المجموع : 7
أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا
أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا / لِيَومِ كَريهَةٍ وَسِدادِ ثَغرِ
وَخَلَّوني لِمعتَرَكِ المَنايا / وَقَد شَرَعَت أَسِنَّتُها لِنَحرى
كَأَنّي لَم أَكُن فيهِم وَسِيطاً / وَلا لِي نِسبَةٌ في آل عَمرِو
أُجَرَّرُ في الجَوامِع كُلَّ يَومٍ / أَلا لِلّهِ مَظلَمَتي وَصَبري
عَسى المَلِكُ المُجِيبُ لِمَن دَعاهُ / يُنَجِّيني فَيَعلَمَ كَيفَ شُكري
فَأَجزِىَ بِالكَرامَةِ أَهلَ وُدي / وَأُورِثَ بِالضَغائِنِ أَهلَ وِترى
لِمَن طَلَلٌ وَخَيمٌ قَد عَرينا
لِمَن طَلَلٌ وَخَيمٌ قَد عَرينا / وَسُفعٌ حَولَ أَورَقَ قَد صَلِينا
أُوارَ النارِ حَتّى هُنَّ جُونٌ / وَلَم يُخلَقنَ يَومَ خُلِقنَ جُونا
عَفاها القَطرُ أَزماناً وَرِيحٌ / كَساها بَعدَ ساكِنِها دَرينا
تَعاقَبَها فَقَد بَلِيَت كُرُورٌ / مِنَ العَصرَينِ مُوحِشَةً سِنِينا
بِشَرجِ الهَضبَتَينِ وَحَيثُ لاقى / رُقاقُ السَهلِ مِن خُوعى الحُزُونا
عَرَفتُ بِها مَنازِلَ ذَكَّرَتني / مَعالِمُ آيها شَجَناً دَفِينا
وَآياتُ الرُسُومِ مُذَكَّرَاتٌ / أُمُوراً قَد مَضَينَ وَقَد نُسِينا
وَمَجلِسِ أَربَعٍ يَشكِينَ لَيلاً / إِلَيَّ مِنَ الصَبابَةِ ما لَقِينا
فَأَبدَيتُ الحَديثَ حَديثَ نَفسي / وَما قَد كُنتُ قَد أَضمَرتُ حيناً
مِنَ الشَوقِ المُبَرِّحِ إِن شَوقي / لَهُنَّ يَكُونُ أُهوَنُهُ رَصِينا
خَرائِدُ ما خَرَجنَ إِلَيَّ حَتّى / جَعَلنَ لِمَن يَخَفنَ بِنا عُيُونا
فَأَخفَينَ الَّذي أَجمَعنَ لَمّا / أَرَدنَ لُقَيَّنا حَتّى خَفِينا
كَأَنَّ دَلِيلَهُنَّ بِهنَّ يَهدى / جَوازئَ مِن نِعاجِ الرَملِ عِينا
فِجِئنَ وَما يَكَدنَ إِذا اِرجَحَنَّت / بِها الأَعجازُ مِن ثِقَلٍ يَنُونا
عَلى خُرسٍ خَلاخِلُها خِدالٍ / كَمَشي الخَيلِ بِالمِعزا وَجِينا
رَوائِمَ لي عَكَفنَ عَلَيَّ لَيلاً / عُكُوفَ العُوذِ قَد رَئِمَت جَنينا
إِذا ما كاعِبٌ حَلَفَت يَميناً / عَلى حُبّى حَلَفتُ لَها يَمينا
مُناجاةً لَأَنتِ أَحَبُّ شُيءٍ / وَأَملَحُ ما نَكُونُ إِذا اِنتُجِينا
/
أَقُولُ لِصاحِبَيَّ وَمِثلُ ما بي / شَكاهُ المَرءُ ذُو الوَجدِ الأَلِيمِ
