المجموع : 11
مقيل العاثرين أَقل عثارى
مقيل العاثرين أَقل عثارى / وَخذلي من بَني زمني بثاري
وَجملتي بعافية وَعَفو / من الأَمراض وَالعلل الطواري
فغم البَلغَم اِستَوفى نَعيمي / وَمقدم ام ملدم لفح نار
اذاب حَماؤُها لَحمي وَعَظمي / وَلست من الحَديد وَلا الحجار
فَيا فردا بلا ثان اجرني / بعز علاك من ثان ودار
وَلا تشمت بي الاعداء وانظر / اليّ برحمة نظر اختيار
فَقَد هَتَكوا حماى وعاندوني / على نعم تدر عَلى دِياري
وان تضرري وَعناي منهم / نظير تذللي لك واِفتِقاري
فان يخسر بسوقهم اتجاري / ففضلك سوق أَرباح التجاري
وان يك عقنى صحبي وَجاري / فَجودك بالَّذي أَرجوه جاري
واني بعت حين عرفت دَهري / خيار بَني الزَمان بلا خيار
لانهم ذياب في ثياب / فَيالي من شرار في شرار
فَكَم لحم شووه بغير نار / وعرض مزقوه بلا شغار
وَكَم نَصَبوا العداوَةَ لي بكيد / فكادوا يهدمون به جدار
فَهَل لَك يا خَفي اللطف لطف / يعود عَلى اِحتسابي واِصطِباري
فأَتَت بنيتها سبعا شِدادا / يغرين جوّها شهب سواري
وَمهدت الأَراضي من نجود / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَسخرت البحار السبع نجرى / بها الأَفلاك من غادو ساري
وانشأت السحاب وَلا سَحاب / واذريت الرياح وَلا ذراري
جعلت الشمس خلف البدر تَسعى / كَسعي اللَيل في طرف النهار
وَتَعلم كل خائنة وَتَدري / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَتمسك في الهَواء الطير بسطا / وَقبضا في رواح واِبتِكاري
وَتكفل كل وحش في البَراري / وَترزق كل حوت في البحار
وَكَم من نعمة غذَت البرايا / يَراها من محل الخلق باري
كَريم منعم بر روف / مقيل العاثرين من العثار
الهى عافنى واصح جِسمي / وَصل واقبل برحمتك اِعتِذاري
وَطهر قالبي وَتغش قَلبي / بانوار السَكينة والوقار
وان كررت مشلتي فكلني / إِلى كرم يَفيض بلا انحصار
فتحت يدى أَطفال صغار / فهبني للأَطفال الصِغار
أُجاهِد فيك محتسبا عليهم / وأبذل فيك جُهدي واِقتِداري
وَتَيسير الامور عليك دونى / ففرج هم عسرى باليَسار
ومن على يوم الكتب تقرا / وَتعطى باليَمين وَباليَسار
وَعافَ أَبو السعود أَخص صحبي / من الجرح الَّذي يصلى بنار
وكن لِدَخيل علته طَبيبا / بِلا نار وَلا طول اِنتظار
فانك ان لطفت به تعافى / وَعاد بلطف صنعك وَهُوَ باري
وَقل عَبد الرَحيم وَمن يَليه / من المحن العَظيمة في جواري
وَصل عَلى النَبي وتابعيه / وعترته الخيار بَني الخيار
فمدح محمد شرفي وَعزى / وَجاهى في العَشائِر واِفتِخاري
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب / وَأَرجوه رجاء لا يخيب
واسأله السَلامة من زَمان / بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجَتي في كل حال / الى من تطمئن به القلوب
وَلا أَرجو سواه اذا دهاني / زَمان الجور وَالجار المريب
فَكَم لِلَّه من تَدبير أَمر / طوته عَن المشاهدة الغيوب
وَكَم في الغَيب مِن تَيسير عسر / وَمن تفريج نائية تنوب
وَمن كرم ومن لطف خفي / وَمن فرج تزول به الكروب
وَمالي غير باب اللَه باب / وَلا مولى سواه وَلا حَبيب
كَريم منعم برّ لَطيف / جَميل الستر للداعي مجيب
حَليم لا يعاجل بالخَطايا / رَحيم غيم رحمته يصوب
فَيا مَلِك المُلوك أَقل عثارى / فانى عنك أنأتني الذنوب
وأمرضنى الهوى لهوان حظي / وَلكن لَيسَ غيرك لي طَبيب
وَعاندني الزَمان وقل صبري / وَضاق بعبدك البلد الرَحيب
فآمن روعَتي واكبت حسودى / يعاملني الصَداقة وَهوَ ذيب
وَعد النائبات الى عدوى / فان النائبات لها نيوب
وآنسنى باولادي وَأَهلي / فَقَد يَستَوحش الرجل الغَريب
وَلي شجن باطفال صغار / أَكادَ اذا ذكرتهم أذوب
وَلكني نبذت زمام أَمري / لمن تدبيره فيه عَجيب
هُوَ الرَحمن حولى واِعتصامي / به واليه مبتهلا أَنيب
الهى أَنتَ تَعلَم كَيفَ حالي / فَهَل يا سَيدي فرج قَريب
وَكَم متملق يَخفى عنادا / وَأَنتَ عَلى سريرته رَقيب
وَحافر حفرة لي هار فيها / وَسهم البغى يدرك من يصيب
وَممتنع القوى مستضعف بي / قصمت قواه عني يا حسيب
وَذي عصبية بالمكر يَسعى / الى سعى به يوم عصيب
