يذكِّرُني ثناياهنَّ لماّ
يذكِّرُني ثناياهنَّ لماّ / تبسَّمَ في الرياضِ الاقْحُوانُ
اياللهِ مِن برقٍ لموعٍ / تبلَّجَ عن شرارتِهِ العَنانُ
اضاءَ لناظري والليلُ داجٍ / عليهِ من الغياهبِ طيانُ
فبتُّ كأننَّي منه لديغٌ / سقاه مُجاجَ فيه الافُعُوانُ
سَقَى زمنُ الشبيبِة كلُّ مُزْنٍ / غَدَتْ حُلَلُ الربيعِ به تُزانُ
هو الزمنُ الذي لم يُلْفَ فيه / مع الاحبابِ ضيرُ وامتهانُ
لقد افنى التغرُّقُ لاصطباري / دروعاً لايُنَفِّدُها الطعانُ
واعيسَ يذرعُ الفلواتِ وخداً / يطيرُ على خُطاهُ الَهيِّبانُ
يجاذِبُنى الزمامَ وليس يَثنى / عزيمتَهُ خِشاشُ او عِرانُ
ولا الهَجْلُ الذى تمَشي المطايا / بعرصِتهِ تُذالُ ولا الِمتانُ
جَزَعتُ به الغاوزَ في ليالٍ / تهيَّبَ قطعَهنَّ الشَّيذُ مانُ
الى حيَّ كتمتُ هواىَ فيه / اِذا الاهْواءُ دنسَّهَا العِلانُ
نديمىوالنديمُ الحرُّ ممِّا / يُزانُ به اللبيبُ ولا يشانُ
ادِرْها مثلَ ذوبِ التَّبرِ صرفاً / تطيرُ بها مِنَ الفحرحِ الدِّنانُ
اِذا ما الليلُ مُدَّ له رواقُ / واُلِقيَ مِنْ دجنتِهِ الجِرانُ
ولم يصدحْوقد طاحَ النَّدامى / بهاقبلَ الصباحِ العُْترُفانُ
فبادِرْهاولا يمنعكَ عنها / فلانُ بالنصيحةِأو فلانُ
فخيرُ الوقتِ ما واتاكَ فيِهِ / زمانُأوشبابُ أومكانُ
فيوُمَ فيهِ للكاساتِ حظُّ / لها قي رأسِ شارِبها عِنانُ
يُقادُ بهِ فيصحَبُ مستقيداً / رخيْ البالِ ليسَ بهِ حِرانُ
ويومَُ فيهِ للأعدا ءِ كأسَُ / يَغَصُّ بفضلِ سورتِها الِهدانُ
يُذيقهُمُ بها حُرَعَ المنايا / وللاْقرانِ بالموتِ ارتهانُ
ترى دُفَعَ النجيعِ على المذاكي / كما خَضَبَ الخَد لََّجَةَ الرَّقانُ
أحِنُّ وللهوارقِ في الدياجي / وميضُ سناً تُنارُ به الرِّعانُ
اذا لمعتْ حسبتَ الأرضَ يكسو / رُباها الريشَ منها الحَيْقطانُ
فلي شأنَُاذا طفقتْ تراءَ ى / على حَضَنٍ وللأشواقِ شانُ
خليليَّ انظرا هل لاَح مغنىً / لعلوةَ يطَّبيني أو مَعانُ
فما بانُ الحِمى والأثلُ لمّا / تناءَتْ دارُها أثْلٌ وبانُ
ولا وجدي ولو أسهبتُ مِمّا / يقومُ بوصفِ أيسرِه اللسانُ
فليس مِنَ الغرائبِ أن تُعينا / عريبَ هوىً تكنَّفِهُ الهوانُ
فاِنَّ أخا الغرامِ إذا تمادىَ / بهِ داءُ الهوى أمسى يُعانُ
واِنْ تمنعكُما مثلي دموعٌ / دفاقٌ لا يَجِفُّ لهنَّ شانُ
وأعلامٌ لنجدٍ شاهقاتٌ / تقاصرُ دونَ شامِخِها القِنانُ
فلي قلبٌ يراها كلُّ وقتٍ / بناظرِه إذا عُدِمَ العِيانُ
ولي دمعٌ يخبَّرُ عن ضميري / كما شرَح الكلامَ التُّرجُمانُ
فدونَ الناظمينَ واِنْ تمالوَا / عليَّ وزوَّروا اِفكاً ومانوا
قصائدُ مِن بناتِ الفكر تَترى / اِذا سَمِعوا غرائبَهُنَّ دانوا
مودَّتُهمْ على مَضَضٍ وقسرٍ / وقد كَرِهوا مقاومتي دِهانُ
أخَصُّهمُ كَهامٌ حيث شامُوا / سيوفَهمُ الكَليلَةَ أو دَدانُ
وكيف تُضيءُ للأضدادِ نارٌ / وقد نصعتْ مناقبيَ الهِجانُ
وأين مِنَ الربيطِ الجأشِ تبدو / عزيمتُه أخو الفشلِ الجَبانُ
فلو أن النجومَ الزُّهْرَ تبغي / مطاولَتي زواهنَّ الكِيانُ
على أنّي منحتُهمُ ودادي / وبعض الودَّ يَجْلِبُه الحَنانُ
ولكنيّ حُسِدْتُ على قوافٍ / سَبَقْتُ بها وقد جَدَّ الرَّهانُ
اِذا سَمِعوا قريضي في نَديًّ / علا تلكَ الوجوهَ الرَّيهَقانُ
ولا عجبٌ إذا أخفَى سناهُ السُّها / لمّا تجلَّى الزَّبرِقانُ
وقد علِموا بأنَّيَ لا أُبارَى / ولو ملأَ الصدورَ الاِضطِغانُ
فحسبُهمُ واِنْ غَبَطُوا بياني / بأنَّهمُ لأَشعاري استكانوا