إِلى الأَخوَينِ مِثلِهِما إِذا ما / تَأَوَّبُهُ مُؤَرِّقَةُ الهُمُومِ
لِحيني وَالبَلاءِ لَقِيتُ ظُهراً / بِجَنبِ النَقعِ أُختَ بَني تَميمِ
فَلَمّا أَن بَدا للعَينِ مِنها / أَسِيلُ الخَدِّ في خَلقٍ عَميمِ
وَعَينا جُؤذَرٍ خَرِقٍ وَثَغرٌ / كَمِثلِ الأُقحُوانِ وَجِيدُ رِيمِ
حَنا أَترابُها دُوني عَلَيها / حُنُوَّ العائِداتِ عَلى السَقِيمِ
عَقائِلُ لَم يَعِشنَ بِعَيشِ بُؤسٍ / وَلَكِن بِالغَضارَةِ وَالنَعيمِ
فَشاقَت قَلبَ مُفتَتنٍ حَزينٍ / عَلى شَوقٍ مُخامِرِهِ قَديمِ
أَحَلَّ بِجِسمِهِ الزَفَراتِ حَتّى / بَلي كَبلى العَسِيبِ مِنَ الهَشيمِ
وَعاصى الأَقرَبينَ فَزا يَلُوهُ / كَما عُزِلَ المُصِحُّ عَن المُهِيمِ
لَأَذكُرُ إِسمَها ما دُمتُ حَيّاً / وَما الرَجُلُ المُصَرِّحُ كَالكَتُومِ
يُسَهَّدُ ما يَنامُ اللَيل إِلّا / غِشاشاً مِثلَ تَسهِيدِ السَلِيمِ
وَما شاقَ القُلوبَ وَراقَ عَيناً / فَتُجلاهُ كَذِي دَلٍّ رَخيمِ
ضَعِيفِ البَطشِ ذي كَيدٍ شَدِيدٍ / بِنَظرَتِهِ إِذا أَومى سَؤُوم
يا صاحِ هذا العَجَبُ / لِكُلِّ أَمرٍ سَبَبُ
أَهلُ سُلَيمى غَضِبُوا / فِيمَ تَراهُم عَتَبُوا
لَم نَأتِ سُخطاً لَهُمُ / وَلا لَدَينا قُصِبُوا
قَد بَعَثُوا رَسُولُهم / فَنَقَّبُوا وَطَلَبُوا
كَي يَجِدُوا ذَنباً لَنا / وَكُلَّ أَرضٍ ضَرَبُوا
ما تَسكُنُ العُجمُ وَما / تَسكُنُ فيهِ العَرَبُ
وَإِنَّما صرمي لِغَي / ظِي وَبُعادِي قَرَّبُوا
إِذ رَكِبُوا فيما أُرى / مِن حالِهِم ما رَكِبُوا
ما زالَ واشٍ مَعَهُم / يَكذِبُ حَتّى اِنشَعَبُوا
عُلَيُّ قَد يَشعَبُ ذا / الوَجدِ المُحِبِّ الكَذِبُ
يا لَيتَ أَهلِينا طَرِي / قاً لَم يَكُونوا اِصطَحَبُوا
إِذ وَرَّثُوني كَمَداً / فَالقَلبُ مِنّي يَضرِبُ
بَل لَيتَ شِعري وَالفَتى / لِحينِهِ مُجتَلَبُ
هَل يَقتُلُ المَرءَ رَخِي / مٌ دَلُّهُ مُختَضِبُ
رَحصٌ غَضِيضُ الطَرفِ لا / تُكشَفُ عَنهُ الحُجُبُ
أَرادَ اليَومَ جِيرَتُكَ الغِيارا
أَرادَ اليَومَ جِيرَتُكَ الغِيارا / رَواحاً أَم أرادُوهُ اِبتِكارا
قَرِيبٌ كُلُّ ذاكَ وَإِن يَبِينُوا / يَزيدُ وَالقَلبَ صَدعاً مُستَطارا
بِقَلبي وَالنَوى أَعدى عَدُوٍّ / لَئِن لَم تُبقِ لي بِالجَلسِ جارا
بَلى أَبقَت مِنَ الجِيرانِ حَولي / أُناساً ما أُلائِمُهُم كِثارا
