المجموع : 5
يقول الناس دع ما فيه ظنٌّ
يقول الناس دع ما فيه ظنٌّ / به الوسواس فيك سطا علينا
ونحن الأصدقاء ولم نرجِّحْ / عليك سواك بين العالمينا
لقد كذبوا بذاك وهل صديق / تراه يصدِّقُ الشيطانَ فينا
تعلم حفظَ آفاتِ اللسانِ
تعلم حفظَ آفاتِ اللسانِ / لتحظى بالأمان وبالإماني
وخذها إنها سبعون شيئاً / حكت في نظمها عقد الجمان
فكفر والخطا مع خوف كفر / وكذْب ثم سب في هوان
وفحش غيبة ونميمة مع / مرآء والجدال وطعن جاني
وسخرية وتعريض ولعن / ونوح واشتغال بالأغاني
مخاصمة وإفشاء لسر / وخوض في محال بافتتان
سؤال المال والدنيا نفاق / بقول والكلام لدى الأذان
سؤالك عن أغاليط وأيضا / عوام الناس عن صعب المعاني
وتغليظ الكلام وأمرُ نكرٍ / ونهيُ العرفِ مع خطأ اللسان
سؤال عن عيوب الناس أخذ / لذي الوجهين في أمر الدهان
كلامك حالة القرآن يتلى / وبعد طلوع فجر للعيان
وحالة خطبة وبمسجد مع / دخول خلا لحاجات تعاني
وفي حال الصلاة وفي جماع / وفتح القول عند كبير شان
وبالألقاب نبز مع يمين / غموس أو بغير الله داني
أخافة مؤمن وفضول قول / وإكثار اليمين بلا تواني
على غير الدعاء لأهل ظلم / بدون صلاح حال كل آن
سؤال إمارة ووصاية مع / توليه على دار وخان
ورد كلام متبوعٍ وقطعٌ / لقول الغيرِ شعرٌ ذو امتهان
تَناجي اثنين مدحٌ مع مزاجٍ / ونطقٌ بالذي هو غير عاني
على النفس الدعاء ورد عذر / أتى بالرأي تفسير القران
سؤالك عن حلال أو طهور / بغير محله قصد امتحان
وسجع والفصاحة مع سلام / على الذمِّيْ وذي فسقٍ مهان
كذا متغوط أو بائل مع / كلام الأجنبية في مكان
وإرشاد لنحو طريق سوء / وإذن في المعاصي للمداني
وآفات العبادات اللواتي / تعدت والتي قصرت لعاني
كذا الآفات ضمن معاملات / وآفات السكوت بلا بيان
وقد تمت بعون الله فاخلص / لناظمِها دعاءك بالجنان
أنا النور المبينُ
أنا النور المبينُ / أنا الحق اليقينُ
أنا القرآن أتلى / أنا الحبل المتينُ
أنا عرش التجلي / أنا الروح الأمين
أنا الكرسي مني / بدا السر الكمين
أنا المحفوظ لوحي / أنا الحصن الحصين
وما عندي تراب / ولا ماء مهين
سوى الأسرار عنها / أضاء لي الجبين
وقلبي مستنير / وحقي مستبين
فحوِّل عن طريقي / وأمري يا لعين
وإن أنكرت حالي / وكنت لي تشين
فإنك في غرور / وفي جهل يهين
وتعبد كل وقت / هواك وتستعين
لك الدينار رب / ومعبود معين
وبالأغيار تلهو / ويطغيك القرين
ولا عتب على من / له دنياه دين
وفي الشهوات أضحى / له قلب رهين
ولا يدري شمال / بما حوت اليمين
أنا النور المبين ولا أكنّي
أنا النور المبين ولا أكنّي / أنا التنزيل يعرفني ابن فني
يضل الله بي خلقاً كثيراً / ويهدي بي كثيراً فاسْتَبِنّي
ولكن لا يضل سوى نفوس / بإنكار بغت وبسوء ظن
وإني الملْك والملكوت فضلاً / وإني صخرة الوادي وإني
