القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ كَمّونة الكل
المجموع : 5
حدا الحادي بأينق من أحب
حدا الحادي بأينق من أحب / فها أنا بعدهم ظهري أجب
وعادتني صروف الدهر حتى / كأن بيني وبين الدهر حرب
كباجدي وما برحت جياد الجدود / بكل سامي الحزم تكبو
وبأن الصبر عنى يوم بانت / أحبائي ويوم البين صعب
أما ونجائب يحملن وقراً / وخوص في الذميل لهن خب
وعدو العاديات الغر صبحاً / تفوت العاصفات متى تهب
لأعتسفن قفرا بعد قفرٍ / ولا لزخارف العذال أصبو
لقوم طلقوا الدنيا وسارت / بهم من يثرب للطف ركب
يأمهم إمامهم وتقفو / سبيل نتيجة الأنجاب نجب
فعرس في مغاني الطف غير المسير / بهم وقام هناك حرب
وسعرت الوغى فعدت عليهم / كتائب كلها كفرٌ ونصب
ألا بأبى كراماً من لؤيٍ / أكفهم بعام الجدب سحب
يرون شراب يوم السلم مراً / وعندهم عذاب الحرب عذب
سل الهيجاء كم ولى لهامٌ / مخافتهم وحشو حساه رعب
وكم خاضوا عباب الموت شوقا / وعاموا في لظى حربٍ تشب
وكم ذلت لسطوتهم صعاب / حذاراً وانقياد الصعب صعب
وكم لسيوفهم خضعت نفوس / كأن سيوفهم للموت حزب
فكان لها وللسمر العوالي / بأفئدة الأسود الربد لعب
فكم للوحش والعقبان منها / ومن جاري الدما أكل أكلى وشرب
فحدث عن مزاياهم وكرر / وجانب ما روة عمر وكعب
إلا بأبي وغير أبى كماة / لهم عن حوزة الإسلام ذب
يذودون العدى عن هتك بيت / عليه من جلال الله حجب
ومذ وافى قضاء الله شوقا / عليهم كي ينالوا ما أحبوا
تهاووا سجداً لله شكراً / وليس على قضاء الله عتب
قضوا دون الحسين ظماً فكانوا / بحوراً لا يمر بهن نضب
فتلك جسومهم صرعى عليها / خيول أميةٍ راحت تخب
وعاد فريد خلق الله فرداً / وليس له سوى العزمات صحب
فتىً عشق الهياج فليس يثني / أعنة عزمه طعن وضرب
همامٌ أروعٌ ما صال إلا / تقاذف في قلوب القوم رعب
وولى الجمع جيشاً أثر جيش / وضاق بهم من الفلوات رحب
يكر على الجناح ولا جناحٌ / عليه وكم له في القلب قلب
وحين دعاه داعي الله لبى / ومنه إجابة الداعين دأب
فسلم للقضا وقضى عليه / فعم الكون والإمكان كرب
ولو شاء الكفاف لكف لكن / يحب كماله الباري يحب
فماد العرش والكرسي حزناً / عليه وناب كل الخلق خطب
وراح الجود ينعاه وساخت / لعمرك من هضاب المجد هضب
قضى قطب النظام فليس يبقى / هناك سوى ابنه في الكون قطب
بنفسي والورى أفدي عليلاً / يضور وحوله الأطفال سعب
يسام من العدى خسفاً فيذري / الدموع كأنما عيناه سحب
تلوذ به نساء حاسرات / تقوم لدهشة طوراً وتكبو
تكابد ما تكابد من أوام / ويؤلمها على الأكتاف ضرب
تسب وتسلب الأبيات منها / فيوجع قلبها سبٌ وسلب
يطفن بكعبة العافي وطوراً / لهنَّ على جواد الندب تدب
فتهتف بالضياغم من لويٍ / هلموا غارةً فالأمر صعب
وقولوا للزكي ومن يليه / من الفرسان يا لله هبوا
عسى تستنقذونا من عدانا / فقد راح الذيب عنا يذب
ومن كانت له الأرواح نهباً / فذاك اليوم للأعداء نهب
وتلك العاديات على قراه / إلا عقرت لها عدوٌ وخب
فمن لنجائب يحملن وقراً / يقلقها على الأقتاب قتب
يشاهدن الرؤس على العوالي / تضيء كأنها في الأفق شهب
تسيرها الطغاة إلى يزيد / وهند أمه وأبوه حرب
عليه من آله الناس لعن / ويبيل ما طرى البيداء ركب
إلى م الكوكب الدري يخفى / وتحجبه عن البصار حجب
ونتحتمل الأذى من كل رجسٍ / ويحكم في أبي الشبال كلب
ولكن عادة الأيام فيها / يقدم قاصر ويذاد ندب
إلا يا قائماً بالقسط عجل / فقد ناب الورى إذ غيت خطب
بوقت ترفع الأوغاد فيه / وأبناء الكرام به تذب
إلا يا مصدر الأكوان يا من / غدا لدوائر الكونين قطب
إليك من ابن كمونِ نظاماً / أرقَ من النسيم متى يهب
به منكم رجوت العفو عما / جنيت وإن ألاقي ما أحب
عليك مدى المدى مني سلام / وما تليت بوصف علاك كتب
أعلل بالغدو والرواح
أعلل بالغدو والرواح / بوخد مهجنات بني رياح
