أتَتْ أسْماءٌ ساحِبَةً رِدَاها
أتَتْ أسْماءٌ ساحِبَةً رِدَاها / على إِثْرِ المواطئ من سُرَاها
فديتكَ لو وطئتَ على جفون / لما كادت تُنَبِّه من كراها
وقد سَدَلَتْ غدائِرها لِتُخْفي / إِذا ابتسمتْ صباحاً في دُجاها
وفي طَرَفِ الخباءِ ليوثُ حَرْبٍ / تدورُ عليهمُ أبَداً رَحَاها
خشيتُ بسدلها في الحيّ من أن / يُهبَّ أشَطَهُمْ أدنى شَذَاها
بَدتْ فوجَمت من دَهَشٍ كأني / نفرتُ إلى ودَاعٍ مِنْ لِقاها
فقد حَصِرتْ حياءً عن نظيم / فمجّته نَثاراً مقلتاها
فلا أنسى وقد أنست وطاب الن / نَديُّ بما يحدِّثنيه فاها
حَماماً في الغُصُونِ تنوحُ شوقاً / تبوحُ بسرِّ ما يطوي حشَاها
فكانَ الغُصْنُ لي غصصاً وكا / ن الحَمام لنا بأن حُمّتْ نَواها
فقمتُ لموقفِ التوديع أطوي الض / لوعَ من الشجون على لظاها
فلم أَكُ أن أرى من بعدها في / نساء الحيّ أحسنَ من حُلاها
سوى هيفاء وَفّت من خُدورِ ال / بلاغة قد تسامَى منتماها
عَرُوبةُ حيّها تختالُ تيهاً / على الشِعرى بعيداً مرتماها
تَقَرَّطَتِ الثريّا واستطالتْ / على الجوزاءِ فاقتحَمَتْ ذَرَاها
فما الملكُ الضليل وما زهير / بحوليّاته من مُستماها
وما السَبْعُ الطِوالُ أرقُّ معنى / واشهى في العذوبة من جَناها
وما الروضُ المفوّفُ باكرَتْه / عَزَاليْ السُحُبِ واهية كِلاَها
فاخصَبَتِ الرُبى وافترّ في / ها الأقاصي منه واخضلّت صَباها
بأحسنَ من نضارتها وأشهى / وأحلى في مذاقي من روَاها
ذكرت بها عهوداً قد دعتني / لأشواقٍ بقلبي مصطلاها
فما أدماء تعطو حين تمشي / بجيد عاكل تزجي طَلاها
تداعبُه برَوْقَيْها نهاراً / وإن أمستْ تُوسَّدهُ طَلاها
تحنُّ إِليه من شَغَفٍ وتحنو / عليه ما تَلَتْهُ أو تَلاها
سرى معها وقد نشطَتْ لفخْتٍ / تكمّن في مطاويه أسَاها
وما علمتْ بأنّ الدهر صَالٍ / بكفة حابل تُردي رشاها
فلم يك رْيث ظمأى العَير إِلاّ / وقد نيطَتْ بأرجله عُراها
فباتتْ وهو ينْشُبُ في حِبالٍ / تقطَّعُ دونَها أسَفاً حشاها
بأبرعَ من أخيك بنات شوقٍ / تضاجعُ مهجةً شُقَّت عَصاها
فهاك بها عروساً ترتجي من / كَ أنْ تعفو وتصْفَحَ عن طخاها
ودم واسلم هنيئاً ما تغَنّتْ / على الأغصانِ وِرْقٌ في رُباها