المجموع : 9
تَطاوَلَ هَمُّهُ بِبُراقِ سِعرِ
تَطاوَلَ هَمُّهُ بِبُراقِ سِعرِ / لِذاكِرِهِم وَأَيُّ أَوانِ ذكرِ
كَأَنَّ النارَ تُخرِجُها ثِيابي / وَتَدخُلُ بِعدَ نَومِ الناسِ صَدري
وَعَبّاسٌ يُدِبُّ لِيَ المَنايا / وَما أَذنَبتُ إِلّا ذَنبَ صُحرِ
وَلَولا اِبنا تُماضِرَ أَن يُساؤوا / وَأَي مِنك غَيرُ صَريمِ سَحرِ
لِباتَت تَضرِبُ الأَمثالَ عِندي / عَلى نابٍ شَرِبتُ بِها وَبِكرِ
وَتَنسى مَن أُفارِقُ غَيرَ قالٍ / وَأَصبِرُ عَنهُمُ مِن آلِ عَمرِو
وَهَل تَدرينَ أَن مارُبَّ خِرقٍ / رُزِئتُ مُبَرَّأً بِقَصاصِ وَترِ
أَخي ثِقَةٍ إِذا الضَراءُ نابَت / وَأَهلَ حَياءِ أَضياف وَنَحرِ
كَصَخرٍ لِلسَرِيَّةِ غادَروهُ / بِذَروةَ أَو مُعاوِيَةَ بنِ عَمرِو
وَمَيتٍ بِالجَنابِ أَثَلَّ عَرشي / كَصَخرٍ أَو كَعَمرٍو أَو كَبِشرِ
وَآخَرَ بِالنَواصِفِ مِن هِدامٍ / فَقَد أَودى وَرَبِّ أَبيكِ صَبري
فَلَم أَرَ مِثلَهُم حَيّاً لِقاحاً / أَقاموا بَينَ قاضَيَةٍ وَحِجرِ
أَشُدُّ عَلى صَروفِ الدَهرِ إِدّاً / وَآمَرَ مِنهُم فيها بِصَبرِ
وَأُكرَمَ حينَ ضَنَّ الناسُ خيماً / وَأَحمَدَ شيمَةً وَنَشيلَ قَدرِ
إِذا الحَسناءُ لَم تَرحَض يَدَيها / وَلَم يُقصَر لَها بَصَرٌ بِسَترِ
قَروا أَضيافَهُم رَبَحاً بِبُحٍّ / تَجيءُ بِعبقَرِيِّ الوَدقِ سُمرِ
رِماحُ مُثَقِّفٍ حَمَلَت نِصالاً / يَلحنَ كَأَنَّهُنَّ نُجومُ فَجرِ
جَلاها الصَيقَلونَ فَأَخلَصوها / مَواضِيَ كُلُّها يَفري بِبَترِ
هُم الأَيسارُ إِن قَحَطَت جُمادى / بِكُلِّ صَبيرٍ سارِيَةٍ وَقَطرِ
يَصُدّونَ المُغيرَةَ عَن هَواها / بِطَعنٍ يَفلُقُ الهاماتِ شَزرِ
تَعَلَّمَ أَنَّ خَيرَ الناسِ طُرّاً / لولَدانِ غَداةَ الريحِ غُبرِ
وَأَرمَلَةٍ وَمُعَتَّرٍ مُسَيفٍ / عَديم المال عَجزةِ أُمِّ صَخرِ
أَرى العَبّاسَ يَنقُصُ كُلَّ يَومٍ
أَرى العَبّاسَ يَنقُصُ كُلَّ يَومٍ / وَيَزعُمُ أَنَّهُ جَهلا يَزيدُ
فَلَو نُقَضَت عَزائِمُهُ وَبادَت / سَلامَتُهُ لَكانَ كَما يُريدُ
وَلَكِنَّ المَعايِبَ أَفسَدَتهُ / وَخلَّفَ في عَشيرَتِهِ زَهيدُ
فَعَبّاسُ بِنُ مِرداسِ بنِ عَمرٍو / وَكَذبُ المَرءِ أَقبَحُ ما يُفيدُ
حَلَفتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالمُصَلّى / وَأَشياخٍ مُحَلَّقَةٍ تَهودُ
بِأَنَّكَ مِن مَوَدَّتِنا قَريبٌ / وَأَنتَ مِنَ الَّذي تَهوى بِعيدُ
فَأَبشِر إِن بَقيتَ بِيَومِ سوءٍ / يَشيبُ لَهُ مِنَ الخَوفِ الوَليدُ
كَيَومِكَ إِذ خَرَجتَ تَفوقُ رَكضاً / وَطارَ القَلبُ وَاِنتَفَخَ الوَريدُ
فَدَع قَولَ السَفاهَةِ لا تَقُلهُ / فَقَد طالَ التَهَدُّدُ وَالوَعيدُ
رَأَينا مَن نُحارِبُهُ شَقِيّاً / وَمَن ذا يا بَني عَوفٍ سَعيدُ
وَلَم تَقتُل أَسيرَكَ مِن زُبَيد
وَلَم تَقتُل أَسيرَكَ مِن زُبَيد / بِخالي بَل غَدَرتَ بِمُستَفادِ
فَزِندُكَ في سُلَيمٍ شَرُّ زَندٍ / وَزادُكَ في سُلَيمٍ شَرُّ زادِ
أَلا صَرَّمت مِن سَلمى الزِماما
أَلا صَرَّمت مِن سَلمى الزِماما / وَلَم تُنجِد لِما يَبغي قِواما