فَيا ديات يوم الدين فرج / هموما في الفؤاد لها دَبيب
وَصل حبلي بحبل رضاك وانظر / إِلى وتب عَلى عسى أَتوب
وَراع حمايتي وَتول نصري / وَشد عراى ان عرت الخطوب
وافن عداي واقرن نجم حظي / بسعد ما لطالعه غروب
والهمني لذكرك طول عمري / فان بذكرك الدنيا تطيب
وَقل عبد الرَحيم ومن يَليه / لهم في ريف رأفتنا نصيب
فَظَني فيك يا سندى جَميل / وَمَرعى ذود آمالي خصيب
وَصل عَلى النَبي وآله ما / ترنم في الاراك العَندَليب
كلفت بكم فَفاضَ دَمي دُموعا
كلفت بكم فَفاضَ دَمي دُموعا / وَبت سمير من هجر الهموعا
رحلتم ذات ذاك البين عَني / فَها أَنا بعد كَم أَبكي الربوعا
وَمالي لا أَنوح عَلى طلول / أَطلت بأهلها وَبها الولوعا
وَفي يوم الربوع سلبت عَقلي / بنجد لا رعى اللَه الربوعا
وَكنت أحب أَن أخفي غَرامي / فَيأبى الدمع الا أَن يذيعا
فَكَيفَ بهائم يَرجو وِصالا / وَلَم يَكُن الزَمان له مُطيعا
لَقَد علم الفريق بانَ مِثلي / اذا ذكر الفراق لديه ريعا
يَطول وَراءَهم ظمئى وَجوعي / لفقد الاهل لاظمأ وَجوعا
وَيَنزع نحوهم قَلبي فمن لي / اذا لَم يَرحَموا قَلبا نزوعا
عَسى زَمن يَعود بأهل ودي / فَيأتي الانس انسانا هَلوعا
وَلَو كانَ الهوى العذرى عدلا / لقلدني بزورتهم صَنيعا
أصيحابي دعوا عبرات جفني / تجد بدرا فطببة فالبَقيعا
فان بها نبيا هاشميا / شكورا صابِرا برا خشوعا
وَقَوما جاهَدوا في اللَه حَتّى / سقوا أَعداءَه السم النَقيعا
أسود تفرق الهَيجاء منهم / اذا لَبِسوا دماءَهم دروعا
وان نهضت كتيبتهم لحي / كَثير الجَمع فرقت الجموعا
بكل فَتى يَخوض الهَول سعيا / إِلى الضَرب المبرح لا جَزوعا
فَكَم حملت عتاق الخيل منهم / أسودا تدهش الاسد الشَجيعا
وَكَم شجرت لهم فوق الهوادى / رماح تمنع الطير الوَقوعا
وَبيض في سَماء النقع بيض / تَرى لشموسها فيها طلوعا
اذا اشتعل الظباء لها ظننا / متون الخطيات لها شموعا
لَقَد صدعوا من العزى شعوبا / كَما شعبوا من التَقوى صدوعا
زمت بهم الصوافن كل ثغر / كأن لَها به مَرعى مريعا
فكَم غمر طَغى وَبَغى عليهم / فَبات مجندل الغبرا ضَجيعا
وَذي نظر سعى حَتّى رآهم / فخرّ لِهَول هيبتهم صَريعا
اذا سلوا سيوف الهند ظلت / رؤس المُشركين لَها ركوعا
مدحت أولئك المَلاء افتِخارا / فَصار بمدحهم زَمَني رَبيعا
فَصَلى ذو الجَلال عَلى نَبي ال / هدى وَعَلى صحابته جَميعا
بِهِ وَبهم علت رتبى لانى / طويت عَلى ودادهم الضلوعا
قرنت بعزهم ذلي وَحَسبي / لهم فوجدتهم حصنا مَنيعا
كلفت بهم من المحن اللَواتي / تشيب خطوبها الطفل الرَضيعا
مدحتك يا رَسول اللَه فخرا / وَتَشريفا وَلَم أَكُن البَديعا
أَلَست علوت عَن سبع طباق / يؤم ركابك الركن الرَفيعا
وَشرفك المُهَيمن بالتَداني / فأصبح كل ذي شرف وَضيعا
وَخصك بالشَفاعَة يوم تَعنو / وجوه الخلق لِلباري خضوعا
وَأَنتَ أَحق من يرجى بَصيرا / لنائبة ومن يدعى سَميعا
أَيا مَولاي ضاع العمر جَهلا / وَلست أَرى لفائته رجوعا
فخذ بِيَدي وَجدبا لعفو يا من / اذا نادَيته لبى سَريعا
وَقل عَبد الرَحيم غدا رَفيقي / وَما يَخشى رَفيقك أَن يَضيعا
وَعم بما تخصصني صحابي / وَحاشيتي وَأَصلي وَالفروعا
رجوذا جاه وجهك من ذنوب / ثقال تعجز الجلد الضَليعا
وَما قدر الذنوب وأَنتَ نورا / خلقت لكل ذي ذنب شَفيعا
وَكَيف يَضيق ذرعك من مرج / نداك الجم وَالجاه الوَسيعا
عَلَيكَ صَلاة ربك ما تَوَلَّت / نجوم الغرب تنتظر الطلوعا
أَفي نيابَتي برع تقيم
أَفي نيابَتي برع تقيم / وَقَد رحل الأَحِبَّة يا نَديم
وَمالك وَلتخلف عَن فَريق / مَتى رَحَلوا حللن بك الهُموم
طوت بهم المَراحِل في الفَيافي / قَلائص تذرع الفلوات كوم
فَلَمسان فسر ددثم مور / فَحَيران لهن به رَسيم
إِلى حرض الى خلب تراث / الى جازان جازَت وهيَ هيم
وَمرت في ربا ضمد وَصيبا / وَلؤلؤة وَغَوان تهيم
وَذهبان وَفي عمق وَحلى / تساورها المفاوز وَالرسوم
وَفي ببة وَفي كنفي قنوتا / سرت وَاللَيل منعكر بهيم
فَذوقة فالرياضة فاِستمرت / بجنب الحفر يطربها النَسيم
