المجموع : 18
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا
عَلى بابِ ابنِ مَعصومٍ أَنَخنا / فَفُزنا بالنَجاة وبالنَجاحِ
هو ابنُ عَطاءٍ المُعطي كَثيراً / لنا من جودِه ابنَ أَبي رَباحِ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ
إِذا أَصبَحتَ ذا طَرَبٍ وَلَهوٍ / تُعاقرُ راحةً أَو شرب راحِ
فَقُل لي كَيفَ تَرجو الرُشدَ يَوماً / وَما لكَ عن ضَلالكَ مِن بَراحِ
يَقول الهاشميُّ غداةَ جُزنا
يَقول الهاشميُّ غداةَ جُزنا / بحارَ الهِندِ نقطعُ كُلَّ وَهدِ
أَتذكر عن هَوى تَلَعاتِ نَجدٍ / وأَينَ الهِندُ من تَلَعاتِ نَجدِ
شَفى ابنُ أَبي الحديد صدورَ قَومٍ
شَفى ابنُ أَبي الحديد صدورَ قَومٍ / بشَرح كلام ذي المَجدِ المَجيدِ
فَلَم أَرَ شارِحاً للصدرِ نَهجاً / كَشَرحِ النَهج لاِبنِ أَبي الحَديدِ
أَشارَت مَن لها في الحُسن شارَه
أَشارَت مَن لها في الحُسن شارَه / فأَفهمتِ الضَّميرَ من الإِشارَه
وَبشَّر طيفُها بالوَصل لَيلاً / ووافاني يَقول لكَ البِشارَه
مُهفهفةُ القَوام إذا تَثَنَّت / ثنت قَدّاً تفرَّدَ بالنَضارَه
لها خَدٌّ تَسعَّرَ جلُّ ناري / به لَمّا أَراني جُلَّنارَه
توقَّ أَخا الغرام رُضابَ فيها / فَكَم شقَّت حلاوتُها مَرارَه
وَكم غرَّت بماضي مُقلتَيها / مُعَنّىً حكَّمت فيه غِرارَه
وشبّهت الحُسامَ به مَضاءً / فَغار فَشَنَّ في العُشّاق غارَه
جَرى ماءُ النَعيم بوَجنتيها / فَزاحمه الجَحيمُ فشبَّ نارَه
تُريكَ إذا بدت وَهناً محيّاً / يُحاكي ليلُه ضوءاً نَهارَه
وَلَولا أَنَّه قَمَرٌ تَجَلّى / لَما دار الخِمارُ عليه دارَه
وَتُبدي حالَتي وصلٍ وصدٍّ / فُتحيي تارَةً وَتُميتُ تارَه
سَكِرتُ بحبِّها من قبل سُكري / وما عاقرتُ من دَنٍّ عُقارَه
وَقالوا حبُّها نارٌ تَلظّى / لَقَد قاسوا وما قاسوا أوارَه
فأَينَ النارُ منه وَمِن لَظاهُ / وَلَيسَ النارُ منه سِوى شَرارَه
وَكَم عاصيتُ فيها من نَصوحٍ / أَقالَ اللَه من نُصحي عِثارَه
رأَى هَجري وَلَم يَعلم لجهلٍ / بأَنَّ الهَجرَ عُقباهُ الزِيارَه
وَقاسَمتُ العَذولَ عَلى هَواها / فَكانَ الرِّبحُ لي وَلَه الخَسارَه
بَدا وَاللَيلُ معتكرُ
بَدا وَاللَيلُ معتكرُ / كأَنَّ نجومَه دُرَرُ
رشاً رقَّت محاسنُه / فَكادَ يُذيبُه النَظَرُ
كئيبٌ فوقه غُصُنٌ / وَغُصنٌ فوقه قَمَرُ
سَمَرتُ به إِلى سَحرٍ / وَلَيلى كلُّه سَحَرُ
إذا ما ماسَ يخطُر في / حُلاه فعشقُه خَطَرُ
لَيالي وصلِه غُرَرٌ / وَلكن دونَها غَرَرُ
