القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُرَعي الكل
المجموع : 11
مقيل العاثرين أَقل عثارى
مقيل العاثرين أَقل عثارى / وَخذلي من بَني زمني بثاري
وَجملتي بعافية وَعَفو / من الأَمراض وَالعلل الطواري
فغم البَلغَم اِستَوفى نَعيمي / وَمقدم ام ملدم لفح نار
اذاب حَماؤُها لَحمي وَعَظمي / وَلست من الحَديد وَلا الحجار
فَيا فردا بلا ثان اجرني / بعز علاك من ثان ودار
وَلا تشمت بي الاعداء وانظر / اليّ برحمة نظر اختيار
فَقَد هَتَكوا حماى وعاندوني / على نعم تدر عَلى دِياري
وان تضرري وَعناي منهم / نظير تذللي لك واِفتِقاري
فان يخسر بسوقهم اتجاري / ففضلك سوق أَرباح التجاري
وان يك عقنى صحبي وَجاري / فَجودك بالَّذي أَرجوه جاري
واني بعت حين عرفت دَهري / خيار بَني الزَمان بلا خيار
لانهم ذياب في ثياب / فَيالي من شرار في شرار
فَكَم لحم شووه بغير نار / وعرض مزقوه بلا شغار
وَكَم نَصَبوا العداوَةَ لي بكيد / فكادوا يهدمون به جدار
فَهَل لَك يا خَفي اللطف لطف / يعود عَلى اِحتسابي واِصطِباري
فأَتَت بنيتها سبعا شِدادا / يغرين جوّها شهب سواري
وَمهدت الأَراضي من نجود / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَسخرت البحار السبع نجرى / بها الأَفلاك من غادو ساري
وانشأت السحاب وَلا سَحاب / واذريت الرياح وَلا ذراري
جعلت الشمس خلف البدر تَسعى / كَسعي اللَيل في طرف النهار
وَتَعلم كل خائنة وَتَدري / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَتمسك في الهَواء الطير بسطا / وَقبضا في رواح واِبتِكاري
وَتكفل كل وحش في البَراري / وَترزق كل حوت في البحار
وَكَم من نعمة غذَت البرايا / يَراها من محل الخلق باري
كَريم منعم بر روف / مقيل العاثرين من العثار
الهى عافنى واصح جِسمي / وَصل واقبل برحمتك اِعتِذاري
وَطهر قالبي وَتغش قَلبي / بانوار السَكينة والوقار
وان كررت مشلتي فكلني / إِلى كرم يَفيض بلا انحصار
فتحت يدى أَطفال صغار / فهبني للأَطفال الصِغار
أُجاهِد فيك محتسبا عليهم / وأبذل فيك جُهدي واِقتِداري
وَتَيسير الامور عليك دونى / ففرج هم عسرى باليَسار
ومن على يوم الكتب تقرا / وَتعطى باليَمين وَباليَسار
وَعافَ أَبو السعود أَخص صحبي / من الجرح الَّذي يصلى بنار
وكن لِدَخيل علته طَبيبا / بِلا نار وَلا طول اِنتظار
فانك ان لطفت به تعافى / وَعاد بلطف صنعك وَهُوَ باري
وَقل عَبد الرَحيم وَمن يَليه / من المحن العَظيمة في جواري
وَصل عَلى النَبي وتابعيه / وعترته الخيار بَني الخيار
فمدح محمد شرفي وَعزى / وَجاهى في العَشائِر واِفتِخاري
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب / وَأَرجوه رجاء لا يخيب
واسأله السَلامة من زَمان / بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجَتي في كل حال / الى من تطمئن به القلوب
وَلا أَرجو سواه اذا دهاني / زَمان الجور وَالجار المريب
فَكَم لِلَّه من تَدبير أَمر / طوته عَن المشاهدة الغيوب
وَكَم في الغَيب مِن تَيسير عسر / وَمن تفريج نائية تنوب
وَمن كرم ومن لطف خفي / وَمن فرج تزول به الكروب
وَمالي غير باب اللَه باب / وَلا مولى سواه وَلا حَبيب
كَريم منعم برّ لَطيف / جَميل الستر للداعي مجيب
حَليم لا يعاجل بالخَطايا / رَحيم غيم رحمته يصوب
فَيا مَلِك المُلوك أَقل عثارى / فانى عنك أنأتني الذنوب
وأمرضنى الهوى لهوان حظي / وَلكن لَيسَ غيرك لي طَبيب
وَعاندني الزَمان وقل صبري / وَضاق بعبدك البلد الرَحيب
فآمن روعَتي واكبت حسودى / يعاملني الصَداقة وَهوَ ذيب
وَعد النائبات الى عدوى / فان النائبات لها نيوب
وآنسنى باولادي وَأَهلي / فَقَد يَستَوحش الرجل الغَريب
وَلي شجن باطفال صغار / أَكادَ اذا ذكرتهم أذوب
وَلكني نبذت زمام أَمري / لمن تدبيره فيه عَجيب
هُوَ الرَحمن حولى واِعتصامي / به واليه مبتهلا أَنيب
الهى أَنتَ تَعلَم كَيفَ حالي / فَهَل يا سَيدي فرج قَريب
وَكَم متملق يَخفى عنادا / وَأَنتَ عَلى سريرته رَقيب
وَحافر حفرة لي هار فيها / وَسهم البغى يدرك من يصيب
وَممتنع القوى مستضعف بي / قصمت قواه عني يا حسيب
