المجموع : 32
عليك بملعب الرشأ الربيب
عليك بملعب الرشأ الربيب / وصد النفس عن مغنى لعوب
وما قولي وقد ذهبت شعاعاً / يا نفس اذهبي جزعاً وذوبي
وجيران بجنب منىً سقاهم / بصبه رباب حيا سكوب
مضى عصر الشباب الطلق نهباً / بأسرهم وذا عصر المشيب
تذب عن اللما المعسول منهم / لحاظ جآذر بلحاظ ذيب
أيا ريم الأجيرع حبذا لو / بقلبي ترتعي حب القلوب
وترعي الطرف زهر أريض روض / بمرعى فوق خدك غير موبي
أحبك ما بدت في الأفق شمس / ومال أخو الغزالة للمغيب
أحلئ عن ورودك ثم أدنوا / دنو الطير حام على قليب
حناناً كم قرعت عليك نابا / وكم رحلت يوم نواك نيبي
غداة قطيع رمل الجزع صفحا / تنافر قاطعاً رمل الكثيب
واعفر من ظباء القاع خشف / يشير إليَّ بالعنم الرطيب
ترصد رقدة الرقباء حتى / ذا ما هومت عين الرقيب
أتى والليل رطب الذيل يمشي / على وجل بمهزوز قضيب
والوى الجيد تذرف مقلتاه / وحيا بالخضيب وبالشنيب
فقمت إليه أرشف منه ريقاً / ألذَّ من المدامة للشروب
وبتنا حيث لا عين ترانا ال / عشية غير معقوص السبيب
بليل لا نراقب فيه إلا / نسيم الصبح هب من الجنوب
يصادقني الحديث به وألهو / أموه عنه بالفجر الكذوب
إلى أن لاح حاجبه طلوعاً / ومال النجم يجنح للغروب
فقمت مودّعاً أملود غصن / سرى بمسيَّر البرد القشيب
وجئت الحي لم تعلق برودي / سوى عبق تعلق بالجيوب
وهي جلدي وما رست الخطوبا
وهي جلدي وما رست الخطوبا / فلم يغمزن لي عوداً صليبا
لئن أورثنني شجنا طويلا / فما قصرن لي باعاً رحيبا
بكى نضوي فهيج إذ رثالي / جوى أورى الفؤاد به لهيبا
عجبت يحن من كلف وشوق / وكنت أظنه نضواً طروبا
يذكرني رغاه بغام ظبي / أغنَّ الصوت قد سلب القلوبا
إذا هب النسيم الرطب وهنا / ثنى من عطفه غصناً رطيبا
يريك بوجهه قمراً شروقا / إذا استبخلته لبس الغروبا
وكم قد شمت من رشأ ربيب / ولم أرَ مثله رشأ ربيبا
إذا انسابت أفاعي الجعد دبت / عقارب فوق عارضه دبيبا
ولست أشم من دارين طيبا / إذا استنشقت من صدغيه طيبا
يحبك يا غزال الجزع قلبي / فيجزع ريبة أن تتريبا
وهب لك باللوى وطن فإني / أرى لك في الحشا مرعى خصيبا
بودّي أن أقبل منك نحرا / وارشف مرشفاً خصِراً شنيبا
وعيشك لم يفز بالعيش إلّا / محب بات يعتنق الحبيبا
أطعت ذوي الهوى بهوى حبيب / عصيت به المعنف والرقيبا
إذا استعطفته يحمرّ غيضا / ولم يرع اصفراري والشحوبا
نضا عن منكبيَّ رداء صبري / فألبسني الأسى برداً قشيبا
ومن يخفي الهوى فرقا فإني / به أبدي الصبابة والنحيبا
ولما لم أفز بالوصل منه / ولم أر من مودته نصيبا
غدوت أقول والأجفان تهمي / كغادية الحياء دما سكوبا
يؤجج في الحشا عباس نارا / يكاد القلب منها إن يذوبا
تراه الناس بسّاماً فمالي / أراه علي عبّاسا قطوبا
قطعت سهول يثرب والهضابا
قطعت سهول يثرب والهضابا / على شدنية تطوي الشعابا
سرت تطوي الفدافد والروابي / وتجتاز المفاوز والرحابا
إذا انبعثت يثور لها قتام / لوجه الشمس تنسجه نقابا
يجشمها المهالك مشمعل / يخوض من الردى بحراً عبابا
هزبر من بني الكرار أضحى / يؤلب للوغى أسداً غضابا
غداة تألبت أرجاس حرب / لتدرك بالطفوف لها طلابا
فكر عليهم بليوث غاب / لها اتخذت قنا الخطي غابا
إذا انتدبت وجردت المواضي / تضيّق في بني حرب الرحابا
وهبَّ بها لحرب بني زياد / لدى الهيجا قساورة صلابا
فبين مشمر للموت يصبو / صبوَّ متيم ولها تصابى
