المجموع : 18
كرمت وسدت فالجدوى انتهاب
كرمت وسدت فالجدوى انتهاب / إذا زرناك والمدح اقتضابُ
أخوان وما أبقيت مالا / وأبواب وقد رفع الحجاب
رقى العذال أم خدع الرقيبِ
رقى العذال أم خدع الرقيبِ / سقت ورد الخدود من القلوبِ
وآباء الصبابة أم بنوها / يروضون الشبيبة للمشيب
وقفنا موقف التوديع نوطي / نجوم الدمع آفاق الغروب
تعجب من عناق جر دمعاً / وتقبيل يشيع بالنحيب
وقد ضاق العناق فلو فطنا / دخلنا في المخانق والجيوب
ونحن ألاك نطلب من بعيدٍ / لعزتنا وندرك من قريب
تبسطنا على الآثام لما / رأينا العفو من ثمر الذنوب
ولولا الصاحب إخترع القوافي / لما سهل الخلاص من النسيب
ومن يثنى الى ليث هصور / لواحظه عن الرشأ الربيب
وكيف يمس حد السيف طوعاً / قريب الكف من غصن رطيب
وشبهنا فكنت أبا نؤاس / ولكن جل عن قدر الخصيب
ومن يك مثل عباد ابوه / يعش بين الأنام بلا ضريب
أحرز الخائف الجاني وكنز ال / مقل المقتفي وأخا الغريب
أما لك غير بأسك من عتاد / ولا غير العظائم من ركوب
تروض مصاعب الأيام قهراً / وتحمل على عود صليب
وتبذل دون تاج الملك نفساً / متيمة بتنفيس الكروب
وجربت الملوك فما اصابت / لداء الملك غيرك من طبيب
فمن غصب الإمارة إذ حواها / فما تحوى الوزارة بالغصوب
توارثها الكفاة وتقتضيها / مناسب معرق فيها نسيب
تمائمكم مناطقكم إذا ما / جفت بحضور شبان وشيب
دعيتم في المهود بها وعدت / لكم قبل التصدر والركوب
ولو صدقتك جن الليل عني / شغفت بفن إنسي عجيب
مع القرنين من قلم وطرس / أو البدين من طاس وكوب
أشق الفكر عن لفظ بديع / فيقدم بي على معنى غريب
فما عثرت لكم تهم الاعادي
فما عثرت لكم تهم الاعادي / على خلق ولا خلق قبيح
وميدان تجول به خيول
وميدان تجول به خيول / تقود الدارعين ولا تقادُ
ركبت به الى اللذات طرفاً / له جسم وليس له فؤاد
جرى فظننت أن الأرض وجه / ودجلة ناظر وهو السواد
أتى القدر المتاح فلا اصطبار
أتى القدر المتاح فلا اصطبار / يرد شباه عنك ولا فرارُ
وليس تقدمي خرقاً ولكن / لغير الحرب تدخل الوقار
أحنّ إلى لقاء أبي عليٍّ
أحنّ إلى لقاء أبي عليٍّ / ويأبى أن يحنّ إلى جواري
وقد جليت علينا الراح حتى / مللنا جلوة البيض العذاري
وصفر أوجه العذال يوم / وجوه شموسه تحكي اصفراري
ونهر تمرح الامواج فيه / مراح الخيل في رهج الغبار
إذا اصفرت عليه الشمس خلنا / نمير الماء يمزج بالعقار
كأن الماء أرض من لجين / مغشاة صفائح من نضار
وأشجار محملة كؤوساً / تضاحك في احمرار واخضرار
إذا أبصرن في نهرٍ سماء / وهبت له نجوم الجلنار
فزرنا إن نار الراح تكفي ال / ندامي خيفتي عار ونار
شغفت بداية لي اشتهيها
شغفت بداية لي اشتهيها / وما فيها عن الوصل امتناعُ
بباردة المجس وما اقشعرت / معصبة وليس بها صداع
تمنع أو تحل ذؤابتاها / ويحسر عن مفارقها القناع
وقد زعمت رواة الشعر أني
وقد زعمت رواة الشعر أني / ملكت عنان أبلقه العقوقِ
أتنشط للصبوح أبا علي
أتنشط للصبوح أبا علي / على حكم المنى ورضى الصديقِ
بنهر للرياح عليه درع / تذهب بالغروب وبالشروق
إذا اصفرت عليه الشمس صبت / على أمواجه ماء الخلوق
وقفت به فكم خد رفيق / يغازلني على قد رشيق
وجمر شب في الاغصان حتى / أضاع الماء في وهج الحريق
فدهم الخيل في ميدان تبر / يصاغ لها كرات من عقيق
فهل لك في ختام المسك فضت / نوافجه ومختوم الرحيق
لبست العدم حتى صار ذيلي
لبست العدم حتى صار ذيلي / يضيق تقلبي فيه كزيقي
وكادحت المطالب بعد ضر / ودرأت المعيشة بعد ضيق
فقد أوقدت صندوق ثيابي / وصب الماء في حب الدقيق
فهل للناس يا للناس حر / يبيض وجه ممتحن مضيق
أريد أخي إذا ما ثل عرشي / وصرت الى المعيشة في مضيق
فأما حين يصلح بعض حالي / فان الناس كلهم صديقي