وَذي عصبية بالمكر يَسعى / الى سعى به يوم عصيب
فَيا ديات يوم الدين فرج / هموما في الفؤاد لها دَبيب
وَصل حبلي بحبل رضاك وانظر / إِلى وتب عَلى عسى أَتوب
وَراع حمايتي وَتول نصري / وَشد عراى ان عرت الخطوب
وافن عداي واقرن نجم حظي / بسعد ما لطالعه غروب
والهمني لذكرك طول عمري / فان بذكرك الدنيا تطيب
وَقل عبد الرَحيم ومن يَليه / لهم في ريف رأفتنا نصيب
فَظَني فيك يا سندى جَميل / وَمَرعى ذود آمالي خصيب
وَصل عَلى النَبي وآله ما / ترنم في الاراك العَندَليب
كلفت بكم فَفاضَ دَمي دُموعا
كلفت بكم فَفاضَ دَمي دُموعا / وَبت سمير من هجر الهموعا
رحلتم ذات ذاك البين عَني / فَها أَنا بعد كَم أَبكي الربوعا
وَمالي لا أَنوح عَلى طلول / أَطلت بأهلها وَبها الولوعا
وَفي يوم الربوع سلبت عَقلي / بنجد لا رعى اللَه الربوعا
وَكنت أحب أَن أخفي غَرامي / فَيأبى الدمع الا أَن يذيعا
فَكَيفَ بهائم يَرجو وِصالا / وَلَم يَكُن الزَمان له مُطيعا
لَقَد علم الفريق بانَ مِثلي / اذا ذكر الفراق لديه ريعا
يَطول وَراءَهم ظمئى وَجوعي / لفقد الاهل لاظمأ وَجوعا
وَيَنزع نحوهم قَلبي فمن لي / اذا لَم يَرحَموا قَلبا نزوعا
عَسى زَمن يَعود بأهل ودي / فَيأتي الانس انسانا هَلوعا
وَلَو كانَ الهوى العذرى عدلا / لقلدني بزورتهم صَنيعا
أصيحابي دعوا عبرات جفني / تجد بدرا فطببة فالبَقيعا
فان بها نبيا هاشميا / شكورا صابِرا برا خشوعا
وَقَوما جاهَدوا في اللَه حَتّى / سقوا أَعداءَه السم النَقيعا
أسود تفرق الهَيجاء منهم / اذا لَبِسوا دماءَهم دروعا
وان نهضت كتيبتهم لحي / كَثير الجَمع فرقت الجموعا
بكل فَتى يَخوض الهَول سعيا / إِلى الضَرب المبرح لا جَزوعا
فَكَم حملت عتاق الخيل منهم / أسودا تدهش الاسد الشَجيعا
وَكَم شجرت لهم فوق الهوادى / رماح تمنع الطير الوَقوعا
وَبيض في سَماء النقع بيض / تَرى لشموسها فيها طلوعا
اذا اشتعل الظباء لها ظننا / متون الخطيات لها شموعا
لَقَد صدعوا من العزى شعوبا / كَما شعبوا من التَقوى صدوعا
زمت بهم الصوافن كل ثغر / كأن لَها به مَرعى مريعا
فكَم غمر طَغى وَبَغى عليهم / فَبات مجندل الغبرا ضَجيعا
وَذي نظر سعى حَتّى رآهم / فخرّ لِهَول هيبتهم صَريعا
اذا سلوا سيوف الهند ظلت / رؤس المُشركين لَها ركوعا
مدحت أولئك المَلاء افتِخارا / فَصار بمدحهم زَمَني رَبيعا
فَصَلى ذو الجَلال عَلى نَبي ال / هدى وَعَلى صحابته جَميعا
بِهِ وَبهم علت رتبى لانى / طويت عَلى ودادهم الضلوعا
قرنت بعزهم ذلي وَحَسبي / لهم فوجدتهم حصنا مَنيعا
كلفت بهم من المحن اللَواتي / تشيب خطوبها الطفل الرَضيعا
مدحتك يا رَسول اللَه فخرا / وَتَشريفا وَلَم أَكُن البَديعا
أَلَست علوت عَن سبع طباق / يؤم ركابك الركن الرَفيعا
وَشرفك المُهَيمن بالتَداني / فأصبح كل ذي شرف وَضيعا
وَخصك بالشَفاعَة يوم تَعنو / وجوه الخلق لِلباري خضوعا
وَأَنتَ أَحق من يرجى بَصيرا / لنائبة ومن يدعى سَميعا
أَيا مَولاي ضاع العمر جَهلا / وَلست أَرى لفائته رجوعا
فخذ بِيَدي وَجدبا لعفو يا من / اذا نادَيته لبى سَريعا
وَقل عَبد الرَحيم غدا رَفيقي / وَما يَخشى رَفيقك أَن يَضيعا
وَعم بما تخصصني صحابي / وَحاشيتي وَأَصلي وَالفروعا
رجوذا جاه وجهك من ذنوب / ثقال تعجز الجلد الضَليعا
وَما قدر الذنوب وأَنتَ نورا / خلقت لكل ذي ذنب شَفيعا
وَكَيف يَضيق ذرعك من مرج / نداك الجم وَالجاه الوَسيعا
عَلَيكَ صَلاة ربك ما تَوَلَّت / نجوم الغرب تنتظر الطلوعا
أَفي نيابَتي برع تقيم
أَفي نيابَتي برع تقيم / وَقَد رحل الأَحِبَّة يا نَديم
وَمالك وَلتخلف عَن فَريق / مَتى رَحَلوا حللن بك الهُموم
طوت بهم المَراحِل في الفَيافي / قَلائص تذرع الفلوات كوم
فَلَمسان فسر ددثم مور / فَحَيران لهن به رَسيم
إِلى حرض الى خلب تراث / الى جازان جازَت وهيَ هيم
وَمرت في ربا ضمد وَصيبا / وَلؤلؤة وَغَوان تهيم
وَذهبان وَفي عمق وَحلى / تساورها المفاوز وَالرسوم
وَفي ببة وَفي كنفي قنوتا / سرت وَاللَيل منعكر بهيم
فَذوقة فالرياضة فاِستمرت / بجنب الحفر يطربها النَسيم
