المجموع : 23
فَدَيْتُكَ يا أَتمَّ الناسِ حُسْناً
فَدَيْتُكَ يا أَتمَّ الناسِ حُسْناً / وأصلَحَهم لمتَّخِذٍ حبيبا
فوجهُكَ نزهةُ الأبصارِ حُسْناً / وصوتُكَ مُتْعَةُ الأسماعِ طيبا
وسائلةٍ تسائِلُ عنكَ قُلْنا / لها في وصفِكَ العَجَبَ العَجيبا
دَنا ظبياً وغَنَّى عندَلِيبا / ولاحَ شقائِقاً ومشى قَضِيبا
لقد طَرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ
لقد طَرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ / كما طَرِبَ المريضُ إلى الطبيبِ
وأذعنَ للهوى القلبُ المعنَّى / كإذعانِ الشبيبةِ للمشيبِ
ألا يا حبَّذا مَسْرى نسيمٍ / نسيبِ الروحِ يا لكَ من نسيبِ
كأنَّ الروحَ منهُ طيبُ ذكرِ ال / عميدِ السيِّدِ الفردِ الأديبِ
أبي نصرِ بن مشكان الذي قد / غدا بينَ الأنامِ بلا ضريبِ
أتمَّ اللهُ نعمتَهُ عليهِ / ولا أخلاهُ من طربٍ وطيبِ
وليلٍ بتُّه رهنَ اكتئابِ
وليلٍ بتُّه رهنَ اكتئابِ / أقاسي فيه أنواعُ العذابِ
إذا شرِبَ البعوضُ دمي وغنَّى / فللبرغوثِ رقصٌ في ثيابي
إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي
إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي / وأنتَ لحادِثاتِ الدهرِ حسبي
تُروِّي غلَّتي وتَرمُّ حالي / وتُؤْمِنُ رَوْعَتي وتُزِيلُ كَرْبي
ألا إنَّ الغِنى للمرءِ روحُ
ألا إنَّ الغِنى للمرءِ روحُ / وإن غناءهُ في الأُذنِ ريحُ
وما بمُحَصِّلٍ عقلاً ودينا / ليذهبَ منهُ بينَ الريحِ روحُ
ألا عينُ الإله على هُمامٍ
ألا عينُ الإله على هُمامٍ / إليه في العلى والمجد نُوحي
ومن أضيافِهِ الأشرافِ منهُمْ / سليمانُ بنُ منصورِ بنِ نوحِ
ففي يمناهُ أرزاقُ البَرَايا / وفي يسراهُ مِفتاحُ الفُتوحِ
أبا منصورٍ المغرورَ أقْصِرْ
أبا منصورٍ المغرورَ أقْصِرْ / وأبْصِرْ طُرْقَ أصحابِ الرَّشادِ
ألَسْتَ ترى نجومَ الشيبِ لاحَتْ / وشيبُ المرءِ عنوانُ الفَسَادِ
غناؤُك غُنْيَتي عن كلِّ زادِ
غناؤُك غُنْيَتي عن كلِّ زادِ / ورقصُكَ قد تعلَّمَهُ فؤادي
وأنتَ المُحْسِنُ الحَسَنُ المُحَيَّا / فقد أصبحتَ فرداً في العبادِ
فديتُ مسافِراً ركِبَ الفيافي
فديتُ مسافِراً ركِبَ الفيافي / وأَثَّرَ في محاسِنِهِ السِّفارُ
فمسَّكَ وردَ خدَّيهِ السَّوافي / وعَنْبَر مِسْكَ صدغَيْهِ الغبارُ
أيا يا مَنْ مجدُهُ للدهرِ غُرَّه
أيا يا مَنْ مجدُهُ للدهرِ غُرَّه / وطلعتُهُ لعينِ المُلْكِ قُرَّهْ
وخدمتُهُ لنارِ العِزِّ زَنْدٌ / وحضرتُهُ لشخصِ المجدِ سُرَّهْ
ويا من ذكرُهُ مثلُ اسمِهِ لا / يزالُ مسافِراً في خيرِ سَفْرَهْ