وآخر في العدى يعدو فيغدو / يكسِّر في صدورهم الحرابا
إلى أن غودرت منهم جسوماً / ترى قاني الدماء لها خضابا
وضلَّ يدير فرد الدهر طرفاً / ينادي بالنصير فلن يجابا
فمهما كرَّ ضلت منه رعبا / أسوداً لحرب تضطرب اضطرابا
يصول بأسمر طوراً وطورا / بأبيض صارم يفري الرقابا
وأروع لم تروّعه المنايا / إذا ازدلفت تجاذبه جذابا
يهز مثقفاً ويسلّ عضبا / كومض البرق يلتهب التهابا
نضا للضرب قرضابا صنيعا / أبى إلا الرقاب له قرابا
رمى ورموا سهام الحتف حتى / إذا ما أخطأوا مرمىً أصابا
إلى أن خرَّ منعفرا كسته / سواقي الريح غادية ثيابا
وما أخطأت من نشب فمما
وما أخطأت من نشب فمما / رمى فأصابني حظ الأديب
يصيب السهم وهو بكف مخط / ويخطي السهم في كف المصيب
أزيز الغانيات حسبت تغني
أزيز الغانيات حسبت تغني / عن الرشأ الأغن الغانيات
وأشهل كاسر الأجفان يرنو / كما ترنو إلى الصيد البزاة
إذا خطرت عليه صباً بليل / بطي بروده أطرت قناة
ومنتصب كصدر الرمح لكن / كم انعطفت له بحشاً شباة
وذي لحظ كحد السيف يمضي / وقد تنبو المواضي الرهفات
تمثل لي بموكبه كميّاً / أضاءت فوق منكبه أضاة
رمى فأصابني غرضاً رجيما / وتخطي من بني ثعل رماة
تغنينا حداة الركب فيه / فتطربنا على النوق الحداة
حواجبه حواجب واقيات / واعينه عيون راصدات
وماعهدي ظباء كانسات / بها قنصت ليوث مخدرات
ففي فتك السرى نفر نعام / وفي سفك الدما نفر كماة
أمجتمع المنى إن شئت شمل / لمجتمع لنا بمنىً شتات
يصافيك الوداد المحض قلبي / وقلبك لاتلين له صفاة
تجلى في الدجى يجلو الزجاجا
تجلى في الدجى يجلو الزجاجا / رشاً قد علَّم القمر ابتهاجا
تشب بكفه راح كميت / كأن الكف قد ملت سراجا
طلاً في الهام دبَّ لها دبيب / وفي الأعضاء تختلج اختلاجا
كطعم الزنجبيل لها مزاج / إذاما الماء مازجها امتزاجا
يحنُّ لظبية العالمين قلبي / إذا ما الركب للعلمين عاجا
فمن لوصال حبل مهاً قطعوع / قطعت بها المافوز والفجاجا
مهاً عفراء تسفر عن محيا / تنفس عن سنا الصبح انبلاجا
ترابى خشفها حذراً بعين / لها دعجاء قنطرت الحجاجا
مكان القرط علقت الثريا / وبدر التم قد عقدته تاجا
ويجذب خصرها ردف ثقيل / كدعص الرمل يرتجُّ ارتجاجا
أترجو العدل ويحك من زمانٍ / أبى في مشيه إلا اعوجاجا
شدت سحراً بالسنة فصاح
شدت سحراً بالسنة فصاح / حمائم إيك معتلج البطاح
فقرطت المسامع بالتهاني / هواتف بالغدو وبالرواح
فغنِّ ما صفالك أن تغنّي / فدىً لك كل فتخاء الجناح
شدت بحمى الغري مبشرات / ببرء فتى المكارم والسماح
لقد شاء الاله بأن يراه / زعيم ذوي المفاخر والنجاح
فخوَّلهُ السلامة وارتضاه / أمام هدى لنهي واقتراح
وقدَّر أن يدوم فردَّ عنه / سهام حوادث القدر المتاح
غداة جلى لنا الأفراح يوم / وسيم الوجه جوال الوشاح
وعاطتنا المسرة فيه راحاً / كما عاطى النديم كؤوس راح
فقمنا فيه نبتدر الأماني / بدار الخمس للماء القراح
فيا ابن المجتني ثمر المعالي / ولو من بين مشتبك الرماح
ويا ابن النازلين هضاب عز / على الجوزاء مشرفة النواحي
وكل منيفة الطرفين أرخت / ذوائبها على هام الضراح
تركت نواظر الحساد تهمي / بفيض دم كأفواه الجراح
لئن مرضت بصحتك الأعادي / فجودك طب أنفسها الشحاح
حملت على المنايا السود عضباً / تفلُّ صفاحه بيض الصفاح
فلا أعطى الزمان لها مناها / فرب فساد قومٍ من صلاح
وكم لبنانِ مجدك من يراع / لما حطَّته كف الدهر ماحي
