المجموع : 6
تَرى آثارَهُم إِلّا أَماني
تَرى آثارَهُم إِلّا أَماني / طَلولاً بَعدَ ما كانَت مَغاني
كَأَلفاظٍ خَلَت مِن ساكِنيها / فَيا شَوقي إِلى تِلكَ المَعاني
إِلَيها عُدتُ ذا دَمعٍ شُجاعٍ / أَعودُ بِهِ عَلى صَبرٍ جَبانِ
وَهَل لِلمَرءِ إلا حَرُّ نارٍ / إِذا ما لَم يَنَل بَردَ الجِنانِ
وَمَجلِسِ لَذَّةٍ قَلَّبتُ عَيني / بِساحَتِهِ فَلَم أَحمَد عِياني
وَلا ساقٍ بِهِ إِلّا عَذولٌ / سَقاهُ اللَهُ مِمّا قَد سَقاني
عَذولي ما رَأَيتُكَ لي صَديقاً / إِذا ما كانَ شَأنُكَ غَيرَ شاني
فَما هَذا مَكانَكَ مِن دِيارٍ / عَرَفتَ عَلى البِلادِ بِها مَكاني
عَفَت مِن ناظِرِيَّ فَما أَراها / وَعَفّاني السَقامُ فَما تَراني
وَذَكَّرَني وَلا وَالحُبِّ أَنسى / عُهوداً غُصنُ بانٍ غُصنَ بانِ
وَرَوضاً مُسفِراً لي عَن وُجوهِ / وَطَيراً مُخبِراً لي عَن قِيانِ
فَيا لَيتَ المَكانَ يَمُرُّ عَنّا / مُرورَ وَفا المَكانِ مِنَ الزَمانِ
فَيا عَجَباً لِفانٍ مِنهُ يَبكي / لِفانٍ فيكَ يُضمِرُ غَيرَ فانِ
وَطَيِّ وَدائِعِ الخَطَراتِ وَجدٌ / طَواهُ الذِكرُ عَنهُم بَل طَوانِي
يُقيمُ عَلى الزَمانِ وَلَو تَقَضّى / مَدى عُمري أَقامَ بلا زَمانِ
فَيا نَدَمي وَيا ظُلمَ اللَيالي / وَظُلمي اليَومَ في عَضِّ البَنانِ
وَقَفتُ عَلى صَبابَتِهِ ظُنوني
وَقَفتُ عَلى صَبابَتِهِ ظُنوني / وَلَكِن بِعتُهُ بِالدونِ ديني
يُعابُ لَهُ الزَمانُ وَذاكَ أَولى
يُعابُ لَهُ الزَمانُ وَذاكَ أَولى / بِهِ مِن أَن يُعابَ بِهِ الزَمانُ
يَقَرُّ بِكَ العَلاءُ فَأَنتَ فينا / كَذِكرِكَ ما اِستَقَرَّ بِهِ مَكانُ
إِذا سَفَرَت وُجوهُهُمُ إِلَيكُم / أَراكَ القَلبُ ما جَحَدَ العِيانُ
وَقُلنا اللَهُ أَكبَرُ وَهوَ فَجرٌ / إِذا ما لاحَ قَد سُمِعَ الأَذانُ
عُلىً جَرَّت لَهُ حالاً فَحالاً / وَلَولا الزُجُّ ما اِرتَفَعَ السِنانُ
أَرى الكُتّابَ كُلُّهُمُ جَميعاً
أَرى الكُتّابَ كُلُّهُمُ جَميعاً / بِأَرزاقٍ تَعُمُّهُمُ سِنينا
وَما لِيَ بَينَهُم رِزقٌ كَأَنّي / خُلِقتُ مِنَ الكِرامِ الكاتِبينا
يَعِزُّ عَلَيَّ قَبرٌ بَعدَ مَهدٍ
يَعِزُّ عَلَيَّ قَبرٌ بَعدَ مَهدٍ / وَرَكضُ النَعشِ مِن قَبلِ الحِصانِ
وَأَن أَخَذَ المُغَسَّلُ ما نَواهُ / سَماحُكَ لِلطَبيبِ وَلِلخِتانِ
لَئِن قوسِمتَ في ثَمَراتِ نَفسٍ / جَناها ذا الحِمامُ وَأَيُّ جانِ
فَكُلُّ الناسِ سارَ بِلا اِرتِيادٍ / وَبَينَ يَدَيكَ رُوّادُ الجِنانِ
تُهابُ بِكَ البِلادُ تَحُلُّ فيها
تُهابُ بِكَ البِلادُ تَحُلُّ فيها / وَلَولا اللَيثُ ما هِيَبَ العَرينِ