إذا ما زمزم الحادى أعدت / لقطع البيد أجنحة الرياح
وعدو الجاريات وما أقلت / عتاق الخيل من أهل الفلاح
وليس بناهب مني فؤاداً / فتور لواحظ البيض الملاح
ولا باتت تعاطيني الحميا / من الإبريق جائلة الوشاح
ولا نادمت ذا طرفٍ كحيلٍ / نزيفاً من غبوقٍ واصطباح
ولكني امرؤٌ عشق المنايا / فجاوز في الهوى حد الجماح
واقداحاً يدير الموت فيها / ذعافاً من مريشات القداح
أحن لها هوىً وأذوب شوقاً / إذا نشرت ذبابات الصباح
بمستن العجاجة والمنايا / تنافثها أنابيب الرماح
رواق النقع فيها جنح ليلٍ / ولمع حدادها فلق الصباح
وأطراف الأسنة في سماها / مصابيحٌ تجلت للكفاح
فمن نغماتها طربى ومما / تصبب من دم الهامات راحي
وأجنح للهياج على أغرٍ / فيغدو القلب منخفض الجناح
وأثنى الجيش منهزماً بجاشٍ / يتوق لزورة الأجل المتاح
أمام القائم المهدي شمس ال / معالي بدر دائرة الصلاح
هو القطب الذي دارت عليه به / أفلاك أُفق الإفتتاح
وبحرٌ تستمد السحب منه / وتستجديه امواج السماح
متى يأتي فنسعف في زمانٍ / نبيت به بأفئدةٍ صحاح
تحف به الكتائب من لويٍ / كرام الخيم ترفل بالسلاح
بأم الخضر موكبه فيدعو / كعمار هلموا للرواح
ويتلوه رجال الله حتى / يغص بجيشه رحب البطاح
وبين يديه روح الله عيسى / ينادي الناس حيّ على الفلاح
فتحي الأرض بعد الموت حتى / تميس هوىً وتبسم عن أقاح
ويملأ رحبها قسطاً وعدلاً / ويمحو ظلمة الجور المتاح
ألا يا غاية الآمال يا من / به سلك الورى سُبل النجاح
إليك المشتكى من جور دهر / أبى إلا مساعدة الشحاح
ويقتل جدك السامي حسينٌ / على ظمأ ويثخن بالجراح
فذي أبناؤه والصحب صرعى / على وجه البسيطة كالأضاحي
وتلك نساؤه ركبن قسراً / ظهور نتائج العجف الطلاح
تسام بذلةٍ من بعد عزٍ / وبعد الخدر تشهر بالنواحي
تنادي بالليوث بني نزارٍ / حماة الظعن حيّ على الكفاح
ألا بأبي وغير أبي أباةٌ / أبوا إلا معانقة الصفاح
تنادوا للفنا حتى أبيدوا / وقد حرموا من الماء المباح
قضوا عطشاً ولكن بعد ما قد / قضوا حق الصفائح والرماح
لئن تظلم بعدهم النوادي / ولم يدر المساء من الصباح
فإن كريمه في رأس رمحٍ / شعاع سناه يغني عن براح
فديتك هل دريت وأنت أدرى / بما يأتي وبالماضي المراح
بما قد نالكم من شر قومٍ / طووا عدوانكم تحت الوشاح
أبادوا جمعكم وسبوا نساكم / وساموكم بأفعالٍ قباح
إلا فانهض فما هذا التواني / أمالك من مقامك من براح
فقد عاثت بكم أيدي الأعادي / وثار الجور بالجيش الرداح
فكم قد حلّلوا ولكم أباحوا / حراما لم يكن بالمستباح
هم قد فوقوا حسدا إليكم / سهام الغي بالشر الصراح
وعفوا رسمكم بفغدا نهاباً / بأيدي العاصفات من الرياح
أما لولا وعودك وانتظاري / قيامك بالعشية والصباح
لعاجلني الدى وقضيت نحبي / وما روحت قلبي بارتياح
فسوف يماط ثوب الحزن عني / ويبدل ضيق صدري بانشراح
إليك من ابن كمون أقل ال / ورى بكراً تتيه على الملاح
عملت كبائراً وأتيت فيها / لتضمن محوها فأرى نجاحي
أتوب إلى آله الخلق منها / كما قد تاب حُر بني رياح
الهيُ ما ادخرت غنى لنفسي
الهيُ ما ادخرت غنى لنفسي / وولدي من حطام الدهر مالا
لعلمي أنك الكافي وأني / وكلت على خزائنك العيالا
أراقت مقلتي طوفان نوح
أراقت مقلتي طوفان نوح / وقد بلغ الزبى لما ألما
فسل ماذا جرى من در عين / تنوح على الديار ديار سلمى
ويحزو عاصم أنى سآوي / إلى فلك النجار شداً وحزما
وما آوي وبالفلك اعتصامي / إلى جبلٍ ليعصمني من الما
لسلمى كم بقلبي من قروح
لسلمى كم بقلبي من قروح / وفي عيني من عينٍ طفوح
فمن أرقٍ وفيض دمٍ سفوحٍ / أراقت مقلتي طوفان نوح
تنوح على الديار ديار سلمى /
فسقي ديارها عين التداوي / لعينٍ داؤها أعي المداوي
تصب فتخجل الغيث السماوي / ويحزو عاصمٌ إني سآوي
إلى جبل ليعصمني من الما /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025