وحيث غدالك القِدحُ المعلى / فلم تقمر لعمر أبي قداحي
ونلتُ من المسرَّة منك مالو / اردتُ به لطرتُ بلا جناح
فخذ بيدي وفضل قياد رقّي / فما لسواك منقادٌ جماحي
أعزَّ وأنني الرقُّ المفدّى / فلا تقبل بذلّي قول لاح
قصرتُ على مديحك نظم شعري / فطال نظام شعري وامتداحي
فيا ترب العلوم ومن إذا ما / دُعي للعلم بادر بارتياح
لقد قلدتَ جيد العلم عقداً / يروق نضارة المقل الصحاح
إذا العلماء اقعدها كفاح / لنيل العلم قمتَ بلا كفاح
فحزتَ الجل منه بلا سلاحٍ / فكيف وأنت شاكٍ بالسلاح
وعاد العيد فيك قريرَ عين / يرنِّح عطفه نشوان صاحي
بِوجه يستهل البشر منه / تبلج مثل شارقة الصباح
أعاد به الهوى ايام لهوٍ / اعدن عليَّ أيام الملاح
ولا برحت بناديه الأماني / تنادي الركب حيَّ على الفلاح
توءم رباعك الوفاد غرنى / غداة الجدب بالأبل الطلاح
قواصد خير من ركب المطايا / وأندى العالمين بطون راح
تحيي منه ذا وجهٍ حيي / إذا ما صدَّ ذو الوجه الوقاح
أراق دمي جراز جفون هند
أراق دمي جراز جفون هند / كذاك السيف يقطع وهو هندي
تقلد من لواحظه حساماً / رهيف الحد مصقول الفرند
إذا عبث النسيم بوفرتيه / شممتُ بجعده نفحات رند
برغمي أن أودعه سحيرا / وقلبي عنده والجسم عندي
وكم ليل قضيناه اعتناقاً / فماً لمٍ وخدّاً فوق خدِّ
أغازل في حواشيه غزالا / أتيلعَ ريعَ من تلعات نجدِ
أما وعقارب الصدغين دبَّت / بخدّ منه قاني اللوني وردي
وبيض مباسم رقَّت فخفَّت / بسود معقص العذبات جعدِ
فماشيء أحبّ إليّ من أن / أفدّيه ويا ذلَّ المفدّي
ولا ئمة تلوم على التصابي / وتزعم أن نصح الصبّ يجدي
وعدِّ اللوم عاذلتي وخلي / فتىً جمَّ البلابل من معدِّ
فما جدّت مطايا الشوق إلا / وآب بها حليف جوى ووجدِ
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا
أبنت الرعد كيف اسطعت رعدا / وكيف أصبت إذ أخطأت رُشدا
تركت صحاح وفر المال مرضى / عليه وأعين الآمال رُمدا
طحنت جحافلاً ونسفتُ هضباً / وَجُبتِ قساطلا ولففتِ جُندا
وقدتِ مصاعبا وقددتِ زُغفا / ورعتِ أساوداً وردعتِ أسدا
وسمتِ مقلدا وفصمتِ طوقا / لسالفة العلى ونثرتِ عِقدا
رويدك قد عركتِ جران كهل / يدُّ كواهلَ الحدثان شدا
فيا لكؤود داهية أطلّت / تهدُّ لها الجبال القود هدا
فكم حطَمَت لواءً من لوي ال / على عدوا وكم نطحت مُعدا
أخا النجدات كيف تركتَ عدوا / وذا العدوات كيف اخترت قِدا
ولو لم تُلفَ حلفَ ثرىً مُرمّاً / رهين جنادل ممسىً ومغدا
إذاً لسمعت صارختي وإنّي / تصيخ لها وقد بوئت لحدا
فكيف العفر ترّب منك وجها / وكيف الترب عفر منك خدا
فكم دمع يمر عليك دمعا / وكم وجد يثير عليك وجدا
أعد فينا شمائلك اللواتي / أرقّ من الشمال إذا تعدى
بعيشك هل تشوق النفس نجد / لقد ودَّعتُ بعد هواك نجدا
وهل للعين فيك أنيق مرعى / فتقطف منه حودانا ورندا
ليقض الرفد والمعروف لولا / فتى الفتيان عارفةً ورفدا
فحسبي عن هلاك دجى توارى / عن الأبصار بدرُ هدىً تبدى
هُو العلم المنادي الفرد أكرم / به علماً منادي الأسم فردا
وبحرٌ جائشٌ بالغمر طامٍ / إذا جزرت بحار الفضل مدّا
فتى ما أنفك يرعى الشرع حتى / أجدَّ من الشريعة ما أجدّا
فتىً تولي النوال بغير منٍ / يداه وتشتري شكرا وحمدا
كذاك يجدُّ في طلب المعالي / فتى قد عدَّ خير الرسل جدا
أخو حسب تسلسل منه عدٍّ / روى حسبا تسلسل منه عدا
