هَناؤُك ليس يَعْدَمُه زمانُ
هَناؤُك ليس يَعْدَمُه زمانُ / كشكْرِك لا يُخِلُّ به لِسانُ
وجدك للسعادة في اشتهار / يُنزِّهه عن الخَبرِ العِيان
إذا البشرى أُتتْك بكلِّ معنى / تُسَرُّ به فما ابتدع الزمان
لِتَهْنَ بك الخلافةُ حين أَضحتْ / وأنت لها الكَفيل المُستعان
وأنك سيفُها العَضْب المُحلَّى / تُزان بحُسْنِه وبه تُصان
فرأيُك في مُواليها مِجَنٌّ / وعَزْمُك في مُعادِيها سِنان
وأنت لها إذا ضَرَبتْ يَمينٌ / وأنت لها إذا عَزمتْ جَنان
قد اعتمدتْ عليك لكلِّ أمرٍ / كما اعتمدتْ على الكفِّ البَنان
وذللتَ الزمانَ لها ولولا / ساستُك استمرَّ به الحِران
فصار إذا نَحْوتَ به مُرادا / فأَسْبقُ ما تُجاريه الرِّهان
لقد سرَّتْ مَسرَّتك الليالي / كما سَرَّت أخا الطربِ القِيان
بنورٍ للخلافةِ لاح حتى / له في كلِّ خافقةٍ بيان
تَفاخرتِ البلادُ به جَلالا / وللأيامِ في الشرق افْتِتان
سلالةُ من أتى بالحق حتى / تَيقَّنَ صِدْقَه إنسٌ وجان
وعِتْرة صفْوَةِ اللهِ المُسمَّى / إذا بَدتِ الإقامة والأذان
لقد نَظمتْ محاسنَك الليالي / كما نُظم الزمرد والجُمان
تَتيه بمُلْكِك الدنيا افتخارا / كما تاهتْ بزينتها الحسانُ
علوتَ ملوك أهلِ الأرض فَضْلا / ولا عُجْبٌ لديك ولا افتتان
وأعطيْتَ السياسة حالتيها / بما قَضت الشَّراسة واللِّيان
فسِلْمٌ تُسْلِم الأموالَ فيه / يمينٌ لا يُكَدِّرها امْتِنان
وحربٌ راعَ أفئدةَ الليالي / فأَشجعُها لِخيفتِه جبان
يُزعزع خوفك ألأبطالَ فيه / فأهونُ ما يمر بها الطِّعان
عَظُمتَ فما تُقابلك الأعادي / فَحَرْبُك ما يقالُ له عَوان
يَذلُّ لك الكَمِىُّ بلا قتالٍ / كأن على الحِصان به حَصان
كأنّ الأرضَ من عدلٍ وأمنٍ / وإنعامٍ تُواصله جِنان
لقد ابكاهمُ ضَحِكي وأبدى / هُزالَهمُ مَنائحُك السِّمان
لقد ظَفِرتْ يداىَ بما توالتْ / به من فضِلك النعم المِنان
ولستُ مكافئا بجميع مدحى / عطاءَك بل اقول عسى أُعان