القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَسِيم الحَمَوي الكل
المجموع : 7
بعزمك أيها الملك العظيم
بعزمك أيها الملك العظيم / تذل لك الصعاب وتستقيم
رآك الدهر منه أشد بأساً / وشح بمثلك الزمن الكريم
إذا خطرت سيوفك في نفوسٍ / فأول ما يفارقها الجسوم
ولو أضمرت للأنواء حرباً / لما طلعت لهيبتك الغيوم
أيلتمس الفرنج لديك عفواً / وأنت بقطع دابرها زعيم
وكم جرعتها غصص المنايا / بيومٍ فيه يكتهل الفطيم
فسيفك في مفارقهم خضيبٌ / وذكرك في مواطنهم عظيم
وكل محصنٍ منهم أخيدٌ / وكل محصنٍ منهم يتيم
ولما أن طلبتهم تمنى ال / منية جو سلينهم اللئيم
أقام يطوف الآفاق حيناً / وأنت على معاقلهم مقيم
فسار وما يعادله مليكٌ / وعاد وما يعادله سقيم
يحاول أن يحاربك اختلاساً / كما رام اختلاس الليث ريم
ألم تر أن كلب الروم لما / تبين أنك الملك الرحيم
فجاء فطبق الفلوات خيلاً / كأن الجحفل الليل البهيم
وقد نزل الزمان على رضاه / فكان لخطبه الخطب الجسيم
فحين رميته بك في خميسٍ / تيقن أن ذلك لا يدوم
وأبصر في المفاضة منك جيشاً / فأحرن لا يسير ولا يقيم
كأنك في العجاج شهاب نورٍ / توقد وهو شيطانٌ رجيم
أراد بقاء مهجته فولى / وليس سوى الحمام له حميم
يؤمل أن تجود بها عليه / وأنت بها وبالدنيا كريم
رأيتك والملوك لها ازدحامٌ / ببابك لا تزول ولا تريم
تقبل من ركابك كل وقتٍ / مكاناً ليس تبلغه النجوم
تود الشمس لو وصلت إليه / وأين من الغزالة ما تروم
أردت فليس في الدنيا منيعٌ / وجدت فليس في الدنيا عديم
وما أحييت فينا العدل حتى / أميت بسيفك الزمن الظلوم
وصرت إلى الممالك في زمانٍ / به وبملكك الدنيا عقيم
تزخرف للأمير جنان عدنٍ / كما لعداه تستعر الجحيم
أقر الله عينك من مليكٍ / تخامر غب همته الهموم
ولا برحت لك الدنيا فداءً / وملكك من حوادثها سليم
وإن تك في سبيل الله تشقى / فعند الله أجرك والنعيم
سرى طيف الأحبة من بعيد
سرى طيف الأحبة من بعيد / فعوضنا السهاد من الهجود
أتى طوع الهبوط بكل وادٍ / إلي كما انثنى طوع الصعود
وقد لعبت به زفرات شوقٍ / تجسره على الخطر الشديد
أساكنة الأراك أراك / ترمي بطرفك في مخارم كل بيد
رحلت عن الشأم بنا / فشيمي وميض البرق من حبلي زرود
أحبك في البعاد وفي التداني / وأذكرك القديم من العهود
وأحسد بالخيال عليك طرفي / فلي كمد المتيم والحسود
وأين البيض من لحظات بيضٍ / قطعت بها الليالي غير سود
وما كنا بغير سنا جبينٍ / نسير إلى الغواير والنجود
وفي الحي الممنع من عقيلٍ / عقائل كالصوارم في الغمود
نواعم مثل أيام التداني / قرن بمثل أيام الصدود
تذب عن اللحاظ بكل عضبٍ / وتدني للقلائد كل جيد
فجلأن المواطيء بالمواضي / وقبلن المباسم بالخدود
ولولا ما عهدن من العوالي / لحجبن الذوابل بالقدود
نكبن عن الطريق بكل نهدٍ / أقب وكل سابحةٍ عنود
ودون مها الخدور أسود حربٍ / ثوابت في الكريهة كالأسود
فوارس تجتني ثمر المعالي / بأيدي النصر من ورق الحديد
وما وادٍ كأن يد الغوادي / كسته قلائد الدر النضيد
حللن فما حللن به نظاماً / وقد غادرنه أرج الصعيد
يصوغ نرابه مسكاً إذا ما / سحبن عليه أذيال البرود
فبتن وما حططن به لثاماً / يخلن حصاه من در العقود
بأحسن من صفاتك في كتابٍ / وأنفس من كلامك في قصيد
وجائلة الوشاح تريك وجهاً
وجائلة الوشاح تريك وجهاً / جنانياً تكون في الجحيم
فتاة السن صاحبها كثيراً / سراة الناس في الزمن القديم
وكم جعل النطاق لها عناناً / تقاد به إلى دار النعيم
حياةٌ في البعاد وفي التداني / وأنسٌ للمجالس والنديم
تجيء إليك مفعمة النواحي / وترجع وهي ذات حشاً هضيم
وأحسن ما تكون إذا أتتنا / أناة الخطو حالية الأديم
وقد كتبت أناملنا عليها / أساطيراً ملونة الرقوم
إذا هي أقبلت تسعى إلينا / رأيت الشمس تحمل بالنجوم
مدامي من مقبله
مدامي من مقبله / ومن صدغيه ريحاني
تكاد الراح تطلعه / على سري وإعلاني
ألا لله ليلة با / ت يأمرني وينهاني
وواظمأي للذة ما / قبيل الصبح سقاني
وذي مرضٍ بمقلته / صحيح اللحظ وسنان
أقربه فيبعدني / وأطلبه فيأباني
وكم يجني فأعذره / ويزعم أني الجاني
سعى دمعي بسفك دمي / وهتكي سر كتماني
فلا والله ليس الغد / ر في حبك من شاني
أما ومكان خصرك من قوامٍ
أما ومكان خصرك من قوامٍ / ضعيفٍ عن معاقرة التثني
لقد أجللت وجهك أن يباري / ببدرٍ في الدجنة مرجحن
وهبك أعرت فيك العذل سمعي / أيدري العذل أين هواك مني
أبعد البعد أطمع في التداني / وبعد الوصل أقنع بالتمني
وقد هتك العواذل فيك ستري / واختلفت المواعد فيك ظني
بعثت تقول بعد جفاك حولاً
بعثت تقول بعد جفاك حولاً / ذكرتكم فكدت أطير شوقا
ولو كان المشوق سواك حتى / يلم بنا لأفنى العيس سوقا
وأشهى ما إلي إذا أضاءت
وأشهى ما إلي إذا أضاءت / سماء الكأس من شمس العقار
وأغيد مثل متن الريح ليناً / تفل جفونه جفن اصطباري
كأن بخده ماءٌ وناراً / تولد منهما ليل العذار
وتسكر مقلتاه براحٍ فيه / ففي لحظاته أثر الخمار
سقاك على تورد جلنار / الخدود مدامةً كالجلنار
أفر إليك من وشل العطايا / وأسبح من نوالك في الغمار
وإنكم إذا طلعت نجوم الأسنة / في دجى ليل الغبار
لآباء المكارم والمعالي / وأبناء الضراغمة الضواري
فأنت الشمس لم يكفرك ليلٌ / دجا والبدر جل عن السرار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025