المجموع : 7
سَأَلتُ فَلَم تكلِّمُني الرُسومُ
سَأَلتُ فَلَم تكلِّمُني الرُسومُ / فَظَلتُ كَأَنَّني فيها سَقيمُ
بقارعةِ الغَريفِ فَذاتِ مَشيٍ / إِلى العَصداءِ لَيسَ بها مُقيمُ
منازِلُ عَذبَةِ الأَنيابِ خَودٍ / فَما إِن مِثلُها في الناس نيمُ
فَأَمّا إِن صَرَفتُ فَغيرُ بُغضٍ / وَلكن قَد تُعَدِّيني الهُمومُ
عَداني أَن أَزورَكِ حَربُ قَومٍ / كَحَرِّ النارِ ثاقِبَةٌ عَذومُ
عَذومٌ يَنكُلُ الأَعداءُ عَنها / كأَنَّ صُلاتَها الأَبطالَ هيمُ
فَلَستُ بآمِرٍ فيها بِسِلمٍ / وَلكنّي عَلى نَفسي زَعيمُ
قَتَلنا ناجياً بِقَتيلِ فَهمٍ / وَخَيرُ الطالِبِ التِرةَ الغَشومُ
بِغَزوٍ مثلِ وَلغِ الذئبِ حَتّى / يَنوءَ بِصاحِبي ثأرٌ مُنيمُ
يَنوءُ بِصاحِبي أَو يَقتلوني / قَتيلٌ ماجِدٌ سَمحٌ كَريمُ
وَلَمّا أَن بَدَت أَعلامُ تَرجٍ / وَقالَ الرابئانِ بَدَت رَتومُ
وَأعرضتِ الجِبالُ السودُ خَلفي / وَخَينَفُ عَن شِمالي وَالبَهيمُ
أَمَمتُ بِها الطَريقَ فُوَيقَ نَعلٍ / وَلَم أَقسِم فتَربِثَني القُسومُ
وَمَرقَبَةٍ نَمَيتُ إِلى ذُراها / يُقَصِّرُ دونَها السَبِطُ الوَسيمُ
عَلَوتُ قَذالَها وَهَبطتُ منها / إِلى أُخرى لثٌلَّتِها طَميمُ
فَلَم يَقصُر بِها باعي وَلكن / كَما تَنقَضُّ ضاريَةٌ لحومُ
من النُمرِ الظُهورِ كَأَنَّ فاها / إِذا أَنحَت عَلى شَيءٍ قَدومُ
وَلَيلَةِ قِرَّةٍ أَدلَجتُ فيها / يُحَرِّقُ جِلدَ ساقيَّ الهَشيمُ
فَأَصبَحتِ الأَنامِلُ قَد أُبينَت / كَأَنَّ بَنانَها أَنفٌ رَثيمُ
تَراها مِن وِثامِ الأَرضِ سوداً / كأَنَّ أَصابِعَ القَدَمَينِ شيمُ
ورَجلٍ قَد لَفَفتُهُم برَجلٍ / عليهم مِثلَ ما نُثِرَ الجَريمُ
يُصيبُ مقاتِلَ الأَبطالِ منهم / قَحيطُ الطَعنِ وَالضَربُ الخَذيمُ
كَمعمعةِ الحَريقةِ في أَباءٍ / تَشُبُّ ضِرامَها ريحٌ سَمومُ
وَرَدتُ المَوتَ بالأَبطالِ فيهم / إِذا خامَ الجَبانُ فَلا أَخيمُ
وَمُعتَرِكٍ كأَنَّ القَومَ فيهم / تَبُلُّ جُلودَ أَوجُهِهم جَحيمُ
صَلَيتُ بحرِّهِ وَتَجنَّبَتهُ / رِجالٌ لا يُناطُ بِها التَميمُ
إِذا أَنسى الحَياءَ الروعُ نادوا / أَلا يا حَبَّذا الأَنَسُ المُقيمُ
صَباحك واسلمي عنا أَماما
صَباحك واسلمي عنا أَماما / تحية وامق وَعمي ظلاما
برهرهة يحار الطرف فيها / كحقة تاجِر شدت ختاما
فَإِن تمس ابنة السهمي منا / بَعيداً لا تكلمنا كَلاما
فَإِنَّكَ لا محالة ان تريني / وَلَو أَمسَت حبالكم رماما
بناجية القَوائِم عيسجور / تدارك نيها عاماً فَعاما
سلي عني إِذا أَغبرَّت جَمادي / وَكانَ طَعام ضيفهم الثماما
أَلَسنا عصمة الأَضياف حَتّى / يضحى مالهم نفلاً تواما
أَبى ربع الفَوارِس يوم داج / وَعمى مالك وضع السهاما
فَلَو صاحبتنا لرضيت عنا / إِذا لَم تغبق المائة الغلاما
لِمَن طَلَلٌ بِعَثمَةَ أَو حُفارِ
لِمَن طَلَلٌ بِعَثمَةَ أَو حُفارِ / عَفَتهُ الريحُ بعدَكَ وَالسواري
عَفَتهُ الريحُ وأعتلجَت عليهِ / بأَكدَرَ من تُرابِ القاعِ جارِ
