القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 32
عليك بملعب الرشأ الربيب
عليك بملعب الرشأ الربيب / وصد النفس عن مغنى لعوب
وما قولي وقد ذهبت شعاعاً / يا نفس اذهبي جزعاً وذوبي
وجيران بجنب منىً سقاهم / بصبه رباب حيا سكوب
مضى عصر الشباب الطلق نهباً / بأسرهم وذا عصر المشيب
تذب عن اللما المعسول منهم / لحاظ جآذر بلحاظ ذيب
أيا ريم الأجيرع حبذا لو / بقلبي ترتعي حب القلوب
وترعي الطرف زهر أريض روض / بمرعى فوق خدك غير موبي
أحبك ما بدت في الأفق شمس / ومال أخو الغزالة للمغيب
أحلئ عن ورودك ثم أدنوا / دنو الطير حام على قليب
حناناً كم قرعت عليك نابا / وكم رحلت يوم نواك نيبي
غداة قطيع رمل الجزع صفحا / تنافر قاطعاً رمل الكثيب
واعفر من ظباء القاع خشف / يشير إليَّ بالعنم الرطيب
ترصد رقدة الرقباء حتى / ذا ما هومت عين الرقيب
أتى والليل رطب الذيل يمشي / على وجل بمهزوز قضيب
والوى الجيد تذرف مقلتاه / وحيا بالخضيب وبالشنيب
فقمت إليه أرشف منه ريقاً / ألذَّ من المدامة للشروب
وبتنا حيث لا عين ترانا ال / عشية غير معقوص السبيب
بليل لا نراقب فيه إلا / نسيم الصبح هب من الجنوب
يصادقني الحديث به وألهو / أموه عنه بالفجر الكذوب
إلى أن لاح حاجبه طلوعاً / ومال النجم يجنح للغروب
فقمت مودّعاً أملود غصن / سرى بمسيَّر البرد القشيب
وجئت الحي لم تعلق برودي / سوى عبق تعلق بالجيوب
وهي جلدي وما رست الخطوبا
وهي جلدي وما رست الخطوبا / فلم يغمزن لي عوداً صليبا
لئن أورثنني شجنا طويلا / فما قصرن لي باعاً رحيبا
بكى نضوي فهيج إذ رثالي / جوى أورى الفؤاد به لهيبا
عجبت يحن من كلف وشوق / وكنت أظنه نضواً طروبا
يذكرني رغاه بغام ظبي / أغنَّ الصوت قد سلب القلوبا
إذا هب النسيم الرطب وهنا / ثنى من عطفه غصناً رطيبا
يريك بوجهه قمراً شروقا / إذا استبخلته لبس الغروبا
وكم قد شمت من رشأ ربيب / ولم أرَ مثله رشأ ربيبا
إذا انسابت أفاعي الجعد دبت / عقارب فوق عارضه دبيبا
ولست أشم من دارين طيبا / إذا استنشقت من صدغيه طيبا
يحبك يا غزال الجزع قلبي / فيجزع ريبة أن تتريبا
وهب لك باللوى وطن فإني / أرى لك في الحشا مرعى خصيبا
بودّي أن أقبل منك نحرا / وارشف مرشفاً خصِراً شنيبا
وعيشك لم يفز بالعيش إلّا / محب بات يعتنق الحبيبا
أطعت ذوي الهوى بهوى حبيب / عصيت به المعنف والرقيبا
إذا استعطفته يحمرّ غيضا / ولم يرع اصفراري والشحوبا
نضا عن منكبيَّ رداء صبري / فألبسني الأسى برداً قشيبا
ومن يخفي الهوى فرقا فإني / به أبدي الصبابة والنحيبا
ولما لم أفز بالوصل منه / ولم أر من مودته نصيبا
غدوت أقول والأجفان تهمي / كغادية الحياء دما سكوبا
يؤجج في الحشا عباس نارا / يكاد القلب منها إن يذوبا
تراه الناس بسّاماً فمالي / أراه علي عبّاسا قطوبا
قطعت سهول يثرب والهضابا
قطعت سهول يثرب والهضابا / على شدنية تطوي الشعابا
سرت تطوي الفدافد والروابي / وتجتاز المفاوز والرحابا
إذا انبعثت يثور لها قتام / لوجه الشمس تنسجه نقابا
يجشمها المهالك مشمعل / يخوض من الردى بحراً عبابا
هزبر من بني الكرار أضحى / يؤلب للوغى أسداً غضابا
غداة تألبت أرجاس حرب / لتدرك بالطفوف لها طلابا
فكر عليهم بليوث غاب / لها اتخذت قنا الخطي غابا
إذا انتدبت وجردت المواضي / تضيّق في بني حرب الرحابا
وهبَّ بها لحرب بني زياد / لدى الهيجا قساورة صلابا
فبين مشمر للموت يصبو / صبوَّ متيم ولها تصابى