ختمتُ بحبِّهِ وَطَري / فَما لي غيرُه وَطَرُ
نَزلنا من بَرار بكلِّ وادٍ
نَزلنا من بَرار بكلِّ وادٍ / وَلَيسَ لنا بأرض مِن قَرارِ
وَقَد كانَت منازلُنا قصوراً / وَنحن اليوم ننزل في براري
سَقى صَوبُ الحَيا أَرضَ الحِجاز
سَقى صَوبُ الحَيا أَرضَ الحِجاز / وَجادَ مراتعَ الغيد الجَوازي
وَحيّا بالمقامِ مقامَ حيٍّ / كِرامٍ في عَشيرتهم عِزازِ
هُمُ حامو الحَقيقَةِ يومَ يَدعو / حماةُ الحيِّ حيَّ على البِرازِ
حَموا بالسُمر بيضَهم وَشاموا / عليها كلَّ ذي شُطَبٍ جُرازِ
فَخافوا الخزيَ من عارٍ وَحاشا / حماهم أَن تُلِمَّ به المَخازي
وَغاروا أَن يُلمَّ بهنَّ صبٌّ / فَعاقوا الجائزين عن الجَوازي
وَلَو وَكَلوا الحِفاظَ إلى الغَواني / لأغنينَ الغيورَ عن اِحتِرازِ
فَكَم فيهنَّ من بَيضاءَ رؤدٍ / ضياءُ جَبينها بالصُبح هازي
غَزَت كلَّ القُلوب هوىً وأَردَت / بسيفِ اللَحظ منها كلَّ غازِ
لَها خَفَرٌ حَماها قبل تُسمى / وَيَعزوها إِلى الآباء عازِ
تُجازي في الهَوى بالودِّ صدّاً / وَحسبُ أَخي الهَوى أَن لا تجازي
سمت بدرَ الدُجُنَّة في انِبلاجٍ / وأُملود الحَديقةِ في اِهتزازِ
فَيا لِلَّهِ عصرُ هوىً تقضّى / بأَفنانِ الحقيقة وَالمجازِ
لياليَ مَشربي في الحُبِّ صَفوٌ / وَثَوبُ اللَهو مَنقوشُ الطِرازِ
أهمُّ فَلا يَفوتُ الأُنس همّي / وَلا يَخلو من الفُرصِ اِنتِهازي
وأَهوي في الظَلام على الغواني / كَما يَهوي على الكُدريِّ بازِ
أَقول لصاحبي وَالرَكبُ سارٍ / وَقَد غَنّى الحداةُ عَلى النشازِ
وَلاحَ من الحِجاز لنا بَريقٌ / تلألأ يَستطيرُ على حَرازِ
سَقى اللَه الحجازَ وَساكنيه / وَحَيّا معهدَ الخود الكِنازِ
إِلى أَهلِ الحِجازِ يحنُّ قَلبي / فوا شَوقي إلى أَهلِ الحجازِ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ / جَنينا من جَناهُ العذب أنسا
وأَمسى عاصرُ العُنقودِ منه / يُكسِّر أَنجما وَيصوغُ شَمسا
دَعَت ريحانةُ الأدباءِ لُبّي
دَعَت ريحانةُ الأدباءِ لُبّي / فَلَبّى وهو ممتثلٌ مُطيعُ
وَقالَ وقد أَجاب بغير رَيثٍ / أَمِن ريحانة الداعي السَميعُ
سَقى تِلكَ الأَباطح والرِمالا
سَقى تِلكَ الأَباطح والرِمالا / عِهادُ الغيثِ ينهملُ اِنهمالا
وَحَيّا اللَهُ بالجَرعاء حيّاً / رعَيتُ به الغَزالةَ والغَزالا
دياراً كُنتُ آمنُها نزولاً / ولا أَخشى لدائرةٍ نِزالا
إِذا هَزَّت غَوانيها قُدوداً / تهزُّ رجالُها أَسَلاً طِوالا
لَعمرُكَ ما رُماة بَني أَبيها / بأَصمى من لواحظها نِبالا
وَبي منهنَّ واضحةُ المحيّا / هضيمَ الكشح جاهرةً دَلالا