وَفاجَأَني فِراق الحَيِّ لَمّا / أَشَطَّ نَواهُمُ إِلّا لِماما
وَما أن أَحورُ العَينَينِ طِفلٌ / تَتَبَّعَ رَوضَةً يَقرو السَلاما
بِوَجرَةَ أَو بِبَطنِ عَقيقِ بُسٍّ / يَقيلُ بِهِ إِذا ما اليَومَ صاما
إِذا ما اِقتافَها فَحَنَّت عَلَيها / دَنَت مِن وَهدِ دانِيَةٍ فَناما
بِأَحسَنَ مِن سُلَيمى إِذ تَراءَت / إِذا ما ريعَ مِن سَدَفٍ فَعاما
وَما أَن نَخلَ وَجرَ إِذا اِستَقَلَّت / مُكَمَّمَةً وَقارَبَت الصِراما
لَها سُحُقٌ وَمِنها دانِياتٌ / جَوانِحُ يَزدَحِمنَ بِها اِزدِحاما
بِأَحسنَ مِن ظَعائِنَ آلِ سَلمى / غَداةَ نَهَلنَ ضاحِيَةً سَناما
فَيَمَّمنَ اليَمامَةَ مُعرِقاتٍ / وَشِمنَ بِرَوضِ عالِجَةَ الغَماما
فَإِمّا تُعرِضي يا سَلمُ عَنّي / وَأُصبِحُ لا أُكَلِّمُكُم كَلاما
فَربَّ نَجيبَةٍ أَعمَلتُ حَتّى / تَقومُ إِذا لَوَيتُ لها الزِماما
وَحَتّى تَتبَع الغِربانُ مِنها / ندوبَ الرَحلِ لا تُعدي سَناما
فَتورِدُني لرُبعٍ أَو لِخمسٍ / مِياهَ القَيظِ طامِيَةً جِماما
قَليلاً مَن عَلَيها غَيرَ أَنّي / أُثَوِّرُ مِن مَدارِجِها الحَماما
ذَعَرتُ الذِئبَ يَحفِرُ كُلَّ حَوضٍ / وَيَقضمُ في مَعاطِنِها العِظاما
وَيَوم قَد شَهِدتُ بِهِ صَحابي / يُقضي القَومَ غُنماً وَاِقتِساما
تَخالُ رِكابَهُم في كُلِّ فُجٍّ / إِذا قامَت مُخَطَّمَةً نَعاما
أَعَبّاسُ بنُ مِرداسٍ أَلَمّا
أَعَبّاسُ بنُ مِرداسٍ أَلَمّا / تُخَبِّرُكَ المَجامِعُ عَن خُفافِ
فَتَعلَمَ أَنَّ عودي قَد يُعَيّا / عَلى غَمزِ المُقَوِّمِ وَالثِقافِ
سَتَأتيكَ القَوافي مِن قَريضي / مُلَملِمَةً كَجَلمودِ القِذافِ
وَتَشرَبَ مِن لَظى حَربي كُؤوساً / أَمَرَّ بِفَيِّكَ مِن سُمٍّ ذُعافِ
إِذا طابَقنَ لا يُبقينَ زَخاً
إِذا طابَقنَ لا يُبقينَ زَخاً / يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ
شَهِدنَ مَعَ النَبِيِّ مُسَوَّماتٍ
شَهِدنَ مَعَ النَبِيِّ مُسَوَّماتٍ / حُنَيناً وَهيَ دامِيَةُ الحَوامي
وَوَقَعةَ خالِدٍ شَهِدت وَحَكَّت / سَنابِكَها عَلى البَلدِ الحَرامِ
نُعَرِّضُ لِلسُيوفِ بِكُلِّ ثَغرٍ / خُدوداً ما تُعَرَّضُ لِلطامِ
وَلَستُ بِخالِعٍ عَنّي ثِيابي / إِذا هَرَّ الكَماةُ وَلا أُرامي
وَلَكِنّي يَجولُ المُهرُ تَحتي / إِلى الغاراتِ بِالعَضبِ الحُسامِ
وَإِنَّ قَصيدَةً شَنعاءَ مِنّي
وَإِنَّ قَصيدَةً شَنعاءَ مِنّي / إِذا حَضَرَت كَثالِثَةِ الأَثافي
لَعَمْرُ أَبيك يا عباسُ إني
لَعَمْرُ أَبيك يا عباسُ إني / لَمُنْقَطِعُ الرِّشاءِ من الأعادي
وإني قد تُعاتِبُني سُلَيْمٌ / على جَرِّ الذُّيول إلى الفسادِ
أَكُلَّ الدَّهرِ لا تَنْفَكُّ تَجري / إلى الأمرِ المُفَارِقِ للسَّدادِ
إذا ما عايَنَتْكَ بنو سُلَيْمٍ / تَبيتُ لهم بداهيةٍ نآدِ
فَزَنْدُكَ في سُلَيْمٍ شرُّ زَنْدٍ / وزادُكَ في المعاشِرِ شرُّ زاد
أَلا للهِ دَرُّكَ منْ رئيسٍ / إذا عادَيْتَ فانْظُرْ مَنْ تُعادي
جَريتُ مُبَرِّزاً وجريتَ تكبو / على تعبٍ فهل لك من مَعاد
ولم تَقْتُلْ أسِيرَكَ مِنْ زُبَيْدٍ / بخالي بل غَدَرْتَ بمُستَقادِ