حويتَ محاسنَ الدُّنيا كما قَدْ / سَبَكْتَ محاسنَ الآداب نُقْرَهْ
وحُزْتَ خصائصَ الرؤساءِ طُرًّا / وحَصَّلْتَ السعودَ لديكَ صَبْرَهْ
ولما لم يسَعْكَ الدهرُ ثَوْباً / قطعتَ لشخصِ مجدِكَ منهُ صُدْرَهْ
وكم لكَ عند عبدِكَ من صنيعٍ / رفيعٍ لا يؤدِّي العبدُ شُكْرَهْ
وذَنْبُ الدهرِ جَلَّ فإن أراني / محيَّاهُ الجميلَ قبلتُ عُذْرَهْ
ظفِرتَ بما تشاءُ من الأماني / فأغمدَ عنكَ صَرْفُ الدهر ظُفْرَهْ
لرأسِكَ خضرةٌ في كلِّ يومٍ / وللكاساتِ فوقَ يديكَ حُمْرَهْ
كتبتُ إليكَ من سكرِ السرورِ
كتبتُ إليكَ من سكرِ السرورِ / وكاساتٌ تدورُ على بدورِ
وماءُ الوردِ يهطلُ من سحاب ال / بُخورِ على السَّوالفِ والنُّحورِ
وعينُ الدهرِ قد نامتْ فقامتْ / لنا سوقُ الملاهي والسرورِ
وقد قادَ الغلامُ إليكَ طِرفي / فرأيُكَ لا عدمتكَ في الحضورِ
نظرتُ فلم أجِدْ لكَ من نظيرِ
نظرتُ فلم أجِدْ لكَ من نظيرِ / ولم أسْمَعْ بمثلِكَ من وزيرِ
كريمِ الخيمِ مرموقِ السجايا / شريفِ المُنْتَمى عفِّ الضميرِ
بديع اللفظ سَحَّارِ المعاني / فسيحِ الخطوِ في الأدبِ الغزيرِ
على الأعداءِ كالقدرِ المُبيرِ / وللأصحابِ كالقمرِ المنيرِ
لقد أشربتَ قلبي الحبَّ صِرفا
لقد أشربتَ قلبي الحبَّ صِرفا / بشارِبِكَ الذي يزدادُ ظرفا
أشبِّهُهُ بزئْبَرِ ثوبِ خزٍّ / جديد أخضرٍ يبدو ويَخفى
ثلاثٌ قد مُنِيتُ بها فأضحت
ثلاثٌ قد مُنِيتُ بها فأضحت / لنارِ القلبِ منِّي كالأثافي
ديونٌ أنْقَضَتْ ظهري وجَوْرٌ / من الجيران شابَ لهُ غُدافي
وفقدان الكفاف وأيُّ عيشٍ / لمن يُمنى بفقدان الكفافِ
تراني لستُ أُحسِنُ نظمَ لفظٍ
تراني لستُ أُحسِنُ نظمَ لفظٍ / يَزِينُ جليلَهُ المعنى الدقيقُ
ولكن لا تَدِقُّ بناتُ فكري / إذا ما قيلَ قد فنيَ الدقيقُ
جَمالُ معيشةِ الثَّاني
جَمالُ معيشةِ الثَّاني / جِمالٌ تُدِمْنَ الحركَه
إذا حَلَّتْ ببابِ الدا / رِ ألْقَتْ رَحْلَها البركَه
عشقتُ الجودَ جدًّا فهو طبعُكْ
عشقتُ الجودَ جدًّا فهو طبعُكْ / وبُسْتُ ترابَ بستٍ فهيَ ربعُكْ
وليس يريدُ هذا الدهرُ حَصْدِي / لأنِّي في بني الآدابِ زرعُكْ
أتى هنا النثارُ على نظامٍ
أتى هنا النثارُ على نظامٍ / وجاءَ الخيرُ إذ جاءَ الغمامُ
فللوسميِّ في أرضي بكاءٌ / وللزرعِ ابتهاجٌ وابتسامُ
وحمَّامٌ له حرُّ الجحيمِ
وحمَّامٌ له حرُّ الجحيمِ / ولكنْ شابَهُ بردُ النعيمِ
رأيتُ به ثواباً في عقابٍ / وزُرْتُ به نعيماً في جحيمِ
وعجزي بان عن وصل الأيادي
وعجزي بان عن وصل الأيادي / كجار أبي دوادٍ للأيادي