فَلأياً ما يَبينُ رَثيدُ نُؤيٍ / وَمَرسى السُفلَينِ من الشِجارِ
وَمَبرَكٍ هَجمَةٍ وَمَصامِ خَيلٍ / صوافِنَ في الأَعِنَّةِ وَالأواري
أَلا هَل أَتاكَ وَالأَنباءُ تَنمي / طَوالِعَ بَينَ مبتَكِرٍ وَسارِ
بمَحبَسِنا الكَتائبَ إِنَّ قَومي / لهم زَندٌ غَداةَ الناسِ واري
إِذا ذادوا عَوادِ تَعودُ مِنّا / عَباهِلَةٌ سيوفُهمُ عَوارِ
فأَبلِغ قِسعَةَ الجُشميَّ عَنّي / كَفيلَ الحَيِّ أَيامَ النِفارِ
بآيةَ ما أَجَزتهمُ ثَلاثاً / بقينَ وأَربَعاً بَعدَ السِرارِ
فَجاءَت خَثعَمٌ وَبَنو زُبَيدٍ / وَمَذحِجُ كُلُّها وابنا صُحارِ
وَجَمعٌ من صُداءٍ قَد أَتانا / وَدُعميٌّ وَجَمعُ بَني شِعارِ
فَلَم نَشعُر بهم حَتّى أَتَونا / كحميَرَ إِذ أَناخَت بالجِمارِ
فَقامَ مُؤَذِّنٌ مِنّا وَمنهم / لَدى أَبياتِنا سوري سَوارِ
كَأَنَّا بالمَضيقِ وَقَد ثَرونا / لَدى طَرفٍ الأُصَيحِرِ ضوءُ نارِ
فَقالوا يالَ عَبسٍ نازِعوهم / سِجالَ المَوتِ بالأَسَلِ الحِرارِ
فَقُلنا يالَ يَرفى ما صِعوهُم / فرارَ اليَومِ فاضِحةَ الذِمارِ
فَأَمّا تعقِروا فَرَسي فَإِنَّي / أُقَدِّمُها إِذا كَثُرَ التَغاري
وَأَحمِلُها عَلى الأَبطالِ إِنّي / عَلى يَومِ الكَريهَةِ ذو أصطبارِ
صَليتُ بغَمرةٍ فخَرَجتُ مِنها / كنَصلِ السَيفِ مُختَضِبَ الغِرارِ
كأَنَّ الخَيلَ إِذ عَرَفَت مَقامي / تَفادي عَن شَتيمِ الوَجهِ صارِ
أَكفِّئهُم وَأضرِبُهم وَمنّي / مُشَلشَلَةٌ كحاشيَةِ الأَزارِ
وَأَعرَضَ جامِلٌ عكَرٌ وَسَبيٌ / كغِزلانِ الصرايم مِن بحارِ
فَلَم أَبخَل غَداتَئذٍ بِنَفسي / وَلا فَرَسي عَلى طَرَفِ العيارِ
نُضارِبُ بالصَفايحِ مَن أَتانا / وَأُخراهُم تَملأُ بالفِرارِ
أَلا أَبلِغ غُزَيِّلَ حيث أَضحى / أَحَقّا ما أُنَبّأُ بالفَخارِ
فَإِنَّكَ وَالفَخارِ بآلِ كَعبٍ / كَمَن باهى بِثَوبٍ مُستَعارِ
وَذاتِ الحِجلِ تَبهَجُ أَن تَراهُ / وَتَمشي وَالمَسيرُ عَلى حِمارِ
أَرينا يَومَ ذَلكَ مَن أَتانا / بِذي الظُبَةِ الكَواكِبِ بالنَهارِ
فَلَو كُنّا المُغيرةَ قَد أَفأنا / المؤبَّلَ وَالعَقايلَ كالعَرارِ
أَبا ثَورٍ سَجاحِ فَإِنَّ دَعوى / تُخالِفُ ما أَبيتَ عَصيمَ عارِ
فَلَو لا أَن تَدارَكَ جَريُ صَهوي / كُلومٌ مِثلُ غايلَةِ النِفارِ
لَرَدَّ إِلَيكَ شاكِلَةً بَتيراً / حُسامٌ غَيرُ مُستَلِمٍ قَطارِ
أَلا طَرَقَتْ خَيَاَلَةُ أُمِّ كِّرْزٍ
أَلا طَرَقَتْ خَيَاَلَةُ أُمِّ كِّرْزٍ / وأَصْحَابِي بِعْيْهَمَ مِنْ تَباَلهْ
فَباتَ الدَّمْعُ يُخْضِلُني كَأَنِّي / تَقَيْتُ بِرَيْطَتِي غَرْبَيْ مَحَالهْ
رَمَوْا دَوْساً بحَضْوَةَ ثَمُّ أَمْسوا
رَمَوْا دَوْساً بحَضْوَةَ ثَمُّ أَمْسوا / على دَوْسٍ كَذِي الدّاءِ اَلعظيمِ
لَوْلا مالِكٌ وأَبُوأَنيِسٍ
لَوْلا مالِكٌ وأَبُوأَنيِسٍ / لَفَفْتُ النّاسَ فى شَهْباءَ قِطْرِ
فننحرها ونخلطها بأخرى
فننحرها ونخلطها بأخرى / كأن سراتها نصع دفين