تُعير الظَبيَ مُلتَفَتاً وَجيداً / وَتَكسو الغصنَ ليناً واِعتِدالا
تُميط لثامَها عَن بدرِ تَمٍّ / تجلّى فوق غرَّتها هِلالا
أَغارُ من الرياح إذا أَمالَت / مهفهفَ قدِّها يوماً فَمالا
تقابلُها إذا هبَّت قَبولا / وتشمَلُها إذا نَسَمت شَمالا
وَما أَغرى الفؤادَ بحبِّ خودٍ / مَنوعٍ لن تُنيل ولن تُنالا
سَبت جَفنيَّ نومَهما لكيلا / أواصلُ في المَنام لها خَيالا
وَلَستُ إذا طلبتُ الوصلَ منها / بأَوَّلِ عاشقٍ طلبَ المُحالا
غَبطتُ الركبَ حين بها اِستقلّوا / فَكَم حملت جِمالُهم جمالا
أَقولُ لصاحبي لمّا تجلَّت / وَجَلَّت أَن أُصيبَ لها مِثالا
أَبدرُ الأفق لاحَ فقال كلّا / مَتى كانَت منازلُهُ الحِجالا
وربَّ لوائمٍ أَوقرنَ سَمعي / مَلاماً ظلَّ يوقرُني مَلالا
هجرنَ بذمّهنَّ الهجرَ مِنها / ولا هجراً عرفنَ ولا وِصالا
وَلَو أَنّي أكافيهنَّ يوماً / جَعلتُ خدودَهنَّ لها نِعالا
وَكَم حاولتُ صَبري في هَواها / فَقال إليكَ عنّي واِستَقالا
إِلامَ تطيلُ نوحَك يا حمامُ
إِلامَ تطيلُ نوحَك يا حمامُ / وَلا وَجدٌ عَراكَ ولا غَرامُ
تَبيت عَلى الغصون حليفَ شجوٍ / تطارحُني كأَنَّك مُستهامُ
وما صدَعَت لك البُرحاء قَلباً / وَلا أَودى بمهجتكَ الهُيامُ
وَلَو صاليتَ نار الشوق أَمسى / علَى خدَّيك للدَمع اِنسجامُ
وَما بكَ بعضُ ما بي غير أَنّي / أُلامُ على البُكاءِ ولا تُلامُ
وَكابدتُ النَوى عشرين عاماً / وَيَومٌ من نَوى الأَحباب عامُ
أَحنُّ إِلى الخيام وإنَّ قَلبي / لمرتَهنٌ بمن حَوتِ الخيامُ
وأذكرُ إذ يُظلِّلنا بَشامٌ / بشرقيِّ الحِمى سُقيَ البَشامُ
فَيا زَمني إِذِ الدُنيا فتاةٌ / كَما أَهوى وإِذ دَهري غُلامُ
أَعائِدَةٌ لياليَّ المواضي / على حُزوى سَقى حُزوى الغمامُ
لَياليَ لا أَرومُ سوى التَصابي / وَما لي غير من أَهوى مَرامُ
أُسامرُ في الدُجى شمسَ الحُميّا / ومن ندمانيَ البَدرُ التَمامُ
وأَلهو والكؤوس لها ضياءٌ / بغانيةٍ غدائرُها ظَلامُ
رَداحٌ لو تمشَّت في رياضٍ / لغرَّد فوقَ قامتها الحَمامُ
لنا من وصلها العَيشُ المهنّا / ولكن هجرُها المَوتُ الزؤامُ
فَيا عصر الصِبا والأنسُ بادٍ / سقاكَ الغَيثُ عارضُهُ رُكامُ
وَيا عصرَ الشباب عليك منّي / مَدى الدَهر التحيَّةُ وَالسَلامُ
تَذكَّر بالحِمى رشأً أَغنّا
تَذكَّر بالحِمى رشأً أَغنّا / وَهاجَ له الهوى طَرَباً فغنّى
وحنَّ فؤادُه شَوقاً لنجدٍ / وأَينَ الهندُ من نجدٍ وأَنّى
وغنَّت في فروع الأَيكِ ورقٌ / فجاوبها بزفرتِه وأَنّا
