المجموع : 19
إِذا لاقَيتَ يَومَ الصِدقِ فَاِربَع
إِذا لاقَيتَ يَومَ الصِدقِ فَاِربَع / عَلَيهِ وَلا يُهِمُّكَ يَومُ سَوِّ
عَلى أَنّي بِسَرحِ بَني مُرادٍ / شَحَوتُهُمُ سِياقاً أَيَّ شَحوِ
وَآخَرَ مِثلَهُ لاعَيبَ فيهِ / بَصَرتُ بِهِ لِيَومٍ غَيرِ دَوِّ
خَفَضتُ بِساحَةٍ تَجري عَلَينا / أَباريقُ الكَرامَةِ يَومِ لَهوِ
لَنا خَفضُ المَحَلَّةِ وَالدَنايا
لَنا خَفضُ المَحَلَّةِ وَالدَنايا / وَلِلَّهِ المَكارِمُ وَالعُلُوّ
إِذا كانَ الهَوى في النَفسِ طَبعاً / فَلَيسَ بِغَيرِ ميتَتِها سُلُوّ
وَإِن أَهَلَت دِيارٌ مِن أُناسٍ / فَسَوفَ يَمَسُّها مِنهُم خُلُوُّ
كَأَنَّكَ بَعدَ خَمسينَ اِستَقَلَّت
كَأَنَّكَ بَعدَ خَمسينَ اِستَقَلَّت / لِمَولِدِكَ البِناءُ دَنا لِيَهوي
وَإِنَّكَ إِن تَزَوَّج بِنتَ عَشرٍ / لَأَخيبُ صَفقَةً مِن شَيخٍ مَهوِ
فَأَزمِع مِن بَني الدُنيا نِفاراً / فَإِنَّهُمُ لَفي لَعِبٍ وَلَهوِ
وَما أَنا يائِسٌ مِن أَمرِ رَبّي / عَلى ما كانَ من عَمدٍ وَسَهوِ
وَكَم مِن آكِلٍ رِزقاً هَنيئاً / وَباشَرَ غَيرُهُ عَنَتاً بِطَهوِ
لَقَد وَلّى أَلِيَّتَهُ جُؤيٌّ
لَقَد وَلّى أَلِيَّتَهُ جُؤيٌّ / مَعاشِرَ غَيرُ مَطَلولٍ أَخوها
فَاِن تَهلِك جُؤيُّ فَكُلُ نَفسٍ / سَيَجلِبُها كَذلِكَ جالِبوها
وَإِن تَهلِك جُؤيُّ فَإِنَّ حَرَباً / كَظَنِّكَ كانَ بَعدَك موقِدوها
وَما ساءَت ظُنونُكَ يَومَ تولي / بِأَرماحٍ وَفَى لَكَ مُشرِعوها
كَأَنَّكَ كُنتَ تَعلَمُ يَومَ بُزَّت / ثِيابُكَ ما سَيَلقى سالِبوها
لِنَذرِكَ وَالنُذورُ لَها وَفاءٌ / إِذا بَلَغَ الخِزايَةَ بالِغوها
صَبَحنا الخَزرَجِيَّةَ مُرهِفاتٍ / أَبادَ ذَوي أَرومَتِها ذَووها
فَما عُتِرَ الظِباءُ بِحَيِ كَعبٍ / وَلا الخَمسونَ قَصَّرَ طالِبوها
وَلا قُلنا لَهُم نَفسٌ بِنَفسٍ / أَقيدونا بِها إِن لَم تَدوها
وَلَكِنّا دَفَعناها ظِماءً / فَرَوّاها بِذِكرِكَ مُنهِلوها
وَلَو بَلَغَ القَتيلَ فِعالُ حُيٍّ / لَسَرَّكَ مِن سيوفِكَ مُنتَضوها
فَدَيتُ مُحَمَّداً مِن كُلِّ سوءٍ
فَدَيتُ مُحَمَّداً مِن كُلِّ سوءٍ / يُحاذَرُ في رَواحٍ أَو غُدُوِّ
أَيا قَمَرَ السَماءِ سَفُلتَ حَتّى / كَأَنَّكَ قَد ضَجِرتَ مِنَ العُلُوِّ
رَأَيتُكَ مِن مُحِبِّكَ ذا بِعادٍ / وَمِمَّن لا يُحِبُّكَ ذا دُنُوِّ
فَلَو أَنَّ الصَبا حَمَلَتكَ ما إِن / سَتَسبِقُني الغَداةَ إِلى السُلُوِّ
وَحَسبُكَ حَسرَةً لَكَ مِن صَديقٍ / يَكونُ زِمامُهُ بِيَدي عَدُوِّ
أَلا بِأَبي وَأُمّي نا
أَلا بِأَبي وَأُمّي نا / ظِرٌ مِن بَينِهِم نَحوي
أَلا يا لَيتَ فَوقَ الحَقْـ / ـوِ مِنها لاصِقاً حَقوي
