شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي
شَهِدْتُ حَقِيَتي عَظِيمَ شانِي / مُقَدَّسَةً عَنْ إِدْراكِ الْعِيانِ
فقالَ مُتَرْجِما عَنِّي لِسانِي / أنَا القُرآنُ والسَّبْعُ الْمَثانِي
وُوحُ الرُّوحُ لاَ رُوحُ الأوانِي /
أنَا في مَسْتوَى عَرْشِي قدِيمُ / لِذَا أنِيَّتِي العَظْمَى نَدِيمُ
وفي بَلْوَى مَحَبَّتكُم أهِيمُ / فُؤُادي عِنْدَ مَعْلومِي مُقِيمُ
يَناجِيهْ وعِنْدَكُم لِسَانِي /
سَتَرْتُ حقيقتي عَن كُلِّ فَهْم / بَمَا أظْهَرتُ مِنْ وسْمِ ورسْمِ
فإن تَطْلب تَرى صِفتي مع اسمي / فلا تَنْظُر بطَرفِك نحْو جِسمي
وعَدِّ عَنِ التَّنَعُّمِ بالمغَانِي /
وللطَّلْسمِ في الكونينِ كَسَّرْ / وحَقِّقْ سِرَّ مَعْنائِي وحرِّر
وللْمَسْجورِ مِن بَحْري ففَجِّر / وغُص في بَحْرِ ذَاتِ الذَّات تُبْصِر
عَجائِبَ لَيْسَ تَبْدُو للعيانِ /
فإنْ شاهَدتَّني في كُلِّ ذاتِ / بأسمائي عيَاناً مَعْ صِفاتِي
ستفهمْ ما خَفَى في الكائِناتِ / وأسراراً تَراءتْ مُبْهَماتِ
مُسَتَّنرَةً بأرواحِ المعاني /
فَعِنْدَ شُهودِكَ الأسْرارَ مِنْهَا / فلا تَكُ غائبَا في الكونِ عَنْهَا
وَوحِّد واتِّحدْ كيْ ما تَكُنْها / فَمَن فَهِم الإشارةَ فلْيَصُنْهَا
وإِلاَّ سوفَ يُقْتَلْ بالسِّنانِ /
فَمَن أوِرى زِنادَ الحقِّ رُدَّتْ / حقيقَتُه وعَنْهُ البَابَ سُدَّتْ
وكَعْبَتُهُ بِفاسِ الشَّرْع هُدَّتْ / كحَلاَّجِ المحبةِ إِذْ تَبَدَّتْ
لَهُ شَمْسُ الحقيقةِ في التَّدانِي /
فلمَّا أنا دنا مِنْهَا تدلَّى / وبالإسمِ المعظَّم قد تَحَلَّى
تَوَحَّدْ عِنْدَ ذاكَ وما تَوَلَّى / فقالَ أنا هُوَ الحقُّ الذي لاَ
يُغَيَّرُ ذَاتَهُ مَرُّ الزَّمانِ /