وغيثِ عوافٍ لم يكدُ يَوما / إذا ما الغيث بالمعروف أكدى
فيا ابن الغلب من أبناء فهر / وعلق ثمينها الحبر المفدى
هل الزمن اللجوج الشكس إلا / غريم النفس أقرض واستردا
رد الصبر الجميل فما لحي / ترى غير الردى المحتوم وردا
فحسبك من ضريب على ومجد / ضرائب تقتفيه على ومجدا
وطب بمحمد المحمود نفسا / ودم ما عشت للحسنين سعدا
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد
صدىً لنعاك صالحُ للمعاد / تضيق برجعه سعة البلادِ
لأسمعَ حيَّ هاشم بالتناد / لو أنَّ الميت يسمعُ من ينادي
تلفَّع وجه يعربَ بالسواد / ووجهُ نزار برقع بالحداد
بجمرة هاشم وبزغف عمروٍ / وبيضة يعرب العرب البوادي
لعمر الموت قد ألوى بعمر وال / على ولوى لويّاً عن عنادِ
رمى بالأبيضين ذكا وبدراً / بشؤم الأسودين نوىً وحادي
بلى نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من رمادِ
لدن زر الغروب جيوب نحس / على قمر ببرج السعد بادي
أسعدَ الطالبيين اطلب لي / ردى مقصٍ لسعد عن سعادِ
فواهاً كيف غالك صرف دهري / وكم قد غلت دهرك بارتصادِ
أرى زمني المزيد بدا بطردٍ / وأعقبني بعكس من مرادي
إذا ما رُمتُ فيه صلاح أمرٍ / بصالح صاح خذ عين الفسادِ
تملك طاعتي من كان طوعي / فراح يقودني سلسَ القياد
سأرحلُ عن يد البلوى ومالي / سوى رمحي وراحلتي وزادي
وما زلَّت يد اللأواء حتى / لوت عذدي بداهية نادِ
لسلَّم نفسه علقاً نفساً / كسا السلام أبراد الحداد
بوادي الموت نازع في حياة / تسيب إلى العدى حياتَ وادي
فقدتُ به سواد العين مني / وعين المرء تبصر بالسوادِ
أجدَّك لا يرى للعين داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الرقادِ
تساقط نومها حتى كأن الكرى / سلكٌ يساقطه سهادي
يوسِّد عارضيه العفر هلا / أوسِّد عارضي شوك القتاد
ولستُ ببارح ما بتّ ليلي / له حرج الحشا قلقَ الوسادِ
إذا استعطفته أحنى بقلبٍ / عليك كأنه الرحم المفادي
يزين وداده منه بصدقٍ / ومن شيم الفتى صدق الوداد
سأبكيه وإن أعوزت دمعاً / أذلت له المدامعَ من فؤادي
ولو أسطيع ردّ الحتف عنه / رَددت الحتف بالسمر الصعاد
وبالبيض الحداد القضب ضربا / يفلُّ مضارب البيض الحدادِ
وإني والردى قدر متاحٌ / مطلٌّ بالقضاء على العبادِ
قضى من يورد الكبّات شهباً / ويصدرهنّ بالشقر الوراد
نخفّ به ويثقلُ منه رضوى / حجىً فنريض مشياً باتّآد
نقصّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في صفاد
أبو الأشبال مضريها السبنتي / يدلُّ بناب أهرت ناب عادي
فيا لعقيمة لقحت فالقت / بصالح توأما عند الولادِ
ومرعدةٍ بوارقها استطارت / فرائص جسم أحمد بارتعاد
هيَ الجلى التي اجتدعت يداها / موارن أوجه الشرف الثلادِ
أرى عصراً وفرد العصر فيه / يقوم مقام جمعٍ بانفرادِ
تقول الناسُ مجتهدٌ مجازٌ / بلى ويجيز ألف أخِ اجتهادِ
أخو قُببٍ ولائدها تنادي / بحيهلا على غوث المنادي
ونار قرى ذوائبها سناها / فوارع بالذوائب لا الوهادِ
تُشبُّ لكل خابط ليل عشوا / بمفرق كلّ عالٍ باتّقاد
وأنباء يروق السمع منها / تفجر مسمع الصمِّ الصلادِ
تفوه برطب لؤلؤها رواةٌ / فتلفظها بمستنِّ الرشادِ
فمن لقلائد الأبكار بزَّت / وكانت حلي عاطلة الهوادي
ومن لفرائد الأفكار شظَّت / تبثك بثها عن قلب صادي
فوالهفي على بيض القوافي / لفقدك برقعت حلل السوادِ
تصدّوكم أخي أدب تصدّى / يبيع الشعر في سوق الكساد
أما وأنامل مهنَّ إلا / لجمع العز بالنشب البدادِ