وَطارحَها الغَرامَ فحين رنَّت / له بتنفُّس الصُعداء رنّا
وأَورى لاعجَ الأَشواق منه / بريقٌ بالأبيرق لاح وَهنا
معنّىً كلَّما هبَّت شَمالٌ / تذكَّر ذلك العيش المهنّا
إذا جنَّ الظَلامُ عليه أَبدى / من الوَجدِ المبرِّح ما أَجَنّا
سَقى وادي الغَضا دَمعي إذا ما / تهلّل لا السحاب إذا اِرجَحنّا
فَكَم لي في رُباهُ قضيبَ حُسنٍ / تفرَّد بالملاحة إِذ تثنّى
كَلِفتُ به وما كُلِّفت فرضاً / فأَوجبَ طرفُه قَتلي وسنّا
وأَبدى حبَّه قَلبي وأَخفى / فصرَّح بالهوى شَوقاً وكنّى
تفنَّنَ حسنُه في كُلِّ معنىً / فصار العَيشُ لي بهواه فنّا
بدا بدراً ولاح لنا هلالاً / وأَشرق كوكباً واِهتزَّ غصنا
وَثَنّى قدّه الحسن اِرتياحاً / فهام القَلبُ بالحَسن المُثنّى
ولو أَنَّ الفؤاد على هَواه / تمنّى كان غايَةَ ما تَمَنّى
بَكيتُ دماً وحنَّ إِليه قَلبي / فخضَّب من دَمي كفّاً وحَنّا
أَلا يا صاحبيَّ ترفَّقا بي / فإنَّ البينَ أَنصبني وعنّا
وَلَم تُبقِ النَوى لي غيرَ عزمٍ / إذا حفَّت به المحنُ اِطمأَنّا
وأُقسِمُ ما الهَوى غرضي ولكن / أُعلِّل بالهَوى قَلباً مُعنّى
وأَصرفُ بالتأنّي صَرفَ دَهري / وأَعلم أَن سيظفرُ من تأَنّى
وأَدفعُ فادحاتِ الخطب عنّي / بِتَفويضي إذا ما الخَطبُ عنّا
وَلا واللَهِ لا أَرجو ليُسري / وَعُسري غيرَ من أَغنى وأَقنى
وَما قَصدي بتحبيرِ القَوافي / سوى لفظٍ أُحبِّرُه وَمَعنى
لأَستَجني ثمارَ القول مَدحاً / لمن أَضحى بطيبةَ مُستَجِنّا
وَمَدحُ محمَّدٍ شَرفي وفخري / وَهَل شَرَفٌ وَفَخرٌ منه أَسنى
إِمامُ الأنبياء وَخَيرُ مولىً / به سَعِد الوَرى إِنساً وجِنّا
رَقى بكماله رُتبَ المَعالي / وحلَّ من العُلى سهلاً وحَزنا
هدى اللَهُ الأَنامَ به وأَهدى / لمن والاه إِيماناً وأَمنا
وَكَم قد نالَ من يُسراهُ يسراً / أَخو عُسرٍ ومن يُمناه يُمنا
وَكَم وافاهُ ذو كربٍ وحُزنٍ / ففرَّج كربَه وأَزال حُزنا
وَأَغنى بائساً وَكَفاه بؤساً / وأَنجد صارخاً وأَصحَّ مُضنى
ختامُ جميع رسل اللَه حقّا / وَمبدأ كلِّ إِحسانٍ وحُسنى
بمولده أَضاءَ الكونُ نوراً / وأَشرقَ في البسيطةِ كُلُّ مغنى
وَفاخرت السماءَ الأَرضُ لمّا / غدت بقدومِه السامي تُهنّى
فَخارٌ لا يساويهِ فخارٌ / مَناطُ النَجم من أَدناهُ أَدنى
تَبيدُ له اللَيالي وهو باقٍ / وَيَفنى الواصِفون وليس يَفنى
لمعجزِهِ أَقرَّ الضدُّ عجزاً / وَظلَّت عنده الفُصحاء لُكنا
مَثاني تقشعرُّ له جُلودٌ / وَيَغدو كُلُّ قَلبٍ مطمئنّا
