المجموع : 5
دموع ليس تنقع من أوام
دموع ليس تنقع من أوام / وان سحت كماء المزن هامي
ووجد كلما حاولت أنى / أبرده تلهب بالضرام
ولا تشفي الدموع حليف وجد / وان فاضت بأربعة سجام
ولا يجدي جميل الصبر صبا / شجيا لا ينهنه بالملام
مررت بكربلا فاهاج وجدي / مصارع فتية غر كرام
حماة لا يضام لهم نزيل / أماجد برئوا من كل ذام
قبور تنطف العبرات فيها / كما نطف العبير على الأكام
قليل ان تقاد لها الغوادي / وينحر عندها جون الغمام
وقفت بها لالئم من ثراها / أريج العرف مفضوض الختام
وضعت يدي وقد ضمت لصدري / كلوم لا يقوم بها كلامي
وقد نصلت دموع العين فيها / نصول الدر سل من النظام
أسائل ربعها عن ساكنيه / ولات العز والرتب السوامي
ومثل لي الحسين بها غريبا / عنائي للغريب المستضام
تكاد النفس ان ذكرته يوما / تفر من الحياة إلى الحمام
أبي الضيم لم يألف قياداً / غداة الطف للجيش اللهام
يحامي عن حقيقته وحيداً / بنفسي ذلك البطل المحامي
بعين للعدى ترنوا واخرى / بها يرنو إلى نحو الخيام
سعى للحرب يهتز ارتياحا / ونار الحرب موقدة الضرام
تقارعه الهموم فيتقيها / بقلب مثل حامله همام
همت كفاه في سلم وحرب / على العافين بالمنن الجسام
فلا يسراه يشغلها لجام / ولا يمناه يشغل بالحسام
تسل من الرقاب له سيوف / فتغمد في المفارق واللمام
اذ ركعت رأيت لها الأعادي / سجوداً في التراب بغير هام
كأن عداه يوم الروع نبت / وبيض ضباه كالنهم السوام
إلى أن خر فوق الترب ملقى / على الرمضاء عز له المحامي
برغمي ان خلا نادي المعالي / وخر عن الهدى سامي الدعام
برغمي للشريعة قد رماها / بصدع ليس يجبر بالتئام
ولم أر مثل يومك والسبايا / على الاقتاب تهدى للشآم
ولم أر مثل يومك ليس ينسى / على الأيام عاما بعد عام
وكل حشى عليك كأن فيه / لسان الرمح أو طرف الحسام
هوالرزء الذي ابتدع الرزايا / وقال لا عين الأعداء نامي
ألا يا كربلا كم فيك بدر / علاه الخسف من قبل التمام
وكم غصن بأرضك جف غضاً / يفدى بالنفوس معروق الفطام
وكم من آل أحمد من أبي / قضى ظما ولج الماء طامي
بنفسي كل ابلج من قريش / أشم الانف معروق الفطام
وكل معرق في المجد منهم / يدار بذكره كأس المدام
على الرمضاء دامي النحر عار / ولا ظل له غير القتام
ويا لك عصبة لم ترع إلا / لا آل اللَه في الشهر الحرام
فهذا موثق عان وهذا / عليل لا يفيق من السقام
وذاك مجرع كأس المنايا / بضرب السيف أو رشق السهام
وأفئدة العقايل من معد / لها خفقان أجنحة الحمام
قريحات الجفون يضيق فوها / بما في الصدر من صفة الغرام
سقطن على الشهيد بحر قلب / إلى تقبيل منحره ظوامي
وان أبعدن قسراً عن حماه / لحظناه بأجفان دوامي
ألا من مبلغ عني نزاراً / ببطحاء المشاعر والحرام
لأنتم أطول الثقلين باعا / وأبعد موطنا عن كل ذام
فلا حملت عواتقكم سيوفا / ورأس السبط فوق الرمح سامي
ولا ركبت فوارسكم خيولا / وصدر السبط مرضوض العظام
ولا حجبت كرائمكم خيام / ورحل السبط منهوب الخيام
ولا نقع الغليل لكم رواء / ونجل محمد في الطف ظامي
ولا بلغ الفطام لكم رضيع / وطفل السبط يفطم بالسهام
وأنصار له في اللَه باعوا / حياة النفس بالموت الزوام
لقد ألفوا الوغى قدما فحنوا / إلى الهيجاء حنين المستهام
إذا شبت لظى الهيجاء كانوا / أمام الدارعين إلى الأمام
حموا وسموا فما حام وسام / سواهم من بني حام وسام
لقد نالوا المنى وجنوا ثماراً / من الشرف الرفيع المستدام
أيا بن القادمين على المنايا / إذا ما الصيد تحجم في الصدام
وهم حجج الإله على البر / بهم عرف الحلال من الحرام
تحلى بالعلى قوم سواهم / فكان نصيبهم منها الأسامي
متى أنا قائم أعلى مقام / ولاق ضوء وجهك بالسلام
وقد نشرت لك الرايات تبدو / خوافقها بمكة فالمقام
تقود جوامح الأيام حتى / جرت بيديك طيعة اللجام
وأشرقت البلاد بجيش نصر / رماحهم أخف من السهام
تدير السمر فيه عيون زرق / فلا ينظرن إلا عن حمام
وبيض في سواد النقع تهوي / إلى فيض الدما أبداً ظوامى
هناك يشتفي الصادي ويحظى / وليكم بإدراك المرام
سلوت عن الغري فذكرتني
سلوت عن الغري فذكرتني / نوائح غردت فوق الغصون
ذكرت أحبة فيها كراما / علا وان هم لم يكرموني
إذا ما جاء يسحب برديته
إذا ما جاء يسحب برديته / وفي أعطافه هيف ولين
بوجه رق ماء الحسن فيه / فراق الخد منه والجبين
وألحاظ مواض كالمواضي / قلوب العاشقين لها جفون
سقطت على جهينته فسله / فعند جهينة الخبر اليقين
إلى كم ذا تدان ولا تدين
إلى كم ذا تدان ولا تدين / وحتى ما أخان ولا أخون
أما عاهدتني والعهد دين / ومثلي لا تضاع له ديون
لعل لياليا ذهبت تعود
لعل لياليا ذهبت تعود / فيورق من زمان الوصل عود
ويرجع لي بها زمن التصابي / ويدنو لي بها الأمل البعيد
وكنت بقربها اختال تيها / وغصن شبيبتي خضل يميد
لقد ولت على عجل قصاراً / تقضت والمشوق بها عميد
أبيت وفي الحشا داء دفين / يؤرقني وأصحابي هجود
ووجد كلما حاولت أني / أبرده يشب له وقود
وعتب كحيلة العينين رود / يذوب لعتبها الحجر الصلود
بألفاظ قطعن نياط قلبي / إذ تليت يشيب بها الوليد
فمثلي لا يخون عهود خل / ومثلك لا تخان له عهود
وراعى حق من أولاك علما / تفيد به سواك وتستفيد
ولا تجزع لهجر بعد وصل / فأيام الهوى بيض وسود