وآخر في العدى يعدو فيغدو / يكسِّر في صدورهم الحرابا
إلى أن غودرت منهم جسوماً / ترى قاني الدماء لها خضابا
وضلَّ يدير فرد الدهر طرفاً / ينادي بالنصير فلن يجابا
فمهما كرَّ ضلت منه رعبا / أسوداً لحرب تضطرب اضطرابا
يصول بأسمر طوراً وطورا / بأبيض صارم يفري الرقابا
وأروع لم تروّعه المنايا / إذا ازدلفت تجاذبه جذابا
يهز مثقفاً ويسلّ عضبا / كومض البرق يلتهب التهابا
نضا للضرب قرضابا صنيعا / أبى إلا الرقاب له قرابا
رمى ورموا سهام الحتف حتى / إذا ما أخطأوا مرمىً أصابا
إلى أن خرَّ منعفرا كسته / سواقي الريح غادية ثيابا
وما أخطأت من نشب فمما
وما أخطأت من نشب فمما / رمى فأصابني حظ الأديب
يصيب السهم وهو بكف مخط / ويخطي السهم في كف المصيب
أزيز الغانيات حسبت تغني
أزيز الغانيات حسبت تغني / عن الرشأ الأغن الغانيات
وأشهل كاسر الأجفان يرنو / كما ترنو إلى الصيد البزاة
إذا خطرت عليه صباً بليل / بطي بروده أطرت قناة
ومنتصب كصدر الرمح لكن / كم انعطفت له بحشاً شباة
وذي لحظ كحد السيف يمضي / وقد تنبو المواضي الرهفات
تمثل لي بموكبه كميّاً / أضاءت فوق منكبه أضاة
رمى فأصابني غرضاً رجيما / وتخطي من بني ثعل رماة
تغنينا حداة الركب فيه / فتطربنا على النوق الحداة
حواجبه حواجب واقيات / واعينه عيون راصدات
وماعهدي ظباء كانسات / بها قنصت ليوث مخدرات
ففي فتك السرى نفر نعام / وفي سفك الدما نفر كماة
أمجتمع المنى إن شئت شمل / لمجتمع لنا بمنىً شتات
يصافيك الوداد المحض قلبي / وقلبك لاتلين له صفاة
تجلى في الدجى يجلو الزجاجا
تجلى في الدجى يجلو الزجاجا / رشاً قد علَّم القمر ابتهاجا
تشب بكفه راح كميت / كأن الكف قد ملت سراجا
طلاً في الهام دبَّ لها دبيب / وفي الأعضاء تختلج اختلاجا
كطعم الزنجبيل لها مزاج / إذاما الماء مازجها امتزاجا
يحنُّ لظبية العالمين قلبي / إذا ما الركب للعلمين عاجا
فمن لوصال حبل مهاً قطعوع / قطعت بها المافوز والفجاجا
مهاً عفراء تسفر عن محيا / تنفس عن سنا الصبح انبلاجا
ترابى خشفها حذراً بعين / لها دعجاء قنطرت الحجاجا
مكان القرط علقت الثريا / وبدر التم قد عقدته تاجا
ويجذب خصرها ردف ثقيل / كدعص الرمل يرتجُّ ارتجاجا
أترجو العدل ويحك من زمانٍ / أبى في مشيه إلا اعوجاجا
شدت سحراً بالسنة فصاح
شدت سحراً بالسنة فصاح / حمائم إيك معتلج البطاح
فقرطت المسامع بالتهاني / هواتف بالغدو وبالرواح
فغنِّ ما صفالك أن تغنّي / فدىً لك كل فتخاء الجناح
شدت بحمى الغري مبشرات / ببرء فتى المكارم والسماح
لقد شاء الاله بأن يراه / زعيم ذوي المفاخر والنجاح
فخوَّلهُ السلامة وارتضاه / أمام هدى لنهي واقتراح
وقدَّر أن يدوم فردَّ عنه / سهام حوادث القدر المتاح
غداة جلى لنا الأفراح يوم / وسيم الوجه جوال الوشاح
وعاطتنا المسرة فيه راحاً / كما عاطى النديم كؤوس راح
فقمنا فيه نبتدر الأماني / بدار الخمس للماء القراح
فيا ابن المجتني ثمر المعالي / ولو من بين مشتبك الرماح
ويا ابن النازلين هضاب عز / على الجوزاء مشرفة النواحي
وكل منيفة الطرفين أرخت / ذوائبها على هام الضراح
تركت نواظر الحساد تهمي / بفيض دم كأفواه الجراح
لئن مرضت بصحتك الأعادي / فجودك طب أنفسها الشحاح
حملت على المنايا السود عضباً / تفلُّ صفاحه بيض الصفاح
فلا أعطى الزمان لها مناها / فرب فساد قومٍ من صلاح
وكم لبنانِ مجدك من يراع / لما حطَّته كف الدهر ماحي
