامير من الرعايا / كأنهم له الخصم اللدود
وقد بصر الامير بما اسروا / وادرك أننا الشعب الودود
يرومون الفناءَ لنا ليبقوا / كما لقيته عاد أو ثمود
وكم ودوا الشقاء لاهل مصر / كما شقيت بظلمهم الهنود
مكايد يفزع التاريخ منها / ويصدف عن اعادتها المعيد
أقول الحق لا اخشى انتقاما / يهمّ اليه طاغية مريد
أإن انّ المضيم فقال رفقا / تشد له السلاسل والقيود
إذا مدوا حبال السوء يوما / فان اللَه يومئذ شهيد
لنحن أحق بالشكران منهم / ولكن شيمة الباغي الجحود
أيا علم البلاد اليك شعراً / تردده التهائم والنجود
ودونك عقد نظم من جمان / ومن درر يقال لها قصيد
يريد الشامتون بنا نكالا / ويأبى اللَه الا ما يريد
فكن في الحق مثل الحق يمضي / يكن لك بينهم بأس شديد
ولا تتبع هواهم بعد علم / يضلوا في الغواية أو يزيدوا
فليس بنافع فيهم رشاد / ولا من بينهم رجل رشيد
خطوب ما لها ابداً نصير
خطوب ما لها ابداً نصير / وأمر حل في مصر خطير
ابيت اللعن هل يرجي احتفاء / بهذا الركب ان حجب الامير
لئن كرهت حياة الشعب يوماً / فخير لو تفتحت القبور
أيا رب الاريكة قد رضينا / بأنك لا تزار ولا تزور
وهبنا نطلب الدستور جهراً / الا يرضيك ذياك الشعور
نراك وهل يرى ملك مفدى / سواك على مصالحنا غيور
أغيرك في الملوك وأنت أدرى / له شعب على البلوى صبور
فهل خدعتك بالبهتان ناس / أرادوا أن يسوء بنا المصير
أمور يضحك السفهاء منها / ويبكي من عواقبها الخبير
رويدك أيها النائي الجليل
رويدك أيها النائي الجليل / يعز على الورى هذا الرحيل
لقد كنت المثال لكل فضل / فلا عجب اذا عز المثيل
نودع منك نوراً ليس يخبو / وبدراً ليس يعروه الأفول
نودع منك سيفاً يوم ينضي / يفل بحده العضب الصقيل
نوجع منك ضرغاماً هصورا / يهاب لقاءَه الاسد الصؤول
بنيت على النزاهة منك طودا / تزول الراسيات ولا يزول
وكم أديت من حق مصون / به اغتبط المهيمن والرسول
تحول الارض يوم تحول قسرا / وانا عن ودادك لا نحول
ترفق بالقلوب فكل قلب / يكاد من الجوانح يستقيل
وسر باليمن في طلب المعالي / وربك بالذي ترضي كفيل
إلى الدستور في البرد القشيب
إلى الدستور في البرد القشيب / تحية شاعر لبق أديب
تحية شاعر يهدى إليه / بديع اللفظ في المعنى العجيب
يفضل في القريض على جرير / ويؤثر في البيان على حبيب
ويغبطه ابن قيس في التصابي / ويحسده جميل في النسيب
كأن صحيفة الدستور روض / بهيج الزهر ذوا ارج وطيب
فمن أدب يروق الى أديب / ومن علم يروق الى أريب
ومن نظر الى فكر سديد / الى حجج الى رأي صليب
ومن عظة تثقف ناشديها / وعقل في رمايته مصيب
فريد أقم من البرهان حقاً / يزعزع كل نمام كذوب
ومد يداً الى محمود حتى / تردا بطش غائلة الخطوب
أنيس القوم ان فقدوا انيساً / يخفف عنهم بؤس الكروب
وأموجهم لدى النعمى نوالا / اذا انتسبوا الى سمح وهوب
وأجرأهم لدى الجلى جناناً / اذا افتخروا بمقدام مهيب
بربكما افيضا النصح حتى / تكونا الذخر لليوم العصيب
ففي مصر احتلال كالرواسي / يضارع ثقل رضوى أو عسيب