إِلى الميقات ظلت خائضات / غمار الآل يلحقها السموم
وَباتَت عند ما وردت اذا ما / تحن فَلا تَنام وَلا تنيم
وَفي أم القرى قرت عيون / عشية لاح زمزم وَالحَطيم
أَولاك الوفد وفد اللَه لاذوا / اليه بفقرهم وَهُوَ الكَريم
وَطافوا قادمين يبيت رب / فتم لهم طوافهم القدوم
وَبين المروتين سعوا سبوعا / لكي يمحوا شقاءهم النَعيم
وَقاموا في تَمام الحج فرضا / وَندبا طالبين رضا يدوم
وأدوا في المَشاهِد كل حق / وَما سَمعوا مَلامة من يَلوم
وَراحوا بعد للتَوديع لما / قضوا تفثا هناك وَلَم يقيموا
وَعادوا راحلين إِلى حَبيب / لَه العَلياء وَالحسب الصَميم
هُوَ القَمَر المضىء لكل سار / وَملته الصراط المُستَقيم
رَسول اللَه أَشرف من يصلى / وَمَن يَتلوا الكتاب ومن يَصوم
محمد الأَمين حَبيب رَبي / عَريض الجاه نائله عَميم
بَشير منذر قمر منير / أَخو صفح عَن الجاني حَليم
أَناف بفخره حسبا وَمَجدا / وَفرعا زاد ذاكَ الفخر خيم
جعلتك يا رَسول اللَه مالي / وَمأمولي اذا حضر الغَريم
وَسيرت الجِبال باذن رَبي / وَجاء الحق واجتمع الخصوم
فَقُم يَومَ القيامَة بي فَإنّي / لِنَفسي يا ابن آمنة ظلوم
أَلَست ابن العَواتك من قريش / لَك التَبجيل وَالشَرَف القَديم
لَك الخلق الَّذي وسع البَرايا / وَحق لمثلك الخلق العَظيم
لَك التَنزيل معجزة وَفَخرا / نسخن به الشَرائع وَالعلوم
لَك القمر المُنير انشق طوعا / وَحق الجذع واخضر الهَشيم
وَمنطق ظبية وَخطاب ضب / وَفي الرمضاء ظللت الغيوم
وَقَد ناداك سم العضو صَوتا / أغيرك من تكلمه السموم
وَأَنتَ حيابه تحيا البَرايا / وَتَنتَعِش الارامل وَاليَتيم
فَيا كنز العديم أقل عثارى / فاني عبدك الفلس العَديم
أَضعت العمر لا عمل رَضى / أَفوز به وَلا قَلب سَليم
أَبارز بالقَبائح من يَراني / وأخفى الذنب وَهوَ بِهِ عَليم
وَمالي يا رَسول اللَه ذخر / أَلوذ به سواك وَلا كَريم
فحط عَبد الرَحيم ومن يَليه / فأَنتَ بكل مطرح رَحيم
وَكن يد نصرَتي وأَمان خَوفي / وَبلغني بجاهك ما أَروم
عَلَيك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو سرت النجوم
صَلاة تبلغ المأمول منها / صحابتك المهذبة القروم
أرى بَرق الغوير اذا تراءى
أرى بَرق الغوير اذا تراءى / بأقصى الشام زوّدني بكاء
وَما عبر الصبا النجدى الا / ليمطر ناظريّ دما وَماء
تقسمني الهَوى العذرى هما / وَسقما لا أَرى لهما دواء
وامرضني الطَبيب فَيا لِقَومي / طَبيب زادَني بدواه داء
فما للعاذلين وَطول عذلي / جعلت لمن احبهم فداء
اكاتم عنهم عبرات وَجدي / واختلق السلو لهم رداء
مضت ايام جيرتنا بنجد / فأصبح كل ما وهبت هباء
أمنكري الآخاء بغير جرم / علام وَفيم تنكرني الاخاء
فَدَعني وَالَّذين ارى حَياتي / وَمَوتي بعدما رَحَلوا سواء
بحقك هَل سألت حلول نجد / أَلَم يجدوا لفرقتنا التقاء
وَهَل لَك بالخبا المَضروب علم / فتعلمني بمن ضرب الخباء
بَقيت اسائل الركبان عمن / أَقام بذي الاراك ومن تنآى
وَفي اكناف طيبة هاشمي / تصرفه السَماحَة حيث شاء
امام المرسلين وَمنتقاهم / حوى الخَيرات ختما واِبتداء
تناهى فخر كل اخى فخار / وان تَلقى لمفخره انتهاء
كفته كَرامة المعراج فَضلا / بها في القرب ساد الانبياء
سَرى من مكة ببراق عز / لا قصى مسجد وَعلا السَماء
مفتحة لَهُ الابواب منها / يجاوزها الى العرش اِرتقاء
فسر به المَلائكة ابتهاجا / وَصلى خلفه الرسل اقتداء
وَكلم ربه من قاب قوس / وألهم في تحيته الثناء
فَقالَ اللَه عز وَجل سلني / فلست أَشاء الا أَن تَشاء
خَزائن رَحمَتي لك فاقض فيها / بحكمك لست امنعك العَطاء
وَشفعه الاله بكل عاص / وكل مقصر يَخشى الجَزاء
وَشرفه عَلى الثقلين قدرا / وحقق في المعاد له الجَزاء
نَبي ما رأته الشمس الا / وَكلت من محاسنه حَياء
عَظيم ان تواضع عَن علو / كَبير ليس يَرضى الكبرياء
حَوى جمل الكلام فَقالَ صدقا / واحسن في السؤال وَما اساء
اياد بدينه الاديان حقا / وَكانَت قبل زورا وافتراء
زمام صوافن شهدت مغاز / وحدّ صوارم قطرت دماء
وَسيد سادة في كل ثغر / يروى البيض والاسل الظماء