وحيث غدالك القِدحُ المعلى / فلم تقمر لعمر أبي قداحي
ونلتُ من المسرَّة منك مالو / اردتُ به لطرتُ بلا جناح
فخذ بيدي وفضل قياد رقّي / فما لسواك منقادٌ جماحي
أعزَّ وأنني الرقُّ المفدّى / فلا تقبل بذلّي قول لاح
قصرتُ على مديحك نظم شعري / فطال نظام شعري وامتداحي
فيا ترب العلوم ومن إذا ما / دُعي للعلم بادر بارتياح
لقد قلدتَ جيد العلم عقداً / يروق نضارة المقل الصحاح
إذا العلماء اقعدها كفاح / لنيل العلم قمتَ بلا كفاح
فحزتَ الجل منه بلا سلاحٍ / فكيف وأنت شاكٍ بالسلاح
وعاد العيد فيك قريرَ عين / يرنِّح عطفه نشوان صاحي
بِوجه يستهل البشر منه / تبلج مثل شارقة الصباح
أعاد به الهوى ايام لهوٍ / اعدن عليَّ أيام الملاح
ولا برحت بناديه الأماني / تنادي الركب حيَّ على الفلاح
توءم رباعك الوفاد غرنى / غداة الجدب بالأبل الطلاح
قواصد خير من ركب المطايا / وأندى العالمين بطون راح
تحيي منه ذا وجهٍ حيي / إذا ما صدَّ ذو الوجه الوقاح
أراق دمي جراز جفون هند
أراق دمي جراز جفون هند / كذاك السيف يقطع وهو هندي
تقلد من لواحظه حساماً / رهيف الحد مصقول الفرند
إذا عبث النسيم بوفرتيه / شممتُ بجعده نفحات رند
برغمي أن أودعه سحيرا / وقلبي عنده والجسم عندي
وكم ليل قضيناه اعتناقاً / فماً لمٍ وخدّاً فوق خدِّ
أغازل في حواشيه غزالا / أتيلعَ ريعَ من تلعات نجدِ
أما وعقارب الصدغين دبَّت / بخدّ منه قاني اللوني وردي
وبيض مباسم رقَّت فخفَّت / بسود معقص العذبات جعدِ
فماشيء أحبّ إليّ من أن / أفدّيه ويا ذلَّ المفدّي
ولا ئمة تلوم على التصابي / وتزعم أن نصح الصبّ يجدي
وعدِّ اللوم عاذلتي وخلي / فتىً جمَّ البلابل من معدِّ
فما جدّت مطايا الشوق إلا / وآب بها حليف جوى ووجدِ
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا / وكيف أصبت إذ أخطأت رُشدا
تركت صحاح وفر المال مرضى / عليه وأعين الآمال رُمدا
طحنت جحافلاً ونسفتُ هضباً / وَجُبتِ قساطلا ولففتِ جُندا
وقدتِ مصاعبا وقددتِ زُغفا / ورعتِ أساوداً وردعتِ أسدا
وسمتِ مقلدا وفصمتِ طوقا / لسالفة العلى ونثرتِ عِقدا
رويدك قد عركتِ جران كهل / يدُّ كواهلَ الحدثان شدا
فيا لكؤود داهية أطلّت / تهدُّ لها الجبال القود هدا
فكم حطَمَت لواءً من لوي ال / على عدوا وكم نطحت مُعدا
أخا النجدات كيف تركتَ عدوا / وذا العدوات كيف اخترت قِدا
ولو لم تُلفَ حلفَ ثرىً مُرمّاً / رهين جنادل ممسىً ومغدا
إذاً لسمعت صارختي وإنّي / تصيخ لها وقد بوئت لحدا
فكيف العفر ترّب منك وجها / وكيف الترب عفر منك خدا
فكم دمع يمر عليك دمعا / وكم وجد يثير عليك وجدا
أعد فينا شمائلك اللواتي / أرقّ من الشمال إذا تعدى
بعيشك هل تشوق النفس نجد / لقد ودَّعتُ بعد هواك نجدا
وهل للعين فيك أنيق مرعى / فتقطف منه حودانا ورندا
ليقض الرفد والمعروف لولا / فتى الفتيان عارفةً ورفدا
فحسبي عن هلاك دجى توارى / عن الأبصار بدرُ هدىً تبدى
هُو العلم المنادي الفرد أكرم / به علماً منادي الأسم فردا
وبحرٌ جائشٌ بالغمر طامٍ / إذا جزرت بحار الفضل مدّا
فتى ما أنفك يرعى الشرع حتى / أجدَّ من الشريعة ما أجدّا
فتىً تولي النوال بغير منٍ / يداه وتشتري شكرا وحمدا
كذاك يجدُّ في طلب المعالي / فتى قد عدَّ خير الرسل جدا
أخو حسب تسلسل منه عدٍّ / روى حسبا تسلسل منه عدا
وغيثِ عوافٍ لم يكدُ يَوما / إذا ما الغيث بالمعروف أكدى