ركوب الهول اركبك المذاكي
ركوب الهول اركبك المذاكي / وليس الدر ألبسك الغلائل
ويومك ضامن لغد علواً / وعامك ملحق البشرى بقابل
سما التلعفري إلى وصالي
سما التلعفري إلى وصالي / ونفس الكلب تكبر عن وصاله
ينافي خلقه خلقي فتأبى / فعالي أن تضاف الى فعاله
فصنعتي النفيسة في لساني / وصنعته الخسيسة في قذاله
فإن أشعر فما هو من رجالي / وإن يصفع فما أنا من رجاله
فدى لك بعد رزئك من ينامُ
فدى لك بعد رزئك من ينامُ / ومن يصبو إذ سجع الحمامُ
ونفسي بالفداء عنيت لا من / ينام عن الحقوق ولا يلام
ألا نفق الجواد فلا عجاج / تقوم به الحروب ولا ضرام
وكان اذا طغت حرب عوان / جرى ورسيله الموت الزؤام
إذا رميت به الغايات صلت / صفوف الخيل وهو لها إمام
تمهر في الوقائع وهو مهر / ولا سرج عليه ولا لجام
فلما لم يدع في الأرض قرناً / تخوله فعاجله الحمام
وعود عافيات الطير طعماً / وشرب دمٍ إذا حرم المدام
فلما لم يطق نهضاً أتته / فقال لها أنا ذاك الطعام
وجاد بنفسه إذا لم يجد ما / يجود به كذا الخيل الكرام
وكنت البدر عارضه كسوف / ينحس حين تم له التمام
فلا تبعد وإن ابعدت عنا / فهذا العيش ليس انتظام
إذا لم تكشف الأصدا همومي / فليت الخيل أصداء وهام
طوى الحدثان طفرك يا ابن يحيى / فطرفي ما يعاوده المنام
ولم أحضره يوم قضى فيشكو / تحمحمه الذي صنع السقام
ولا خبرت ليلة جر جسم / زكت عندي له نعم جسام
ألم أقسم عليك لتخبرني / أمحمول على النعش الهمام
مضوا يناقلون به خفافاً / عليه من الضياع له قيام
فبزوه وما عروه درعاً / نبت عنه الصوارم والسهام
أيقتله الحمام أشدب قرن / وأكرمه وتسلبه اللئام
أبا عيسى تعز فدتك بنفسي / فإن الموت قرن لا يضام
أقم في ظل اسماعيل تضمن / لك الدرك السلامة والدوام
إذا بقي الوزير لنا وفينا / فقل للدهر يهلك والأنام
وعظت بها أخاً ورثيت مالا / واديت الأمانة والسلام
أظن اليوم يهطل بالمدام
أظن اليوم يهطل بالمدام / فإن الأفق محمر الغمام
وما عودت حمل الكاس إلا / على سكر الكروم أو الكرام
وعهد سماء جودك بالعطايا / كعهد دم الأعادي بالحسام
إذا طلعت شموس الراح فينا / وهبنا كل مسرجة اللجام
أبحر الجود في بحر الأماني / وبدر الملك في بدر التمام
ومن عبد ابن يوسف صير اسمي / وصير للندى مولى السلامي
إذا ركبت أناملنا كميتاً / من الجنب المفضض في لجام
تحيينا بذكرك وانتقلنا / بمدحك دون سادات الانام
طربت فما أبالي ما ورائي / وقار الراح مشعلة أمامي
جفون المزن مذ عدمت بواك / لرحمتنا وخد للورد دامي
فأحي بها فتى أحلى مناه / تقدم من فداك الى الحمام
قطيعتكم برغم المجد شهراً
قطيعتكم برغم المجد شهراً / أشد علي من شهر الصيامِ
وكيف أزوركم والمزن تبكي / على داري بأربعة سجام
وكانت منزلا طلق المحيا / فصارت وادياً صعب المرام
وبحراً من عجائبه خلوصي / إليكم ظامئاً والبحر طامي
بناتي كالضفادع في ثراها / وأهلي في الروازن كالحمام
انادي كلما ارتفعت سحاب / فابكتنا البوارق بابتسام
حوالينا بذاك ولا علينا / كفانا الله شرك من غمام
تهافت ركع الجدران فيها / سجوداً للرعود بلا إمام
كأن مصون ما احرزت فيها / على أبواب مشرعة الخيام
فلا باب يرد ولا جدار / يرد الطرف على وجه حرام
وكانت جنة الفردوس عادت / ملاعب جنة ووكور هام
ويغريني بذكر الربع غيدٌ
ويغريني بذكر الربع غيدٌ / به صيد وحور فيه عينُ
سللن من الحداق السود بيضاً / فما تدري قيان أم قيون
ونارنج تميل به غصون
ونارنج تميل به غصون / ومنها ما يرى كالصولجان
أشبهه ثدايا ناهدات / غلائلها صبغن بزعفران
منيت بمن إذا منيت أفضت
منيت بمن إذا منيت أفضت / مناي إلى بنفسج عارضيهِ
وفاضت رحمة لي حين ولى / مدامع كاتبي وكاتبيه