القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 14
هل انعقدت أكاليل الزهور
هل انعقدت أكاليل الزهور / على غير الأهله والبدور
وهل سفرت براقع من شقيق / على الوجنات من نار ونور
خدود بالجمال موردات / وألحاظ فترن عن الفتور
وأجسام تكاد تذوب لطفا / بأكباد تقد من الصخور
أوانس من ظباء الحي تعدو / أنيسات المجالس غير نور
تبرجها الملاعب والملاهي / مفضضة المباسم والثغور
فما أدري ثغوراً من عقود / تفصل أم عقودا من ثغور
معاطفهن أغصان المغاني / وأوجههن أقمار الخدود
جزين الرمل في أحقاف رمل / تكاد تسل أثناء الخصور
وارجن الحمى بأريج مسك / ركبن حقاقه فوق الصدور
مراشفهن والمقل السواهي / تريك الحسن في حورٍ وحور
وفي وجناتهن رياض حسن / وأقمار فمن نورٍ ونور
فلم نعرف محولاً في ربوع / ولم ندرك سراراً في شهور
ومخطفة الحشا تختال تيهاً / كخطوط البان في كفي هصور
إذا برزت أذالت ليل شعر / فتبرز بالستور من الستور
ولو سفرت لجللها سناها / فتحجب بالسفور عن السفور
ترى نظري إذا طلعت إليها / على صدق الهوى نظر الغيور
تعاطيني على نغم الأغاني / وتنشدني على نطف الخمور
حمياً عتق العصار منها / مجددة البشاشة والسرور
أضأنا في سناها واستنرنا / فما ندري العشي من البكور
لقد لمعت بمر تبعي فأضحى / سواءً طور سيناء وطورى
وقد شفت فما ظهرت لراء / فكان خفاؤها الظهور
كأن حبابها أطفال در / ترقص فوق مهد من سعير
إذا نظرت نمير الماء قالت / فغض الطرف إنك من نميري
شربناها مشعشعة بكفي / فتاة كالهلال المستنير
فتاة تيمت قلبي دنوا / وصدت شيمة الظبي النفور
رأت أترابها كلفي ووجدي / فقلن لها احتكمت فلا تجوري
فقالت ما عليه فسوف يسلو / لقد قالت ولكن قول زور
فلا هي قبل ذلك أنذرتني / ولا أنا ذلك بالصبور
لئن ملت دنوي واستقلت / فلست أمل راحلتي وكوري
وإن أحزن لشحط من نواها / فبالمهدي مقتبل سروري
فتى عقد الكمال عليه تاجا / ترصعه المعالي بالحبور
تبينت المكارم منه قرما / طويل الباع ذا نسب قصير
أبا المهدي كنية مستطيل / على العلياء معدوم النظير
أزف لك التهاني نيرات / تنظم من طروس في سطور
حلفت بجازيات بطن وجٍّ / بأخفاف كأجنحة النسور
بأمثال النبال من الترامي / وأمثال القسي من الضمور
جزين الورد لم يشربن إلا / أعاصير الجنائب والدبور
طوت شقق الفلا حتى أنيخت / بمكة بين أهضاب وقور
وبالملأ الكرام تيمموها / على انضائهم شعت الشعور
إليك مصير كل علا وفضل / إذا ما الشيء صار إلى المصير
لك الحظ الصريح من المعالي / وحظ سواك مشتبه الأمور
وفضلك لا يرد وكان أرثاً / إذا ردت عواري المستعير
لك البيت المقيم بجانبيه / سنام المجد من كرم وخير
فرهطك خير رهط حيث كانوا / جحاجحة ودورك خير دور
إذا ما قيل أي الناس أتقى / فما تعدوكم كف المشير
تجر على المجرة منك ذيلاً / نقياً ما تدنس بالعثور
ولم تك أنت مختالاً فخوراً / فداؤك كل مختال فخور
ولكن قد شكرت فأنت أحرى / بعزة مؤمن وعلا شكور
أقمت شريعة الهادي فأضحت / ممنعة مسورة بسور
أبنت مدارك الأحكام حتى / أبنت لنا اللباب من القشور
أعر نسمات نشرك للنعامى / وعطرها بخلقك لا العبير