أخطّ لك الرثاء وهنَّ رعشٌ / ولا قلمي يمد ولا مدادي
أخيّ فلا التكافي بالقوافي / وإن نحتت عليك من الفؤادِ
وهل قُصد القصيد تفيك حقّاً / وإن عضدت بجهد أوجهادِ
ولا أخذت ولا أعطت بنان / رمت نسمات قربك بالبعادِ
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به قد شدَّ رحلك للبعاد
ألا لا يبعدنك اللَه يوماً / به ناعيك طوَّح في البلادِ
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الروض سارية الغوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد مراحها الإبل الحوادي
فقدتك حين صوَّح ربع أنسي / كفقد الخمس للماء البرادِ
هو القدر الذي أنفى ثمودا / وقبل ثمود حلَّ بقوم عادِ
وتكتِمن الدواهي الدهم فيه / كمون النار في طرف الزنادِ
معاد الشيء مبدء كل شيء / وغاية كل شيء للمعادِ
عميد نزار ما أنا بالعميد
عميد نزار ما أنا بالعميد / وبيت نزارِ منتزع العمودِ
وما أنا بالأحق علىً وجوداً / إذا لم أرع حق على وجودِ
وما أنا بالوفي العهد أن لم / أوّفي بالوفا ذمم العهودِ
فريد الدهر ما لبنات دهري / نزعن جمانة العقد الفريدِ
عقيد الفضل كيف تكفُّ كف / تجاذبُ منك واسطة العقودِ
لقد ورد الردى لنداك بحراً / يعبُّ عبابه بندى الوفودِ
تعرض رائضا فارتاد شوقاً / تجارب أشيبٍ وجمال رودِ
وهبَّة باسل وهبات سمح / وهيبة خادر وحياءَ خودِ
لئن أودى الحمام بركن عز / فقد أودى بركنٍ من حديدِ
فكيف اعتاق في شرك المنايا / أبو العدوى أخو الذكر الشرود
أخو النجدات في طرق المساعي / يلفُّ الغور منها بالنجود
أخو حسب إذا نقَّيت عنه / جلالك جوهر السيف الحديد
وراءك منه منذلقاً حدودا / فلن تقفنَّ منه على حدود
فتىً يفترُّ على خلقٍ ذكيّ / يعود وعرفه نفحات عودِ
أجدّك لا يرى من بعد داعٍ / يقول لعاً لعاثرة الجدودِ
فلا رفعت مواقد نار حي / ونار قرى ضيوفك في خمودِ
ولا اخضرَّت مرابع دار قوم / وزهو رياض ربعك في همود
ولا هجدت كرى عين لجلى / رمت بقذى أطار كرى الهجود
ولا انبسطت يد ويد لرام / رمى بمريّش السهم السديد
ولم أر كالوجود أضر شيء / على أبناء آدم في الوجود
ولا من باسطٍ كالموت ختلاً / ذراعي ذي براثن بالوصيدِ
هي الدنيا بها بيض وسود / رمت بيضاً من الدنيا بسودِ
لقد نفضت بأبيض من قريش / بوجه البدر أسود من كديد
ملكتهم بحرِّ الفضل حتى / تركتهم كأمثال العبيد
أفدت الناس فاضل فيض فضل / أبنت لهم به فضل المفيدِ
فقل للوافح الزفرات جدّي / وقل لسوافح العبرات جودي
بعيشك هل يقوم لنا وصال / أراك وقد أقمت على الصدود
لويت عن الورى جيداً ولكن / ضربت بأخدعي فلويت جدي
لبست من البلى ثوباً جديدا / يمزق فيك بالثوب الجديدِ
تراني بعدُ أرعى العين مرعىً / أنيقاً بين معتلجي زرود
ذكرت وهل نسيت لنا زمانا / زمانَ الورد نمنم بالوردِ
فما لكوالح الأيام عادت / تعيدُ مآتمي في ويم عيدِ
وكنتُ أعدُّ قبل نواك جلداً / فبعد نواك ما أنا بالجليدِ
تكأ دني الزمان الرغد حتى / رمى جلدي بداهية كؤود
زمان عنّا ولودٌ بالرزايا / رُمي بالعقم من زمنٍ ولودِ
فوالهفي لتصريع القوافي / وترصيع القصائد والنشيد
فمن لقلائد الأبكار غرّاً / نفسن بها على السوم الزهيدِ
ومن لخرائد الأشعار غيداً / بأيام لدانٍ فيهِ غيدِ
ومن لفرائد الأفكار أني / يفوه بهنَّ بعدُ فم المجيدِ
ومن للآلئ الأصداف حزنا / صدأن عليه في تيجان صيدِ
