المجموع : 15
أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي
أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي / كَأَنَّ النارَ مُشعِلَةٌ ثِيابي
إِذا نَجمٌ تَغَوَّرَ كَلَّفَتني / خَوالِدَ ما تَؤوبُ إِلى مَآبِ
فَقَد خَلّى أَبو أَوفى خِلالاً / عَلَيَّ فَكُلُّها دَخَلَت شِعابي
أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري وَقَلَّت
أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري وَقَلَّت / لِمَرزِئَةٍ أُصِبتُ بِها تَوَلَّت
لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ النَفسَ مِنها / بُعَيدَ النَومِ تُشعَلُ يَومَ غُلَّت
أَلا يا عَينُ وَيحَكِ أَسعِديني / فَقَد عَظُمَت مُصيبَتُهُ وَجَلَّت
مُصيبَتُهُ عَلَيَّ وَرَوَّعَتني / فَقَد خَصَّت مُصيبَتُهُ وَعَمَّت
لَوَ أَنَّ الكَفَّ تُقبَلُ في فِداهُ / بَذَلتُ يَدي اليَمينَ لَهُ فَشَلَّت
كَما والى عَلَينا مِن نَداهُ / وَشادَ لَنا المَكارِمَ فَاِستَهَلَّت
فَلَم يَنزِع وَما قَصُرَت يَداهُ / وَلَم يَبلُغ ثَنائي حَيثُ حَلَّت
بَكَت عَيني وَعاوَدَتِ السُهودا
بَكَت عَيني وَعاوَدَتِ السُهودا / وَبِتُّ اللَيلَ جانِحَةً عَميدا
لِذِكرى مَعشَرٍ وَلَّوا وَخَلَّوا / عَلَينا مِن خِلافَتِهِم فُقودا
وَوافَوا ظِمءَ خامِسَةٍ فَأَمسوا / مَعَ الماضينَ قَد تَبِعوا ثَمودا
فَكَم مِن فارِسٍ لَكِ أُمُّ عَمروٍ / يَحوطُ سِنانُهُ الأَنَسَ الحَريدا
كَصَخرٍ أَو مُعاوِيَةَ بنِ عَمروٍ / إِذا كانَت وُجوهُ القَومِ سودا
يَرُدُّ الخَيلَ دامِيَةً كُلاها / جَديرٌ يَومَ هيجا أَن يَصيدا
يَكُبّونَ العِشارَ لِمَن أَتاهُم / إِذا لَم تُحسِبِ المِئَةُ الوَليدا
أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمروٍ
أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمروٍ / مَصائِبُ قَد رُزِئتِ بِها فَجودي
بِسَجلٍ مِنكِ مُنحَدِرٍ عَلَيهِ / فَما يَنفَكَّ مِثلَ عَدا الفَريدِ
عَلى فَرعٍ رُزِئتِ بِهِ خُناسٌ / طَويلِ الباعِ فَيّاضٍ حَميدِ
جَليدٍ كانَ خَيرَ بَني سُلَيمٍ / كَريمِهِمِ المُسَوَّدِ وَالمَسودِ
أَبو حَسّانَ كانَ ثِمالَ قَومي / فَأَصبَحَ ثاوِياً بَينَ اللَحودِ
رَهينُ بِلىً وَكُلُّ فَتىً سَيَبلى / فَأَذري الدَمعَ بِالسَكبِ المَجودِ
فَأُقسِمُ لَو بَقَيتَ لَكُنتَ فينا / عَديداً لا يُكاثَرُ بِالعَديدِ
وَلَكِنَّ الحَوادِثَ طارِقاتٌ / لَها صَرفٌ عَلى الرَجُلِ الجَليدِ
فَإِن تَكُ قَد أَتَتكَ فَلا تُنادي / فَقَد أَودَت بِفَيّاضٍ مَجيدِ
جَليدٍ حازِمٍ قِدَماً أَتاهُ / صُروفُ الدَهرِ بَعدَ بَني ثَمودِ
وَعاداً قَد عَلاها الدَهرُ قَسراً / وَحِميَرَ وَالجُنودَ مَعَ الجُنودِ
فَلا يَبعَد أَبو حَسّانَ صَخرٌ / وَحَلَّ بِرَمسِهِ طَيرُ السُعودِ
أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ
أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِ / وَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِ
وَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ / فَقَد غُلِبَ العَزاءُ وَعيلَ صَبري
لِمَرزِئَةٍ كَأَنَّ الجَوفَ مِنها / بُعَيدَ النَومِ يُشعَرُ حَرَّ جَمرِ
عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ / لِعانٍ عائِلٍ غَلَقٍ بِوَترِ
وَلِلخَصمِ الأَلَدِّ إِذا تَعَدّى / لِيَأخُذَ حَقَّ مَقهورٍ بِقَسرِ
وَلِلأَضيافِ إِذ طَرَقوا هُدوءً / وَلِلمَكَلِ المُكِلِّ وَكُلِّ سَفرِ
إِذا نَزَلَت بِهِم سَنَةٌ جَمادٌ / أَبِيَّ الدَرِّ لَم تُكسَع بِغُبرِ
هُناكَ يَكونُ غَيثَ حَياً تَلاقى / نَداهُ في جَنابٍ غَيرِ وَعرِ
وَأَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ كَعابٍ / وَأَشجَعَ مِن أَبي شِبلٍ هِزَبرِ
هَرَيتِ الشَدقِ رِئبالٍ إِذا ما / عَدا لَم تُنهَ عَدوَتُهُ بِزَجرِ
ضُبارِمَةٍ تَوَسَّدَ ساعِدَيهِ / عَلى طُرقِ الغُزاةِ وَكُلِّ بَحرِ
تَدينُ الخادِراتُ لَهُ إِذا ما / سَمِعنَ زَئيرَهُ في كُلِّ فَجرِ
قَواعِدُ ما يُلِمُّ بِها عَريبٌ / لِعُسرٍ في الزَمانِ وَلا لِيُسرِ
فَإِمّا يُمسِ في جَدَثٍ مُقيماً / بِمُعتَرَكٍ مِنَ الأَرواحِ قَفرِ
فَقَد يَعصَوصِبُ الجادونَ مِنهُ / بِأَروَعِ ماجِدِ الأَعراقِ غَمرِ
إِذا ما الضيقُ حَلَّ إِلى ذَراهُ / تَلَقّاهُ بِوَجهٍ غَيرِ بَسرِ
تُفَرَّجُ بِالنَدى الأَبوابُ عَنهُ / وَلا يَكتَنَّ دونَهُمُ بِسِترِ
دَهَتني الحادِثاتُ بِهِ فَأَمسَت / عَلَيَّ هُمومُها تَغدو وَتَسري
لَوَ أَنَّ الدَهرَ مُتَّخِذٌ خَليلاً / لَكانَ خَليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو
دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ
دَعَوتُم عامِراً فَنَبَذتُموهُ / وَلَم تَدعوا مُعاوِيَةَ بنِ عَمروِ
وَلَو نادَيتَهُ لَأَتاكَ يَسعى / حَثيثَ الرَكضِ أَو لَأَتاكَ يَجري
مُدِلّاً حينَ تَشتَجِرُ العَوالي / وَيُدرِكُ وِترَهُ في كُلِّ وِترِ
إِذا لاقى المَنايا لا يُبالي / أَفي يُسرٍ أَتاهُ أَم بِعُسرِ
كَمِثلِ اللَيثِ مُفتَرِشٍ يَدَيهِ / جَريءِ الصَدرِ رِئبالٍ سِبَطرِ
يُبادِرُني حُمَيدَةُ كُلَّ يَومٍ
يُبادِرُني حُمَيدَةُ كُلَّ يَومٍ / فَما يولي مُعاوِيَةَ بنَ عَمروِ
لَئِن لَم أُؤتَ مِن نَفسي نَصيباً / لَقَد أَودى الزَمانُ إِذاً بِصَخرِ
أَتُكرِهُني هُبِلتَ عَلى دُرَيدٍ / وَقَد أُحرِمتُ سَيِّدَ آلِ بَدرِ
مَعاذَ اللَهِ يَنكَحُني حَبَركى / قَصيرُ الشِبرِ مِن جُشَمَ بنِ بَكرِ
يَرى مَجداً وَمَكرُمَةً أَتاها / إِذا عَشّى الصَديقَ جَريمَ تَمرِ
وَلَو أَصبَحتُ في جُشَمٍ هَدِيّاً / إِذاً أَصبَحتُ في دَنَسٍ وَفَقرِ
يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي
يُؤَرِّقُني التَذَكُّرُ حينَ أُمسي / فَأُصبِحُ قَد بُليتُ بِفَرطِ نُكسِ
عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ / لِيَومِ كَريهَةٍ وَطِعانِ حِلسِ
وَلِلخَصمِ الأَلَدُّ إِذا تَعَدّى / لِيَأخُذَ حَقَّ مَظلومٍ بِقِنسِ
فَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِجِنٍّ / وَلَم أَرَ مِثلَهُ رُزءً لِإِنسِ
أَشَدَّ عَلى صُروفِ الدَهرِ أَيداً / وَأَفصَلَ في الخُطوبِ بِغَيرِ لَبسِ
وَضَيفٍ طارِقٍ أَو مُستَجيرٍ / يُرَوَّعُ قَلبُهُ مِن كُلِّ جَرسِ
فَأَكرَمَهُ وَآمَنَهُ فَأَمسى / خَلِيّاً بالُهُ مِن كُلِّ بُؤسِ
يُذَكِّرُني طُلوعُ الشَمسِ صَخراً / وَأَذكُرُهُ لِكُلِّ غُروبِ شَمسِ
وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي / عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي
وَلَكِن لا أَزالُ أَرى عَجولاً / وَباكِيَةً تَنوحُ لِيَومِ نَحسِ
أَراها والِهاً تَبكي أَخاها / عَشِيَّةَ رُزئِهِ أَو غِبَّ أَمسِ
وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن / أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي
فَلا وَاللَهِ لا أَنساكَ حَتّى / أُفارِقَ مُهجَتي وَيُشَقُّ رَمسي
فَقَد وَدَّعتُ يَومَ فِراقِ صَخرٍ / أَبي حَسّانَ لَذّاتي وَأُنسي
فَيا لَهفي عَلَيهِ وَلَهفَ أُمّي / أَيُصبِحُ في الضَريحِ وَفيهِ يُمسي
أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني
أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني / لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ
وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ / فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي
فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ / رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي
فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ / أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ
أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ / بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ
وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ / وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ
وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ / أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ
وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت / هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ
فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً / وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ
وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى / كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ
إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ / كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ
بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ / رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ
هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي
هَريقي مِن دُموعِكِ أَو أَفيقي / وَصَبراً إِن أَطَقتِ وَلَن تُطيقي
وَقولي إِنَّ خَيرَ بَني سُلَيمٍ / وَفارِسَهُم بِصَحراءِ العَقيقِ
وَإِنّي وَالبُكا مِن بَعدِ صَخرٍ / كَسالِكَةٍ سِوى قَصدِ الطَريقِ
فَلا وَأَبيكَ ما سَلَّيتُ صَدري / بِفاحِشَةٍ أَتَيتَ وَلا عُقوقِ
وَلَكِنّي وَجَدتُ الصَبرَ خَيراً / مِنَ النَعلَينِ وَالرَأسِ الحَليقِ
أَلا هَل تَرجِعَنَّ لَنا اللَيالي / وَأَيّامٌ لَنا بِلِوى الشَقيقِ
أَلا يا لَهفَ نَفسي بَعدَ عَيشٍ / لَنا بِنَدى المُخَتَّمِ وَالمَضيقِ
وَإِذ يَتَحاكَمُ الساداتُ طُرّاً / إِلى أَبياتِنا وَذَوُو الحُقوقِ
وَإِذ فينا فَوارِسُ كُلِّ هَيجا / إِذا فَزِعوا وَفِتيانُ الخُروقِ
إِذا ما الحَربُ صَلصَلَ ناجِذاها / وَفاجَأَها الكُماةُ لَدى البُروقِ
وَإِذ فينا مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ / عَلى أَدماءَ كَالجَمَلِ الفَنيقِ
فَبَكّيهِ فَقَد وَلّى حَميداً / أَصيلَ الرَأيِ مَحمودَ الصَديقِ
هُوَ الرُزءُ المُبَيِّنُ لا كُباسٌ / عَظيمُ الرَأيِ يَحلُمُ بِالنَعيقِ
أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا
أَيا عَينَيَّ وَيحَكُما اِستَهِلّا / بِدَمعٍ غَيرِ مَنزورٍ وَعُلّا
بِدَمعٍ غَيرِ دَمعِكُما وَجودا / فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا
عَلى صَخرَ الأَغَرَّ أَبي اليَتامى / وَيَحمِلُ كُلَّ مَعثَرَةٍ وَكَلّا
فَإِن أَسعَفتُماني فَاِرفِداني / بِدَمعٍ يُخضِلُ الخَدَّينِ بَلّا
عَلى صَخرِ بنِ عَمروٍ إِنَّ هَذا / وَإِن قَد قَلَّ بَحرُكَ وَاِضمَحَلّا
فَقَد أورِثتُما حُزناً وَذُلّا / وَحَرّاً في الجَوانِبِ مُستَقِلّا
فَقومي يا صَفِيَّةُ في نِساءٍ / بِحَرِّ الشَمسِ لا يَبغينَ ظِلّا
يُشَقِّقنَ الجُيوبَ وَكُلَّ وَجهٍ / طَفيفٌ أَن تُصَلّي لَهُ وَقَلّا
بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ
بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها العَويلُ / وَهاضَ جَناحِيَ الحَدَثُ الجَليلُ
فَقَدتُ الدَهرَ كَيفَ أَكَلَّ رُكني / لِأَقوامٍ مَوَدَّتُهُم قَليلُ
عَلى نَفَرٍ هُمُ كانوا جَناحي / عَلَيهِم حينَ تَلقاهُم قَبولُ
فَذَكَّرَني أَخي قَوماً تَوَلَّوا / عَلَيَّ بِذِكرِهِم ما قيلَ قيلُ
مُعاوِيَةُ بنُ عَمروٍ كانَ رُكني / وَصَخراً كانَ ظِلُّهُمُ الظَليلُ
