المجموع : 5
حدا الحادي بأينق من أحب
حدا الحادي بأينق من أحب / فها أنا بعدهم ظهري أجب
وعادتني صروف الدهر حتى / كأن بيني وبين الدهر حرب
كباجدي وما برحت جياد الجدود / بكل سامي الحزم تكبو
وبأن الصبر عنى يوم بانت / أحبائي ويوم البين صعب
أما ونجائب يحملن وقراً / وخوص في الذميل لهن خب
وعدو العاديات الغر صبحاً / تفوت العاصفات متى تهب
لأعتسفن قفرا بعد قفرٍ / ولا لزخارف العذال أصبو
لقوم طلقوا الدنيا وسارت / بهم من يثرب للطف ركب
يأمهم إمامهم وتقفو / سبيل نتيجة الأنجاب نجب
فعرس في مغاني الطف غير المسير / بهم وقام هناك حرب
وسعرت الوغى فعدت عليهم / كتائب كلها كفرٌ ونصب
ألا بأبى كراماً من لؤيٍ / أكفهم بعام الجدب سحب
يرون شراب يوم السلم مراً / وعندهم عذاب الحرب عذب
سل الهيجاء كم ولى لهامٌ / مخافتهم وحشو حساه رعب
وكم خاضوا عباب الموت شوقا / وعاموا في لظى حربٍ تشب
وكم ذلت لسطوتهم صعاب / حذاراً وانقياد الصعب صعب
وكم لسيوفهم خضعت نفوس / كأن سيوفهم للموت حزب
فكان لها وللسمر العوالي / بأفئدة الأسود الربد لعب
فكم للوحش والعقبان منها / ومن جاري الدما أكل أكلى وشرب
فحدث عن مزاياهم وكرر / وجانب ما روة عمر وكعب
إلا بأبي وغير أبى كماة / لهم عن حوزة الإسلام ذب
يذودون العدى عن هتك بيت / عليه من جلال الله حجب
ومذ وافى قضاء الله شوقا / عليهم كي ينالوا ما أحبوا
تهاووا سجداً لله شكراً / وليس على قضاء الله عتب
قضوا دون الحسين ظماً فكانوا / بحوراً لا يمر بهن نضب
فتلك جسومهم صرعى عليها / خيول أميةٍ راحت تخب
وعاد فريد خلق الله فرداً / وليس له سوى العزمات صحب
فتىً عشق الهياج فليس يثني / أعنة عزمه طعن وضرب
همامٌ أروعٌ ما صال إلا / تقاذف في قلوب القوم رعب
وولى الجمع جيشاً أثر جيش / وضاق بهم من الفلوات رحب
يكر على الجناح ولا جناحٌ / عليه وكم له في القلب قلب
وحين دعاه داعي الله لبى / ومنه إجابة الداعين دأب
فسلم للقضا وقضى عليه / فعم الكون والإمكان كرب
ولو شاء الكفاف لكف لكن / يحب كماله الباري يحب
فماد العرش والكرسي حزناً / عليه وناب كل الخلق خطب
وراح الجود ينعاه وساخت / لعمرك من هضاب المجد هضب
قضى قطب النظام فليس يبقى / هناك سوى ابنه في الكون قطب
بنفسي والورى أفدي عليلاً / يضور وحوله الأطفال سعب
يسام من العدى خسفاً فيذري / الدموع كأنما عيناه سحب
تلوذ به نساء حاسرات / تقوم لدهشة طوراً وتكبو
تكابد ما تكابد من أوام / ويؤلمها على الأكتاف ضرب
تسب وتسلب الأبيات منها / فيوجع قلبها سبٌ وسلب
يطفن بكعبة العافي وطوراً / لهنَّ على جواد الندب تدب
فتهتف بالضياغم من لويٍ / هلموا غارةً فالأمر صعب
وقولوا للزكي ومن يليه / من الفرسان يا لله هبوا
عسى تستنقذونا من عدانا / فقد راح الذيب عنا يذب
ومن كانت له الأرواح نهباً / فذاك اليوم للأعداء نهب
وتلك العاديات على قراه / إلا عقرت لها عدوٌ وخب
فمن لنجائب يحملن وقراً / يقلقها على الأقتاب قتب
يشاهدن الرؤس على العوالي / تضيء كأنها في الأفق شهب
تسيرها الطغاة إلى يزيد / وهند أمه وأبوه حرب
عليه من آله الناس لعن / ويبيل ما طرى البيداء ركب
إلى م الكوكب الدري يخفى / وتحجبه عن البصار حجب
ونتحتمل الأذى من كل رجسٍ / ويحكم في أبي الشبال كلب
ولكن عادة الأيام فيها / يقدم قاصر ويذاد ندب
إلا يا قائماً بالقسط عجل / فقد ناب الورى إذ غيت خطب
بوقت ترفع الأوغاد فيه / وأبناء الكرام به تذب
إلا يا مصدر الأكوان يا من / غدا لدوائر الكونين قطب
إليك من ابن كمونِ نظاماً / أرقَ من النسيم متى يهب
به منكم رجوت العفو عما / جنيت وإن ألاقي ما أحب
عليك مدى المدى مني سلام / وما تليت بوصف علاك كتب
أعلل بالغدو والرواح
أعلل بالغدو والرواح / بوخد مهجنات بني رياح
