القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 18
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا / فَفُزنا بالنَجاة وبالنَجاحِ
هو ابنُ عَطاءٍ المُعطي كَثيراً / لنا من جودِه ابنَ أَبي رَباحِ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ / تُعاقرُ راحةً أَو شرب راحِ
فَقُل لي كَيفَ تَرجو الرُشدَ يَوماً / وَما لكَ عن ضَلالكَ مِن بَراحِ
يَقول الهاشميُّ غداةَ جُزنا
يَقول الهاشميُّ غداةَ جُزنا / بحارَ الهِندِ نقطعُ كُلَّ وَهدِ
أَتذكر عن هَوى تَلَعاتِ نَجدٍ / وأَينَ الهِندُ من تَلَعاتِ نَجدِ
شَفى ابنُ أَبي الحديد صدورَ قَومٍ
شَفى ابنُ أَبي الحديد صدورَ قَومٍ / بشَرح كلام ذي المَجدِ المَجيدِ
فَلَم أَرَ شارِحاً للصدرِ نَهجاً / كَشَرحِ النَهج لاِبنِ أَبي الحَديدِ
أَشارَت مَن لها في الحُسن شارَه
أَشارَت مَن لها في الحُسن شارَه / فأَفهمتِ الضَّميرَ من الإِشارَه
وَبشَّر طيفُها بالوَصل لَيلاً / ووافاني يَقول لكَ البِشارَه
مُهفهفةُ القَوام إذا تَثَنَّت / ثنت قَدّاً تفرَّدَ بالنَضارَه
لها خَدٌّ تَسعَّرَ جلُّ ناري / به لَمّا أَراني جُلَّنارَه
توقَّ أَخا الغرام رُضابَ فيها / فَكَم شقَّت حلاوتُها مَرارَه
وَكم غرَّت بماضي مُقلتَيها / مُعَنّىً حكَّمت فيه غِرارَه
وشبّهت الحُسامَ به مَضاءً / فَغار فَشَنَّ في العُشّاق غارَه
جَرى ماءُ النَعيم بوَجنتيها / فَزاحمه الجَحيمُ فشبَّ نارَه
تُريكَ إذا بدت وَهناً محيّاً / يُحاكي ليلُه ضوءاً نَهارَه
وَلَولا أَنَّه قَمَرٌ تَجَلّى / لَما دار الخِمارُ عليه دارَه
وَتُبدي حالَتي وصلٍ وصدٍّ / فُتحيي تارَةً وَتُميتُ تارَه
سَكِرتُ بحبِّها من قبل سُكري / وما عاقرتُ من دَنٍّ عُقارَه
وَقالوا حبُّها نارٌ تَلظّى / لَقَد قاسوا وما قاسوا أوارَه
فأَينَ النارُ منه وَمِن لَظاهُ / وَلَيسَ النارُ منه سِوى شَرارَه
وَكَم عاصيتُ فيها من نَصوحٍ / أَقالَ اللَه من نُصحي عِثارَه
رأَى هَجري وَلَم يَعلم لجهلٍ / بأَنَّ الهَجرَ عُقباهُ الزِيارَه
وَقاسَمتُ العَذولَ عَلى هَواها / فَكانَ الرِّبحُ لي وَلَه الخَسارَه
بَدا وَاللَيلُ معتكرُ
بَدا وَاللَيلُ معتكرُ / كأَنَّ نجومَه دُرَرُ
رشاً رقَّت محاسنُه / فَكادَ يُذيبُه النَظَرُ
كئيبٌ فوقه غُصُنٌ / وَغُصنٌ فوقه قَمَرُ
سَمَرتُ به إِلى سَحرٍ / وَلَيلى كلُّه سَحَرُ
إذا ما ماسَ يخطُر في / حُلاه فعشقُه خَطَرُ
لَيالي وصلِه غُرَرٌ / وَلكن دونَها غَرَرُ
ختمتُ بحبِّهِ وَطَري / فَما لي غيرُه وَطَرُ