فَلا برح الغمام يَصوب ارضا / دفنا الجود فيها والسخاء
وَذَلك خير من حملته ام / ومن لبس العمامة وَالرداء
انح بجنابه الانضاء وابذل / لزائره المودة وَالصَفاء
وَقل للركب ان هجَعوا فاني / ارى برق الغوير اذا تَرآى
اما جبريل روح اللَه وجدا / بمن تحت الكَسا ورد الكساء
نحن لذكره طربا وَشَوقا / فتحسبنا تَساقينا الطلاء
وَمالي لا احن إِلى حَبيب / ثملت براح مدحته اِنتشاء
رَسول اللَه اعلى الناس قدرا / واكرمهم وارحمهم فَناء
من اختار الوَسيلَة في المَعالي / ومن اوتى الوَسيلة وَاللواء
شَفيع المذنبين أَقل عثارى / فانك خير من سمع النداء
دَعوتك بعدَما عظمت ذنوبي / وَضاعَ العمر فاستجب الدعاء
ومن لي ان ازورك بعد بعد / صباحا يا محمد أَو مساء
والثم تربة نفحت عَبيرا / وانظر قبة ملئت ضياء
وان كنت المصر عَلى المَعاصي / فكن للداء من ذَنبي دواء
وَهب لي منك في الدارين فضلا / واوردني من الحوض ارتواء
وَصل عَبد الرَحيم ومن يَليه / بحبل الانس واكفهم البلاء
جَزاكَ اللَه عنا كل خَير / وَزادك يا ابن آمنة سناء
عَلَيك صَلاة ربك ما تَبارَت / صبا نجد نَسيما أَو رَخاء
وَلا برحت تَحياتي تحيى / صحابتك الكِرام الاتقياء
أَراني ما ذكرت لك الفراقا
أَراني ما ذكرت لك الفراقا / وَدمعك واقف الاهراقا
بلحظك لا هجرت وأى لحظ / أَراقَ دمي وأي دم أَراقا
لَقَد طالَ المَطال عَلى لولا / خَيالك زارَ مَضجَعي اِستراقا
وَما شيء بأعظم من جسوم / مفرقة وأَرواح تلاقى
فَكَم سمح الهوى بدمي وَدَمعي / وَكلفني بكم وَلَها وشاقا
وأمرضني وأضرم نار وَجدي / وَذلك مذهب الحب اِتفاقا
وَلَو كانَ الهَوى العذرى عَدلا / لحمل كل قب ما أَطاقا
اذا هب الصبا النجدى وَهنا / بريح الرند أَطربني اِنتشاقا
وَلَم أَهو الكَثيب وَساكنيه / وَلا مصر الخَصيب وَلا العراقا
وَلا شوقي لكاظمة وَلكن / الى من ساد أمته وفاقا
محمد المخصص باسم أَحمد / من المَحمود كانَ له اِشتقاقا
امام المرسلين وَمنتقاهم / وأكرمهم وأطهرهم نطاقا
نبيّ أنزل الرحمن فيه / تَبارك وَالضحى والانشقاقا
كِتابا ذا صراط مُستَقيم / مبين لا اِفتراء وَلا اختلاقا
فَلا برح الغمام يجود أَرضا / نَرى لضياء قبتها ائتلاقا
بِها شمس تفوق الشمس نورا / وَبدر يلبس البدر المحاقا
هُوَ الكرم الَّذي مَلأَ البَرايا / هوَ العلم الَّذي ركب البراقا
نبيّ لَم يَزَل يَسمو علوّا / الى أَن جاوزَ السبغ الطباقا
نضاه اللَه للاسلام سَيفا / أَزال به الضَلالة وَالنِفاقا
فَكانَ لاهل دين اللَه عزا / وَللهيجاء حين تَقوم ساقا
أَباد المُشركين بكل ثغر / وَقاد الخيل شاذبة وَساقا
وَفرّق شوكة الفرق الطَواغي / وأروى منهم القَضب الرقاقا
وأقدم وَالصوافن صافنات / وَقَد ضرب العجاج لها رواقا
وَعادَت شامخات الكفر وهدا / وَمشى فوقه الخيل العتاقا
وَمن عَلى الاساري يوم بدر / وَفادى بعد ما شد الوثاقا
وعم الخلق مكرمة وَجودا / فَلما جا فارق ما أَذاقا
أَتَقبل يا محمد عذر عبد / يحن اليك من برع اِشتياقا
حججت وَلَم أَزرك لسوء حَظي / وَعبد السوء يَعتاد الاباقا
ومن لي أَن أسلم مِن قَريب / وألتَثم التراب وَلَو فواقا
وأنظر قبة ملئت جَمالا / وأشبع من جوانبها عناقا
أَتاكَ الزائِرون من النَواحي / يحثون السوابق وَالنياقا
وَعاقتني ذنوبي عنك فاِعلَم / بأن الذنب أَوقفني وَعاقا
فصل عَبد الرَحيم بحبل جود / تعمّ به الاحبة وَالرفاقا
أَتَيتك سَيدي بالعذر فاعطف / عَلى اذا الفَضاء عليّ ضاقا
قصرت خَطاي عنك من الخَطايا / وَذَنبي لَم أطق معه انطلاقا
فكن ظلي غَدا وَشَفيع ذَنبي / وَحوضك فاسقني منه دهاقا
وآنس بالقبول غَريب لَفظي / وَنفس عَن مؤلفه الخناقا
فَقَد ملكتني الاوزار عَبدا / وَلكني رجوت بك العتاقا
وَكَيفَ يَخاف لفح النار مِثلي / وَجار حماك لم يخف اِحتراقا
عَليك صَلاة ربك ما تَبارَت / رياح الجوّ تَستَبِق استباقا
إذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء
إذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء / وان وعدوا فموعدهم هباء
وان أَرضيتهم غضبوا ملالا / وان أحسنت عشرتهم أَساؤا