وهب للروض بشرك فهو أزهى / ببهجته من الروض النضير
لئن جف الثماد فأنت مروٍ / وأن صلد الزمان فأنت موري
وأروع يستجير المجد فيه / أجل طه مجير المستجير
إذا ذكر التقى فإليه يعزى / وإلا فهو تسويل الغرور
يخال من العبادة خوط بانٍ / يميل بعطفه صوم الهجير
تجلبب كل مكرمة فزرت / عليه مطارف الشرف الخطير
إليك زففت حالية القوافي / محبرة تطرز بالحبور
عوان اللفظ أبكار المعاني / جموح النظم شاردة الشطور
بقيت بقاء مجدك وهو باق / بقاء النيرات على الدهور
ولا زالت ربوعك حاليات / ببشرك بالعشي وبالبكور
أعار الحسن وجنته لهيبا
أعار الحسن وجنته لهيبا / ليمنع نمل عارضه دبيبا
وأفرغه الصبا قمراً فلما / تلظت نار وجنته أذيبا
إذا استرشفت من برد الثنايا / أخاف عليه من نفسي لهيبا
إذا ما افتر شمت وميض برق / وإن سميته الثغر الشنيبا
تغنى حجله فحسبت غصنا / ثنته صبا فأوقع عندليبا
إذا هضم الصبا كشحيه أوفى / بردف ماج مرتجاً كثيبا
فها أنا منثنٍ أدنو إليه / إذا ما اهتز معتدلاً رطيبا
وهل أنا راجع بعناق ظبي / رشا قد تيم الرشأ الربيبا
فأنعم من على الغبراء عيشا / محب باب معتنقاً حبيبا
سفرت لناظري زهراً مندى / فدع لي طيب نشرك أن يطيبا
إذا منه أنست غريب حسن / أتاك بغيره حسناً غريبا
وتحسب وجهه قمراً فيرنو / فتحسب لحظه سيفاً قشيبا
إذا رمت السلو اشتد وجدي / وزاد على الوجيب به وجيبا
وعيشك أيها الرشأ المفدى / لعيشي دون وصلك لن يطيبا
ولست أمد لي أمداً بعيدا / إذا ما كنت لي فيه قريبا
فذات الطوق لو نظرت إليه / لأصبح جيدها منه سليبا
وصور قرطه صنما فخرت / له الأصداغ تعبده صليبا
متى ما كافر الظلماء يدعى / لمرسل شعره لبى مجيبا
فإما لاح حير كل لب / فلم تر عند مرآه لبيبا
رشا تعشو النواظر منه نورا / فلا أخشى بنظرته الرقيبا
أغار الشمس لما واجهته / بمطلعها فودت أن تغيبا
وأخجل قرصها فاحمر حتى / حسبت شعاعها الكف الخضيبا
ولاح لها بمطلعها اضطراب / اتنحو الأفق أم تنحو المغيبا
هوى قد ضاق صدر الصب فيه / ولازمه فعاد به رحيبا
أقام بعينه فغدا سهادا / وحل بقلبه فغدا وجيبا
ووإني قد قرضت الشعر حبا / لذكرك لا لأن أدعى أديبا
فلست ترى به لفظاً غريباً / ولا معنى به إلا غريبا
ولست كسائر الشعراء شعري / تعود أن يثاب ولا يثيبا
ولست أقول هذا العشر إلا / فخاراً أو عتاباً أو نسيبا
لقد سفرت به الظلماء حتى / غدا وضح الصباح به قشيبا
فعرسنا بأروع هاشمي / يريض بسيبه البلد الجديبا
لو الغيث استعار نداه مجرى / لما عرف الورى بلداً جديبا
وأمطر ثم عن برد وتبر / وأسبل برقه غيثاً صبيبا
فتى قد عرقت عدنان فيه / وذاك العرق أحرى أن يطيبا
رأته الباسم العباس يوماً / ويوماً مستماحاً أو مهيبا
فتى ما شب عن طوق علاه / ولكن ساد شبانا وشيبا
لقد ضمت مخايله مزايا / له أبت النقيبة أن يخيبا
فقم هن به الحسن المفدى / زعيم المجد والروض الخصيبا
فتى شرع المكارم للبرايا / فكان هناك أوفرهم نصيبا
ترف عليه ألوية المعالي / إذا ما سار يملكها جنيبا
ألم يعلم مقبل راحتيه / بأيهما حياً يهمي صبيبا
دموعي وهي حمرٌ مرسلات
دموعي وهي حمرٌ مرسلات / وشت بي عند أهلك لا الوشاة