تعلق والزمان ارفضَّ شؤماً / كقرط الدر في أذن السعيدِ
وطوراً دون مهوى القرط تبدو / نواصعَ بين ملتفّ الجعودِ
ولي حزنان حزن لي عليه / وحزن قد قصدت به قصيدي
ولستُ بعالم والمرء غفل / ففاجأ معلناً خبر البريدِ
فبينا نحن إذ أطرى نحوسا / نعيّك ناعياً قمر السعودِ
فاعلمنا خفائف يعملات / تلفُّ مخارماً بيداً ببيدِ
وملنا نحو نعشك في ضراح / نعطُّ قلوبنا عطَّ البرودِ
فقمنا حاملين جلال قدسٍ / على الأكتاف واهية الزنود
نخفّ به وينقل منه رضوى / على فنريض بالمشي الوئيدِ
نقصِّر بالخطى حتى كأنا / وراء النعش نرسف في قيودِ
إلى أن لاحت الذكوات بيضا / من الوادي المقدس كالنهود
أرحنا واضعين له سريرا / بحائر ذلك الحوم المشيدِ
دفنّا صعدة في الترب دقَّت / واغمدنا جرازاً في الصعيدِ
لحدنا الدين والدنيا جميعا / وكاظم والمكارم في اللحودِ
نمته أساود لا بل أُسودٌ / لها فعل الأساود والأسودِ
همُ القوم ألا ولى قدماً تحلَّوا / بحلية واضح الشرف التليدِ
لموسى والجواد زججت عيسي
لموسى والجواد زججت عيسي / أجدُّ السير وخداً بعد وخدِ
قصدت بجدها جدين نفسي / لنفسها الفدا لأنال قصدي
رحلتُ إليهما بجميع أهلي / وولدي يا فديتهما بولدي
سكوت إليهما شكوى وشكوى / وشكوىً ثم شكوىً بعد عندي
ولست ببارح عن باب مغنى / علائهما وإن أجبه بردِّ
بجدّكما أرفقا عفواً بعبدٍ / كذا المولى يرقُّ لحال عبد
أراك الدهر تمنحني صدودا
أراك الدهر تمنحني صدودا / متى ترعى المودة والعهودا
إلى مَ تريع بالهجر قلباً / بحبِّك لم يزل كلفاً عميدا
مني الأحباب هل في الدهر يوماً / تعود فمنيتي في أن تعودا
وكنت على البكا جِلداً ولكن / نواك أذال عبرتيَ الجمودا
أراقب عذَّلاً لي فيك أبدت / ضمائرها على حنق حقودا
ولولا أنَّ لي بهواك قلباً / يذوب وأدمعاً تطس الخدودا
وأجفاناً مؤرقة تعدُّ ال / كواكب فهي لم تألف هجودا
لما أحببت أن أرضى بأرض / أوسد ساعديّ بها الصعيدا
أجشم حزناميلاً فميلا / واقطع سهلها بيداً فبيدا
هل الروض القشيب أعاد زهرا
هل الروض القشيب أعاد زهرا / أم العذب الرطيب أعلَّ قطرا
أم الودق المفوف حاك بُردا / أم النوء المطرّزُ خاط طمرا
أم الورد المكمم باكرته / بروق سحابة وطفاء غرا
وهل هزَّت صباً بالغور مهدا / لطفل حواضن النوروز غيري
على عذبات أوراقٍ رقاقٍ / عقدن على الغصون الميد أزرا
مطارف للربيع مسهمات / ترفُّ نواصعا بيضا وحمرا
هل الشفق المشعشع شفّ لونا / أم الصبح استنار فشقَّ فجرا
بل الفقر الخوالد حبَّرتها / يدٌ تستخدم الأقلام ثرّى
تسوِّمها نزائع شاردات / تلفُّ أباطحاً وتجوب وعرا
كأمثال الصلال بكل شعب / نوافث بالسمام نسور سورا
طوت منها الصحائف عابقات / تعير ذوائب النسرين نشرا
فهل دارين ذات الطيب أهدت / لطائم في الطروس تفوح عطرا
عقيدَ الفضل قد فصَّلت عقدا / بعقد جمانة البحرين أزرى
تشظى رصفه فغدا شعاعا / يساقط لؤلؤً في الطرس نثرا
نطِ العقد المفصل بين قرطي / مبتلةٍ عطول الجيد عفرا
وسمت لمنحر الزوراء فيه / علاطا زان سالفةً وذفرا
لدن قد ناش دجلة منه مدٌّ / فأغرق كرخها مدّاً وجزرا
لعمري عبّ منه عباب يمّ / فأعيى ملحم الصدفين قطرا
ضربت عن المعاني العون حتى / قرعتَ حصانها تفتضُّ بكرا
يصيب البكر من عين المعاني / يراعك كلما صوّبت فكرا
هو القلم الذي في الطرس يجري / فيزري بالجارز العضب مجرى
ومتَّهم لدى الجلى أمين / تراه مبرءً طوراً وطورا