وَماذا كَثرَةُ الجِيرانِ مُغنٍ / إِذا ما بانَ مَن تَهوى فَسارا
أَذُودُ النَفسَ وَهِيَ تَتُوقُ شَوقاً / وَأَمنَعُها حَياءً وَاِستِتارا
كَما ذادَ المُنَهنِهُ عَن حِياضٍ / عِذابِ الماءِ صادِيَةً حِرارا
فَلَمّا أَن رَأَيتُ المُكثَ عَجزاً / وَأَنَّ عُلَيَّ في سَفَرٍ مَسارا
وَأَنَّ الحَيَّ ما عَجِلُوا بِبَينٍ / وَتَركِ بِلادِنا إِلّا ضِرارا
ثَوى جَسَدي وَشيَّعهُم فُؤادي / وَعَيني ما تَجِفُّ لَهُم غِزارا
أَكُفُّ الدَمعَ عَن خَديَّ مِنها / وَيَأبى دَمعُها إِلّا اِنحِدارا
فَكَم مِن كاعِبٍ حَوراءَ رُودٍ
فَكَم مِن كاعِبٍ حَوراءَ رُودٍ / أَلُوفِ السِترِ وَاضِحَةِ التَراقي
بَكَت جَزَعاً وَقَد سُمِرَت كُبُولي / وَجامِعَةٌ يُشَدُّ بِها خِناقي
عَلى سَوداءَ مُشرِفَةٍ بِسُوقٍ / بَناها القَمحُ مُزلَقَةِ المَراقي
عَلَيَّ عَباءَةٌ بَرقاءُ لَيسَت / مِن البَلوى تُغَطّى نِصفَ ساقي
كَأَنَّ عَلى الخُدُودِ وَهُنَّ شُعثٌ / سِجالَ الماءِ يُبعَثُ في السَواقي
فَقُلتُ تَجَلُّداً وَحَلَفتُ صَبراً / أُبالي اليَومَ لَو دَمَعَت مَآقي
سَيَنصُرُني الخَلِيفَةُ بَعدَ رَبّي / وَيُخبَرُ حَيثُ يُمسي عَن مَساقي
فَتَغضَبُ لي بِأَجمَعِها قُصَيٌّ / قَطِينُ البَيتِ وَالدُمثِ الرِقاقِ
بِمُعتَلَجِ السُيُولِ إِذا تَبَنّى / لِئامُ الناسِ في الشُعَبِ العِماقِ
لِأَقرَبِها إِذا نُسِبُوا لِخَيرٍ / وَأَوراها إِذا اِنتُقى المُناقي
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا
أَلا هَل هاجَكَ الأَظعا / نُ إِذ جاوَزنَ مُطَّلَحا
نَعَم وَلِوَشكِ بَينِهِمِ / جَرى لَكَ طائِرٌ سَنَحا
سَلَكنَ الخَبتَ مِن رَكَكٍ / وَضَوءُ الفَجرِ قَد وَضَحا
فَمَن يَفرَحُ بِبينِهِمِ / فَغَيري إِذ غَدَوا فَرِحا
فَهَزَّت رَأسَها عَجَباً / وَقالَت مازِحٌ مَزَحا
فَيا عَجَباً لِموقِفِنا / وَغَيَّبَ ثَمَّ مَن كَشَحا
تَبِعتُهُمُ بِطَرفِ العَي / نِ حَتّى قِيلَ لي اِفتُضِحا
فَوَدَّعَ بَعضُنا بَعضاً / وَكُلٌّ بِالهَوى صَرَحا
إِلى جَيداءَ قَد بَعَثُوا رَسُولاً
إِلى جَيداءَ قَد بَعَثُوا رَسُولاً / لِيُخبِرَها فَلا صُحِبَ الرَسُولُ
كَأَنَّ العامَ لَيسَ بِعامِ حَجٍّ / تَغَيَّرَتِ المَواسِمُ وَالشُكُولُ