ألا تبا لدنيا نرتجيها
ألا تبا لدنيا نرتجيها / لقد خابت وخاب المجتديها
متى انتبهت وقد رقدت خداعا / فلم تحمل بيقظتها نبيها
سل الأيام ما فعلت بكسرى / وقيصر والصور وساكنيها
أما امتدعتهم للموت طرّا / فلم تدع الحليم ولا السفيها
دنت نحو الدني بسهم خطب / فأصمته ووادهت الوجيها
أما لو بيعت الدنيا بفلس / أنفت لعال أن يشتريها
لقد وأدت بنيها واستباحت / حمى الباني لها والمبتنيها
يقينا قلت ما فيها كأني / حكيت مقالها عنها بفيها
ومما هالنا شمس أهالت / عليها الترب أيدي دافنيها
قضت فتجلت الحور ابتهاجا / وزينت الجنان لتجتليها
ولا والله لم تكتب عليها / سوى الحسنى أنامل كاتبيها
أحالت حالها غير الليالي / وآيتست الأواسي عائديها
فيا أرض افخري ما شئت عجبا / بها وتخايلي عجبا وتيها
فقد سكنتك أعرف ذات خدر / بإسداء العوارف فاعرفيها
فلو قدرت تسير بنات نعش / بنعش كن بعض الحامليها
لقد أودى العفاف غداة أودت / وصار اليأس آية معتفيها
سقى جدثا أقامت فيه خود / مة مثل جود يدي أبيها