إذا ما زمزم الحادى أعدت / لقطع البيد أجنحة الرياح
وعدو الجاريات وما أقلت / عتاق الخيل من أهل الفلاح
وليس بناهب مني فؤاداً / فتور لواحظ البيض الملاح
ولا باتت تعاطيني الحميا / من الإبريق جائلة الوشاح
ولا نادمت ذا طرفٍ كحيلٍ / نزيفاً من غبوقٍ واصطباح
ولكني امرؤٌ عشق المنايا / فجاوز في الهوى حد الجماح
واقداحاً يدير الموت فيها / ذعافاً من مريشات القداح
أحن لها هوىً وأذوب شوقاً / إذا نشرت ذبابات الصباح
بمستن العجاجة والمنايا / تنافثها أنابيب الرماح
رواق النقع فيها جنح ليلٍ / ولمع حدادها فلق الصباح
وأطراف الأسنة في سماها / مصابيحٌ تجلت للكفاح
فمن نغماتها طربى ومما / تصبب من دم الهامات راحي
وأجنح للهياج على أغرٍ / فيغدو القلب منخفض الجناح
وأثنى الجيش منهزماً بجاشٍ / يتوق لزورة الأجل المتاح
أمام القائم المهدي شمس ال / معالي بدر دائرة الصلاح
هو القطب الذي دارت عليه به / أفلاك أُفق الإفتتاح
وبحرٌ تستمد السحب منه / وتستجديه امواج السماح
متى يأتي فنسعف في زمانٍ / نبيت به بأفئدةٍ صحاح
تحف به الكتائب من لويٍ / كرام الخيم ترفل بالسلاح
بأم الخضر موكبه فيدعو / كعمار هلموا للرواح
ويتلوه رجال الله حتى / يغص بجيشه رحب البطاح
وبين يديه روح الله عيسى / ينادي الناس حيّ على الفلاح
فتحي الأرض بعد الموت حتى / تميس هوىً وتبسم عن أقاح
ويملأ رحبها قسطاً وعدلاً / ويمحو ظلمة الجور المتاح
ألا يا غاية الآمال يا من / به سلك الورى سُبل النجاح
إليك المشتكى من جور دهر / أبى إلا مساعدة الشحاح
ويقتل جدك السامي حسينٌ / على ظمأ ويثخن بالجراح
فذي أبناؤه والصحب صرعى / على وجه البسيطة كالأضاحي
وتلك نساؤه ركبن قسراً / ظهور نتائج العجف الطلاح
تسام بذلةٍ من بعد عزٍ / وبعد الخدر تشهر بالنواحي
تنادي بالليوث بني نزارٍ / حماة الظعن حيّ على الكفاح
ألا بأبي وغير أبي أباةٌ / أبوا إلا معانقة الصفاح
تنادوا للفنا حتى أبيدوا / وقد حرموا من الماء المباح
قضوا عطشاً ولكن بعد ما قد / قضوا حق الصفائح والرماح
لئن تظلم بعدهم النوادي / ولم يدر المساء من الصباح
فإن كريمه في رأس رمحٍ / شعاع سناه يغني عن براح
فديتك هل دريت وأنت أدرى / بما يأتي وبالماضي المراح
بما قد نالكم من شر قومٍ / طووا عدوانكم تحت الوشاح
أبادوا جمعكم وسبوا نساكم / وساموكم بأفعالٍ قباح
إلا فانهض فما هذا التواني / أمالك من مقامك من براح
فقد عاثت بكم أيدي الأعادي / وثار الجور بالجيش الرداح
فكم قد حلّلوا ولكم أباحوا / حراما لم يكن بالمستباح
هم قد فوقوا حسدا إليكم / سهام الغي بالشر الصراح
وعفوا رسمكم بفغدا نهاباً / بأيدي العاصفات من الرياح
أما لولا وعودك وانتظاري / قيامك بالعشية والصباح
لعاجلني الدى وقضيت نحبي / وما روحت قلبي بارتياح
فسوف يماط ثوب الحزن عني / ويبدل ضيق صدري بانشراح
إليك من ابن كمون أقل ال / ورى بكراً تتيه على الملاح
عملت كبائراً وأتيت فيها / لتضمن محوها فأرى نجاحي
أتوب إلى آله الخلق منها / كما قد تاب حُر بني رياح
الهيُ ما ادخرت غنى لنفسي
الهيُ ما ادخرت غنى لنفسي / وولدي من حطام الدهر مالا
لعلمي أنك الكافي وأني / وكلت على خزائنك العيالا
أراقت مقلتي طوفان نوح
أراقت مقلتي طوفان نوح / وقد بلغ الزبى لما ألما
فسل ماذا جرى من در عين / تنوح على الديار ديار سلمى
ويحزو عاصم أنى سآوي / إلى فلك النجار شداً وحزما
وما آوي وبالفلك اعتصامي / إلى جبلٍ ليعصمني من الما
لسلمى كم بقلبي من قروح
لسلمى كم بقلبي من قروح / وفي عيني من عينٍ طفوح
فمن أرقٍ وفيض دمٍ سفوحٍ / أراقت مقلتي طوفان نوح
تنوح على الديار ديار سلمى /
فسقي ديارها عين التداوي / لعينٍ داؤها أعي المداوي
تصب فتخجل الغيث السماوي / ويحزو عاصمٌ إني سآوي
إلى جبل ليعصمني من الما /