نَزلنا من بَرار بكلِّ وادٍ
نَزلنا من بَرار بكلِّ وادٍ / وَلَيسَ لنا بأرض مِن قَرارِ
وَقَد كانَت منازلُنا قصوراً / وَنحن اليوم ننزل في براري
سَقى صَوبُ الحَيا أَرضَ الحِجاز
سَقى صَوبُ الحَيا أَرضَ الحِجاز / وَجادَ مراتعَ الغيد الجَوازي
وَحيّا بالمقامِ مقامَ حيٍّ / كِرامٍ في عَشيرتهم عِزازِ
هُمُ حامو الحَقيقَةِ يومَ يَدعو / حماةُ الحيِّ حيَّ على البِرازِ
حَموا بالسُمر بيضَهم وَشاموا / عليها كلَّ ذي شُطَبٍ جُرازِ
فَخافوا الخزيَ من عارٍ وَحاشا / حماهم أَن تُلِمَّ به المَخازي
وَغاروا أَن يُلمَّ بهنَّ صبٌّ / فَعاقوا الجائزين عن الجَوازي
وَلَو وَكَلوا الحِفاظَ إلى الغَواني / لأغنينَ الغيورَ عن اِحتِرازِ
فَكَم فيهنَّ من بَيضاءَ رؤدٍ / ضياءُ جَبينها بالصُبح هازي
غَزَت كلَّ القُلوب هوىً وأَردَت / بسيفِ اللَحظ منها كلَّ غازِ
لَها خَفَرٌ حَماها قبل تُسمى / وَيَعزوها إِلى الآباء عازِ
تُجازي في الهَوى بالودِّ صدّاً / وَحسبُ أَخي الهَوى أَن لا تجازي
سمت بدرَ الدُجُنَّة في انِبلاجٍ / وأُملود الحَديقةِ في اِهتزازِ
فَيا لِلَّهِ عصرُ هوىً تقضّى / بأَفنانِ الحقيقة وَالمجازِ
لياليَ مَشربي في الحُبِّ صَفوٌ / وَثَوبُ اللَهو مَنقوشُ الطِرازِ
أهمُّ فَلا يَفوتُ الأُنس همّي / وَلا يَخلو من الفُرصِ اِنتِهازي
وأَهوي في الظَلام على الغواني / كَما يَهوي على الكُدريِّ بازِ
أَقول لصاحبي وَالرَكبُ سارٍ / وَقَد غَنّى الحداةُ عَلى النشازِ
وَلاحَ من الحِجاز لنا بَريقٌ / تلألأ يَستطيرُ على حَرازِ
سَقى اللَه الحجازَ وَساكنيه / وَحَيّا معهدَ الخود الكِنازِ
إِلى أَهلِ الحِجازِ يحنُّ قَلبي / فوا شَوقي إلى أَهلِ الحجازِ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ / جَنينا من جَناهُ العذب أنسا
وأَمسى عاصرُ العُنقودِ منه / يُكسِّر أَنجما وَيصوغُ شَمسا
دَعَت ريحانةُ الأدباءِ لُبّي
دَعَت ريحانةُ الأدباءِ لُبّي / فَلَبّى وهو ممتثلٌ مُطيعُ
وَقالَ وقد أَجاب بغير رَيثٍ / أَمِن ريحانة الداعي السَميعُ
سَقى تِلكَ الأَباطح والرِمالا
سَقى تِلكَ الأَباطح والرِمالا / عِهادُ الغيثِ ينهملُ اِنهمالا
وَحَيّا اللَهُ بالجَرعاء حيّاً / رعَيتُ به الغَزالةَ والغَزالا
دياراً كُنتُ آمنُها نزولاً / ولا أَخشى لدائرةٍ نِزالا
إِذا هَزَّت غَوانيها قُدوداً / تهزُّ رجالُها أَسَلاً طِوالا
لَعمرُكَ ما رُماة بَني أَبيها / بأَصمى من لواحظها نِبالا
وَبي منهنَّ واضحةُ المحيّا / هضيمَ الكشح جاهرةً دَلالا