فيا ابن الغلب من أبناء فهر / وعلق ثمينها الحبر المفدى
هل الزمن اللجوج الشكس إلا / غريم النفس أقرض واستردا
رد الصبر الجميل فما لحي / ترى غير الردى المحتوم وردا
فحسبك من ضريب على ومجد / ضرائب تقتفيه على ومجدا
وطب بمحمد المحمود نفسا / ودم ما عشت للحسنين سعدا
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد / تضيق برجعه سعة البلادِ
لأسمعَ حيَّ هاشم بالتناد / لو أنَّ الميت يسمعُ من ينادي
تلفَّع وجه يعربَ بالسواد / ووجهُ نزار برقع بالحداد
بجمرة هاشم وبزغف عمروٍ / وبيضة يعرب العرب البوادي
لعمر الموت قد ألوى بعمر وال / على ولوى لويّاً عن عنادِ
رمى بالأبيضين ذكا وبدراً / بشؤم الأسودين نوىً وحادي
بلى نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من رمادِ
لدن زر الغروب جيوب نحس / على قمر ببرج السعد بادي
أسعدَ الطالبيين اطلب لي / ردى مقصٍ لسعد عن سعادِ
فواهاً كيف غالك صرف دهري / وكم قد غلت دهرك بارتصادِ
أرى زمني المزيد بدا بطردٍ / وأعقبني بعكس من مرادي
إذا ما رُمتُ فيه صلاح أمرٍ / بصالح صاح خذ عين الفسادِ
تملك طاعتي من كان طوعي / فراح يقودني سلسَ القياد
سأرحلُ عن يد البلوى ومالي / سوى رمحي وراحلتي وزادي
وما زلَّت يد اللأواء حتى / لوت عذدي بداهية نادِ
لسلَّم نفسه علقاً نفساً / كسا السلام أبراد الحداد
بوادي الموت نازع في حياة / تسيب إلى العدى حياتَ وادي
فقدتُ به سواد العين مني / وعين المرء تبصر بالسوادِ
أجدَّك لا يرى للعين داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الرقادِ
تساقط نومها حتى كأن الكرى / سلكٌ يساقطه سهادي
يوسِّد عارضيه العفر هلا / أوسِّد عارضي شوك القتاد
ولستُ ببارح ما بتّ ليلي / له حرج الحشا قلقَ الوسادِ
إذا استعطفته أحنى بقلبٍ / عليك كأنه الرحم المفادي
يزين وداده منه بصدقٍ / ومن شيم الفتى صدق الوداد
سأبكيه وإن أعوزت دمعاً / أذلت له المدامعَ من فؤادي
ولو أسطيع ردّ الحتف عنه / رَددت الحتف بالسمر الصعاد
وبالبيض الحداد القضب ضربا / يفلُّ مضارب البيض الحدادِ
وإني والردى قدر متاحٌ / مطلٌّ بالقضاء على العبادِ
قضى من يورد الكبّات شهباً / ويصدرهنّ بالشقر الوراد
نخفّ به ويثقلُ منه رضوى / حجىً فنريض مشياً باتّآد
نقصّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في صفاد
أبو الأشبال مضريها السبنتي / يدلُّ بناب أهرت ناب عادي
فيا لعقيمة لقحت فالقت / بصالح توأما عند الولادِ
ومرعدةٍ بوارقها استطارت / فرائص جسم أحمد بارتعاد
هيَ الجلى التي اجتدعت يداها / موارن أوجه الشرف الثلادِ
أرى عصراً وفرد العصر فيه / يقوم مقام جمعٍ بانفرادِ
تقول الناسُ مجتهدٌ مجازٌ / بلى ويجيز ألف أخِ اجتهادِ
أخو قُببٍ ولائدها تنادي / بحيهلا على غوث المنادي
ونار قرى ذوائبها سناها / فوارع بالذوائب لا الوهادِ
تُشبُّ لكل خابط ليل عشوا / بمفرق كلّ عالٍ باتّقاد
وأنباء يروق السمع منها / تفجر مسمع الصمِّ الصلادِ
تفوه برطب لؤلؤها رواةٌ / فتلفظها بمستنِّ الرشادِ
فمن لقلائد الأبكار بزَّت / وكانت حلي عاطلة الهوادي
ومن لفرائد الأفكار شظَّت / تبثك بثها عن قلب صادي
فوالهفي على بيض القوافي / لفقدك برقعت حلل السوادِ
تصدّوكم أخي أدب تصدّى / يبيع الشعر في سوق الكساد
أما وأنامل مهنَّ إلا / لجمع العز بالنشب البدادِ
أخطّ لك الرثاء وهنَّ رعشٌ / ولا قلمي يمد ولا مدادي