إِلى الميقات ظلت خائضات / غمار الآل يلحقها السموم
وَباتَت عند ما وردت اذا ما / تحن فَلا تَنام وَلا تنيم
وَفي أم القرى قرت عيون / عشية لاح زمزم وَالحَطيم
أَولاك الوفد وفد اللَه لاذوا / اليه بفقرهم وَهُوَ الكَريم
وَطافوا قادمين يبيت رب / فتم لهم طوافهم القدوم
وَبين المروتين سعوا سبوعا / لكي يمحوا شقاءهم النَعيم
وَقاموا في تَمام الحج فرضا / وَندبا طالبين رضا يدوم
وأدوا في المَشاهِد كل حق / وَما سَمعوا مَلامة من يَلوم
وَراحوا بعد للتَوديع لما / قضوا تفثا هناك وَلَم يقيموا
وَعادوا راحلين إِلى حَبيب / لَه العَلياء وَالحسب الصَميم
هُوَ القَمَر المضىء لكل سار / وَملته الصراط المُستَقيم
رَسول اللَه أَشرف من يصلى / وَمَن يَتلوا الكتاب ومن يَصوم
محمد الأَمين حَبيب رَبي / عَريض الجاه نائله عَميم
بَشير منذر قمر منير / أَخو صفح عَن الجاني حَليم
أَناف بفخره حسبا وَمَجدا / وَفرعا زاد ذاكَ الفخر خيم
جعلتك يا رَسول اللَه مالي / وَمأمولي اذا حضر الغَريم
وَسيرت الجِبال باذن رَبي / وَجاء الحق واجتمع الخصوم
فَقُم يَومَ القيامَة بي فَإنّي / لِنَفسي يا ابن آمنة ظلوم
أَلَست ابن العَواتك من قريش / لَك التَبجيل وَالشَرَف القَديم
لَك الخلق الَّذي وسع البَرايا / وَحق لمثلك الخلق العَظيم
لَك التَنزيل معجزة وَفَخرا / نسخن به الشَرائع وَالعلوم
لَك القمر المُنير انشق طوعا / وَحق الجذع واخضر الهَشيم
وَمنطق ظبية وَخطاب ضب / وَفي الرمضاء ظللت الغيوم
وَقَد ناداك سم العضو صَوتا / أغيرك من تكلمه السموم
وَأَنتَ حيابه تحيا البَرايا / وَتَنتَعِش الارامل وَاليَتيم
فَيا كنز العديم أقل عثارى / فاني عبدك الفلس العَديم
أَضعت العمر لا عمل رَضى / أَفوز به وَلا قَلب سَليم
أَبارز بالقَبائح من يَراني / وأخفى الذنب وَهوَ بِهِ عَليم
وَمالي يا رَسول اللَه ذخر / أَلوذ به سواك وَلا كَريم
فحط عَبد الرَحيم ومن يَليه / فأَنتَ بكل مطرح رَحيم
وَكن يد نصرَتي وأَمان خَوفي / وَبلغني بجاهك ما أَروم
عَلَيك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو سرت النجوم
صَلاة تبلغ المأمول منها / صحابتك المهذبة القروم
أرى بَرق الغوير اذا تراءى
أرى بَرق الغوير اذا تراءى / بأقصى الشام زوّدني بكاء
وَما عبر الصبا النجدى الا / ليمطر ناظريّ دما وَماء
تقسمني الهَوى العذرى هما / وَسقما لا أَرى لهما دواء
وامرضني الطَبيب فَيا لِقَومي / طَبيب زادَني بدواه داء
فما للعاذلين وَطول عذلي / جعلت لمن احبهم فداء
اكاتم عنهم عبرات وَجدي / واختلق السلو لهم رداء
مضت ايام جيرتنا بنجد / فأصبح كل ما وهبت هباء
أمنكري الآخاء بغير جرم / علام وَفيم تنكرني الاخاء
فَدَعني وَالَّذين ارى حَياتي / وَمَوتي بعدما رَحَلوا سواء
بحقك هَل سألت حلول نجد / أَلَم يجدوا لفرقتنا التقاء
وَهَل لَك بالخبا المَضروب علم / فتعلمني بمن ضرب الخباء
بَقيت اسائل الركبان عمن / أَقام بذي الاراك ومن تنآى
وَفي اكناف طيبة هاشمي / تصرفه السَماحَة حيث شاء
امام المرسلين وَمنتقاهم / حوى الخَيرات ختما واِبتداء
تناهى فخر كل اخى فخار / وان تَلقى لمفخره انتهاء
كفته كَرامة المعراج فَضلا / بها في القرب ساد الانبياء
سَرى من مكة ببراق عز / لا قصى مسجد وَعلا السَماء
مفتحة لَهُ الابواب منها / يجاوزها الى العرش اِرتقاء
فسر به المَلائكة ابتهاجا / وَصلى خلفه الرسل اقتداء
وَكلم ربه من قاب قوس / وألهم في تحيته الثناء
فَقالَ اللَه عز وَجل سلني / فلست أَشاء الا أَن تَشاء
خَزائن رَحمَتي لك فاقض فيها / بحكمك لست امنعك العَطاء
وَشفعه الاله بكل عاص / وكل مقصر يَخشى الجَزاء
وَشرفه عَلى الثقلين قدرا / وحقق في المعاد له الجَزاء
نَبي ما رأته الشمس الا / وَكلت من محاسنه حَياء
عَظيم ان تواضع عَن علو / كَبير ليس يَرضى الكبرياء
حَوى جمل الكلام فَقالَ صدقا / واحسن في السؤال وَما اساء
اياد بدينه الاديان حقا / وَكانَت قبل زورا وافتراء
زمام صوافن شهدت مغاز / وحدّ صوارم قطرت دماء
وَسيد سادة في كل ثغر / يروى البيض والاسل الظماء
