المجموع : 7
بعزمك أيها الملك العظيم
بعزمك أيها الملك العظيم / تذل لك الصعاب وتستقيم
رآك الدهر منه أشد بأساً / وشح بمثلك الزمن الكريم
إذا خطرت سيوفك في نفوسٍ / فأول ما يفارقها الجسوم
ولو أضمرت للأنواء حرباً / لما طلعت لهيبتك الغيوم
أيلتمس الفرنج لديك عفواً / وأنت بقطع دابرها زعيم
وكم جرعتها غصص المنايا / بيومٍ فيه يكتهل الفطيم
فسيفك في مفارقهم خضيبٌ / وذكرك في مواطنهم عظيم
وكل محصنٍ منهم أخيدٌ / وكل محصنٍ منهم يتيم
ولما أن طلبتهم تمنى ال / منية جو سلينهم اللئيم
أقام يطوف الآفاق حيناً / وأنت على معاقلهم مقيم
فسار وما يعادله مليكٌ / وعاد وما يعادله سقيم
يحاول أن يحاربك اختلاساً / كما رام اختلاس الليث ريم
ألم تر أن كلب الروم لما / تبين أنك الملك الرحيم
فجاء فطبق الفلوات خيلاً / كأن الجحفل الليل البهيم
وقد نزل الزمان على رضاه / فكان لخطبه الخطب الجسيم
فحين رميته بك في خميسٍ / تيقن أن ذلك لا يدوم
وأبصر في المفاضة منك جيشاً / فأحرن لا يسير ولا يقيم
كأنك في العجاج شهاب نورٍ / توقد وهو شيطانٌ رجيم
أراد بقاء مهجته فولى / وليس سوى الحمام له حميم
يؤمل أن تجود بها عليه / وأنت بها وبالدنيا كريم
رأيتك والملوك لها ازدحامٌ / ببابك لا تزول ولا تريم
تقبل من ركابك كل وقتٍ / مكاناً ليس تبلغه النجوم
تود الشمس لو وصلت إليه / وأين من الغزالة ما تروم
أردت فليس في الدنيا منيعٌ / وجدت فليس في الدنيا عديم
وما أحييت فينا العدل حتى / أميت بسيفك الزمن الظلوم
وصرت إلى الممالك في زمانٍ / به وبملكك الدنيا عقيم
تزخرف للأمير جنان عدنٍ / كما لعداه تستعر الجحيم
أقر الله عينك من مليكٍ / تخامر غب همته الهموم
ولا برحت لك الدنيا فداءً / وملكك من حوادثها سليم
وإن تك في سبيل الله تشقى / فعند الله أجرك والنعيم
سرى طيف الأحبة من بعيد
سرى طيف الأحبة من بعيد / فعوضنا السهاد من الهجود
أتى طوع الهبوط بكل وادٍ / إلي كما انثنى طوع الصعود
وقد لعبت به زفرات شوقٍ / تجسره على الخطر الشديد
أساكنة الأراك أراك / ترمي بطرفك في مخارم كل بيد
رحلت عن الشأم بنا / فشيمي وميض البرق من حبلي زرود
أحبك في البعاد وفي التداني / وأذكرك القديم من العهود
وأحسد بالخيال عليك طرفي / فلي كمد المتيم والحسود
وأين البيض من لحظات بيضٍ / قطعت بها الليالي غير سود
وما كنا بغير سنا جبينٍ / نسير إلى الغواير والنجود
وفي الحي الممنع من عقيلٍ / عقائل كالصوارم في الغمود
نواعم مثل أيام التداني / قرن بمثل أيام الصدود
تذب عن اللحاظ بكل عضبٍ / وتدني للقلائد كل جيد
فجلأن المواطيء بالمواضي / وقبلن المباسم بالخدود
ولولا ما عهدن من العوالي / لحجبن الذوابل بالقدود
نكبن عن الطريق بكل نهدٍ / أقب وكل سابحةٍ عنود
ودون مها الخدور أسود حربٍ / ثوابت في الكريهة كالأسود
فوارس تجتني ثمر المعالي / بأيدي النصر من ورق الحديد
وما وادٍ كأن يد الغوادي / كسته قلائد الدر النضيد
حللن فما حللن به نظاماً / وقد غادرنه أرج الصعيد
يصوغ نرابه مسكاً إذا ما / سحبن عليه أذيال البرود
فبتن وما حططن به لثاماً / يخلن حصاه من در العقود
بأحسن من صفاتك في كتابٍ / وأنفس من كلامك في قصيد
وجائلة الوشاح تريك وجهاً
وجائلة الوشاح تريك وجهاً / جنانياً تكون في الجحيم
فتاة السن صاحبها كثيراً / سراة الناس في الزمن القديم
وكم جعل النطاق لها عناناً / تقاد به إلى دار النعيم
حياةٌ في البعاد وفي التداني / وأنسٌ للمجالس والنديم
تجيء إليك مفعمة النواحي / وترجع وهي ذات حشاً هضيم
وأحسن ما تكون إذا أتتنا / أناة الخطو حالية الأديم
وقد كتبت أناملنا عليها / أساطيراً ملونة الرقوم
إذا هي أقبلت تسعى إلينا / رأيت الشمس تحمل بالنجوم
مدامي من مقبله
مدامي من مقبله / ومن صدغيه ريحاني
تكاد الراح تطلعه / على سري وإعلاني
ألا لله ليلة با / ت يأمرني وينهاني
وواظمأي للذة ما / قبيل الصبح سقاني
وذي مرضٍ بمقلته / صحيح اللحظ وسنان
أقربه فيبعدني / وأطلبه فيأباني
وكم يجني فأعذره / ويزعم أني الجاني
سعى دمعي بسفك دمي / وهتكي سر كتماني
فلا والله ليس الغد / ر في حبك من شاني
أما ومكان خصرك من قوامٍ
أما ومكان خصرك من قوامٍ / ضعيفٍ عن معاقرة التثني
لقد أجللت وجهك أن يباري / ببدرٍ في الدجنة مرجحن
وهبك أعرت فيك العذل سمعي / أيدري العذل أين هواك مني
أبعد البعد أطمع في التداني / وبعد الوصل أقنع بالتمني
وقد هتك العواذل فيك ستري / واختلفت المواعد فيك ظني
بعثت تقول بعد جفاك حولاً
بعثت تقول بعد جفاك حولاً / ذكرتكم فكدت أطير شوقا
ولو كان المشوق سواك حتى / يلم بنا لأفنى العيس سوقا
وأشهى ما إلي إذا أضاءت
وأشهى ما إلي إذا أضاءت / سماء الكأس من شمس العقار
وأغيد مثل متن الريح ليناً / تفل جفونه جفن اصطباري
كأن بخده ماءٌ وناراً / تولد منهما ليل العذار
وتسكر مقلتاه براحٍ فيه / ففي لحظاته أثر الخمار
سقاك على تورد جلنار / الخدود مدامةً كالجلنار
أفر إليك من وشل العطايا / وأسبح من نوالك في الغمار
وإنكم إذا طلعت نجوم الأسنة / في دجى ليل الغبار
لآباء المكارم والمعالي / وأبناء الضراغمة الضواري
فأنت الشمس لم يكفرك ليلٌ / دجا والبدر جل عن السرار