أتنكر يا أخا القمرين لثمي / وفي خديك من شفتي سمات
فسل عطفيك كم طعنا فؤادي / إذا علمت بموقعها القناة
أتحكي السمر قدك باعتدال / وما ثقفت وهن مثقفات
وسل كبدي ففي كبدي سهام / بأهداب الجفون مريشات
فلو نزعت لحاظك عن قسي / لما حملت سواهن الرماة
لقد وقعت على كبدي كأني / لأحداق المها عندي ترات
فصلني إن وصلت أخا غرام / فشملي كاد يصدعه الشتات
وإن نظر الزمان إلي شزراً / وكادت أن تفارقني الحياة
فقد أحيا بوصلك لي وتحيا / بجود محمد الحسن العفاة
فعنعن في مدائحه حديثاً / فذاك أصح ما نقل الرواة
قد اختلفت طباع الناس نوعاً / كما اختلفت بألسنها اللغات
فكان أجلها شأناً همام / تغنت في مدائحه الحداة
فتى قد أعوزت كفاه شبها / وإن زعمته دجلة والفرات
هما قد شرقا سيراً فخصا / مسيلاً لم تسل منه الفلاة
وقد عمت بداه الكون جوداً / قد امتلأت به الست الجهات
طما نهر المجرة من نداه / فأنجمه أقاحٍ نابتات
هلا خبر الحمى لمن استهلا
هلا خبر الحمى لمن استهلا / فهلهل بالبراعة مستهلا
أعد ذكر الحمى ليعود أنسي / وكرره علي فلن يملا
وشبب في أهيل منى قصيدي / معرضة بسكان المصلى
وصرح لي بعذرك لي حنوا / فقد أضجرتني فندا وعذلا
فلي بين القباب فتاة خدر / يمد لها القنا الخطي ظلا
تريك تقاليا وتسر حبا / فتحسن منظراً وتسوء فعلا
إذا وصلت فقد وعدتك هجرا / وإن هجرت فما وعدتك وصلا
صبا لك يا ابنة البكري قلبي / فمهلاً لا عدمت هواك مهلا
جعلت لك القضا أمراً ونهيا / فما شئت أحكمي جوراً وعدلا
وقلت فتاك مقتول فقالت / إذا ما الحب أفراط كان قتلا
بروحي من بروحي أفتديها / وقل لها الفدى مالا وأهلا
إذا عانقتها عانقت خوداً / منعمة رشوف الثغر كحلا
كأن الأقحوانة قبلتها / بمبسمها فأبقت فيه شكلا
وإن سفرت فقد أبدت شقيقا / أجادته يد النعمان صقلا
تريك الصبح غرتها انبلاجا / إذا ما الليل طرتها أطلا
إذا خطرت وإن نظرت نظرنا / لها ولجفنها رمحاً ونصلا
كأن ببردها نقوي كثيب / يهزان القوام إذا استقلا
وإن نزعت حواجبها قسيا / رمتك فواتر الألحاظ نبلا
تصوغ التبر منطقة وطوقا / وأقراطاً وأسورة وحجلا
فجاءت كالأراكة أثقلتها / ثمار الحلي فهي تنوء ثقلا
حبسنا دونها الألحاظ خوفا / على تلك المحاسن إن تسلا
أرق من الحميا في يديها / وأطيب من مذاقتها وأحلى
بحيث الزهر ترضعه الغوادي / بحجر خميلة حضنته طفلا
وقامت فيه ما شطة النعامى / تسرح من جعود آلاس جثلا
وثغر الأقحوان افتر حسنا / لأعين نرجس ينظرن نجلا
وأعطاف الأراك مرنحات / كأعطاف الحسان تميل دلا
فكم خاتلت ثم وخاتلتني / جآذر ما ظفرت بهن ختلا
فيا شهب الثريا سامريني / فلو كان السمير سواك ملا
كأن الصبح سيف في جفير / تقلده الجبان فلن يسلا
ولو أني تصدقني الأماني / لكنت اليوم أجمع منك شملا
مضى زمن الوصال وكان وافي / كظل غمامة ثم اضمحلا
فقرب صاح عنسك واعتقدها / مخبسة تعد الحزن سهلا
متوقة علنداتا أمونا / جسوراً ذعلبا ختماء بزلا
تمثل لي بأوب من يديها / يدي نصفٍ تجيد اللطم ثكلى
ولي بك حاجة فقف أتنظرني / كلوث البرد عمرك أو أقلا
تحملها رسالة مستهام / يكلف من نسيم الريح رسلا
