المجموع : 5
فَدَع عَنكَ المِراءَ وَلا تُرِدهُ
فَدَع عَنكَ المِراءَ وَلا تُرِدهُ / لِقِلَّةِ خَيرِ أَسبابِ المراءِ
وَأَيقِن أَنَّ مَن مارى أَخاهُ / تَعَرَّضَ مِن أَخيهِ لِلحاءِ
وَلا تَبغِ الخِلافَ فَإِنَّ فيهِ / تَفَرُّقَ من ذَواتِ الأَصفِياءِ
وَإِن أَيقَنتَ أَنَّ الغَيَّ فيما / دَعاكَ إِلَيهِ إِخوان الصَّفاءِ
فَجامِلهُم بِحُسنِ القَولِ فيما / أَرَدتَ وَقَد عَزَمتَ عَلى الإِباءِ
لَعَمرُكَ ما إِلى حسنٍ رَحَلنا
لَعَمرُكَ ما إِلى حسنٍ رَحَلنا / وَلا زُرنا حسيناً يا اِبنَ أنسِ
وَلا عَبداً لِعَبدِهِما فَنَحظى / بِحُسنِ الحَظِّ مِنهُم غَيرَ بَخسِ
وَلَكِن ضَبَّ جَندَلَةٍ أتينا / مضّباً في مكامنه يفَسّي
فلمّا أن أتيناه وَقُلنا / بِحاجَتِنا تَلَوَّن لَونَ وَرسِ
وَأَعرَضَ غَيرَ مُنبَلِجٍ لِعُرفٍ / وَظَلَّ مُقَرطِباً ضِرساً بِضرسِ
فَقُلتُ لِأَهلِهِ أبهِ كُزازٌ / وَقُلتُ لِصاحِبي أَتُراهُ يُمسي
فَكانَ الغُنمُ أَن قُمنا جَميعاً / مَخافَة أَن نُزَنَّ بِقَتلِ نَفسِ
وَذي رَحِمٍ يُطالِعُني أَذاهُ
وَذي رَحِمٍ يُطالِعُني أَذاهُ / أَقولُ لَهُ صراحاً غَير خَتلِ
ألا تَقنى الحياءَ أبا يَسارٍ / فَتُقصِرُ عن مُلاحاتي وعَذلي
فَصَدري سالِمٌ لا غِشَّ فيهِ / وَصَدرُك واغِرٌ بِالغِش يَغلي
أُحاوِلُ أَن تَلينَ وَأَنتَ فَظٌّ / أُلهف لَهفَتي وَلُهوفَ عَقلي
بِقُربي فيكَ لَو يُدنيكَ قُربي / حُنُوّاً قَد حَنَنتَ بِقَطعِ حَبلي
فَلَولا أَنَّ أَصلَكَ حينَ ثَنمى / وَفَرعَكَ مُنتَهى فَرعي وَأَصلي
وَأَنّي إِن رَمَيتُك هِضتُ عَظمي / وَنالَتني إِذا نالَتكَ نَبلي
لَقَد أَنكَرتَني إِنكارَ خَوفٍ / يُقيمُ حَشاكَ عَن شُربي وَأَكلي
وَكَم مِن سَورَةٍ أَبطَأتُ عَنها / وَأدرَكَ مَجدها طلبي وَحَفلي
كَقَولِ المَرءِ عَمرٍو في القَوافي / لِقَيسٍ حينَ خالَفَ كُلَّ عَدلِ
عذيري مِن خَليلي مِن مُرادٍ / أُريدُ حَياتَهُ وَيُريدُ قَتلي
تَعَلَّم حينَ يُدلي القَومُ يَوماً / دِلاءَ المَجدِ ماذا كُنت تُدلي
وَتُغمَرُ عِندَ جَهدِكَ في المَعالي / إِذا ما لَم تُواضِحهُم بِسَجلِ
أحِينَ بلغْتَ ما كُنَّا نُرَجِّي
أحِينَ بلغْتَ ما كُنَّا نُرَجِّي / وكنتَ على أنُوفِ الكاشحِيناَ
أبا بكْرٍ ثَوَيْتَ رَهِينَ رَمْسٍ / يَخْبُّ بَنْعيِك المُتَعجِّلُوناَ
ألا يا عَيْنُ فأنهمِرِي بغَزْرِ
ألا يا عَيْنُ فأنهمِرِي بغَزْرِ / وفِيضِي عَبْرةً من غَيْرِ نِزْرِ
ولا تَعِدِي عَزَاءِ بعد يحيىَ / فقد غُلِبَ العَزاءِ وعِيلَ صَبْري
ومَرْزِئَةٍ كأنَّ الجوفَ منْها / بُعَيْد النَّومِ يُسْعَرُ حَرَّ جَمْرِ
على يَحْيى وأيُّ فتًى كيَحْيَى / لعَانٍ عائِلٍ غَلِقٍ بوِتْرِ
وللخصْمِ الألدّ إذا دَعانِي / ليأخذَ حَقَّ مَقْهُورٍ بقَسْرِ
وللأضْيَاف إن طَرقُوا هُدُوًّا / وللكَلِّ المُكِلِّ وكُلّ سَفْرِ
إذا نزلَتْ بهم سَنَةٌ جَمَادٌ / أبِيُّ الدَّرِّ لم تُكْسَعْ بغُبْرِ
هُنَالك كان غيثَ حَيًا تَلاقَتْ / يَدَاهُ في جَنَابٍ غيرِ وَعْرِ
وأحْيَا من مُخَبَّأَةٍ حَيَاءً / وأجرأُ من أبي شِبْلٍ هِزَبْرِ
هَرِيتِ الشِّدْق ريِبالٍ إذا مَا / عدَا لم تُنْهَ عَدْوَته بزجْرِ
تَدِينُ الجَاذِياتُ له إذا مَا / سمعنَ زئيرَهُ في كُلّ فَجْرِ
فإمّا يُمْسِ في جَدَثٍ ضَريحٍ / بمُغَبّرٍ من الأرواح قفْرِ
فقد يَعْصَوصِبُ الجَادُون مِنْه / بأرْوَع ماجِدِ الأعْراقِ غَمْرِ
إذا ما الضَّيفُ حَلَّ على ذَراهُ / تلقَّاهُ بوَجْهٍ غير بَسْرِ
ندًى صافٍ يَبِينُ العِتْقُ فيه / يُبَيِّنُ قُبْلَ مَقْدَعةٍ ونُكْرِ
تُفَرَّجُ بالنَّدَى الأبوابُ عنهُ / ولا يكْتَنُّ دُونَهُمُ بسِتْرِ
دَهاَني الحادثاتُ بِهِ فأمسَتْ / عَلَىّ هُمُومُها تَغْدُو وتَسْري