فَيولي كلَّ مَن والاهُ ربحاً / وَيُعقب كلَّ من ناواه غبنا
وَزالَت مُعجزاتُ الرُسل معهم / وَمعجزُ أَحمِدٍ يَزدادُ حُسنا
هُوَ المختارُ من أَزلٍ نَبيّاً / وَما زالَت له العَلياء تُبنى
براهُ واِصطَفاهُ اللَهُ قِدماً / وَأَعلاهُ وأَسماهُ وأَسنى
وَأَرضعَه ثُديَّ المجد دَرّاً / وآواه من العَلياء حضنا
وَصيَّره حَبيباً ثم أَسرى / به لَيلاً فقرَّبه وأَدنى
كذلك كُلُّ محبوب يوافي / أَحبَّته إذا ما اللَيلُ جَنّا
سَما السبعَ الطِباق وبات يَسمو / إلى رُتبٍ هناكَ له تسَنّا
فراح يجرُّ أَذيالَ المَعالي / وَيسحبُ فوق هام المجد رُدنا
فمن كمحمَّدٍ إن عُدَّ فخرٌ / سَما بالفخر منفرداً وضِمنا
أَجلُّ المرسَلين عُلاً وَقَدراً / وأَرجحهُم لدى التَرجيح وَزنا
وأَعظمُهم لدى البأساء يُسراً / وأَسمحُهم إذا ما جاد يُمنى
وأَشرفُ من تقلَّد سيفَ حقّ / وهزَّ مثقَّفَ الأَعطاف لَدنا
فَجلّى في رِهان الفضل سَبقاً / وَجلّى عن سَماء الحقِّ دَجنا
وَطهَّر بالمواضي رجسَ قومٍ / جفته قلوبُهم حسداً وضِغنا
وخُيِّرَ فيهمُ أَسراً ومَنّاً / فأَطلق أَسرَهم وعفا ومَنّا
وراموا منه إِحساناً وفضلاً / فأَوسعهم بنائله وأَغنى
وَكَم للهاشميِّ جميلَ وصفٍ / عليه خناصرُ الأشهاد تُثنى
وَماذا يبلغُ المُثني على من / عليه إلَهُهُ في الذِكرِ أَثنى
أَلا يا سيِّد الكونين سَمعاً / لداعٍ سائلٍ أَمناً ومنّا
وَغوثاً يا فدتكَ النَفسُ غَوثاً / فقد شفَّ الأَسى جِسمي وأَضنى
فَما في الخلقِ أَسرعُ منك نَصراً / لملهوفٍ وأَسمعُ منكَ أذنا
وَها أَنا فيك قد أَحسنتُ ظَنّي / فحاشا أَن تخيِّبَ فيكَ ظنّا
وَكَيفَ يَخافُ ريبَ الدهر عَبدٌ / تَكونُ له من الحدثانِ حِصنا
أَرومُ فكاك أَسري من زَمانٍ / عَلقتُ بكفِّه الشلّاءِ رَهنا
وَأَرجو النَصرَ منكَ على عدوٍّ / متى اِستقبلتُه قَلبَ المِجَنّا
رَكنتُ إليكَ في أَسري ونَصري / وَحَسبي جاهُك المأمول رُكنا
وَكَم لي فيكَ من أَملٍ فسيحٍ / ستُنجحُهُ إذا ما الدَهرُ ضنّا
وَقَد طالَ البِعادُ وَزاد شوقي / إليكَ وعاقَني دهري وأونى
فأَبدلني بِبُعدِ الدار قُرباً / وبوِّئني بتلكَ الدارِ سُكنى
وَجُد لي بالشَفاعة يَومَ حشري / وأَسكنّي من الجنّاتِ عَدنا
عَلَيكَ صَلاةُ رَبِّك ما تَغنّى / حمامُ الأيك في فَنَنٍ وحَنّا
وآلِك وَالصحابةِ خيرِ آلٍ / وَصَحبٍ ما شدا شادٍ وغنّى
إِلهي أَنتَ ذو فَضلٍ ومنِّ
إِلهي أَنتَ ذو فَضلٍ ومنِّ / وإِحسانٍ يزيدُ على التَمنّي
وَعفوك شاملٌ أَهلَ الخَطايا / وإِنّي ذو خَطاءٍ فاِعفُ عنّي