ذَكَرتُ فَغالَني وَنَكا فُؤادي / وَأَرَّقَ قَومِيَ الحُزنُ الطَويلُ
أُلو عِزٍّ كَأَنَّهُمُ غِضابٌ / وَمَجدٍ مَدَّهُ الحَسَبُ الطَويلُ
هُمُ سادوا مَعَدّاً في صِباهُم / وَسادوا وَهُمُ شَبابٌ أَو كُهولُ
فَبَكّي أُمَّ عَمروٍ كُلَّ يَومٍ / أَخا ثِقَةٍ مُحَيّاهُ جَميلُ
أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني
أَلا يا صَخرُ إِن أَبكَيتَ عَيني / لَقَد أَضحَكتَني دَهراً طَويلا
بَكَيتُكَ في نِساءٍ مُعوِلاتٍ / وَكُنتُ أَحَقَّ مَن أَبدى العَويلا
دَفَعتُ بِكَ الجَليلَ وَأَنتَ حَيٌّ / فَمَن ذا يَدفَعُ الخَطبَ الجَليلا
إِذا قَبُحَ البُكاءُ عَلى قَتيلٍ / رَأَيتُ بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَميلا
فِدىً لِلفارِسِ الجُشَميَّ نَفسي
فِدىً لِلفارِسِ الجُشَميَّ نَفسي / وَأَفديهِ بِمَن لي مِن حَميمِ
وَأَفديهِ بِكُلِّ بَني سُلَيمٍ / بِظاعِنهِم وَبِالأَنَسِ المُقيمِ
خَصَصتُ بِها أَخا الأَحرارِ قَيساً / فَتىً في بَيتِ مَكرُمَةٍ كَريمِ
بَكَت عَيني وَعاوَدَها قَذاها
بَكَت عَيني وَعاوَدَها قَذاها / بِعُوّارٍ فَما تَقضي كَراها
عَلى صَخرٍ وَأَيُّ فَتىً كَصَخرٍ / إِذا ما النابُ لَم تَرأَم طِلاها
فَتى الفِتيانِ ما بَلَغوا مَداهُ / وَلا يَكدى إِذا بَلَغَت كُداها
حَلَفتُ بِرَبِّ صُهبٍ مُعمِلاتٍ / إِلى البَيتِ المُحَرَّمِ مُنتَهاها
لَئِن جَزِعَت بَنو عَمروٍ عَلَيهِ / لَقَد رُزِئَت بَنو عَمروٍ فَتاها
لَهُ كَفٌّ يُشَدُّ بِها وَكَفٌّ / تَحَلَّبُ ما يَجِفُّ ثَرى نَداها
تَرى الشُمَّ الجَحاجِحَ مِن سُلَيمٍ / يَبُلُّ نَدى مَدامِعِها لِحاها
عَلى رَجُلٍ كَريمِ الخيمِ أَضحى / بِبَطنِ حَفيرَةٍ صَخِبٍ صَداها
لِيَبكِ الخَيرَ صَخراً مِن مَعَدٍّ / ذَوُو أَحلامِها وَذَوُو نُهاها
وَخَيلٍ قَد لَفَفتَ بِجَولِ خَيلٍ / فَدارَت بَينَ كَبشَيها رَحاها
تُرَفِّعُ فَضلَ سابِغَةٍ دِلاصٍ / عَلى خَيفانَةٍ خَفِقٍ حَشاها
وَتَسعى حينَ تَشتَجِرُ العَوالي / بِكَأسِ المَوتِ ساعَةَ مُصطَلاها
مُحافَظَةً وَمَحمِيَةً إِذا ما / نَبا بِالقَومِ مِن جَزَعٍ لَظاها
فَتَترُكُها قَدِ اِضطَرَمَت بِطَعنٍ / تَضَمَّنَهُ إِذا اِختَلَفَت كُلاها
فَمَن لِلضَيفِ إِن هَبَّت شَمالٌ / مُزَعزِعَةٌ تُجاوِبُها صَباها
وَأَلجا بَردُها الأَشوالَ حُدباً / إِلى الحُجُراتِ بادِيَةً كُلاها
هُنالِكَ لَو نَزَلتَ بِآلِ صَخرٍ / قِرى الأَضيافِ شَحماً مِن ذُراها
فَلَم أَملِك غَداةَ نَعِيِّ صَخرٍ / سَوابِقَ عَبرَةٍ حَلَبَت صَراها
أَمُطعِمَكُم وَحامِلَكُم تَرَكتُم / لَدى غَبراءَ مُنهَدِمٍ رَجاها
لِيَبكِ عَلَيكَ قَومُكَ لِلمَعالي / وَلِلهَيجاءِ إِنَّكَ ما فَتاها
وَقَد فَقَدَتكَ طَلقَةُ فَاِستَراحَت / فَلَيتَ الخَيلَ فارِسُها يَراها