فَلا برح الغمام يَصوب ارضا / دفنا الجود فيها والسخاء
وَذَلك خير من حملته ام / ومن لبس العمامة وَالرداء
انح بجنابه الانضاء وابذل / لزائره المودة وَالصَفاء
وَقل للركب ان هجَعوا فاني / ارى برق الغوير اذا تَرآى
اما جبريل روح اللَه وجدا / بمن تحت الكَسا ورد الكساء
نحن لذكره طربا وَشَوقا / فتحسبنا تَساقينا الطلاء
وَمالي لا احن إِلى حَبيب / ثملت براح مدحته اِنتشاء
رَسول اللَه اعلى الناس قدرا / واكرمهم وارحمهم فَناء
من اختار الوَسيلَة في المَعالي / ومن اوتى الوَسيلة وَاللواء
شَفيع المذنبين أَقل عثارى / فانك خير من سمع النداء
دَعوتك بعدَما عظمت ذنوبي / وَضاعَ العمر فاستجب الدعاء
ومن لي ان ازورك بعد بعد / صباحا يا محمد أَو مساء
والثم تربة نفحت عَبيرا / وانظر قبة ملئت ضياء
وان كنت المصر عَلى المَعاصي / فكن للداء من ذَنبي دواء
وَهب لي منك في الدارين فضلا / واوردني من الحوض ارتواء
وَصل عَبد الرَحيم ومن يَليه / بحبل الانس واكفهم البلاء
جَزاكَ اللَه عنا كل خَير / وَزادك يا ابن آمنة سناء
عَلَيك صَلاة ربك ما تَبارَت / صبا نجد نَسيما أَو رَخاء
وَلا برحت تَحياتي تحيى / صحابتك الكِرام الاتقياء
أَراني ما ذكرت لك الفراقا
أَراني ما ذكرت لك الفراقا / وَدمعك واقف الاهراقا
بلحظك لا هجرت وأى لحظ / أَراقَ دمي وأي دم أَراقا
لَقَد طالَ المَطال عَلى لولا / خَيالك زارَ مَضجَعي اِستراقا
وَما شيء بأعظم من جسوم / مفرقة وأَرواح تلاقى
فَكَم سمح الهوى بدمي وَدَمعي / وَكلفني بكم وَلَها وشاقا
وأمرضني وأضرم نار وَجدي / وَذلك مذهب الحب اِتفاقا
وَلَو كانَ الهَوى العذرى عَدلا / لحمل كل قب ما أَطاقا
اذا هب الصبا النجدى وَهنا / بريح الرند أَطربني اِنتشاقا
وَلَم أَهو الكَثيب وَساكنيه / وَلا مصر الخَصيب وَلا العراقا
وَلا شوقي لكاظمة وَلكن / الى من ساد أمته وفاقا
محمد المخصص باسم أَحمد / من المَحمود كانَ له اِشتقاقا
امام المرسلين وَمنتقاهم / وأكرمهم وأطهرهم نطاقا
نبيّ أنزل الرحمن فيه / تَبارك وَالضحى والانشقاقا
كِتابا ذا صراط مُستَقيم / مبين لا اِفتراء وَلا اختلاقا
فَلا برح الغمام يجود أَرضا / نَرى لضياء قبتها ائتلاقا
بِها شمس تفوق الشمس نورا / وَبدر يلبس البدر المحاقا
هُوَ الكرم الَّذي مَلأَ البَرايا / هوَ العلم الَّذي ركب البراقا
نبيّ لَم يَزَل يَسمو علوّا / الى أَن جاوزَ السبغ الطباقا
نضاه اللَه للاسلام سَيفا / أَزال به الضَلالة وَالنِفاقا
فَكانَ لاهل دين اللَه عزا / وَللهيجاء حين تَقوم ساقا
أَباد المُشركين بكل ثغر / وَقاد الخيل شاذبة وَساقا
وَفرّق شوكة الفرق الطَواغي / وأروى منهم القَضب الرقاقا
وأقدم وَالصوافن صافنات / وَقَد ضرب العجاج لها رواقا
وَعادَت شامخات الكفر وهدا / وَمشى فوقه الخيل العتاقا
وَمن عَلى الاساري يوم بدر / وَفادى بعد ما شد الوثاقا
وعم الخلق مكرمة وَجودا / فَلما جا فارق ما أَذاقا
أَتَقبل يا محمد عذر عبد / يحن اليك من برع اِشتياقا
حججت وَلَم أَزرك لسوء حَظي / وَعبد السوء يَعتاد الاباقا
ومن لي أَن أسلم مِن قَريب / وألتَثم التراب وَلَو فواقا
وأنظر قبة ملئت جَمالا / وأشبع من جوانبها عناقا
أَتاكَ الزائِرون من النَواحي / يحثون السوابق وَالنياقا
وَعاقتني ذنوبي عنك فاِعلَم / بأن الذنب أَوقفني وَعاقا
فصل عَبد الرَحيم بحبل جود / تعمّ به الاحبة وَالرفاقا
أَتَيتك سَيدي بالعذر فاعطف / عَلى اذا الفَضاء عليّ ضاقا
قصرت خَطاي عنك من الخَطايا / وَذَنبي لَم أطق معه انطلاقا
فكن ظلي غَدا وَشَفيع ذَنبي / وَحوضك فاسقني منه دهاقا
وآنس بالقبول غَريب لَفظي / وَنفس عَن مؤلفه الخناقا
فَقَد ملكتني الاوزار عَبدا / وَلكني رجوت بك العتاقا
وَكَيفَ يَخاف لفح النار مِثلي / وَجار حماك لم يخف اِحتراقا
عَليك صَلاة ربك ما تَبارَت / رياح الجوّ تَستَبِق استباقا
إذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء
إذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء / وان وعدوا فموعدهم هباء
وان أَرضيتهم غضبوا ملالا / وان أحسنت عشرتهم أَساؤا