ولم تجد السياسة فيه الا / باحياء العواطف والقلوب
هم حكموا باعنات كأنا / حرام ان نكون من الشعوب
فمن ارث هم اغتصبوه منا / ومن حق بلا حق سليب
وهم وأدوا الصحافة في صباها / وقيدها العميد بلا ذنوب
وكم نشروا علينا من صنوف / تجر الى الدمار ومن ضروب
يحبون الثناء على نكير / ويبغون المديح على معيب
وان وجد العميد بمصر حزباً / أناخ عليه بالامر الخريب
يؤَجج بينه فتناً تحاكي / شبوب النار في الوادي الحطيب
يرينا في سياسته خلاباً / يمثل كل خادعة خلوب
لقد ظهرت نواياه الينا / كأن حشاه واضحة الثقوب
ولولا خصب مصر ما اقاموا / ورب البيت في بلد جديب
ولا قطعوا المفاوز والفيافي / عطاشاً بالذميل وبالحبيب
ولو عدلوا لما سدوا علينا / مفتحة المسالك والدروب
ولا بثوا العيون بكل فج / علينا في المجيء وفي الذهوب
ولا شقوا الجموع اذا تضامت / لامر بالمشاة وبالركوب
ولا شرعوا أسنتهم وساروا / الى الارهاق بالركب الرهيب
يقودون الصوافن والمذاكي / وينضون المهند ذا الشطوب
فموخوز بسن من قناة / ومضروب بحد من ضريب
ولا انسابت خراطمهم نهاراً / لرش القوم بالوبل السكوب
وظنوا ما جنوه من المخازي / عقاباً للمشاغب والصخوب
ولا جعلوا الكرام وتابعيهم / اسارى في الكهوف وفي اللصوب
جنود قادها هارفي فسارت / كرجل النحل تهدي بالعسوب
يقودهم بوجه مكفهر / على مصر واهليها غضوب
كأن الاحتلال رأى قطيعاً / فهم اليه من نمر وذيب
وكم أدى لخوض الحتف ظلم / وكم جر الشعوب الى الحروب
فما ارتدوا عن الطاغين الا / بسيف من دمائهم خضيب
يرون حمامهم أشهى لديهم / اذا ذاقوه من حكم الغريب
وخاضوا النائبات فلم يبالوا / بكأداء الوعور أو السهوب
وابرقت الصوارم بين نقع / توكف غيمه بدم صبيب
وكشفت الحمية عن اكيل / أعد نيوبه او عن شريب
كلا البطلين يأكل من لحوم / ويشرب من دم عند اللغوب
واظلمت السماء بما تدلى / وبان الجو عن وجه قطوب
تكاد الشمس تبكي في دجاه / وتشكو فيه من طول الشحوب
ولو اضحى لهذي الارض قلب / سمعنا منه رجفان الوجيب
حياة الشعب تسري في الغواني / وتلمح بين ولدان وشيب
تدب الى عروقهم فنغلي / كما للخندريس من الدبيب
اذا وثبوا حسبتهم ليوثاً / كواسر لاتمل من الوثوب
شكونا الفادحات فما وجدنا / حنانا من بعيد أو قريب
كأنا أمة هانت فصارت / سواء في الصعود وفي الصبوب
فما للسعد فيها من طلوع / وما للنحس عنها من مغيب
وكم ندعو الحماة لدى الدواهي / وما غير التخلي من مجيب
نبيت كاننا في النار نصلي / لما بين الاضالع والجنوب
هموم لو رأيت القلب فيها / ظننت بانه بين اللهيب
ومن نكد الحياة حياة شعب / غريب في مواطنه جنيب
وما في مصر غير فتى مضيم / جبان القلب ذي فرق هيوب
اليف الهم مهتضم حزين / قريح العين مظلوم كئيب
يسهد طرفه في اللَه يدعو / اليه دعاء أواه منيب
وهل ينجي البلاد سوى كميّ / ذكيّ القلب او لسن خطيب
صدوق العزم لا يثنيه يأس / بعيد الشأو ذي كد دؤوب
فكم من يابس فرع نضير / وكم بالاثل دوح من قضيب
وكم من عقدة صعبت فهانت / اذا ما حلها لب اللبيب