تُعير الظَبيَ مُلتَفَتاً وَجيداً / وَتَكسو الغصنَ ليناً واِعتِدالا
تُميط لثامَها عَن بدرِ تَمٍّ / تجلّى فوق غرَّتها هِلالا
أَغارُ من الرياح إذا أَمالَت / مهفهفَ قدِّها يوماً فَمالا
تقابلُها إذا هبَّت قَبولا / وتشمَلُها إذا نَسَمت شَمالا
وَما أَغرى الفؤادَ بحبِّ خودٍ / مَنوعٍ لن تُنيل ولن تُنالا
سَبت جَفنيَّ نومَهما لكيلا / أواصلُ في المَنام لها خَيالا
وَلَستُ إذا طلبتُ الوصلَ منها / بأَوَّلِ عاشقٍ طلبَ المُحالا
غَبطتُ الركبَ حين بها اِستقلّوا / فَكَم حملت جِمالُهم جمالا
أَقولُ لصاحبي لمّا تجلَّت / وَجَلَّت أَن أُصيبَ لها مِثالا
أَبدرُ الأفق لاحَ فقال كلّا / مَتى كانَت منازلُهُ الحِجالا
وربَّ لوائمٍ أَوقرنَ سَمعي / مَلاماً ظلَّ يوقرُني مَلالا
هجرنَ بذمّهنَّ الهجرَ مِنها / ولا هجراً عرفنَ ولا وِصالا
وَلَو أَنّي أكافيهنَّ يوماً / جَعلتُ خدودَهنَّ لها نِعالا
وَكَم حاولتُ صَبري في هَواها / فَقال إليكَ عنّي واِستَقالا
إِلامَ تطيلُ نوحَك يا حمامُ
إِلامَ تطيلُ نوحَك يا حمامُ / وَلا وَجدٌ عَراكَ ولا غَرامُ
تَبيت عَلى الغصون حليفَ شجوٍ / تطارحُني كأَنَّك مُستهامُ
وما صدَعَت لك البُرحاء قَلباً / وَلا أَودى بمهجتكَ الهُيامُ
وَلَو صاليتَ نار الشوق أَمسى / علَى خدَّيك للدَمع اِنسجامُ
وَما بكَ بعضُ ما بي غير أَنّي / أُلامُ على البُكاءِ ولا تُلامُ
وَكابدتُ النَوى عشرين عاماً / وَيَومٌ من نَوى الأَحباب عامُ
أَحنُّ إِلى الخيام وإنَّ قَلبي / لمرتَهنٌ بمن حَوتِ الخيامُ
وأذكرُ إذ يُظلِّلنا بَشامٌ / بشرقيِّ الحِمى سُقيَ البَشامُ
فَيا زَمني إِذِ الدُنيا فتاةٌ / كَما أَهوى وإِذ دَهري غُلامُ
أَعائِدَةٌ لياليَّ المواضي / على حُزوى سَقى حُزوى الغمامُ
لَياليَ لا أَرومُ سوى التَصابي / وَما لي غير من أَهوى مَرامُ
أُسامرُ في الدُجى شمسَ الحُميّا / ومن ندمانيَ البَدرُ التَمامُ
وأَلهو والكؤوس لها ضياءٌ / بغانيةٍ غدائرُها ظَلامُ
رَداحٌ لو تمشَّت في رياضٍ / لغرَّد فوقَ قامتها الحَمامُ
لنا من وصلها العَيشُ المهنّا / ولكن هجرُها المَوتُ الزؤامُ
فَيا عصر الصِبا والأنسُ بادٍ / سقاكَ الغَيثُ عارضُهُ رُكامُ
وَيا عصرَ الشباب عليك منّي / مَدى الدَهر التحيَّةُ وَالسَلامُ
تَذكَّر بالحِمى رشأً أَغنّا
تَذكَّر بالحِمى رشأً أَغنّا / وَهاجَ له الهوى طَرَباً فغنّى
وحنَّ فؤادُه شَوقاً لنجدٍ / وأَينَ الهندُ من نجدٍ وأَنّى
وغنَّت في فروع الأَيكِ ورقٌ / فجاوبها بزفرتِه وأَنّا
