المجموع : 12
وَلكِنّ الجَوادَ أَبا هِشام
وَلكِنّ الجَوادَ أَبا هِشام / وَفِيُّ العَهدِ مَأمونُ المَغيبِ
بَطيءٌ عَنك ما اِستَغنَيتَ عَنهُ / وَطَلّاعٌ عَلَيكَ مَع الخُطوبِ
إِذا أَمر عراكَ حَماك مِنهُ / وَعادَ بِهِ إِلى عَطن قَريبِ
ظَلوم مَحاجِرِ الحَدَقَه
ظَلوم مَحاجِرِ الحَدَقَه / مَليحٌ وَالَّذي خَلَقَه
سَواء في محَبَّتِه / مُجانِبُه وَمن عَشِقَه
لعَيني في مَحاسِنه / رِياضُ محاسِنٍ أَنقه
فَأَحيانا أُنَزِّهُها / وَحينا في دَم غَرِقه
فَيا قَمَراً أَضاءَ لَنا / وَلَألَأ نورُه أُفقه
يُشَبِّههُ سَنى المُعتَز / ذو مِقة إِذا رَمَقه
أَمينٌ قَلّد الرَّحم / نُ أَمرَ عِبادِه عُنُقَه
وَفَضَّلَه وَطَيَّبَه / وَطَهَّر في الوَرى خُلُقَه
هَوى وَغَلَت بِهِ الأَحشاء مِنها
هَوى وَغَلَت بِهِ الأَحشاء مِنها / إِلى حَيثُ اِستَقَرَّ بِهِ مَداها
جَرى وَالماءُ في سَنَن فَلما اِن / تَهَت بِالماءِ غايَتُهُ طَواها
فَحَلَّ بِحَيثُ لَم يَبلُغ شَراب / وَلَم تحلل بِهِ أُنثى سِواها
فَدَعني راغِماً أَشقى بِوَجدي
فَدَعني راغِماً أَشقى بِوَجدي / وَخُذ قَلبي إِلَيكَ بِغَيرِ حَمدِ
سَقام لا تَرِقّ عَلَيَّ مِنهُ / وَوجد لا تُكافِئهُ بِوُدِّ
بِنَفسي مَن إِساءَتُه اِعتِمادٌ / وَمَن إِحسانُه عَن غَيرِ عَمدِ
وَمَن أصفَيتُه في الوُدّ جُهدي / فَعارَضَ في الجَفاءِ بِمِثلِ جهدي
بِقَلبي عَن هَوى البيض اِنصِراف
بِقَلبي عَن هَوى البيض اِنصِراف / وَيُعجِبُني مِنَ السُّمر القِضاف
وَإِن لَم أَنتَفِع بِالوُدّ مِنها / فَلَيسَ عَلَيَّ من قَلبي خِلاف
لَئِن أَصبَحتُ طَوع يَدَي
لَئِن أَصبَحتُ طَوع يَدَي / هِ أُرضيه وَيُسخِطني
وَأَقرب مِنهُ مجتَهدا / فَيُقصيني وَيُبعِدُني
وَأَهواهُ وَحَظّي مِن / هُ طولُ الهَمّ وَالحَزَنِ
فَذاكَ لِوَجهِه الحسن / وَلَيسَ لِفِعلِه الحسنِ
أَميلُ مع الذِّمام عَلى اِبن أُمّي
أَميلُ مع الذِّمام عَلى اِبن أُمّي / وَأَقضي لِلصَّديقِ عَلى الشَّقيقِ
أُفَرِّق بَين مَعروفي وَمَنّي / وَأَجمَعُ بَينَ مالي وَالحُقوقِ
وَإِمّا تُلفِني حُرّاً مُطاعا / فَإِنَّك واجِدي عَبدَ الصَّديقِ
وَإِنّي في دُعائِك عَن خطوب
وَإِنّي في دُعائِك عَن خطوب / أَلمّت أَرتَجيك لَهُنَّ آسي
كَمُرسِلِ دَعوَة بِفَلاةِ أَرض / مَتى تَبلغ مَدىً تَرجِع بياسِ
وَخِلٍّ كُنتُ عَينَ الرُّشد مِنهُ
وَخِلٍّ كُنتُ عَينَ الرُّشد مِنهُ / وَمُستَمِعا إِذا ذَكَروا سَميعا
أَطاف بغَيّة فَنهيت عَنها / وَقُلتُ لَهُ أَرى أَمراً فَظيعا
أَرَدتُ رَشادَه حَتّى إِذا ما / عَصى أَمري أَبَيناه جَميعا
نَعى الناعي إِلَيّ أَبي
نَعى الناعي إِلَيّ أَبي / وَخَبّر أَين مُنقَلَبي
لموعظة رَآها في / أَبيهِ لَها رَأَيتُ أَبي
سُلِبتُ أَبي سَلامَتَه / وَأُسلَبُ بَعد مستَلبي
وَأَينَ من المُطِلِّ عَلى / مَذاهِب مَذهَبي هَرَبي
وَما لِمُسافِرٍ جدّ الر / رَحيل بِهِ ولِلَّعِبِ
مَضى طَلَقا لِغُرَّتِه / وَأغفَلَ لَيلَةَ القَرَبِ
أراك فلا أَرُدّ الطّرفَ كيلا
أراك فلا أَرُدّ الطّرفَ كيلا / يكون حجابَ رؤيتِك الجفون
ولو أني نظرتُ بكلِّ عين / لما استقصت محاسنَك العيون
إذا ما الفكرُ وَلّدَ حُسنَ لفظ
إذا ما الفكرُ وَلّدَ حُسنَ لفظ / وأدّاه الضَّميرُ إلى العيان
ووشّاه فَنَمنَمَه مُسَدٍ / فصيحٌ في المقال بلا لسان
رأيتَ حُلى البيان مُنَشَّراتٍ / تَجَلّى بينها صُوَرُ المَعاني