وظنّي فيك يا ربّي جَميلٌ / وَعادتك الجَميلُ بغير ضَنِّ
وَها أَنا فيك قد أَحسنت ظنّاً / فحقِّق يا إلهي حُسنَ ظَنّي
أَميرَ المؤمنين فدتكَ نَفسي
أَميرَ المؤمنين فدتكَ نَفسي / لنا من شأنك العجبُ العجابُ
تَولّاك الأُلى سعدوا فَفازوا / وَناواك الَّذين شقوا فخابوا
وَلَو عَلِمَ الورى ما أَنتَ أَضحوا / لوجهك ساجدين ولم يُحابوا
يمنُ اللَه لَو كُشِف المغطّى / ووجهُ اللَه لَو رُفِع الحجابُ
خفيتَ عن العيون وأَنتَ شَمسٌ / سَمت عن أَن يُجلِّلَها سحابُ
وَلَيسَ على الصَباح إِذا تجلّى / وَلَم يُبصِرهُ أَعمى العين عابُ
لسرٍّ ما دَعاك أَبا ترابٍ / مُحمَّدٌ النَبيُّ المُستطابُ
فكانَ لكُلِّ من هو من ترابٍ / إِليك وأَنت علَّته اِنتسابُ
فَلَولا أَنتَ لم تُخلق سماءٌ / وَلَولا أَنت لم يُخلق تُرابُ
وَفيك وفي ولائِك يوم حشرٍ / يُعاقب من يعاقبُ أَو يُثابُ
بفضلكَ أَفصحت توراةُ موسى / وإنجيلُ ابن مريمَ والكتابُ
فَيا عجباً لمن ناواكَ قِدماً / ومن قومٍ لدعوتهم أَجابوا
أَزاغوا عن صِراط الحقِّ عمداً / فضلّوا عنك أَم خفي الصوابُ
أَم اِرتابوا بما لا ريبَ فيه / وهل في الحَقِّ إِذ صُدع اِرتيابُ
وهَل لِسواكَ بعد غدير خمٍّ / نَصيبٌ في الخلافة أَو نِصابُ
أَلَم يجعلكَ مولاهم فذلَّت / عَلى رغم هناكَ لكَ الرِقابُ
فَلَم يَطمَح إليها هاشميٌّ / وإن أَضحى له الحسبُ اللُبابُ
فمن تيم بن مرّة أَو عَديٌّ / وهم سيّان إِن حضَروا وغابوا
لَئِن جَحدوكَ حقَّك عن شقاءٍ / فبالأشقين ما حلَّ العِقابُ
فَكَم سفهت عليكَ حلومُ قومٍ / فكنت البَدرَ تنبحُه الكِلابُ
إِذا ضَلَّت قُلوبٌ عن هُداها
إِذا ضَلَّت قُلوبٌ عن هُداها / فَلَم تَدرِ العقابَ من الثوابِ
فأَرشِدها جزاكَ اللَه خَيراً / بإرشادِ القلوب إِلى الصَوابِ
ومَن ركبَ العجوزَ فَلا يُبالي
ومَن ركبَ العجوزَ فَلا يُبالي / إذا ما اِضطرَّ من أَكلِ العجوزِ
ولا تُخلِ عجوزَكَ من سهامٍ / إذا ما اسطَعتَ إِعمالَ العجوزِ
وَكَم أَمسى عجوزٌ في عجوزٍ / بمرتبةٍ أَجلَّ من العَجوزِ
وربَّ فتىً يَرى نَقع العجوزِ / بمَفرقِه أَجلَّ من العَجوزِ
ولا ترجُ الجسيمَ فكم عجوزٍ / لعمرُ اللَه أَجدى من عَجوزِ
ولا تَرمِ الصَغيرَ فكُلُّ عضبٍ / لقبضتِهِ اِفتقارٌ للعَجوزِ
عَسى عدلٌ يَزولُ الجورُ منه / وَتَرعى الشاةُ فيه مع العَجوزِ
بِعَونِ اللَه تَمَّ الشَرحُ نظماً
بِعَونِ اللَه تَمَّ الشَرحُ نظماً / وَنَثراً مخجِلاً دُرَّ النِظامِ
وَمسكُ خِتامه مذ طابَ نشراً / أَتى تاريخُه طيبُ الخِتامِ