وَطارحَها الغَرامَ فحين رنَّت / له بتنفُّس الصُعداء رنّا
وأَورى لاعجَ الأَشواق منه / بريقٌ بالأبيرق لاح وَهنا
معنّىً كلَّما هبَّت شَمالٌ / تذكَّر ذلك العيش المهنّا
إذا جنَّ الظَلامُ عليه أَبدى / من الوَجدِ المبرِّح ما أَجَنّا
سَقى وادي الغَضا دَمعي إذا ما / تهلّل لا السحاب إذا اِرجَحنّا
فَكَم لي في رُباهُ قضيبَ حُسنٍ / تفرَّد بالملاحة إِذ تثنّى
كَلِفتُ به وما كُلِّفت فرضاً / فأَوجبَ طرفُه قَتلي وسنّا
وأَبدى حبَّه قَلبي وأَخفى / فصرَّح بالهوى شَوقاً وكنّى
تفنَّنَ حسنُه في كُلِّ معنىً / فصار العَيشُ لي بهواه فنّا
بدا بدراً ولاح لنا هلالاً / وأَشرق كوكباً واِهتزَّ غصنا
وَثَنّى قدّه الحسن اِرتياحاً / فهام القَلبُ بالحَسن المُثنّى
ولو أَنَّ الفؤاد على هَواه / تمنّى كان غايَةَ ما تَمَنّى
بَكيتُ دماً وحنَّ إِليه قَلبي / فخضَّب من دَمي كفّاً وحَنّا
أَلا يا صاحبيَّ ترفَّقا بي / فإنَّ البينَ أَنصبني وعنّا
وَلَم تُبقِ النَوى لي غيرَ عزمٍ / إذا حفَّت به المحنُ اِطمأَنّا
وأُقسِمُ ما الهَوى غرضي ولكن / أُعلِّل بالهَوى قَلباً مُعنّى
وأَصرفُ بالتأنّي صَرفَ دَهري / وأَعلم أَن سيظفرُ من تأَنّى
وأَدفعُ فادحاتِ الخطب عنّي / بِتَفويضي إذا ما الخَطبُ عنّا
وَلا واللَهِ لا أَرجو ليُسري / وَعُسري غيرَ من أَغنى وأَقنى
وَما قَصدي بتحبيرِ القَوافي / سوى لفظٍ أُحبِّرُه وَمَعنى
لأَستَجني ثمارَ القول مَدحاً / لمن أَضحى بطيبةَ مُستَجِنّا
وَمَدحُ محمَّدٍ شَرفي وفخري / وَهَل شَرَفٌ وَفَخرٌ منه أَسنى
إِمامُ الأنبياء وَخَيرُ مولىً / به سَعِد الوَرى إِنساً وجِنّا
رَقى بكماله رُتبَ المَعالي / وحلَّ من العُلى سهلاً وحَزنا
هدى اللَهُ الأَنامَ به وأَهدى / لمن والاه إِيماناً وأَمنا
وَكَم قد نالَ من يُسراهُ يسراً / أَخو عُسرٍ ومن يُمناه يُمنا
وَكَم وافاهُ ذو كربٍ وحُزنٍ / ففرَّج كربَه وأَزال حُزنا
وَأَغنى بائساً وَكَفاه بؤساً / وأَنجد صارخاً وأَصحَّ مُضنى
ختامُ جميع رسل اللَه حقّا / وَمبدأ كلِّ إِحسانٍ وحُسنى
بمولده أَضاءَ الكونُ نوراً / وأَشرقَ في البسيطةِ كُلُّ مغنى
وَفاخرت السماءَ الأَرضُ لمّا / غدت بقدومِه السامي تُهنّى
فَخارٌ لا يساويهِ فخارٌ / مَناطُ النَجم من أَدناهُ أَدنى
تَبيدُ له اللَيالي وهو باقٍ / وَيَفنى الواصِفون وليس يَفنى
لمعجزِهِ أَقرَّ الضدُّ عجزاً / وَظلَّت عنده الفُصحاء لُكنا
مَثاني تقشعرُّ له جُلودٌ / وَيَغدو كُلُّ قَلبٍ مطمئنّا
فَيولي كلَّ مَن والاهُ ربحاً / وَيُعقب كلَّ من ناواه غبنا