وَأَنَّ البُضعَ يا حَمّا / دُ مِنها ثَوبُكَ المُروي
وَيا سَقياً لِسَطحٍ أَش / رَفَت مِن بَينِهِم حَذوي
ويا سقياً لسطحٍ أش
ويا سقياً لسطحٍ أش / رفت من بينهم خذوي
فلا تهجر أخاك بغير ذنبٍ
فلا تهجر أخاك بغير ذنبٍ / فإن الهجر مفتاح السلو
إذا كتم الخليل أخاه سراً / فما فضل الصديق على العدو
فؤادي للسماءِ وللسموِّ
فؤادي للسماءِ وللسموِّ / وقومي للخصامِ وللعتوِّ
بكيتُ وحالُهم دَعوى وفوضى / وقد غَدَتِ المواطنُ للعدوِّ
وتاريخُ ابنِ خلدونٍ يُريني / ممالكَ في هبوطٍ أو علوِّ
وفي أسفارِ فردوسي عزاءٌ / ولكن لا سبيلَ إلى السلوِّ
على الدنيا انجلى ذنب لنجم
على الدنيا انجلى ذنب لنجم / وآخر للجوائب معنوي
فذلك في السماء له رقي / وهذا في الحضيض له هوى
يَقولُ العاذِلاتُ تَسَلَّ عَنها
يَقولُ العاذِلاتُ تَسَلَّ عَنها / وَداوِ غَليلَ قَلبِكَ بِالسُلُوِّ
فَكَيفَ وَنَظرَةٌ مِنها اِختِلاساً / أَلَذُّ مِنَ الشَماتَةِ بِالعَدُوِّ
لابنةِ مَسعدٍ حوَّا ضريحٌ
لابنةِ مَسعدٍ حوَّا ضريحٌ / بفَيضِ مراحِمِ الباري تَروَّى
مَضَتْ فكما نُؤرِّخُ قِيلَ حقاً / قد ارتُجِعَتْ إلى الفِردَوْسِ حوَّا
سألتَ اللهَ مِمَّا كانَ عَفواً
سألتَ اللهَ مِمَّا كانَ عَفواً / وعُدْتَ بتوبةٍ تَرَكَتْكَ نِضْوَا
محوتَ صَحائِفَ اللَّذَّاتِ لمَّا / مَحوتَ بها سطورَ الزَّفْنِ مَحوا
فأضمرَ نَايُكَ الحنَّانُ هَمّاً / وأعلنَ صَنجُك الصَّيَّاح شَكوى
وكم للقَصفِ من طَلَلٍ مُحيلٍ / تأبَّدَ مِنك مَنزِلُه فأقْوَى
تحِنُّ إليك حانةُ باطر تحى / ويبكي الزَّنْدِرُودُ عليك شجوى
أَحَقّاً عادَ طَعمُ العَيشِ مُرّاً / وكانَ بزَفْتِك المَرْمُوقِ حُلوا
وجَفَّ قضيبُه الميَّاسُ رَقصاً / وطارَ هَزارُه الغِرِّيدُ شأوا
أفارسُ أنتَ أحسنُ مَن تَثَّنى / على صَنجٍ وأملحُ من تلوَّى
أُصِيبَ العَيْشُ مِنك بِخَيْرِ حادٍ / يَحُثُّ ركائبَ الصَّهباءِ حَدْوَا
إذا اختلَجَت مَناكِبُه لرَقصٍ / نَزَت طَيرُ القلوبِ إليه نَزْوَا
أعادَ حِكايةَ الشَّيخينِ جِداً / وكانَ حكَاهُما لَعِباً ولَهوا
فأصبحَ زَفْنُه لُغَةً وشِعراً / وأمسى عَزْفُه جَدَلاً ونَحوا
يَخِفُّ له رُواةٌ عنه عِلماً / زُلالاً إن سَقانا منه أَروى
فمُقتَبِسٌ مِنَ المِصباحِ نُوراً / ومُغتَرِفٌ من التَّيَّارِ صَفوا
فلا يَبْعُدُ زمانٌ منك عادَت / مَواهبُه على الفِتيانِ بَلوىَ
ليالٍ بالمعازِفِ منك تُنضَى / وأيامٌ بِحَثِّ الرَّاحِ تُطوَى
قَعدتَ وكم نهضتَ إلى التَّصابي / بنَقرِ الدُّفِّ تُوسِعُ فِيه خَطْوا
فأظهرتَ الزَّمانةَ في زَمانٍ / حَزَزتَ به من اللَّذَّاتِ عُضوا
أرى بغداد من بعد أغبرار
أرى بغداد من بعد أغبرار / زهت بقدوم شاعرها الزهاوي