أخيّ فلا التكافي بالقوافي / وإن نحتت عليك من الفؤادِ
وهل قُصد القصيد تفيك حقّاً / وإن عضدت بجهد أوجهادِ
ولا أخذت ولا أعطت بنان / رمت نسمات قربك بالبعادِ
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به قد شدَّ رحلك للبعاد
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به ناعيك طوَّح في البلادِ
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الروض سارية الغوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد مراحها الإبل الحوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الخمس للماء البرادِ
هو القدر الذي أنفى ثمودا / وقبل ثمود حلَّ بقوم عادِ
وتكتِمن الدواهي الدهم فيه / كمون النار في طرف الزنادِ
معاد الشيء مبدء كل شيء / وغاية كل شيء للمعادِ
عميد نزار ما أنا بالعميد
عميد نزار ما أنا بالعميد / وبيت نزارِ منتزع العمودِ
وما أنا بالأحق علىً وجوداً / إذا لم أرع حق على وجودِ
وما أنا بالوفي العهد أن لم / أوّفي بالوفا ذمم العهودِ
فريد الدهر ما لبنات دهري / نزعن جمانة العقد الفريدِ
عقيد الفضل كيف تكفُّ كف / تجاذبُ منك واسطة العقودِ
لقد ورد الردى لنداك بحراً / يعبُّ عبابه بندى الوفودِ
تعرض رائضا فارتاد شوقاً / تجارب أشيبٍ وجمال رودِ
وهبَّة باسل وهبات سمح / وهيبة خادر وحياءَ خودِ
لئن أودى الحمام بركن عز / فقد أودى بركنٍ من حديدِ
فكيف اعتاق في شرك المنايا / أبو العدوى أخو الذكر الشرود
أخو النجدات في طرق المساعي / يلفُّ الغور منها بالنجود
أخو حسب إذا نقَّيت عنه / جلالك جوهر السيف الحديد
وراءك منه منذلقاً حدودا / فلن تقفنَّ منه على حدود
فتىً يفترُّ على خلقٍ ذكيّ / يعود وعرفه نفحات عودِ
أجدّك لا يرى من بعد داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الجدودِ
فلا رفعت مواقد نار حي / ونار قرى ضيوفك في خمودِ
ولا اخضرَّت مرابع دار قوم / وزهو رياض ربعك في همود
ولا هجدت كرى عين لجلى / رمت بقذى أطار كرى الهجود
ولا انبسطت يد ويد لرام / رمى بمريّش السهم السديد
ولم أر كالوجود أضر شيء / على أبناء آدم في الوجود
ولا من باسطٍ كالموت ختلاً / ذراعي ذي براثن بالوصيدِ
هي الدنيا بها بيض وسود / رمت بيضاً من الدنيا بسودِ
لقد نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من كديد
ملكتهم بحرِّ الفضل حتى / تركتهم كأمثال العبيد
أفدت الناس فاضل فيض فضل / أبنت لهم به فضل المفيدِ
فقل للوافح الزفرات جدّي / وقل لسوافح العبرات جودي
بعيشك هل يقوم لنا وصال / أراك وقد أقمت على الصدود
لويت عن الورى جيداً ولكن / ضربت بأخدعي فلويت جدي
لبست من البلى ثوباً جديدا / يمزق فيك بالثوب الجديدِ
تراني بعدُ أرعى العين مرعىً / أنيقاً بين معتلجي زرود
ذكرت وهل نسيت لنا زمانا / زمانَ الورد نمنم بالوردِ
فما لكوالح الأيام عادت / تعيدُ مآتمي في ويم عيدِ
وكنتُ أعدُّ قبل نواك جلداً / فبعد نواك ما أنا بالجليدِ
تكأ دني الزمان الرغد حتى / رمى جلدي بداهية كؤود
زمان عنّا ولودٌ بالرزايا / رُمي بالعقم من زمنٍ ولودِ
فوالهفي لتصريع القوافي / وترصيع القصائد والنشيد
فمن لقلائد الأبكار غرّاً / نفسن بها على السوم الزهيدِ
ومن لخرائد الأشعار غيداً / بأيام لدانٍ فيهِ غيدِ
ومن لفرائد الأفكار أني / يفوه بهنَّ بعدُ فم المجيدِ
ومن للآلئ الأصداف حزنا / صدأن عليه في تيجان صيدِ