وَزالَت مُعجزاتُ الرُسل معهم / وَمعجزُ أَحمِدٍ يَزدادُ حُسنا
هُوَ المختارُ من أَزلٍ نَبيّاً / وَما زالَت له العَلياء تُبنى
براهُ واِصطَفاهُ اللَهُ قِدماً / وَأَعلاهُ وأَسماهُ وأَسنى
وَأَرضعَه ثُديَّ المجد دَرّاً / وآواه من العَلياء حضنا
وَصيَّره حَبيباً ثم أَسرى / به لَيلاً فقرَّبه وأَدنى
كذلك كُلُّ محبوب يوافي / أَحبَّته إذا ما اللَيلُ جَنّا
سَما السبعَ الطِباق وبات يَسمو / إلى رُتبٍ هناكَ له تسَنّا
فراح يجرُّ أَذيالَ المَعالي / وَيسحبُ فوق هام المجد رُدنا
فمن كمحمَّدٍ إن عُدَّ فخرٌ / سَما بالفخر منفرداً وضِمنا
أَجلُّ المرسَلين عُلاً وَقَدراً / وأَرجحهُم لدى التَرجيح وَزنا
وأَعظمُهم لدى البأساء يُسراً / وأَسمحُهم إذا ما جاد يُمنى
وأَشرفُ من تقلَّد سيفَ حقّ / وهزَّ مثقَّفَ الأَعطاف لَدنا
فَجلّى في رِهان الفضل سَبقاً / وَجلّى عن سَماء الحقِّ دَجنا
وَطهَّر بالمواضي رجسَ قومٍ / جفته قلوبُهم حسداً وضِغنا
وخُيِّرَ فيهمُ أَسراً ومَنّاً / فأَطلق أَسرَهم وعفا ومَنّا
وراموا منه إِحساناً وفضلاً / فأَوسعهم بنائله وأَغنى
وَكَم للهاشميِّ جميلَ وصفٍ / عليه خناصرُ الأشهاد تُثنى
وَماذا يبلغُ المُثني على من / عليه إلَهُهُ في الذِكرِ أَثنى
أَلا يا سيِّد الكونين سَمعاً / لداعٍ سائلٍ أَمناً ومنّا
وَغوثاً يا فدتكَ النَفسُ غَوثاً / فقد شفَّ الأَسى جِسمي وأَضنى
فَما في الخلقِ أَسرعُ منك نَصراً / لملهوفٍ وأَسمعُ منكَ أذنا
وَها أَنا فيك قد أَحسنتُ ظَنّي / فحاشا أَن تخيِّبَ فيكَ ظنّا
وَكَيفَ يَخافُ ريبَ الدهر عَبدٌ / تَكونُ له من الحدثانِ حِصنا
أَرومُ فكاك أَسري من زَمانٍ / عَلقتُ بكفِّه الشلّاءِ رَهنا
وَأَرجو النَصرَ منكَ على عدوٍّ / متى اِستقبلتُه قَلبَ المِجَنّا
رَكنتُ إليكَ في أَسري ونَصري / وَحَسبي جاهُك المأمول رُكنا
وَكَم لي فيكَ من أَملٍ فسيحٍ / ستُنجحُهُ إذا ما الدَهرُ ضنّا
وَقَد طالَ البِعادُ وَزاد شوقي / إليكَ وعاقَني دهري وأونى
فأَبدلني بِبُعدِ الدار قُرباً / وبوِّئني بتلكَ الدارِ سُكنى
وَجُد لي بالشَفاعة يَومَ حشري / وأَسكنّي من الجنّاتِ عَدنا
عَلَيكَ صَلاةُ رَبِّك ما تَغنّى / حمامُ الأيك في فَنَنٍ وحَنّا
وآلِك وَالصحابةِ خيرِ آلٍ / وَصَحبٍ ما شدا شادٍ وغنّى
إِلهي أَنتَ ذو فَضلٍ ومنِّ
إِلهي أَنتَ ذو فَضلٍ ومنِّ / وإِحسانٍ يزيدُ على التَمنّي
وَعفوك شاملٌ أَهلَ الخَطايا / وإِنّي ذو خَطاءٍ فاِعفُ عنّي
وظنّي فيك يا ربّي جَميلٌ / وَعادتك الجَميلُ بغير ضَنِّ
