المجموع : 4
وإنّكَ آيةٌ للناسِ بعدي
وإنّكَ آيةٌ للناسِ بعدي / تخبَّرُ أنّهم لا يُوقِنونا
وأنتَ صراطُه الهادي إليهِ / وغيرُك ما يُنجِّي الماسِكينا
أعائشُ ما دعاكِ إلى قتال ال / وصيِّ وما عليه تَنقُمينا
ألم يعهَدْ إليكِ اللهُ أن لا / تُرَي أبداً من المُتَبرِّجينا
وأن تُرخي الحِجابَ وأن تَقَرِّي / ولا تَتَبَرَّجي للناظرِينا
وقال لك النبيُّ يا حُمَيْراً / سيبُدي منكِ فِعلُ الحاسِدينا
وقال سَتُنبحين كلابَ قومٍ / من الأعرابِ والمتعرَّبينا
وقالَ سَتركبين على خِدبٍّ / يُسمى عَسكراً فَتُقاتلينا
فخنتِ محمداً في أقرَبيهِ / ولم تَرعَيْ له القولَ الرَّصينا
وأنزل فيه ربُّ الناس آياً / أقرّتْ من مواليهِ العُيونا
بأني والنبيُّ لكمْ وليٌّ / ومؤتونَ الزكاةَ وراكِعونا
ومن يتولَّ ربُّ الناسِ يوماً / فإنّهم لَعمري فائِزونا
وقال اللهُ في القرآنِ قولاً / يَرُدُّ عليكمُ ما تَدَّعونا
أطيعوا الله ربَّ الناس رَبّاً / وأحمدَ والأولى المتأَمَّرينا
فذلّكمُ أبو حسنٍ عليٌّ / وسِبطاهُ الولاةُ الفاضِلونا
فقلت أخذتُ عهدَكم على ذا / فكانوا للوَصيِّ مُساعدينا
لقد أصبحت مولانا جميعاً / ولسنا عن وَلائك رَاغبينا
ويَسمعُ حسَّ جبريلٍ إذا ما / أتى بالوحيِ خير الواطِننا
وصلّى القبلتينِ وآلُ تيمٍ / وإخوتُها عَدِيٌّ جاحِدونا
وباتَ على فراش أخيه فَرْداً / يَقيه من العُتاةِ الظالمينا
وقد كَمنَتْ رجالٌ من قريشٍ / بأسيافٍ يَلُحْنَ إذا انتُضينا
فلمّا أن أضاءَ الصبحُ جاءت / عُداتُهم جميعاً مُخلفينا
فلمّأ أبصروهُ تجنَّبوهُ / وما زالوا له مُتَجنِّبينا
وأنفقَ ماله ليلاً وصبحاً / وإسراراً وجهرَ الجاهِرينا
وصدّق ما له لما أتاه ال / فقيرُ بخاتَم المُتختَّمينا
وآثر ضيفه لما أتاهُ / فظل وأهله يتلمظونا
فسماه الإله بما أتاه / من الإيثار باسم المُفْلِحينا
ومن ذا كان للفقراء كِنَّا / إذا نزلَ الشتاءُ بهم كَنينا
أليسَ المؤثرَ المِقدادَ لمّا / أتاه مُقوياً فقي المُقويينا
بدينارٍ وما يَحوي سواهُ / وما كلُّ الأفاضلِ مُؤثِرينا
وكان طعامُهُ خبزاً وزيتاً / ويؤثر باللُّحومِ الطارِقينا
وأنك قد ذُكرتَ لدى مليكٍ / يَذِلُّ لِعزّهِ المتجبِّرونا
فخرَّ لوجهِه صَعقاً وأبدى / لربِّ الناسِ رهبةَ راهبينا
وقال لقد ذُكِرتُ لدى إلهي / فأبدى ذِلَّةَ المتواضِعينا
وأعتق من يديه ألفَ نفسٍ / فاضحَوا بعدَ رِقِّ مُعتَقينا
براءةُ حين رَدّ بها عَتيقاً / وكان بأن يبلِّغها ضَنينا
وقال رسول الله أنّى / يُؤدّي الوحْيَ إلاّ الأقربونا
وأنّك آمنٌ كلٍِّ خوفٍ / إذا كان الخلائقُ خائِفينا
وأنّك حِزبُكَ الأدنَون حِزبي / وحِزبي حزبُ ربِّ العالَمينا
وحزبُ الله لا خوفٌ عليهم / ولا نَصَبٌ ولا هم يَحزنونا
وأنّك في جنانِ الخلدِ جاري / منازِلُنا بها متواجِهونا
وأنّك في جِوارِ الله كاسٍ / وجيرانُ المهيمنِ آمِنونا
وأنّك خيرُ أهل الأرض طُرّاً / وأفضَلُهم معاً حَسَباً ودِينا
وأوّلُ من يُصافحني بكفٍّ / إذا برز الخلائقُ ناشِرينا
وقد قال النبيّ لكم وأنتم / حضورٌ للمقالةِ شاهِدونا
عبادَ الله إنا أهْلُ بيتٍ / بَرانا الله كلاًَّ طاهِرينا
وسالتْ نفسُ أحمدَ في يديهِ / فألزمها المحيَّا والجَبينا
تَعالوا ندعُ أنفسنا فندعو / جَميعاً والأهلي والبَنونا
وأنفسَكم فنبتهلَ ابتهالا / إليه لِيلعنَ المتكذِّبينا
فقد قال النبيُّ وكان طَبّاً / بما يأتي وأَزكى القائِلينا
إذا جحدوا الولاءَ فباهِلوهم / إلى الرحمن تأتوا غالِبينا
وألقى بابَ حصنِهمُ بَعيداً / ولم يكُ يَستقلُّ بِأَرْبعينا
وجاءَ عن ابن عبد الله أنا
وجاءَ عن ابن عبد الله أنا / بهِ كنّا نَمِيزُ المؤمنينا
فنعرفُهم بحبِّهمِ عَليّاً / وإن ذوي النفاقِ لَيَعرِفونا
بِبغضِهمِ الوصيَّ ألا فبُعداً / لهم ماذا عليه يَنقَمونا
وممّا قالتِ الأنصارُ كانت / مقالةَ عارفين مُجرِّبينا
بِبِغْضهمِ إلى الهادي عَرفنا / وحقّقنا نِفاقَ منافقينا
ومن ذا دارُه في أصل طُوبى / وتَلقاهُ الكرامُ مصافِحينا
وأنهارٌ تَفجَّرُ جارياتٍ / تُفيض الخمرَ والماءَ المَعينا
وأنهارٌ من العسل المصفَّى / ومحضُ غير محضِ الحاقِنينا
ألم يك خيرَهم أهلاً ووِلْداً / وأفضلَهم معاً لا يُنكرونا
ألم يكُ أهلُه خيرَ الأنامِ / وسِبطاه رئيسَ الفائزينا
ومن أَكملتمْ الإيمانَ فارضُوا / عبادَ الله في الإسلام دينا
وقال فلا وربِّك لا يَفيئوا / إليكَ ولا يَكونوا مؤمِنينا
برئتُ إلى الإلهِ من ابن أروَى
برئتُ إلى الإلهِ من ابن أروَى / ومن دينِ الخوارجِ أجمعينا
ومن فُعَلٍ برئتُ ومن فَعْيلٍ / غداةَ دُعِي أميرَ المؤمنينا
ظنّنا أنّه المهديُّ حقّاً
ظنّنا أنّه المهديُّ حقّاً / ولا تقعُ الأمور كما ظننّا
ولا والله ما المهديُّ إلاّ / إمامٌ فضلُه أعلى وأسْنى