تعلق والزمان ارفضَّ شؤماً / كقرط الدر في أذن السعيدِ
وطوراً دون مهوى القرط تبدو / نواصعَ بين ملتفّ الجعودِ
ولي حزنان حزن لي عليه / وحزن قد قصدت به قصيدي
ولستُ بعالم والمرء غفل / ففاجأ معلناً خبر البريدِ
فبينا نحن إذ أطرى نحوسا / نعيّك ناعياً قمر السعودِ
فاعلمنا خفائف يعملات / تلفُّ مخارماً بيداً ببيدِ
وملنا نحو نعشك في ضراح / نعطُّ قلوبنا عطَّ البرودِ
فقمنا حاملين جلال قدسٍ / على الأكتاف واهية الزنود
نخفّ به وينقل منه رضوى / على فنريض بالمشي الوئيدِ
نقصِّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في قيودِ
إلى أن لاحت الذكوات بيضا / من الوادي المقدس كالنهود
أرحنا واضعين له سريرا / بحائر ذلك الحوم المشيدِ
دفنّا صعدة في الترب دقَّت / واغمدنا جرازاً في الصعيدِ
لحدنا الدين والدنيا جميعا / وكاظم والمكارم في اللحودِ
نمته أساود لا بل أُسودٌ / لها فعل الأساود والأسودِ
همُ القوم ألا ولى قدماً تحلَّوا / بحلية واضح الشرف التليدِ
لموسى والجواد زججت عيسي
لموسى والجواد زججت عيسي / أجدُّ السير وخداً بعد وخدِ
قصدت بجدها جدين نفسي / لنفسها الفدا لأنال قصدي
رحلتُ إليهما بجميع أهلي / وولدي يا فديتهما بولدي
سكوت إليهما شكوى وشكوى / وشكوىً ثم شكوىً بعد عندي
ولست ببارح عن باب مغنى / علائهما وإن أجبه بردِّ
بجدّكما أرفقا عفواً بعبدٍ / كذا المولى يرقُّ لحال عبد
أراك الدهر تمنحني صدودا
أراك الدهر تمنحني صدودا / متى ترعى المودة والعهودا
إلى مَ تريع بالهجر قلباً / بحبِّك لم يزل كلفاً عميدا
مني الأحباب هل في الدهر يوماً / تعود فمنيتي في أن تعودا
وكنت على البكا جِلداً ولكن / نواك أذال عبرتيَ الجمودا
أراقب عذَّلاً لي فيك أبدت / ضمائرها على حنق حقودا
ولولا أنَّ لي بهواك قلباً / يذوب وأدمعاً تطس الخدودا
وأجفاناً مؤرقة تعدُّ ال / كواكب فهي لم تألف هجودا
لما أحببت أن أرضى بأرض / أوسد ساعديّ بها الصعيدا
أجشم حزناميلاً فميلا / واقطع سهلها بيداً فبيدا
هل الروض القشيب أعاد زهرا
هل الروض القشيب أعاد زهرا / أم العذب الرطيب أعلَّ قطرا
أم الودق المفوف حاك بُردا / أم النوء المطرّزُ خاط طمرا
أم الورد المكمم باكرته / بروق سحابة وطفاء غرا
وهل هزَّت صباً بالغور مهدا / لطفل حواضن النوروز غيري
على عذبات أوراقٍ رقاقٍ / عقدن على الغصون الميد أزرا
مطارف للربيع مسهمات / ترفُّ نواصعا بيضا وحمرا
هل الشفق المشعشع شفّ لونا / أم الصبح استنار فشقَّ فجرا
بل الفقر الخوالد حبَّرتها / يدٌ تستخدم الأقلام ثرّى
تسوِّمها نزائع شاردات / تلفُّ أباطحاً وتجوب وعرا
كأمثال الصلال بكل شعب / نوافث بالسمام نسور سورا
طوت منها الصحائف عابقات / تعير ذوائب النسرين نشرا
فهل دارين ذات الطيب أهدت / لطائم في الطروس تفوح عطرا
عقيدَ الفضل قد فصَّلت عقدا / بعقد جمانة البحرين أزرى
تشظى رصفه فغدا شعاعا / يساقط لؤلؤً في الطرس نثرا
نطِ العقد المفصل بين قرطي / مبتلةٍ عطول الجيد عفرا
وسمت لمنحر الزوراء فيه / علاطا زان سالفةً وذفرا
لدن قد ناش دجلة منه مدٌّ / فأغرق كرخها مدّاً وجزرا
لعمري عبّ منه عباب يمّ / فأعيى ملحم الصدفين قطرا
ضربت عن المعاني العون حتى / قرعتَ حصانها تفتضُّ بكرا
يصيب البكر من عين المعاني / يراعك كلما صوّبت فكرا
هو القلم الذي في الطرس يجري / فيزري بالجارز العضب مجرى
ومتَّهم لدى الجلى أمين / تراه مبرءً طوراً وطورا