فطب نفسا جعلت فداك عنهم / وَلا تَبكي فَما يغني البكاء
وَحاذر تَستَمع فيهم مَلاما / أَنا وَاللائمون لهم فداء
فضول صبابة وَنحول جسم / لعمرك ما عَلى هَذا بقاء
وَلا مسود قلبك من حديد / وَلا عَيناك دَمعهما دماء
ومن لك بالزيارة من حَبيب / حمته البيض والاسل الظماء
أصبح في لمى شفتيه خمرا / كأن مزاجها عسل وَماء
سقيم اللحظ أَورثني سقاما / وَفي شفتيه للسقم الشفاء
دَعاني للوداع فذبت وَحدا / فَهَل بعد لوداع لنا لقاء
اذا رحل الحَبيب فَما حَياتي / وَمَوتي بعده الاسواء
جعلت فداك ما العشاك الا / مَساكين قلوبهم هَواء
تزوّد للخطوب السود صبرا / فان الصبر ظلمته ضياء
وَخذ من كل من واخاك حذرا / فَهَذا الدهر لَيسَ له اخاء
وَلا تأنس بعهد من أناس / اذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء
وان عثرة بك الايام فانزل / بأَكرم من تظلله السماء
نبي هاشمي أَبطحي / شَمائله السماحة وَالوفاء
طَويل الباع ذو كرم وَصدق / نمته الاكرمون الاصدقاء
بِنَفسي من سَرى وَسما إِلى أَن / رأى حجب الجلال لها اِنطواء
وَناداه المُهَيمن يا حَبيبي / هلم لوصلنا ولك الهناء
فقل واشفع تَرى كرما وَمجدا / وَسل تعطى فَشيمَتنا العطاء
خَزائِن رَحمَتي وَنَعيم ملكي / بحكمك فاقض فيها ما تَشاء
لك الحوض المعين كرامة يا / محمد وَالشَفاعة وَاللواء
مقامك تقصر الاملاك عنه / وَفضلك لم تنله الانبياء
وَكَم لك في العلا من معجزات / وآيات بها سبق القضاء
اذا نسبوا المَكارِم وَالمَعالي / فأنت لها تمام واِبتداء
تزيد اذا اشمأز الدهر جودا / وَجودك لا يغيره الرياء
وَتخصب في السنين الغبر سوحا / وَتَصفو كلما كدر الصفاء
اذا الفخر انتهى شرفا فَحاشا / وَكلا ما لمفخرك انتهاء
وَمن يحصى مَكارمك اللَواتي / لَها في كل مرتبة سناء
أحب يا ابن العَواتك صوت عبد / أَسير الذَنب فيه لك الوَلاء
من النيابَتين دعاك لما / تَولى العمر وانقطع الرَجاء
مدحتك مذ وجدتك لي رَبيعا / فَلي منك النَدى وَلك الثَناء
تداركني بجاهك من نوب / وأوزار يَضيق بها الفَضاء
ومن لي ملجأ في كل حال / فَلَيسَ الى سواك لي التجاء
وقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / لهم في ريف رأفتنا جزاء
فان أَكرمتنا دنيا وأخرى / فَلَيسَ البحر تنقصه الدلاء
عليك صَلاة ربك ما تَبارَت / نجوم الجوأ وعصفت رخاء
صَلاة تبلغ المأمول فيها / صحابتك الكِرام الاتقياء
سمعت سويجع الاثلاث غنى
سمعت سويجع الاثلاث غنى / عَلى مَطلولة العذبات غنا
أَجابته مغردة بنجد / وَثنت بالاجابة حين ثنى
وَبرق الابرقين أطار نَومي / واحرمني طروق الطيف وَهنا
وَذكرني الصبا النجدي عيشا / بذات البان ما أَمرا واهنا
ذكرت احبتي وَديار أنسي / وَراجعت الزَمان بهم فضنا
وَكادَ القَلب أَن يَسلو فَلما / تذكر أبرق الحنان حنا
ترفق بي فديتك يا رَفيقي / فَما عين سويهرة كوسنا
وَقف بي في الطلول وَفي المَغاني / لا ندب يا فَتى طللا وَمغنى
لعل النوح يطفىء نار قلب / يقلبه الجوى ظَهرا وَبطنا
أَعيذك ما بليت به فاني / عَلى أثر الفَريق شج معنى
أشارك في الصبابة كل صب / اذا ما اللَيل جن عليه جنا
وَلَو بسط الهَوى العذرى عذري / لما قاسيت سنة قيس لبنى
ولعت بجيرة الشعب اليَماني / وَلَو عازادني كمدا وَحزنا
أَكاتبهم وَقَد بعدوا بدمع / فَرادى في محاجره وَمثني
فَلا أَدري أهم ملكوا فؤادي / بعقد البيع أَم قبضوء رهنا
ثملت بهم وَما خامرت خمرا / معتقة وَلا ذانيت دنا
تأن وَلا تضق بالامر ذرعا / فَكَم بالنجح يظفر من تأني
وَلا تمدد يدا بسؤال ذل / الى غير الَّذي أغنى واقني
فبالاقدار يرزق غير عان / بِلا سعي وَيحرم من تعنى
وَلَم يفت الغَني بالعجز حظ / وَلا بالحزم يدرك ما تمنى
فان تر ما تَرى مني فاني / لهجت بمنصب الحسن المثنى
لسان يَنتَقي زبد المَعاني / فتودعهن شمس الكون ضمنا
وَمدح محمد غرضي وَغيري / اذا غنى حَكى الرشأ الاغنا
رَعى اللَه الحِجاز وَساكنييه / وامطره العَريض المرجحنا
وأخصب روضة ملئت وَفاء / وَمرحمة واحسانا وَحسنا
وَقبرا فيه من ملأ النَواحي / هدى وَندى وايمانا وَيمنا