ينكِّس منه في القرطاس رأسا / ليودع مسمع الألواح سرا
كمثل الصب أنحله هواه / فباح بسره المكتوم جهرا
بنعت فضيلة كرمت نجارا / يلف لها بغيض المجد نجرا
شموس معارف ونجوم فضل / بزوراء العراق تحف بدار
فكم من منظر نضر أرتنا / جلا وجها لنا حَسنا أغرا
وكم من مبدء بهم معيد / قطوع واصل جنفا وبرا
وحلوٍ شمائل ومريم بأس / قد استحلى المكارم واستمرا
علىً تلوى لها الأعناق حفظا / فتخضع خشَّعا طوعا وقرا
فكم قد وشحت بالنثر كشحا / وكم قد قلدت بالنظم نحرا
وشعر عزّ في الآفاق حتى / إذا الشعرى العبور تصاغ شعرا
وبنت فمٍ يضوع العصر منها / فتهزء بابنة الزرجون عصرا
عجبت لمحرزٍ قصب المعالي / ولم يعثر بذيل العجب كبرا
أبا السبطين أنت لها مجيرُ
أبا السبطين أنت لها مجيرُ / إذا ما حادث الأيام جارا
بقرب حماك قد أنزلت رحلي / وأنك أمنع الثقلين جارا
لقد حلَّ الوباء بنا وأضحى / يشنُّ على بينك له غوارا
عجبت لمن تطول له حياة / ويشكو فيه آجالا قصارا
فكم منذي حجىً ناءٍ حجاه / به وموقر هتك الوقارا
فما للناس قد دهيت بهول / كأنّ الناس من دهش سكارى
أتيح لنا بداهية نآد / تضرم منه في الآفاق نارا
خلعت به عذار الصبر طوعاً / ومعذور فتى خلع العذارا
تصوغ له الوساوس مقذيات / فتسلب جفنه النوم الغرارا
يكاد الوهو يورثه جنونا / إذا ما الليل قد غشى النهارا
أملجا الخائفين إذا استشاطت / صروف الدهر مضرمة أوارا
وغوث الصارخين إذا استغاثث / بظل حماك معولة جهارا
أترضى أننا ولنا جوارٌ / بقبرك أن تخوض له غمارا
وحاشا أن تغضَّ الطرف عمن / تعوَّد أن تقيل له عثارا
ألست المتسطيل بذي فقار / متى جردته فصل الفقارا
وروِّ اللدنة السمرا بطعنٍ / يشق لدجن جحفلها غبارا
صبرت لكل معضلة ولكن / وصبرك لست فيه أرى اصطبارا
أعزّ ملوكنا عبد العزيز
أعزّ ملوكنا عبد العزيز / أذل عداه بالأسل العزيز
أيا ملكا تجاوز كل ملك / فمن ملك يجيز ومستجيز
إذا جمعت أكفهمُ كنوزا / فمن كفيه تفريق الكنوز
دعوت له بعين اللَه يبقى / من العين المصيبة بالحروز
قصرتُ على علاه وجيز شعر / وحسن الشعر بالكلم الوجيز
أصرح بالمديح له وأثني / إذا ما النكس الغز بالرموز
فيا بحر العروض جرى طويلا / بظهر البر يرشح بالنزيز
ابن لي في القريض ضروب طرزٍ / فإنك فيه أعرف بالطروز
فكم لك بالبديع خفي معنىً / غنيٌّ فيك عن جهة البروز
ويا نجداً به نجد استقامت / مشرعة العماد على النشوز
رسا جبلا على الجبل المسامي / ثبيرا لا يزلزل بالهزيز
أبى السيف الصنيع سوى قراعٍ / بكفك والقناة سوى الغموز
يصيح السيف بالهامات هبرا / وسيف سواك لجلج بالحزوز
تكاد القضب قبل السل تردي ال / فوارس والقنا قبل الركوز
وما السوى الصوارم من صليلٍ / ولا لسوى الأسنة من رزيز
أحنُّ إليك لا لتلاع نجدٍ / حنين العود للوطن المحيز
لعز عليَّ بعدك في محاني / ربى نجدٍ وبعدك بالعزيز
أراك بخاطري في كل آن
أراك بخاطري في كل آن / مقيماً لم تزل تغدو وتمسي
فكيف تظنُّ ان يسلوك قلبي / وانت المنّ والسلوى وانسي
احبك لا لأن الاصل اصلي / بلى لك اسوة والجنس جنسي
اما وجلال قدس اللَه حقّاً / حكمت مؤيداً بجلال قدس
جرى لك في القضاء يراع عدل / به بيَّضت كل سواد لبس
اجدول فيك وجه الطرس حتى / يعود مذَّهباً قلمي وطرسي
بدت لك طلعةٌ اخفى سناها / سنا القمرين بدر دجى وشمس
وعشر انامل متكافئات / همت بالجود خمساً بعد خمس
