تبدَّت لي وَجنحُ الليل دامِسْ نَجيّا
تبدَّت لي وَجنحُ الليل دامِسْ نَجيّا / فَغَادرَ حسنُها وَجْهَ الحنادسْ مُضِياً
بِقَدٍّ قَدْ تكوَّنَ من قضيبٍ / وردفٍ قَدْ تألّف من كثيبِ
وخالٍ حازَ حَبّات القلوبِ / وَحُسنٍ جاءَ بالعَجَب العجيبِ
نَظَرْتُ وخالُها للخَدِّ حارس مَلِيّا / لأقطِفُ وردَ هاتيكَ المغارسْ جَنيّا
أنا مالي أُعَلّلُ بالوصالِ / وأسهرُ لِلقلى طولَ الليالي
وأرضي في الحقيقةِ بالمحال / بودِّي لو أَرى طيفَ الخيال
ومالي ساهراً من لَحْظِ ناعس شَجِيّا / فَهَلْ خَلخَالها أهدى الوساوسْ إليّا
إلامَ بذكرها وَجداً أُغنّي / وأصرفُ عن فؤادي كُلَّ حُزن
كأني قَد سكرتُ بِكُلِّ دَنِّ / وأُعطيتُ الأماني أَو كأنّي
مدحتُ الفارسَ البطل الممارس عَلِيّا / فَفَاحَ بمدحه عَرْفُ المجالسْ ذَِكيَا
براهُ اللهُ سُلطانَ العبادِ / وَنَوَّهَ ذِكرُهُ في كُلِّ وادي
وأيّدَهُ على رَغمِ الأعادي / وأسعدَ جدَّه يومَ الولاد
فأعِطيَ قُوَّةَ البُزْلِ القناعسْ فَتِيّا / وأَعِطيَ حِكمَتَيْ مِصرَ وفارسْ صَبيا
تأَملْ كيفَ يُحيي الأرض عدلا / بجود يكلأُ الثقّلينِ فَضْلا
وسُلطانٌ لَهُ القدحُ المعلّى / مليكٌ لم تَزُرْهُ قَطُّ إلاَ
أزالَ نوالهُ ما كانَ غارسْ رَويّا / لِكَسيْ يُمسي به ما كانَ يابِسْ نَديّا
وقائلةٍ شكوتُ لها الصُّدودا / وَقَد بَلغَتْ بهِ أَمداً بعيدا
إذا لم تُمسِ للبلوى جَليدا / فَلا تهوى السّوالِفَ والخدودا
وَقَلبُكَ إنْ أبى صَدَّ لكَوانس عَصِيَا / فَخُذْ مَنْ لا تردُّ يمينُ لا مسْ بَغّيا