زهت بكبيرها أدباً وعلماً / زهت بطبيب علّتها المداوي
وكادت مصر تسبقها فَخاراً / به لو ظلّ وهو هناك ثاو
ولكن عاد مُحتَقباً إليها / فَخار الأرض والشرف السماوي
فأهلاً بالحكيم وألف أهل / بمَن لازال مُرشِد كل غاو
وما الآداب في بغداد لولا / يراع جميلها إلاّ دعاو
إذا ما قال في بغداد شعراً / رواه له بأقصى الأرض راو
تفرَّد في بديع الشعر معنىً / فجَلّ عن المُعادل والمُساوي
أُعيذك يا جميل الشعر مِن أن / يسوءك نقد أرباب المَساوي
يداوون السقيم من المعاني / بفَهم كان أجدرَ بالتداوي
ألا لا تعجبَنّ وهم ذئاب / إذا هم أفزعوك بصوت عاو
لقد نقدوا قريضك نقد أعمى / يدُلّ على الضغائن في المطاوي
فأحم لهم حديد الشعر حتى / تُذيق نفوسهم حرّ المكاوي
فهم قوم يرون الحِلم عَجْزاً / إذا ما ناوءوك ولم تناو
ولا تضربهم أن شئت إلاّ / بضِغْث من نبات الشعر ذاو
فهل مثل الذباب يطير ذُعْراً / بهزّ مِذَبّة وهُوِىّ هاو
وليسوا مُحوِجيك إلى مُعين / وهم ما بين مهزول وضاو
فنَفْخ منك يجعلهم هباءً / ويُسقِطهم إلى سُفلى المهاوي
وما أحتاج القويّ إلى مُعين / إذا كان الضعيف هو المُقاوي
حبيبي كمْ مجانبةٍ وصدٍّ
حبيبي كمْ مجانبةٍ وصدٍّ / علوٌّ منك ذلك أمْ غلوُّ
ظلمتَ وربما إن دامَ هذا / يدبُّ أعوذُ باللهِ السلوُّ
سَأَصْرِفُ عَنْكِ يَا دُنْيَايَ وَجْهِي
سَأَصْرِفُ عَنْكِ يَا دُنْيَايَ وَجْهِي / وَأَبْغِضُ مِنْكَ مَا قَدْ كُنْتُ أَهْوَى
بَلَوْتُ مَشَارِبَاً لَكِ مُتْرَعَاتٍ / عَلَى ظَمَإِ فَلَمْ أَرَ فِيْكِ صَفْوَا
فلا يثقل عليك أذى عدوّ
فلا يثقل عليك أذى عدوّ / يهب إليك مثل الكلب عاوي
فكم من روضة رضت الأعادي / فعاد العود منها وهو ذاوِ
أَيا مَولايَ غَرسَ الدِّينِ يا مَن
أَيا مَولايَ غَرسَ الدِّينِ يا مَن / تَلوحُ على مُحيَّاهُ النَّداوَه
وَمن شُكرٍ لأَنعُمِهِ نُصَلِّي / بِمُحكَمهِ فَنَتلوَهُ تِلاَوه
ويا من فيهِ للقُصَّادِ لِينٌ / وَفيهِ على الذي يَغوي قَساوَه
ويا من مَجلِسٌ مِنهُ تَراهُ / خَلِيّاً ما عَلَيهِ من طُلاوَه
أَدامَ اللهُ سَعدَكَ في صُعودِ / وَدامَ عَدُوُّ مَجدِكَ ذا شقاوَه
أَشَكَّكَ سَيِّدُ السَّاداتٍ أَنِّي / على قَلبي بإِفلاسي غِشاوَه
وهذا نِصفُ شَعبانٍ أَتاني / وَعِنَّدي من يُطالِبُ بالحَلاوضه
وأُقِسمُ لَيسَ لي في النِّصفِ نِصفٌ / لأَنِّي والدَّراهِمَ في عَداوَه
لَعَلَّ نَداكَ يُسعِدُني وإِلاّ / هَرَبتُ وفي يَدي اليُمنى هِراوَه
فَلا تَهجُر أَخاكَ بِغَيرِ ذَنبٍ
فَلا تَهجُر أَخاكَ بِغَيرِ ذَنبٍ / فَإِنَّ الهَجرَ مِفتاحُ السُلُوِّ
إِذا كَتَمَ الصَديقُ أَخاهُ سِرّاً / فَما فَضلُ الصَديقِ عَلى العَدُوِّ