فدتك قضاتنا عربٌ وفرسٌ / وقلَّ فداك من عُرب وفرس
ودمت بايمن وقران سعدٍ / مدى الايام لم يقرن بنحس
نسيم البان في الروض الأريض
نسيم البان في الروض الأريض / امط لي زفرة القلب الرميض
لعلك سابر بحشاي جرحا / امضّ بسائر الجرح المضيض
اريد لأحلب الاجفان دمعا / فترعف مقلتي بدم غريض
تقول لي الغروب دئبت فيضا / فقلت لها ودأبك ان تفيضي
كذا ابقى سدىً بيد الليالي / فلا انا بالصحيح ولا المريض
اصعِّد مقلة واغضُّ اخرى / تصوِّب خاشع الطرف الغضيض
فبعض يستحلُّ دم البرايا / ويزعم لا يحلُّ دم البعوض
تنكر لي الزمان لطول باعي / وفضلي فيه والجاه العريض
فاوصل نابه لعروق لحمي / واسرع فيهِ للعظم المهيض
يعللني ليقضي لي صِلاتي / فهل يقضي صلاتي او فروضي
يفرِّحني اذا ما اغتاظ شعري / ومثل مفرحي فيه مغيضي
ولي ادبٌ يطير الى الثريا / وحظٌّ واقعٌ بثرى الحضيض
اليك انظر بمعترك القوافي / تجد قلبي ثقدُّ من القريض
واني إن طمى أو جاش بحر ال / عروض سبحت في بحر العروض
إذا طرحت يد الايام عبئي / فلا تأمن وثوبي أو نهوضي
سأصنع أو اصانعها وأَرضى / بسود من صنائعها وبيض
صنيعته التصنُّع في ودادي
صنيعته التصنُّع في ودادي / فيا بئس التصنع والصنيعه
أنازع في هواه القلب حتى / نزعت هواه من قلبي جميعه
فلا تتوقعنَّ له رجوعي / احال السهم منبعثا رجوعه
كفيت هوى يثقف من ضلوعي / لو انّ هوىً يقصِّف لي ضلوعه
اذا ما النفس ولَّهها ولوع / فلي نفسٌ وان ولهت جزوعه
فبينا تنحني للألف رفقا / اذا انحازت لطيتها قطوعه
فلا قد قلت للأيام عودي / وان عادت فعين او طليعه
لياليَ في السما حتى سهاها / رقيب كرىً يصانعني خديعه
لعلك ضارب بعلاة سفر / فتوردها السماوة بي سريعه
إذا انتشرت فروع الليل سودا / طوت عن منكبيه بنا فروعه
أو اشتملت بشملته استمرَّت / بتدآب السرى فنضت هزيعه
يجاذبها الأعنة مشمعلٌّ / فتأرن وهي جانحة شموعه
فتبلغ طاهر الاعراق اني / على كره رددت لهُ الوديعه
لكاد البيت ينصدع انصداعا
لكاد البيت ينصدع انصداعا / وجنب البيت ينخلع انخلاعا
وكم من نكبة شرعت فاردت / وان قام النجاء بها شراعا
يسيء بنا الردى مرأىً فأن لم / يسيء مرأىً اساء بنا استماعا
اذا انقطع الوصول بنا رجعنا / لأنفسنا التجاءً وانقطاعا
او اشتجرت قنا لعدٍ وصلنا / ونقطع ان تشاجرت النزاعا
وليس تضيق نازلة بخرق / اذا افضى لها خلقا وساعا
وليس تسيئنا الا المنايا / اذا ذهبت بانفسنا شعاعا
ندافعها على ثقةٍ بأنا / اكفٌّ لا نطيق لها دفاعا
نروم اللبث في الدنيا خلوداً / ويرقبنا الردى ساعاً فساعا
وما اتفقت صروف الدهر الا / على قومٍ قد اختلفت طباعا
اسلنا ما استطاع السيف منها / دماً ملأ البسيطة ما استطاعا
اذا هزَّت بكف فتى قناةٌ / لمعضلة نهزُّ لها اليراعا
وأنا للبطاء اذا دعونا / وان كنّضا الى الداعي سراعا
وكم من فارسٍ منا شجاع / تنمَّر في الحروب لها شجاعا
واطولها لدى الجلى ذراعاً / وارحبها لدى الحدثان باعا
اذا ما الرّيف حلَّ بدار قوم / فلم نرحل لأرضهم انتجاعا
بوخذ العيس نطلعها الثنايا / وقبِّ الخيل نحمشها الطلاعا
جوانح خلفنا الطير العوادي / لعلم نشبع الطير الجياعا
ونأنف عن نزول الارض حتى / تجنبنا المهابط والتلاعا
نقيم ببقعة للمجد خصَّت / وفيض نوالنا عمّ البقاعا
ومن اشرى اصطفى بالمال عزما / يردّ اسود خفَّان ضباعا
فلا تحزن لرزقٍ او متاع / فأن لكل ساقطة متاعا