فطب نفسا جعلت فداك عنهم / وَلا تَبكي فَما يغني البكاء
وَحاذر تَستَمع فيهم مَلاما / أَنا وَاللائمون لهم فداء
فضول صبابة وَنحول جسم / لعمرك ما عَلى هَذا بقاء
وَلا مسود قلبك من حديد / وَلا عَيناك دَمعهما دماء
ومن لك بالزيارة من حَبيب / حمته البيض والاسل الظماء
أصبح في لمى شفتيه خمرا / كأن مزاجها عسل وَماء
سقيم اللحظ أَورثني سقاما / وَفي شفتيه للسقم الشفاء
دَعاني للوداع فذبت وَحدا / فَهَل بعد لوداع لنا لقاء
اذا رحل الحَبيب فَما حَياتي / وَمَوتي بعده الاسواء
جعلت فداك ما العشاك الا / مَساكين قلوبهم هَواء
تزوّد للخطوب السود صبرا / فان الصبر ظلمته ضياء
وَخذ من كل من واخاك حذرا / فَهَذا الدهر لَيسَ له اخاء
وَلا تأنس بعهد من أناس / اذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء
وان عثرة بك الايام فانزل / بأَكرم من تظلله السماء
نبي هاشمي أَبطحي / شَمائله السماحة وَالوفاء
طَويل الباع ذو كرم وَصدق / نمته الاكرمون الاصدقاء
بِنَفسي من سَرى وَسما إِلى أَن / رأى حجب الجلال لها اِنطواء
وَناداه المُهَيمن يا حَبيبي / هلم لوصلنا ولك الهناء
فقل واشفع تَرى كرما وَمجدا / وَسل تعطى فَشيمَتنا العطاء
خَزائِن رَحمَتي وَنَعيم ملكي / بحكمك فاقض فيها ما تَشاء
لك الحوض المعين كرامة يا / محمد وَالشَفاعة وَاللواء
مقامك تقصر الاملاك عنه / وَفضلك لم تنله الانبياء
وَكَم لك في العلا من معجزات / وآيات بها سبق القضاء
اذا نسبوا المَكارِم وَالمَعالي / فأنت لها تمام واِبتداء
تزيد اذا اشمأز الدهر جودا / وَجودك لا يغيره الرياء
وَتخصب في السنين الغبر سوحا / وَتَصفو كلما كدر الصفاء
اذا الفخر انتهى شرفا فَحاشا / وَكلا ما لمفخرك انتهاء
وَمن يحصى مَكارمك اللَواتي / لَها في كل مرتبة سناء
أحب يا ابن العَواتك صوت عبد / أَسير الذَنب فيه لك الوَلاء
من النيابَتين دعاك لما / تَولى العمر وانقطع الرَجاء
مدحتك مذ وجدتك لي رَبيعا / فَلي منك النَدى وَلك الثَناء
تداركني بجاهك من نوب / وأوزار يَضيق بها الفَضاء
ومن لي ملجأ في كل حال / فَلَيسَ الى سواك لي التجاء
وقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / لهم في ريف رأفتنا جزاء
فان أَكرمتنا دنيا وأخرى / فَلَيسَ البحر تنقصه الدلاء
عليك صَلاة ربك ما تَبارَت / نجوم الجوأ وعصفت رخاء
صَلاة تبلغ المأمول فيها / صحابتك الكِرام الاتقياء
سمعت سويجع الاثلاث غنى
سمعت سويجع الاثلاث غنى / عَلى مَطلولة العذبات غنا
أَجابته مغردة بنجد / وَثنت بالاجابة حين ثنى
وَبرق الابرقين أطار نَومي / واحرمني طروق الطيف وَهنا
وَذكرني الصبا النجدي عيشا / بذات البان ما أَمرا واهنا
ذكرت احبتي وَديار أنسي / وَراجعت الزَمان بهم فضنا
وَكادَ القَلب أَن يَسلو فَلما / تذكر أبرق الحنان حنا
ترفق بي فديتك يا رَفيقي / فَما عين سويهرة كوسنا
وَقف بي في الطلول وَفي المَغاني / لا ندب يا فَتى طللا وَمغنى
لعل النوح يطفىء نار قلب / يقلبه الجوى ظَهرا وَبطنا
أَعيذك ما بليت به فاني / عَلى أثر الفَريق شج معنى
أشارك في الصبابة كل صب / اذا ما اللَيل جن عليه جنا
وَلَو بسط الهَوى العذرى عذري / لما قاسيت سنة قيس لبنى
ولعت بجيرة الشعب اليَماني / وَلَو عازادني كمدا وَحزنا
أَكاتبهم وَقَد بعدوا بدمع / فَرادى في محاجره وَمثني
فَلا أَدري أهم ملكوا فؤادي / بعقد البيع أَم قبضوء رهنا
ثملت بهم وَما خامرت خمرا / معتقة وَلا ذانيت دنا
تأن وَلا تضق بالامر ذرعا / فَكَم بالنجح يظفر من تأني
وَلا تمدد يدا بسؤال ذل / الى غير الَّذي أغنى واقني
فبالاقدار يرزق غير عان / بِلا سعي وَيحرم من تعنى
وَلَم يفت الغَني بالعجز حظ / وَلا بالحزم يدرك ما تمنى
فان تر ما تَرى مني فاني / لهجت بمنصب الحسن المثنى
لسان يَنتَقي زبد المَعاني / فتودعهن شمس الكون ضمنا
وَمدح محمد غرضي وَغيري / اذا غنى حَكى الرشأ الاغنا
رَعى اللَه الحِجاز وَساكنييه / وامطره العَريض المرجحنا
وأخصب روضة ملئت وَفاء / وَمرحمة واحسانا وَحسنا
وَقبرا فيه من ملأ النَواحي / هدى وَندى وايمانا وَيمنا