وَها أَنا فيك قد أَحسنت ظنّاً / فحقِّق يا إلهي حُسنَ ظَنّي
أَميرَ المؤمنين فدتكَ نَفسي
أَميرَ المؤمنين فدتكَ نَفسي / لنا من شأنك العجبُ العجابُ
تَولّاك الأُلى سعدوا فَفازوا / وَناواك الَّذين شقوا فخابوا
وَلَو عَلِمَ الورى ما أَنتَ أَضحوا / لوجهك ساجدين ولم يُحابوا
يمنُ اللَه لَو كُشِف المغطّى / ووجهُ اللَه لَو رُفِع الحجابُ
خفيتَ عن العيون وأَنتَ شَمسٌ / سَمت عن أَن يُجلِّلَها سحابُ
وَلَيسَ على الصَباح إِذا تجلّى / وَلَم يُبصِرهُ أَعمى العين عابُ
لسرٍّ ما دَعاك أَبا ترابٍ / مُحمَّدٌ النَبيُّ المُستطابُ
فكانَ لكُلِّ من هو من ترابٍ / إِليك وأَنت علَّته اِنتسابُ
فَلَولا أَنتَ لم تُخلق سماءٌ / وَلَولا أَنت لم يُخلق تُرابُ
وَفيك وفي ولائِك يوم حشرٍ / يُعاقب من يعاقبُ أَو يُثابُ
بفضلكَ أَفصحت توراةُ موسى / وإنجيلُ ابن مريمَ والكتابُ
فَيا عجباً لمن ناواكَ قِدماً / ومن قومٍ لدعوتهم أَجابوا
أَزاغوا عن صِراط الحقِّ عمداً / فضلّوا عنك أَم خفي الصوابُ
أَم اِرتابوا بما لا ريبَ فيه / وهل في الحَقِّ إِذ صُدع اِرتيابُ
وهَل لِسواكَ بعد غدير خمٍّ / نَصيبٌ في الخلافة أَو نِصابُ
أَلَم يجعلكَ مولاهم فذلَّت / عَلى رغم هناكَ لكَ الرِقابُ
فَلَم يَطمَح إليها هاشميٌّ / وإن أَضحى له الحسبُ اللُبابُ
فمن تيم بن مرّة أَو عَديٌّ / وهم سيّان إِن حضَروا وغابوا
لَئِن جَحدوكَ حقَّك عن شقاءٍ / فبالأشقين ما حلَّ العِقابُ
فَكَم سفهت عليكَ حلومُ قومٍ / فكنت البَدرَ تنبحُه الكِلابُ
إِذا ضَلَّت قُلوبٌ عن هُداها
إِذا ضَلَّت قُلوبٌ عن هُداها / فَلَم تَدرِ العقابَ من الثوابِ
فأَرشِدها جزاكَ اللَه خَيراً / بإرشادِ القلوب إِلى الصَوابِ
ومَن ركبَ العجوزَ فَلا يُبالي
ومَن ركبَ العجوزَ فَلا يُبالي / إذا ما اِضطرَّ من أَكلِ العجوزِ
ولا تُخلِ عجوزَكَ من سهامٍ / إذا ما اسطَعتَ إِعمالَ العجوزِ
وَكَم أَمسى عجوزٌ في عجوزٍ / بمرتبةٍ أَجلَّ من العَجوزِ
وربَّ فتىً يَرى نَقع العجوزِ / بمَفرقِه أَجلَّ من العَجوزِ
ولا ترجُ الجسيمَ فكم عجوزٍ / لعمرُ اللَه أَجدى من عَجوزِ
ولا تَرمِ الصَغيرَ فكُلُّ عضبٍ / لقبضتِهِ اِفتقارٌ للعَجوزِ
عَسى عدلٌ يَزولُ الجورُ منه / وَتَرعى الشاةُ فيه مع العَجوزِ
بِعَونِ اللَه تَمَّ الشَرحُ نظماً
بِعَونِ اللَه تَمَّ الشَرحُ نظماً / وَنَثراً مخجِلاً دُرَّ النِظامِ
وَمسكُ خِتامه مذ طابَ نشراً / أَتى تاريخُه طيبُ الخِتامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025