ينكِّس منه في القرطاس رأسا / ليودع مسمع الألواح سرا
كمثل الصب أنحله هواه / فباح بسره المكتوم جهرا
بنعت فضيلة كرمت نجارا / يلف لها بغيض المجد نجرا
شموس معارف ونجوم فضل / بزوراء العراق تحف بدار
فكم من منظر نضر أرتنا / جلا وجها لنا حَسنا أغرا
وكم من مبدء بهم معيد / قطوع واصل جنفا وبرا
وحلوٍ شمائل ومريم بأس / قد استحلى المكارم واستمرا
علىً تلوى لها الأعناق حفظا / فتخضع خشَّعا طوعا وقرا
فكم قد وشحت بالنثر كشحا / وكم قد قلدت بالنظم نحرا
وشعر عزّ في الآفاق حتى / إذا الشعرى العبور تصاغ شعرا
وبنت فمٍ يضوع العصر منها / فتهزء بابنة الزرجون عصرا
عجبت لمحرزٍ قصب المعالي / ولم يعثر بذيل العجب كبرا
أبا السبطين أنت لها مجيرُ
أبا السبطين أنت لها مجيرُ / إذا ما حادث الأيام جارا
بقرب حماك قد أنزلت رحلي / وأنك أمنع الثقلين جارا
لقد حلَّ الوباء بنا وأضحى / يشنُّ على بينك له غوارا
عجبت لمن تطول له حياة / ويشكو فيه آجالا قصارا
فكم منذي حجىً ناءٍ حجاه / به وموقر هتك الوقارا
فما للناس قد دهيت بهول / كأنّ الناس من دهش سكارى
أتيح لنا بداهية نآد / تضرم منه في الآفاق نارا
خلعت به عذار الصبر طوعاً / ومعذور فتى خلع العذارا
تصوغ له الوساوس مقذيات / فتسلب جفنه النوم الغرارا
يكاد الوهو يورثه جنونا / إذا ما الليل قد غشى النهارا
أملجا الخائفين إذا استشاطت / صروف الدهر مضرمة أوارا
وغوث الصارخين إذا استغاثث / بظل حماك معولة جهارا
أترضى أننا ولنا جوارٌ / بقبرك أن تخوض له غمارا
وحاشا أن تغضَّ الطرف عمن / تعوَّد أن تقيل له عثارا
ألست المتسطيل بذي فقار / متى جردته فصل الفقارا
وروِّ اللدنة السمرا بطعنٍ / يشق لدجن جحفلها غبارا
صبرت لكل معضلة ولكن / وصبرك لست فيه أرى اصطبارا
أعزّ ملوكنا عبد العزيز
أعزّ ملوكنا عبد العزيز / أذل عداه بالأسل العزيز
أيا ملكا تجاوز كل ملك / فمن ملك يجيز ومستجيز
إذا جمعت أكفهمُ كنوزا / فمن كفيه تفريق الكنوز
دعوت له بعين اللَه يبقى / من العين المصيبة بالحروز
قصرتُ على علاه وجيز شعر / وحسن الشعر بالكلم الوجيز
أصرح بالمديح له وأثني / إذا ما النكس الغز بالرموز
فيا بحر العروض جرى طويلا / بظهر البر يرشح بالنزيز
ابن لي في القريض ضروب طرزٍ / فإنك فيه أعرف بالطروز
فكم لك بالبديع خفي معنىً / غنيٌّ فيك عن جهة البروز
ويا نجداً به نجد استقامت / مشرعة العماد على النشوز
رسا جبلا على الجبل المسامي / ثبيرا لا يزلزل بالهزيز
أبى السيف الصنيع سوى قراعٍ / بكفك والقناة سوى الغموز
يصيح السيف بالهامات هبرا / وسيف سواك لجلج بالحزوز
تكاد القضب قبل السل تردي ال / فوارس والقنا قبل الركوز
وما السوى الصوارم من صليلٍ / ولا لسوى الأسنة من رزيز
أحنُّ إليك لا لتلاع نجدٍ / حنين العود للوطن المحيز
لعز عليَّ بعدك في محاني / ربى نجدٍ وبعدك بالعزيز
أراك بخاطري في كل آن
أراك بخاطري في كل آن / مقيماً لم تزل تغدو وتمسي
فكيف تظنُّ ان يسلوك قلبي / وانت المنّ والسلوى وانسي
احبك لا لأن الاصل اصلي / بلى لك اسوة والجنس جنسي
اما وجلال قدس اللَه حقّاً / حكمت مؤيداً بجلال قدس
جرى لك في القضاء يراع عدل / به بيَّضت كل سواد لبس
اجدول فيك وجه الطرس حتى / يعود مذَّهباً قلمي وطرسي
بدت لك طلعةٌ اخفى سناها / سنا القمرين بدر دجى وشمس
وعشر انامل متكافئات / همت بالجود خمساً بعد خمس
فدتك قضاتنا عربٌ وفرسٌ / وقلَّ فداك من عُرب وفرس