أكلت دما اذا رضيت قبيلي / حياة في الشعوب بلا نصيب
أجلك يا فريد وليس بدعا / اذا اجللت ذا الباع الرحيب
جرى فينا هواك وانت تدري / كجري الماء في العود الرطيب
اليك شكوت من داء كمين / كما تشكي السقام الى الطبيب
ولو ان الذي اشكو اليه / وضيع القدر لم اشك الذي بي
شكاية شاعر يزجي خريداً / من الاشعار كالبكر العروب
غنيّ النفس ان اضحى لفقر / جديبا فهو في خلق خصيب
ابيّ في مودته وفيّ / كريم في مرؤته رغيب
كثير الدأب في طلب المعالي / ولو قصمته أيام المشيب
لغير مثوبة يلقاك شعر / ترفع عن اديب مستثيب
بليغ يوم انشده بدار / يفتح كل باب للاديب
وخير الشعر شعر من عريق / يطأطئ عنده شعر الجليب
فانشدنا من الاخلاص آيا / ترتل في الشروق وفي الغروب
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا
تَجلَّى العام فاستجلوا الهلالا / فإني شِمتُه للسعد فالا
سأطريه متى عزّت بلادي / وقد رُزقت كما رُزق الكمالا
وأمدحه متى قمنا بمصر / وأرجعنا لها ذاك الجلالا
فأما والبلاد وساكنوها / يزيد الدهر حالتهم نكالا
فلست بناظم فيه قريضاً / ولا أنا قائل فيه مقالا
إلام نطالب الأعوام خيراً / ولم تنعم لنا الأعوام بالا
تمر وتنقضي منها ليال / بأرزاء الزمان غَدَت حُبالى
وتلك ممالك الإسلام كادت / صروف الدهر تخبلها خبالا
فلست أخصها بالذكر عنا / ونحن من البلاء أشد حالا
أيا عاماً تقضى بئسَ سهمٌ / رميت به الغواني والرجالا
فقالوا هل صروف العام كانت / نزاعاً قلت بل كانت نِزالا
همومٌ لو رَشَقت بها فؤاداً / لكانت في جوانبه نبالا
لقد حمّلتنا للضيم عبئا / ثقيلاً لا نطيق له احتمالا
وقد أجريت دمع القوم حتى / كأنَّا كلنا قوم ثكالى
ولولا ذكر أحمد كل عام / لما صُغنا لك الذكر الحلالا
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر
أرى فِرَقاً قد افترقت بمصر / ورامت عن أواصلها انفصالا
أناس أخلصوا من بعد زيغ / وثابوا بعد أن ألِفوا الضلالا
وأقوام قد أرتدوا جهاراً / فساءوا في عواقبهم مآلا
وقال الناكصون كفى غُلوّاً / وإلّا ذقتم منه الوبالا
خلائق في المكارم لم يمدوا / يميناً للفعال ولا شمالا
أولئك عصبة بالخزي باءوا / فسمّوا الخزي والجبن اعتدالا
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء
أنابتةَ البلاد وخيرَ نشء / غَدَوا للنشء بعدهم مثالا
عليكم بالإخاء ولا تَفلّوا / عرى القُربى فتنخذلوا انخذالا
سينجب حظه الوطن المفدى / إذا لم تحسنوا عنه النضالا
فجدّوا في علومكم صغارا / ولا تشكوا السآمة والكلالا
فمن رام الكواكب والدراري / بلا علم فقد رام المحالا
وإن صرتم رجالَ النيل يوماً / فلا تنسوا بربكم القتالا
وذودوا عنه مااسطعتم برأي / حصيف واجعلوا الحسنى جدالا
وما زال الرئيس لكم كفيلا / على رغم الخطوب ولن يزالا
وكونوا للأجانب خير عون / تزيدوا عروة الود اتصالا
إذا عشتم وإِياهم بخير / مَحَوتم عنكم قيلاً وقالا
لقد أوجزت خيفة أن يقولوا / نسيم في قصيدته تغالى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025