امام المرسلين وَمتقاهم / وأكثر غيمهم طلا وَمزنا
واسرعهم عَلى المَلهوف عطفا / واسمعهم لداعي الخير أذزا
وَخير مغارس الاكوان أَصلا / وأَطيب منشأ وأتم غصنا
نمته دوحة قرشية من / فواتحها ثمار الخير تجنى
أَتى وَالجاهلية في ظلال / وَكفر تعبد الحجر الاصنا
وَتأكل ميتة وَدما وَتَسطو / عَلى موؤدة الاطفال دفنا
فَجاء بملة الاسلام يَتلو / مثانى في الصَلاة الخمس تثنى
وَبدلهم بجور الشرك عدلا / وَبالخَوف الَّذي يجدون أمنا
لَقَد خصرت بفرقته قريش / وَكان لهم لو اِعتَمَدوه ركنا
دَعاهم واعظام فعموا وَصَموا / فاِعقب وعظهم ضربا وَطَعنا
وأَمضى الحكم في القَتلى برازا / وَفي الاسرى مَفاداة وَمنا
وأنزل باغضيه من الصياصي / وَلَم يترك له في الارض قرنا
غدا متقلدا سيفا صَقيلا / وَمعتقلا أصم الكعب لدنا
وَصابحهم وَرواحهم بأسد / عَلى جرد طحن الارض طحنا
فَكَم رفعت لهم همم العَوالي / مَراتب في عراص النجم تبنى
وَكَم لِلهاشمي محمد من / فَضائِل عمت الاقصى والادنى
وَلَو وزنت به عرب وَعجَم / جعلت فداه ما بلغوه وزنا
مني ذكر الحَبيب فذ احبيب / عليه اللَه في التَوراة أَثنى
وَبشرنا المَسيح به رَسولا / وَحقق وَصفه وَسما وكنى
وان ذكر وانجىّ الطور فاذكر / نجيّ العرش مفتَقرا لتغنى
فان اللَه كلم ذاك وَحيا / وَكلم ذا مشافهة وأدنى
وَموسى خر مغشيا عليه / وَأَحمَد لَم يكن ليَضيق ذهنا
وَلَو قابلت لفظة لن تَراني / بما كذب الفؤاد فهمت معنى
وان بك خاطب الاموات عيسى / فاز الجذع حن لذا وأَنا
وَسلمت الجماد عليه نطقا / فاني يَستَوي الفتيان أَنى
وان وَصَفوا سليمان بملك / فَذاكره الكنوز وَقَد عرضنا
وَطحا مكة ذهبا أَباها / ببيد الملك وَاللذات تفنى
وَقَد دروع داود لبواس / تَكون من التباس البأس حصنا
وَدرع محمد القرآن لما / تَلا وَاللَه يعصمك اطمأنا
واهلك قومه في الارض نوح / بدعوة لا تذر أَحَدا فافني
وَدعوة أحمد رَبِ اِهدي قَومي / فهم لا يَعلَمون كما علمنا
وَقَد كانَ ابن آمنة نَبيا / وآدم لَم يكن حمأ مسنا
وَتحت لوائه للرسل ظل / غدا يوم الجبال تَكون عهنا
وَكل المرسلين يَقول نَفسي / وَأَحمَد أَمتى انسا وَجنا
شَفيع المذنبين تول نَصري / اذا ما الدهر لي قَلب المجنا
وَصل بالانس حبل رجاء جاف / بَعيد الدار يطلب منك اذنا
فعجل بافتقادك لي فاني / ضعفت جوار حار وَكبرت سنا
حججت وَلَم أَزرك فَلَيتَ شعري / مَتى بمزارك الجافي يهنا
وَثم صويحب يَرجوك مِثلي / بعادك عنه أَمرضه وأضنى
يَكادَ يَذوب ان ذكروك شوقا / اليك فَهَل بجاهك منك يدنى
عَسى عطف عسى فرج قَريب / فَقَد وصل الاحبة واِنقطعنا
فشرفنا بوطء تراب أَرض / بزورتها يحط الوزر عنا
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يوم الخلود يحل عدنا
وَيَوم العرض ان سألوك عَني / فقل عدوه منا فَهو منا
وَقم بِجَميع اخواني وَصحبي / وَعم أَبا من الانساب وابنا
فَما خسر أمرؤ يَرجوك نجما / لمطلبه وَيحسن فيك ظنا
وكل الانبياء بدور هدى / وَأَنتَ الشَمس أَشرقهم وأسنى
وَهم شخص الكمال وأَنتَ روح / وَهم يسرى يديك وَأَنتَ يمنى
عَليك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو غصن تثنى
رِفاقي الظاعنين مَتى الورود
رِفاقي الظاعنين مَتى الورود / وَذياك العذيب وَذا ورود
فعو حَوابي علي آثار لَيلى / فَم يَدري الغعَريب مَتى يَعود
وَزوروا شعبها فَعَلى فؤادي / وَقَلبي من نسيمه برود
رِفاقي الظاعنين تَرَفقوا بي / فَقَلبي في هَوى لَيلى عَميد
أَعيدوا لي لاحَديث بذكر لَيلى / أَعيدوه فديتكم أَعيدوا
مررت عَلى بقية ربع لَيلى / فَساعد لَوعَتي دمع يحود
وَحيت الطلول فَلَم تحبنى / وَكَيفَ تجيبني سفع ركود
نأت وَتَباعَدَت لَيلى وَعزت / عَلى وَما تَباعَدَت العهود
رَعى اللَه الزَمان زَمان لَيلى / وَلا رَعى التفرق وَالصدود
فَما أَحلى هَواها في فؤادي / وان بخلت عَلى بما اريد
جَرى قلم السَعادة باسم لَيلى / فَطابَ بذكرها عيشي الرَغيد
فَكَيفَ يَلومني في حب لَيلى / خلىّ القَلب أَدمعه جمود
وان فَتى رمته جفون لَيلى / وَماتَ عَلى الفِراش هوَ الشَهيد