على الحسن الزكي سلام صب / مقيم ما أقام وما استقلا
محضت لك المودة يا ابن ودي / وقد أشهدت قلباً منك عدلا
ألست مطيل أبنية المعالي / وخير قبيلها فرعا وأصلا
لك الفرس المسوم حيث يسمو / رعيل الخيل والسيف المحلى
فحزت رهانها في كل مجرى / وفزت هناك بالقدح المعلى
يحيي الوافدين نداك غيثا / فيحيي ممحلاً ويميت محلا
طلعت عليهم طلق المحيا / كأنك منهم أوتيت سؤلا
ولم تمنن وإن أعطيت جماً / وقد أوسعتهم بشراً وبذلا
كأنك إذ تجيز الوفد تقضي / ديوناً أسلفوك بهن قبلا
أخو ورعٍ أو يسي وفهم / أياسي وحد لن يفلا
وخلق كالأزاهر باكرتها / يد الأنواء فهي ترش طلا
وقد نطقت شواهد بيناتٍ / بأنك عيلم العلماء فضلا
لك القلم المترجم عن علوم / يهتك سترها نقلاً وعقلا
إذا مشيته في الطرس رضيعا / فإن فطم استكن وعاد حملا
إذا اعتنق الأنامل أولدته / على مهد من القرطاس نسلا
تراه لدق قامته كصبٍ / أضر به المقام فما أبلا
بقيت فهاكها غراء يحلو / بمدحك جيدها ويروق شكلا
قصيد زفها لعلاك فكري / فها هي كالعروس لديك تجلى
وإن ينل القبول فخير مهر / به أصدقتها كرما وفضلا
أصهباء تروق لنا مزاجاً
أصهباء تروق لنا مزاجاً / جبينك كان يورثها انبلاجا
أم الروض الأريض سقاه نوء / من الأنواء فابتهج ابتهاجا
ولو سالت لرقتها طباع / لأفعمنا برقتك الزجاج
على أن الروادف منك ماجت / فكن كجدول بالبرد ماجا
مرض بلحظك الأحشاء لكن / رضابك كان للمرضى علاجا
أعرت الغصن ليناً والحميا / عذوبة فيك والقمر ابتلاجا
فرفقاً يا رشيق القد رفقا / فقلبي فيك للزفرات هاجا
بهرت بقدك الغصن انعطافا / ورعت بردفك الحقف ارتجاجا
ومذ ناسبت لطف الروح كادت / بك الأرواح تمتزج امتزاجا
ولما فاح خالك وهو مسك / علمنا حق ندك كان عاجا
فقم بي نغتنم للهو ربحا / فسوق مواسم اللذات راجا
أراق الدمع وهو دم عبيط
أراق الدمع وهو دم عبيط / غداة عن الحمى بكر الخليط
فودع بالركائب كل أحوى / له كفل يميل به الغبيط
وأما شق مبسمه رداء / من الظلماء ذوائبه تخيط
كأن حدوجهم في الأرض سفن / وجاري أدمعي بحر محيط
تبسم وافضح البرقا
تبسم وافضح البرقا / ودع قلبي وما يلقى
لعمرك هل رأت عين / سعيداً في الهوى يشقى
ركبنا لجة البحر / وعدنا بالهوى غرقى
فدع عني السلافة ليس شيء
فدع عني السلافة ليس شيء / أعل لغلتي من شرب قهوة
أدرها واسقنيها لا دهاقاً / ولكن حسوة من بعد حسوة
تضعضع جانب الحرم انصداعا
تضعضع جانب الحرم انصداعا / أحقاً ركن كعبته تداعى
وخر السمك فانثل انثلالا / وماد البيت فانهزع انهزاعا
وعم المشعرين شعار حزن / أشاع ببطن مكة ما أشاعا
وقام بحجر إسماعيل روعاً / بلى ومقام إبراهيم راعا
هو الرزء الجليل فلا تعده / على سمع يضيق له استماعاً
أسد مسامعي بيد وأخرى / أسد بها فم الناعي ارتياعا
إلى أن أرعشت كفى رزايا / تساقط ساعداي لها انخلاعا
تسف رواسي الأرض انقلابا / وتنسف شامخ الهضب انقلاعا
ألا يا صاح من صاح استهلي / مدامنا انهمالاً وانعماعا
ألا من صاح يا أعلام زولي / فإن ركينك الراسي تداعى
ومن عزم النوى ومن المسجى / تزوده أحبته الوداعا
ومن حملوا على الأعواد صبحا / تحف به الملائكة اتباعا
