المجموع : 3
يُحَضِّضُنا عُمارَةُ في نُمَيرٍ
يُحَضِّضُنا عُمارَةُ في نُمَيرٍ / لِيَشغَلَهُم بِنا وَبِهِ أَرابوا
وَيَزعَمُ أَنَّنا خُرنا وَأَنّا / لَهُم جارُ المُقَرَّبَةِ المُصابُ
سَلوا عَنّا نُمَيراً هَل وَقَعنا / بِنَزوَتِها الَّتي كانَت تُهابُ
أَلَم تَخضَع لَهُم أَسَدٌ وَدانَت / لَهُم سَعدٌ وَضَبَّةُ وَالرَبابُ
وَنَحنُ نَكُرُّها شَغَباً عَلَيهِم / عَلَيها الشيبُ مِنّا وَالشَّبابُ
رَغِبنا عَن دِماءِ بَني قُرَيعٍ / إِلى القَلعَينِ إِنَّهُما اللُبابُ
صَبَحناهُم بِأَرعَنَ مُكفَهِرٍّ / يَدِفُّ كَأَنَّ رايَتَهُ النِقابُ
أَجَشَّ مِنَ الصَواهِلِ ذي دَوِيٍّ / تَلوحُ البيضُ فيهِ وَالحِرابُ
فَأَشعَلَ حينَ حَلَّ بِوارِداتٍ / وَثارَ لِنَقعِهِ ثَمَّ اِنصِبابُ
صَبَحناهُم بِها شُعثَ النَواصي / وَلَم يُفتَق مِنَ الصُبحِ الحِجابُ
فَلَم تُغمَد سُيوفُ الهِندِ حَتّى / تَعَيَّلَتِ الحَليلَةُ وَالكَعابُ
أَمِن طَلَلٍ بِأَخطَبَ أَبَّدَتهُ
أَمِن طَلَلٍ بِأَخطَبَ أَبَّدَتهُ / نَجاءُ الوَبلِ وَالدِيَمُ النِضاحُ
وَمَرُّ الدَهرِ يَوماً بَعدَ يَومٍ / فَما أَبقى المَساءُ وَلا الصَباحُ
فَكُلُّ مَحَلَّةٍ غَنِيَت بِسَلمى / لِريداتِ الرِياحِ بِها نُواحُ
تُطِلُّ عَلى الجُفونِ الحُزنَ حَتّى / دُموعُ العَينِ ناكِزَةٌ نِزاحُ
هَنيئاً لِلعِدى سُخطٌ وَرَغمٌ / وَلِلفَرعَينِ بِينَهُما اِصطِلاحُ
وَلِلعَينِ الرُقادُ فَفَقَد أَطالَت / مُساهَرَةً وَلِلقَلبِ اِنتِجاحُ
وَقَد قالَ العُداةُ نَرى كِلاباً / وَكَعباً بَينَ صُلحِهِما اِفتِتاحُ
تَداعَوا لِلسَلامِ وَأَمرِ نُجحٍ / وَخَيرُ الأَمرِ ما فيهِ النَجاحُ
وَمَدّوا بَينَهُم بِحِبالِ مَجدٍ / وَثَديٍ لا أَجَدُّ وَلا ضَياحُ
أَلَم تَرَ أَنَّ جَمعَ القَومِ يُخشى / وَأَنَّ حَريمَ واحِدِهِم مُباحُ
وَأَنَّ القِدحَ حينَ يَكونُ فَرداً / فَيُهصَرُ لا يَكونَ لَهُ اِقتِداحُ
وَأَنَّكَ إِن قَبَضتَ بِها جَميعاً / أَبَت ما سُمتَ واحِدَها القِداحُ
أَنا الخَطّارُ دونَ بَني كِلابٍ / وَكَعبٍ إِن أُتيحَ لَهُم مُتاحُ
أَنا الحامي لَهُم وَلِكُلِّ قَرمٍ / أَخٌ حامٍ أَذا جَدَّ النِضاحُ
أَنا اللَيثُ الَّذي لا يَزدَهيهِ / عُواءُ العاوِياتِ وَلا النُباحُ
سَلِ الشُعراءَ عَنّي هَل أَقَرَّت / بِقَلبي أَو عَفَت لَهُم الجِراحُ
فَما لِكَواهِلِ الشُعراءِ بُدٌّ / مِنَ القَتَبِ الَّذي فيهِ لَحاحُ
وَمِن تَوريكِ راكِبِهِ عَلَيهِم / وَإِن كَرِهوا الرُكوبَ وَإِن أَلاحوا
سَلامُ اللَهِ يا مالِ بنَ زَيدٍ
سَلامُ اللَهِ يا مالِ بنَ زَيدٍ / عَلَيكَ وَخَيرُ ما أُهدي السَلاما
تَعَلَّمَ أَيِّنا لَكُمُ صَديقٌ / فَلا تَستَعجِلوا فينا المَلاما
وَلَكِنّا وَحَيُّ بَنِي تَميمٍ / عُداةٌ لا نَرى أَبَداً سَلاما
وَإِن كُنّا تَكافَفنا قَليلاً / كَحَرفِ السَيفِ يَنهارُ اِنهِداما
وَهَيضُ العَظمِ يُصبِحُ ذا اِنصِداعِ / وَقَد ظَنَّ الجَهولُ بِهِ التِئاما
فَلَن نَنسى الشَبابَ المُردَ مِنّا / وَلا الشَيبَ الجَحاجِحَ وَالكِراما
وَنَوحَ نَوائِحٍ مِنّا وَمِنهُم / مَآتِمَ ما تَجِفُّ لَهُم سِجاما
فَكَيفَ يَكونُ صُلحٌ بَعدَ هَذا / يُرَجّي الجاهِلونَ لَهُم تِماما
أَلا قُل لِلقَبائِلِ مِن تَميمٍ / وَخُصَّ لِمالِكٍ فيها الكَلاما
فَزيدوا يا بَني زَيدٍ نُمَيراً / هَواناً إِنَّهُ يُدني الفِطاما
وَلا تُبقوا عَلى الأَعداءِ شَيئاً / أَعَزَّ اللَهُ نَصرَكُمُ وَداما
وَجَدتُ المَجدَ في حَيَّي تَميمٍ / وَرَهطِ الهَذلَقِ الموفي الذِماما
نُجومُ القَومِ ما زالوا هُداةً / وَما زلوا لِآبيهِم زِماما
هُمُ الرَأسُ المُقَدَّمُ مِن تَميمٍ / وَغارِبُها وَأَوفاها سَناما
إِذا ما غابَ نَجمٌ آبَ نَجمٌ / أَغَرُّ نَرى لِطَلعَتِهِ اِبتِساما
فَهَذي لِاِبنِ ثَومَةَ فَاِنسِبوها / إِلَيهِ لا اِختِفاءَ وَلا اِكتِتاما
وَإِن رَغَمَت لِذاكَ بَنو نُمَيرٍ / فَلا زالَت أُنوفُهُم رَغاما