امام المرسلين وَمتقاهم / وأكثر غيمهم طلا وَمزنا
واسرعهم عَلى المَلهوف عطفا / واسمعهم لداعي الخير أذزا
وَخير مغارس الاكوان أَصلا / وأَطيب منشأ وأتم غصنا
نمته دوحة قرشية من / فواتحها ثمار الخير تجنى
أَتى وَالجاهلية في ظلال / وَكفر تعبد الحجر الاصنا
وَتأكل ميتة وَدما وَتَسطو / عَلى موؤدة الاطفال دفنا
فَجاء بملة الاسلام يَتلو / مثانى في الصَلاة الخمس تثنى
وَبدلهم بجور الشرك عدلا / وَبالخَوف الَّذي يجدون أمنا
لَقَد خصرت بفرقته قريش / وَكان لهم لو اِعتَمَدوه ركنا
دَعاهم واعظام فعموا وَصَموا / فاِعقب وعظهم ضربا وَطَعنا
وأَمضى الحكم في القَتلى برازا / وَفي الاسرى مَفاداة وَمنا
وأنزل باغضيه من الصياصي / وَلَم يترك له في الارض قرنا
غدا متقلدا سيفا صَقيلا / وَمعتقلا أصم الكعب لدنا
وَصابحهم وَرواحهم بأسد / عَلى جرد طحن الارض طحنا
فَكَم رفعت لهم همم العَوالي / مَراتب في عراص النجم تبنى
وَكَم لِلهاشمي محمد من / فَضائِل عمت الاقصى والادنى
وَلَو وزنت به عرب وَعجَم / جعلت فداه ما بلغوه وزنا
مني ذكر الحَبيب فذ احبيب / عليه اللَه في التَوراة أَثنى
وَبشرنا المَسيح به رَسولا / وَحقق وَصفه وَسما وكنى
وان ذكر وانجىّ الطور فاذكر / نجيّ العرش مفتَقرا لتغنى
فان اللَه كلم ذاك وَحيا / وَكلم ذا مشافهة وأدنى
وَموسى خر مغشيا عليه / وَأَحمَد لَم يكن ليَضيق ذهنا
وَلَو قابلت لفظة لن تَراني / بما كذب الفؤاد فهمت معنى
وان بك خاطب الاموات عيسى / فاز الجذع حن لذا وأَنا
وَسلمت الجماد عليه نطقا / فاني يَستَوي الفتيان أَنى
وان وَصَفوا سليمان بملك / فَذاكره الكنوز وَقَد عرضنا
وَطحا مكة ذهبا أَباها / ببيد الملك وَاللذات تفنى
وَقَد دروع داود لبواس / تَكون من التباس البأس حصنا
وَدرع محمد القرآن لما / تَلا وَاللَه يعصمك اطمأنا
واهلك قومه في الارض نوح / بدعوة لا تذر أَحَدا فافني
وَدعوة أحمد رَبِ اِهدي قَومي / فهم لا يَعلَمون كما علمنا
وَقَد كانَ ابن آمنة نَبيا / وآدم لَم يكن حمأ مسنا
وَتحت لوائه للرسل ظل / غدا يوم الجبال تَكون عهنا
وَكل المرسلين يَقول نَفسي / وَأَحمَد أَمتى انسا وَجنا
شَفيع المذنبين تول نَصري / اذا ما الدهر لي قَلب المجنا
وَصل بالانس حبل رجاء جاف / بَعيد الدار يطلب منك اذنا
فعجل بافتقادك لي فاني / ضعفت جوار حار وَكبرت سنا
حججت وَلَم أَزرك فَلَيتَ شعري / مَتى بمزارك الجافي يهنا
وَثم صويحب يَرجوك مِثلي / بعادك عنه أَمرضه وأضنى
يَكادَ يَذوب ان ذكروك شوقا / اليك فَهَل بجاهك منك يدنى
عَسى عطف عسى فرج قَريب / فَقَد وصل الاحبة واِنقطعنا
فشرفنا بوطء تراب أَرض / بزورتها يحط الوزر عنا
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يوم الخلود يحل عدنا
وَيَوم العرض ان سألوك عَني / فقل عدوه منا فَهو منا
وَقم بِجَميع اخواني وَصحبي / وَعم أَبا من الانساب وابنا
فَما خسر أمرؤ يَرجوك نجما / لمطلبه وَيحسن فيك ظنا
وكل الانبياء بدور هدى / وَأَنتَ الشَمس أَشرقهم وأسنى
وَهم شخص الكمال وأَنتَ روح / وَهم يسرى يديك وَأَنتَ يمنى
عَليك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو غصن تثنى
رِفاقي الظاعنين مَتى الورود
رِفاقي الظاعنين مَتى الورود / وَذياك العذيب وَذا ورود
فعو حَوابي علي آثار لَيلى / فَم يَدري الغعَريب مَتى يَعود
وَزوروا شعبها فَعَلى فؤادي / وَقَلبي من نسيمه برود
رِفاقي الظاعنين تَرَفقوا بي / فَقَلبي في هَوى لَيلى عَميد
أَعيدوا لي لاحَديث بذكر لَيلى / أَعيدوه فديتكم أَعيدوا
مررت عَلى بقية ربع لَيلى / فَساعد لَوعَتي دمع يحود
وَحيت الطلول فَلَم تحبنى / وَكَيفَ تجيبني سفع ركود
نأت وَتَباعَدَت لَيلى وَعزت / عَلى وَما تَباعَدَت العهود
رَعى اللَه الزَمان زَمان لَيلى / وَلا رَعى التفرق وَالصدود
فَما أَحلى هَواها في فؤادي / وان بخلت عَلى بما اريد
جَرى قلم السَعادة باسم لَيلى / فَطابَ بذكرها عيشي الرَغيد
فَكَيفَ يَلومني في حب لَيلى / خلىّ القَلب أَدمعه جمود
وان فَتى رمته جفون لَيلى / وَماتَ عَلى الفِراش هوَ الشَهيد