ولما كنتُ منه بغير فصلٍ / ولا وصلٍ شهدت الكلَّ مني
أحقق من أريد بعلم حقي / وأسكر من أشاء بخمر دني
وأسعدُ باللقا قوماً وأُشقي / بهجري آخرين وبالتجني
مقامي ليس يحصل بالترجّي / وحالي ليس يدرك بالتمني
وما باب الهبات ولا العطايا / بمسدود على أهل التهني
ولكن القلوب لها عليها / من الأغيار ينشأ كل كنّ
وبالتوحيد يعرف كل شيء / ويجهل كل شيء بالتثني
هي الأبواب قد سدت جميعاً / سوى بابي فدع عنك التعني
وما أنا شاعر وجميع نظمي / بعيد عن مدى شعر المغني
وميز بين إلهامٍ وشعر / وصرِّح بالمقام ولا تكني
ولا تكفر بجهلك في كلامي / ودعه لمن يوحِّد يا مثني
ولا تعجل على ما لست تدري / فإنك سوف تدري بالتأني
نصحتك فاستطع صبراً معي إن / سلكت عن الروافض نهج سني
تعالى أصلنا عن كل فرع / وجل عن التزوج والتبني
وكل فتى على مقدار ما قد / سقاه بكفه الساقي يغني
وحين رويتُ عنه روتْ بصدقٍ / جميعُ رجال هذا العصر عني
أدر صِرفاً خمور الأندرينا
أدر صِرفاً خمور الأندرينا / على شعث الرجال الأندرينا
وروِّقْ أيها الساقي شراباً / طهوراً لذةً للشاربينا
ولا تمزج فإن المزج شركٌ / حرامٌ في طريق العارفينا
فإنك أنت نور النور باد / وإن سمَّوك لي طه الأمينا
ألا يا ابن المدامةِ كن رفيقي / على صرف زكت شرعاً ودينا
وخذها من يد الساقي ودندن / لها واسلكْ بها الدرب اليمينا
وعربدْ بين أقوامٍ كرمٍ / متى قاموا يقوموا أجمعينا
هي الروح التي الأموات تحيا / بها فتقوم جمعاً طائعينا
معتقة ورثناها ففزنا / بها من عهد آدم عن أبينا
أبونا الغوث محيي الدين هذا / وجدناه بواقعة رأينا
هي الحانات والكاسات تُملى / فنسقيها القلوب الآمنينا
ونكشف وجهها لرجال صدق / محارمِها وليسوا أجنبينا
عصابة وحدة كانوا بخُبْثٍ / فجاؤونا فصاروا طاهرينا
يظل يسوقهم ساقي الحميَّا / إلى حان الطلا حيناً فحينا
فيعطفهم عليه ويصطفيهم / له ويحنُّ جانبُهم حنينا
هلموا يا رجال الغيب واسعوا / وصلوا واركعوا بي ساجدينا
وإياكم وغيب الغيب عنه / فصوموا ثم كونوا مفطرينا
بما يبدي لكم من كل شيء / فإنَّ الشيء يظهره لدينا
وأما ذاته فعلت وجلَّت / فليس بها الحوادثُ عالمينا
وإن كانوا ملائكةً كراماً / وكانوا أنبياءً مرسلينا
فإن جميعهم منها تجلَّى / عليهم مثل فعل الفاعلينا
كما ظهرت بآدم وهو خلق / فأعمت عنه إبليس اللعينا
وظن بأنه للذات يدري / لهذا كان أقوى العابدينا
وقد رام المحال وليس إلا / مظاهر فعل أسماء يرينا
فقل سجدت لآدم مذ تجلى / به ربي ملائكةٌ يقينا
وإبليس اللعين أبى سجوداً / لديه فلم يجد أحداً معينا
وكان بجهله عبداً كفوراً / برب ظاهر في الجاهلينا
فوسوس في المظاهر رام صداً / لها عن سر رب العالمينا
إلا ما ثم غير الله غيب / مظاهره بدت للعاشقينا
فأنكر بعضهم والبعض يحظى / به رغماً لأنف المنكرينا