وان فَتى يمرّ بارض لَيلى / وَيَلثَم حيث موطئها سعيد
نعم بلى الزَمان وَحب لَيلى / جَديد لَيسَ يبليه الجَديد
وَقفت عشية ببلاد لَيلى / وَبت وأَدمعي در نضيد
وَنهنهت الغَرام فيجتَني / سواجع في الأراك لَها نَشيد
لحى اللَه الزَمان فَقَد بَلاني / بصبر ناقص وَحوى يزيد
يفيد صَنيعة وَيفيت أحرى / وَيمتح نعمة وَلَها حسود
وَما قدر الزَمان وَفي قعار / غمام فيضه كرم وجود
نلم بقبر سيدنا النَهارى / فَتَبيض المَطالب وَهي سود
جِناب جَلالة وَبَبيع بر / ربت في ريف وأفته الوفود
فَيا طَرَب النفوس إِلى صعيد / يكفر ذنبها ذاكَ الصعيد
صَعيد تظهر البركات منه / وَتَطلع في جوانبه السعود
فمن دار السَلام له نَسيم / ومن نور الجَلال له عمود
به الكَرَم الَّذي يغنى وَيقنى / وَلا عرض لديه وَلا نقود
لَدى ملك يقل الملك عنه / وَتَحتقر العَساكر وَالجنود
سما فاِستَخدم الاشياء فيما / يَشاء ولا لماء وَلا عَبيد
فَتى غرس المحامد واجتَناها / فَضائِل لَيسَ يحصرها عَديد
محمد بافتى عمر بن موسى / أَضام وَأَنتَ لي ركن شَديد
يواعدني العدوّ بغير جرم / أَتَعجَز أَن يحل به الوَعيد
أَما ترني لاطفال صغار / أَبوهم من محلتهم طَريد
يمر العيد بالصبيان لَهوا / وَلَيسَ لهم مَع الصبيان عيد
فأين مَكارِم الاخلاق يامن / ببهجة وَجهة ابتهج الوجود
فثم بواعث بعثت غَرامي / وَأَهوال يشيب لَها الوَليد
وَما جسمي عَلى الحدثان صخر / وَلا قَلبي عَلى البَلوى حَديد
فَكن يد نصرتي وَجناب عزي / اذا ما جار جبار عَنيد
وَقل للمُعتَدين عَلى بعدا / لمدين مثل ما بعدت ثمود
فَلا عدد وَلا مَدَد يقيهم / وَلا مصر وَلا قصر مشيد
وأَنتَ المُستَعان لكل خطب / وَما يبدي الزَمان وَما يعيد
وَسَيفك في النَوائِب غير ناب / وَسهمك ماء مورده الوَريد
اذا عَبد الرَحيم دَعاكَ يَوما / عَلى بعد فقل حضر البَعيد
حَماكَ اليَوم لي وَلمن يَليني / وَيشملنا غَدا معك الخلود
بقيت لملة الاسلام نورا / تضىء بك التَهائم وَالنجود
وَحيا أَرضا اِشتملتك غيث / يسبح في جوانبه الرعود
وَصلى ذو الجَلال عَلى نَبي / به منشى المَدائح مُستَفيد
خَيال سعد أسعف بالمزار
خَيال سعد أسعف بالمزار / فَزار من الغوير بلا ازورار
سَرى تهديه نسمة ريح نجد / جعلت فداه من سار وَساري
سَرى من أبرق العلمين وَهنا / خَفي الشخص مأمون الاثار
ألم بمضجَعي نفظرت منه / بما ظفر الفرزدق من نوار
تنمّ به رياح المسك عرفا / وَشمس الحسن من خلف الخمار
بِنَفسي من علقت به غَراما / فبعت القلب منه بلا خيار
أَذوب صبابة وأحن وَجدا / اليه يَفيض أَجفان غزار
عَسى علم عن العلمين أوعن / وَسيمات المَحاسن من نزار
فبين البان والاثلات ربع / لظبي الانس لا ظبي الصحاري
تسفهني العَواذِل فيه جهلا / وَما عذري سوى خلق العذار
أخى سر منهجي واصبر كَصَبري / لشرب الملح أَو رعي المرار
فاني قد مشيت بكل فج / وَقاسيت الملمات الطواري
وَذقت مَرارة التَجريب حَتّى / تبينت النحاس من النضار
فخل معاشرات الناس تسلم / وَعاملهم بحلم واِصطبار
وان ضاق الخناق عليك فانزل / بسيدنا ابن سيدنا النَهاري
كَريم تعلق الآمال منه / بعز الجار مَحمود الجوار
امام قائم بالحق ساع / بنصح الخلق بحر الاعتبار
عماد المتقين وَمنتقاهم / وَقطب الدين مرتفع الفخار
هو العلم المَلىء بكل علم / هو البحر المحيط عَلى البحار
هُوَ النجم المضيء لكل سار / هُوَ القمر المنزه عَن سرار
مَلاذ مؤمل وَغياث راج / وَغاية مصلب وَغَني افتقار
وَسيف في يَمين اللَه يَقفو / بهمته طَريقة ذي الفقار
ربت في ريف رأفته البرايا / وَطيرا الجوبل وحش القفار
نما من دوحة فيها تَسامَت / فروع الدين ثابتة النحار
وَجيه لَو جه ذو كرم عَريض / وَذو صفح تَراه عَلى اِقتدار
وَشمس علاه لَيسَ لها أفول / وَزند نده في الازمات وارى
يَلوذ بجاهه من خاف ظلما / فَيَلقاه قَريب الانتصار
غمام المكرمات لكل راج / وَثملان السَكينة وَالوقار
وأسرع من يجاب له دعاء / اذا رمق السماء بلا اِفتخار
يَرى بطلائع الانوار مالا / تَراه العين سرا كالجهار
وَكل الكون دون حياط قاف / بمرأى منه متضح المنار