وان فَتى يمرّ بارض لَيلى / وَيَلثَم حيث موطئها سعيد
نعم بلى الزَمان وَحب لَيلى / جَديد لَيسَ يبليه الجَديد
وَقفت عشية ببلاد لَيلى / وَبت وأَدمعي در نضيد
وَنهنهت الغَرام فيجتَني / سواجع في الأراك لَها نَشيد
لحى اللَه الزَمان فَقَد بَلاني / بصبر ناقص وَحوى يزيد
يفيد صَنيعة وَيفيت أحرى / وَيمتح نعمة وَلَها حسود
وَما قدر الزَمان وَفي قعار / غمام فيضه كرم وجود
نلم بقبر سيدنا النَهارى / فَتَبيض المَطالب وَهي سود
جِناب جَلالة وَبَبيع بر / ربت في ريف وأفته الوفود
فَيا طَرَب النفوس إِلى صعيد / يكفر ذنبها ذاكَ الصعيد
صَعيد تظهر البركات منه / وَتَطلع في جوانبه السعود
فمن دار السَلام له نَسيم / ومن نور الجَلال له عمود
به الكَرَم الَّذي يغنى وَيقنى / وَلا عرض لديه وَلا نقود
لَدى ملك يقل الملك عنه / وَتَحتقر العَساكر وَالجنود
سما فاِستَخدم الاشياء فيما / يَشاء ولا لماء وَلا عَبيد
فَتى غرس المحامد واجتَناها / فَضائِل لَيسَ يحصرها عَديد
محمد بافتى عمر بن موسى / أَضام وَأَنتَ لي ركن شَديد
يواعدني العدوّ بغير جرم / أَتَعجَز أَن يحل به الوَعيد
أَما ترني لاطفال صغار / أَبوهم من محلتهم طَريد
يمر العيد بالصبيان لَهوا / وَلَيسَ لهم مَع الصبيان عيد
فأين مَكارِم الاخلاق يامن / ببهجة وَجهة ابتهج الوجود
فثم بواعث بعثت غَرامي / وَأَهوال يشيب لَها الوَليد
وَما جسمي عَلى الحدثان صخر / وَلا قَلبي عَلى البَلوى حَديد
فَكن يد نصرتي وَجناب عزي / اذا ما جار جبار عَنيد
وَقل للمُعتَدين عَلى بعدا / لمدين مثل ما بعدت ثمود
فَلا عدد وَلا مَدَد يقيهم / وَلا مصر وَلا قصر مشيد
وأَنتَ المُستَعان لكل خطب / وَما يبدي الزَمان وَما يعيد
وَسَيفك في النَوائِب غير ناب / وَسهمك ماء مورده الوَريد
اذا عَبد الرَحيم دَعاكَ يَوما / عَلى بعد فقل حضر البَعيد
حَماكَ اليَوم لي وَلمن يَليني / وَيشملنا غَدا معك الخلود
بقيت لملة الاسلام نورا / تضىء بك التَهائم وَالنجود
وَحيا أَرضا اِشتملتك غيث / يسبح في جوانبه الرعود
وَصلى ذو الجَلال عَلى نَبي / به منشى المَدائح مُستَفيد
خَيال سعد أسعف بالمزار
خَيال سعد أسعف بالمزار / فَزار من الغوير بلا ازورار
سَرى تهديه نسمة ريح نجد / جعلت فداه من سار وَساري
سَرى من أبرق العلمين وَهنا / خَفي الشخص مأمون الاثار
ألم بمضجَعي نفظرت منه / بما ظفر الفرزدق من نوار
تنمّ به رياح المسك عرفا / وَشمس الحسن من خلف الخمار
بِنَفسي من علقت به غَراما / فبعت القلب منه بلا خيار
أَذوب صبابة وأحن وَجدا / اليه يَفيض أَجفان غزار
عَسى علم عن العلمين أوعن / وَسيمات المَحاسن من نزار
فبين البان والاثلات ربع / لظبي الانس لا ظبي الصحاري
تسفهني العَواذِل فيه جهلا / وَما عذري سوى خلق العذار
أخى سر منهجي واصبر كَصَبري / لشرب الملح أَو رعي المرار
فاني قد مشيت بكل فج / وَقاسيت الملمات الطواري
وَذقت مَرارة التَجريب حَتّى / تبينت النحاس من النضار
فخل معاشرات الناس تسلم / وَعاملهم بحلم واِصطبار
وان ضاق الخناق عليك فانزل / بسيدنا ابن سيدنا النَهاري
كَريم تعلق الآمال منه / بعز الجار مَحمود الجوار
امام قائم بالحق ساع / بنصح الخلق بحر الاعتبار
عماد المتقين وَمنتقاهم / وَقطب الدين مرتفع الفخار
هو العلم المَلىء بكل علم / هو البحر المحيط عَلى البحار
هُوَ النجم المضيء لكل سار / هُوَ القمر المنزه عَن سرار
مَلاذ مؤمل وَغياث راج / وَغاية مصلب وَغَني افتقار
وَسيف في يَمين اللَه يَقفو / بهمته طَريقة ذي الفقار
ربت في ريف رأفته البرايا / وَطيرا الجوبل وحش القفار
نما من دوحة فيها تَسامَت / فروع الدين ثابتة النحار
وَجيه لَو جه ذو كرم عَريض / وَذو صفح تَراه عَلى اِقتدار
وَشمس علاه لَيسَ لها أفول / وَزند نده في الازمات وارى
يَلوذ بجاهه من خاف ظلما / فَيَلقاه قَريب الانتصار
غمام المكرمات لكل راج / وَثملان السَكينة وَالوقار
وأسرع من يجاب له دعاء / اذا رمق السماء بلا اِفتخار
يَرى بطلائع الانوار مالا / تَراه العين سرا كالجهار