سريرك قد تضمن سر قدس / ولم أغل ولم أقل ابتداعا
جناجن أحمد وحشا علي / وجملة ما أسرا أو أذاعا
لقد فجعت بصالحها قريش / وأوسعها إذا نزلت رباعا
وأقصرها لدى النسب انتسابا / وأطولها غداة الطول باعا
تفنن في الرزايا الدهر حتى / أراناها ابتكاراً واختراعا
نزلت إلى الردى فطواك أم قد / رقى كرقيك الحتف اطلاعا
ولم أعجب له أن رام صعبا / ولكن كيف لا كيف استطاعا
وكيف أطعت جائرة الليالي / ألست نعدك الملك المطاعا
سريت فضاق رحب الأرض لما / عزمت سراك واغبرت بقاعا
فإنك كنت فارشها ابتهاجاً / وإنك كنت باسطها اتساعا
فرب عويصة تبكيك شوقاً / لتكشف عن محياها القناعا
ورب مؤمل جدواك أضحى / يخرم أنفه الحزن اجتداعا
فمن للناس من خاشٍ وراجٍ / يراقب منه خيراً وانتفاعا
زهدت فلم تجد ديناك شيئاً / له ثمن فيشري أو يباعا
ولم تغررك أن أبدت سرابا / بقيعتها تخادعنا انخداعا
فليس متاعها إلا قليلاً / وليس قليلها متاعا
احبتنا الذين قد استقلوا / رويدكم التحمل والزماعا
فإخوة يوسف خلصوا نجيباً / وقد صحبوا فؤادي لا الصواعا
فلو عاجوا علي لكان عندي / لهم شأن إذا اعتنقوا وداعا
إذا أغرقت عيسهم بدمع / طغى لججاً فما أخطأت قاعا
ولو فرشت بقربهم العوالي / هدأت على أسنتها اضطجاعا
أحبتنا وأوقات التلاقي / نراها لا توافقنا اجتماعا
فنسبقها إذا جاءت بطاءً / وتسبقنا إذا جاءت سراعا
أمرتجع لنا ما فات منها / ومن يرجو لما فات ارتجاعا
أبا الهادي وأي هدى لسارٍ / إذا لم تبد غرتك التماعا
نحاول منك قرباً واتصالاً / فنلقى منك بعداً وانقطاعا
تكلفني السول وذاك مر / أحاوله فيجهدني امتناعا
فليت هوى الأحبة كان عدلاً / فحمل كل قلب ما استطاعا
أراك بكل نيرة جليسا / كأنك قد رسمت بها انطباعا
فشخصك ليس يبرح نصب عيني / لدى الست الجهات شأى وشاعا
ومن يرنو بنيك يراك فيهم / وشبل الليث يشبهه لباعا
دعوتك يا ابن زمزم والمصلى / ومن لي أن تصيخ لي استماعا
تمام الحج أن تقف المطايا / على مثواك تلثمه بقاعا
أرى لقياك حجاً واعتمارا / ولم يك ذاك حجا مستطاعا
فصبراً يا محمد خير درع /
تولى فارج الكربات سودا / ومتعس جد عاديها ارتداعا
بأمن لم يدع نهجاً مخوفا / وحفظ لم يدع حقاً مضاعا
وأبقى منك للحدثان عضباً / رهيف الحد ما مل القراعا
وقمت اعوجاج قناك لما / خشيت على اسنتها انتزاعا
سما اليوم مثل سماء أمس / وما نقصت سموا وارتفاعا
وليس بضائر المسك استتارا / إذا ما عرفه الداري ضاعا
وما غب البطاح السيل إلا / مذ أخضرت بمجراه بقاعا
وحسبك بالحسين شقيق فضل / محاسن فضله سفرت قناعا
إذا الفضلاء قد بحثوا وردوا / إليه نزاعهم قطع النزاعا
إذا أوحى لنا علماً شككنا / ولم نر فيه للوحي انقطاعا
ولو قد قسته بسواه فضلا / لقست بأصبع الكف الذراعا
ولو أن الكواكب طاولته / لحطت منه خفضا واتضاعا
أضاف على أهلتها هلالا / وزاد على أشعتها شعاعا
ومن كمحمد مرتاد حمد / يمت إليه بالعرف اصطناعا
بكف كاليراع ترى قناها / وتبلغ في يراعتها القراعا
كأن يراعها كانت قناة / وأن قناتها أضحت يراعا
كأن بنانها أخلاف ضرع / يديم فم الغمام لها ارتضاعا
إذا نزل القبائل بطن واد / تخيت الظواهر واليفاعا