لَقَد شرف الوجود بنور احيا / مَوات الدين مشتهر الشعار
قَصير لوعد وافى لعهد جاوي / مَقاليد الهدى عف الازار
لدنى العلوم يجيب عنه / لسان حَقيقة الحبر الحواري
أَجبني يا فَتى عمر بن موسى / أَقلني يا محمد من عثارى
فَكَم لك من يد وَرَهين جود / وَمَولى نعمة وَعتيق نار
سمى أَبيك جارك فيكما لي / ظنون حماية وَجوار جار
فَقَوما بي وَقَولا أَنتَ منا / اذا النيران طائرة الشرار
فَكَم أَنقذتما بهداكما من / شفا جرف من النيران هارى
وان مكرت بي الاعداء ظلما / فَكونا نصرتي وَخذا بثاري
وان خفت الذنوب فبشراني / بعقبي الدار في دار القرار
وَها هي من لسان مهاجري / أَجازَ بها عَلى بعد الديار
ليلقى راحة الدارين فيها / وَيعطى الامن في اَهل ودار
وَجاد ثراكما في كل حين / غزيرات الغوادي وَالسَواري
وَباتَت كل والفة وَظلت / عَلى الحرم المعظم في قعار
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي / قبح منك شبت وأَنتَ صابي
تظل تغازل الغزلان لهوا / وَتكثر ذكر زينب وَالرباب
وَتَلبس للبطالة كل ثوب / وَتنسى ما يسوّد في الكتاب
وَقَد بدلت معد قواك ضعفا / وَدل الشيب منك عَلى التباب
فخذ زادا يَكون به بَلاغ / وَتب فَلَعَل فوزك في المتاب
وأجمع لِلرَحيل وَلا تعول / عَلى دار اِغترار واغتراب
فَخير الناس عبد قال صدقا / وَقدم صالحا قبل الذهاب
وَراقب ربه وَعصى هواه / وحاسب نفسه قبل الحساب
خَليليّ اربعا بربوع نجد / تجدد عهد معهدها الخراب
وَننزل منزل الخلان منها / وَنَروي من مناهلها العذاب
مآثر خيرتي وَديار أنسى / وَمألف كل عيش مستطاب
سقى شعب الاراك وَما يَليه / من الاقطار منسجم السحاب
وَروّى روضة العلمين حَتّى / تناهى الري مخضر الروابي
يناغى الشمس منها در طلى / بربك النور بسفر بالتهاب
كأن فَواتح الازهار منها / خَلائق سيدي عمر العرابي
أَما نوره ملأ النواحي / وأوضح هديه سبل الصواب
بعز مكانة وَيجل قَدرا / برفعة منصب زاكي النصاب
وَيكبر أَن يخاطب أَو يسمى / بسر السر أولب اللباب
كَرامات له وَمكاشفات / فشت في الكون بالعجب العجاب
فراسة مؤمن بحضور قَلب / يشاهد في اِبتعاد واقتراب
وَغوث يُستَغاث به وَسيف / يَصول عَلى النوائب غير نابي
وَبدر يستضاء به وَبحر / من الخَيرات ملتطم العباب
وأمة امة عملا وَعلما / نَقي العرض عَن عار وَعاب
نَلوذ به إِلى جمل منيف / جوانبه محصنة الهضاب
وَنَستَسقي الغمام اذا جدبنا / بَدعوته وَنفتح كل باب
وَنستعدي به وَبتابعيه / عَلى الاعداء في النوب الصعاب
فان لسره خضعت وَذلت / رقاب العجم وَالعرب الصلاب
ومن شرف الولاية أَن هَذا / لسان اولى الحقائق في الخطاب
يخاطب خصمها وَيجيب عنها / اذا اِفتقر السؤال إِلى جواب
وَيَكسو المذهب السنى حسنا / وَينشر ظل رايته العقاب
وَيبنى دون دين اللَه سورا / بيوت علا مسامية القباب
لَقَد شرف الزَمان به واضحت / وجوه الخير سافرة النقاب
توافيه الوفود بحسن ظن / فَترجع غير خائبة الركاب
وَتَرعى ريف رأفته البرايا / فتنعم في خلائقه الرحاب
وَعز حماه ملجأ كل راج / وَشعب نداه مجتمع الشعاب
فَيا مَولاي قربني نجيا / وأكرمني بأنعمك الرغاب
فَلَم أَسألك ديناراً ودارا / وَلا ثوبا سوى ثوب الثواب
فقد وافيت بحرك وَهو طام / وَغيري غره لمع السراب
وَجئتك زائرا بغريب مدح / حواشيه أرق من العتاب
وأشهى من فكاهة بنت عشر / وَتَقبيل المعسلة الرضاب
تغادر أنفس الاحبار سكرى / بكاس المدح لا كاس الشَراب
فصل حَبلي بحبلك واِصطَنعني / فَكَم لك من صَنائِع في الرقاب
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يَرجو غدا كرم المآب
وَقض حَوائجي فَعَساك تَجزي / بمغفرة واجر واِحتساب
لا درك منك في الدنيا والاخرى / نَصيبي من دعاء مستجاب
بقيت لملة الاسلام نورا / وَجيه الوجه محترم الجناب
وَدمت مكرّما بعلو قدر / وَبورك في صحابك من صحاب
وَصلى اللَه لمحه كل طرف / تخص الدر من صدف التراب
محمدا الَّذي فضل البَرايا / وفاق المرسلين بقرب قاب
وآل الهاشمي وَتابعيه / غوث رغائب وَليوث غاب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025