محوتِ الليلَ ناصعةَ الْجَبينِ
محوتِ الليلَ ناصعةَ الْجَبينِ / فكنتِ بشائِرَ الصبحِ المبينِ
وأرسلتِ الصحائفُ منك نوراً / ففرَ الشكُ من وَضَحِ اليقين
وكان الحقُّ مذءوماً سجيناً / فحطَمتِ القيودَ عن السجين
وكنتِ صحيفةَ الأبرارِ حقَاً / تلقَّتكِ الكنانةُ باليمين
سوادُ مِدادك اللمَّاحِ سحرٌ / تمنَت مثْلَه سودُ العيون
أثيري التربَ عن حقٍ مُضاعٍ / فقد طال المُقامُ على الدفين
ومُدَي الصوتَ صخَاباً جريئاً / فمعنى الموتِ من معنى السكُون
وذودي عن حمَى الوطن المفدَى / وردَي حرمةَ الحقِّ المصون
وصولي صولةَ الرئبالِ يعدو / على من حام من حوْل العرين
فنحن الآنَ نحيا في زمانٍ / تنكَّر للضعيفِ المستكين