وَكل الكون دون حياط قاف / بمرأى منه متضح المنار
لَقَد شرف الوجود بنور احيا / مَوات الدين مشتهر الشعار
قَصير لوعد وافى لعهد جاوي / مَقاليد الهدى عف الازار
لدنى العلوم يجيب عنه / لسان حَقيقة الحبر الحواري
أَجبني يا فَتى عمر بن موسى / أَقلني يا محمد من عثارى
فَكَم لك من يد وَرَهين جود / وَمَولى نعمة وَعتيق نار
سمى أَبيك جارك فيكما لي / ظنون حماية وَجوار جار
فَقَوما بي وَقَولا أَنتَ منا / اذا النيران طائرة الشرار
فَكَم أَنقذتما بهداكما من / شفا جرف من النيران هارى
وان مكرت بي الاعداء ظلما / فَكونا نصرتي وَخذا بثاري
وان خفت الذنوب فبشراني / بعقبي الدار في دار القرار
وَها هي من لسان مهاجري / أَجازَ بها عَلى بعد الديار
ليلقى راحة الدارين فيها / وَيعطى الامن في اَهل ودار
وَجاد ثراكما في كل حين / غزيرات الغوادي وَالسَواري
وَباتَت كل والفة وَظلت / عَلى الحرم المعظم في قعار
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي / قبح منك شبت وأَنتَ صابي
تظل تغازل الغزلان لهوا / وَتكثر ذكر زينب وَالرباب
وَتَلبس للبطالة كل ثوب / وَتنسى ما يسوّد في الكتاب
وَقَد بدلت معد قواك ضعفا / وَدل الشيب منك عَلى التباب
فخذ زادا يَكون به بَلاغ / وَتب فَلَعَل فوزك في المتاب
وأجمع لِلرَحيل وَلا تعول / عَلى دار اِغترار واغتراب
فَخير الناس عبد قال صدقا / وَقدم صالحا قبل الذهاب
وَراقب ربه وَعصى هواه / وحاسب نفسه قبل الحساب
خَليليّ اربعا بربوع نجد / تجدد عهد معهدها الخراب
وَننزل منزل الخلان منها / وَنَروي من مناهلها العذاب
مآثر خيرتي وَديار أنسى / وَمألف كل عيش مستطاب
سقى شعب الاراك وَما يَليه / من الاقطار منسجم السحاب
وَروّى روضة العلمين حَتّى / تناهى الري مخضر الروابي
يناغى الشمس منها در طلى / بربك النور بسفر بالتهاب
كأن فَواتح الازهار منها / خَلائق سيدي عمر العرابي
أَما نوره ملأ النواحي / وأوضح هديه سبل الصواب
بعز مكانة وَيجل قَدرا / برفعة منصب زاكي النصاب
وَيكبر أَن يخاطب أَو يسمى / بسر السر أولب اللباب
كَرامات له وَمكاشفات / فشت في الكون بالعجب العجاب
فراسة مؤمن بحضور قَلب / يشاهد في اِبتعاد واقتراب
وَغوث يُستَغاث به وَسيف / يَصول عَلى النوائب غير نابي
وَبدر يستضاء به وَبحر / من الخَيرات ملتطم العباب
وأمة امة عملا وَعلما / نَقي العرض عَن عار وَعاب
نَلوذ به إِلى جمل منيف / جوانبه محصنة الهضاب
وَنَستَسقي الغمام اذا جدبنا / بَدعوته وَنفتح كل باب
وَنستعدي به وَبتابعيه / عَلى الاعداء في النوب الصعاب
فان لسره خضعت وَذلت / رقاب العجم وَالعرب الصلاب
ومن شرف الولاية أَن هَذا / لسان اولى الحقائق في الخطاب
يخاطب خصمها وَيجيب عنها / اذا اِفتقر السؤال إِلى جواب
وَيَكسو المذهب السنى حسنا / وَينشر ظل رايته العقاب
وَيبنى دون دين اللَه سورا / بيوت علا مسامية القباب
لَقَد شرف الزَمان به واضحت / وجوه الخير سافرة النقاب
توافيه الوفود بحسن ظن / فَترجع غير خائبة الركاب
وَتَرعى ريف رأفته البرايا / فتنعم في خلائقه الرحاب
وَعز حماه ملجأ كل راج / وَشعب نداه مجتمع الشعاب
فَيا مَولاي قربني نجيا / وأكرمني بأنعمك الرغاب
فَلَم أَسألك ديناراً ودارا / وَلا ثوبا سوى ثوب الثواب
فقد وافيت بحرك وَهو طام / وَغيري غره لمع السراب
وَجئتك زائرا بغريب مدح / حواشيه أرق من العتاب
وأشهى من فكاهة بنت عشر / وَتَقبيل المعسلة الرضاب
تغادر أنفس الاحبار سكرى / بكاس المدح لا كاس الشَراب
فصل حَبلي بحبلك واِصطَنعني / فَكَم لك من صَنائِع في الرقاب
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يَرجو غدا كرم المآب
وَقض حَوائجي فَعَساك تَجزي / بمغفرة واجر واِحتساب
لا درك منك في الدنيا والاخرى / نَصيبي من دعاء مستجاب
بقيت لملة الاسلام نورا / وَجيه الوجه محترم الجناب
وَدمت مكرّما بعلو قدر / وَبورك في صحابك من صحاب
وَصلى اللَه لمحه كل طرف / تخص الدر من صدف التراب
محمدا الَّذي فضل البَرايا / وفاق المرسلين بقرب قاب
وآل الهاشمي وَتابعيه / غوث رغائب وَليوث غاب