ودمت بايمن وقران سعدٍ / مدى الايام لم يقرن بنحس
نسيم البان في الروض الأريض
نسيم البان في الروض الأريض / امط لي زفرة القلب الرميض
لعلك سابر بحشاي جرحا / امضّ بسائر الجرح المضيض
اريد لأحلب الاجفان دمعا / فترعف مقلتي بدم غريض
تقول لي الغروب دئبت فيضا / فقلت لها ودأبك ان تفيضي
كذا ابقى سدىً بيد الليالي / فلا انا بالصحيح ولا المريض
اصعِّد مقلة واغضُّ اخرى / تصوِّب خاشع الطرف الغضيض
فبعض يستحلُّ دم البرايا / ويزعم لا يحلُّ دم البعوض
تنكر لي الزمان لطول باعي / وفضلي فيه والجاه العريض
فاوصل نابه لعروق لحمي / واسرع فيهِ للعظم المهيض
يعللني ليقضي لي صِلاتي / فهل يقضي صلاتي او فروضي
يفرِّحني اذا ما اغتاظ شعري / ومثل مفرحي فيه مغيضي
ولي ادبٌ يطير الى الثريا / وحظٌّ واقعٌ بثرى الحضيض
اليك انظر بمعترك القوافي / تجد قلبي ثقدُّ من القريض
واني إن طمى أو جاش بحر ال / عروض سبحت في بحر العروض
إذا طرحت يد الايام عبئي / فلا تأمن وثوبي أو نهوضي
سأصنع أو اصانعها وأَرضى / بسود من صنائعها وبيض
صنيعته التصنُّع في ودادي
صنيعته التصنُّع في ودادي / فيا بئس التصنع والصنيعه
أنازع في هواه القلب حتى / نزعت هواه من قلبي جميعه
فلا تتوقعنَّ له رجوعي / احال السهم منبعثا رجوعه
كفيت هوى يثقف من ضلوعي / لو انّ هوىً يقصِّف لي ضلوعه
اذا ما النفس ولَّهها ولوع / فلي نفسٌ وان ولهت جزوعه
فبينا تنحني للألف رفقا / اذا انحازت لطيتها قطوعه
فلا قد قلت للأيام عودي / وان عادت فعين او طليعه
لياليَ في السما حتى سهاها / رقيب كرىً يصانعني خديعه
لعلك ضارب بعلاة سفر / فتوردها السماوة بي سريعه
إذا انتشرت فروع الليل سودا / طوت عن منكبيه بنا فروعه
أو اشتملت بشملته استمرَّت / بتدآب السرى فنضت هزيعه
يجاذبها الأعنة مشمعلٌّ / فتأرن وهي جانحة شموعه
فتبلغ طاهر الاعراق اني / على كره رددت لهُ الوديعه
لكاد البيت ينصدع انصداعا
لكاد البيت ينصدع انصداعا / وجنب البيت ينخلع انخلاعا
وكم من نكبة شرعت فاردت / وان قام النجاء بها شراعا
يسيء بنا الردى مرأىً فأن لم / يسيء مرأىً اساء بنا استماعا
اذا انقطع الوصول بنا رجعنا / لأنفسنا التجاءً وانقطاعا
او اشتجرت قنا لعدٍ وصلنا / ونقطع ان تشاجرت النزاعا
وليس تضيق نازلة بخرق / اذا افضى لها خلقا وساعا
وليس تسيئنا الا المنايا / اذا ذهبت بانفسنا شعاعا
ندافعها على ثقةٍ بأنا / اكفٌّ لا نطيق لها دفاعا
نروم اللبث في الدنيا خلوداً / ويرقبنا الردى ساعاً فساعا
وما اتفقت صروف الدهر الا / على قومٍ قد اختلفت طباعا
اسلنا ما استطاع السيف منها / دماً ملأ البسيطة ما استطاعا
اذا هزَّت بكف فتى قناةٌ / لمعضلة نهزُّ لها اليراعا
وأنا للبطاء اذا دعونا / وان كنّضا الى الداعي سراعا
وكم من فارسٍ منا شجاع / تنمَّر في الحروب لها شجاعا
واطولها لدى الجلى ذراعاً / وارحبها لدى الحدثان باعا
اذا ما الرّيف حلَّ بدار قوم / فلم نرحل لأرضهم انتجاعا
بوخذ العيس نطلعها الثنايا / وقبِّ الخيل نحمشها الطلاعا
جوانح خلفنا الطير العوادي / لعلم نشبع الطير الجياعا
ونأنف عن نزول الارض حتى / تجنبنا المهابط والتلاعا
نقيم ببقعة للمجد خصَّت / وفيض نوالنا عمّ البقاعا
ومن اشرى اصطفى بالمال عزما / يردّ اسود خفَّان ضباعا
فلا تحزن لرزقٍ او متاع / فأن لكل ساقطة متاعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025