فإن أبطحت زنت لهم بطاحا / وإن أتلعت زنت لهم تلاعا
بني الزهراء فيكم صغت شعري / فكان التبر سبكاً وانطباعا
شرعتكم شرعة الجود ابتكارا / فجاد الناس بعدكم ابتداعا
وحزتم دونهم قصبات سبق / ترد عراب خيلهم ابتداعا
فأولهم لأولكم تولى / وآخرهم لآخركم أطاعا
ولا برحت لصالح صالحات / من الأعمال تألفه اضطجاعا
ولا برحت جفون من غواد / تباكره اصطيافاً وارتباعا
بعيني من يروق العين حسناً
بعيني من يروق العين حسناً / رشا من وجنتيه الورد يجنى
ثقيل الردف رجرجه التثني / بنفسي ما ترجرج أو تثني
إذا خف القوام به نهوضاً / تقول له روادفه تأنا
ترنحه النسائم حيث هبت / ويرقصه الحمام إذا تغنى
فإما لاح فهو يلوح شمسا / وأما ماس فهو يميس غصنا
فإن عبدتك رهبان النصارى / فقد الفوا لديك جليل معنى
وأن أقض بحبك مستهاما / فكم قبلي قضى صبح معنىً
قضى القيسان قبلي قيس ليلى / من الهجر الطويل وقيس لبنى
شجاني إن شممت رياحا نجد / وشمت بها وميض البرق هنا
أصات الركب تغليسا
أصات الركب تغليسا / وزجوا للسرى العيسا
فهل يسطيع سائقهم / يرد العيس تنكيسا
ويلويهن مبتدلاً / عن الإدلاج تعريسا
فيا لله من صنمٍ / لم أصبحت قسيسا
رميت القلب في كرب / فهل تسطيع تنفيسا
رويداً سائق النوق
رويداً سائق النوق / فما ودعت معشوقي
فبالأحداج لي رشأ / رمى سهماً بلا فوق
بسهم اللحظ يرشقني / وقلبي جد مرشوق
كأن القلب يوم سرى / هوى من فوق عيوق
فليت العيس لا رحلت / ولا قامت على سوق
فقد خفت بمنبلج / من اللألاء مخلوق
فذي علي وذي نهلي / ومصبوحي ومغبوقي
إشارتي لها أبداً / ومفهومي ومنطوقي
فإن هبت روائحها / سباني عرف منشوق
كمسك أو كغالية / بفهر الحي مسحوق
فليت العين ما نظرت / غزالاً مر في السوق
رماني سهم ناظره / وما ارتد على فوق
فذي الأشراك تعلقني / وما كنت بمعلوق
بكيت فلا بكت ورقاء فرع
بكيت فلا بكت ورقاء فرع / لتسعدني على دمع بدمع
وليلة شاقني سكان جمع /
أرقت فهل لنائحة بسلع / هجوع فوق مشتبك الغصون
مولهة طواها الوجد طيا / تؤرق في مناحتها الشجيا
عداها الغمض كم طفقت عشيا /
تردد بالنياحة والثريا / بافق الجو ترقبها عيوني
تؤم لألفها نجداً وغورا / ولم تر من ذوات الطوق زورا
فها هي إذ رماها البين جورا /
تنوح لألفها طوراً وطوراً / لأكناف المحصب والحجون
أنوح كنوحها طرفي ظلام / وما وجدت كوجدي من غرامي
لقد ناح الحمام على حمام /
ونحت لمعشر غرٍّ كرام / سروا بالقلب عن شبح قطين
جنت في إلفها مر التجني / فما أغنت فتيلاً إذ تغني
على أفنانها في كل فن /
تطارحني الهديل وبيد أني / مذاب حشاشتي رعفت جفوني
تنوح ومدمعي طوفان نوح / ولي كبد تضج من الجروح
لئن علمت الحان الصدوح /
فيا بنت الأراكة لا تنوحي / فلي كبد تقطع بالحنين
أما والبيت والسبع المثاني
أما والبيت والسبع المثاني / لقد حكم الغرام على جناني
وفي برج الجمال من الحسان /
لنا قمر سماوي المعاني / تشكل للعيون بشكل ريم
تملك بالجمال على البرايا / وأصبحت القلوب لها رعايا
به اختلفت عناوين القضايا /
على عينيه عنوان المنايا / وفي خديه ترجمه النعيم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025