لقد عزتْ منازُلنا
لقد عزتْ منازُلنا / علينا من ينازلُنا
منارُ عزيزنا عال / له خضعتْ عواذلنا
ألا ياع مصرُ قد وافَى / عزيزُك والهنا صافَى
حبانا منه إنصافا / وعدلا من يعادلنا
ألا يا مصرُ فابتهجي / بحكم عزيزك البهجِ
به تَرقَىْ ذُرَى الدرجِ / وبالحسنى يعاملنا
فهذا مثلُ والده / رشيدٌ في مقاصده
بطارفِه وتالدِه / تعود لنا فضائلنا
ممالك مصر معمورة / وبالخيرات مغمورة
ممالكُ مصرَ مشهوره / بها التاريخُ واصلنا
شدَتْ بعجائب الزمنِ / بدتْ بغرائب المدنِ
وَفتْ بمناقبِ الوطن / معالمنا تدوالنا
فمَن للمجد أن يشهدْ / نجازَ مقاصدٍ تُحمد
بهمة نجله الأوحد / بها راقتْ مناهلنا
فوادي النيل بالطبعِ / غدا متمكنَ الوضعِ
وقطبُ دوائر النفعِ / ومركزها أساكلنا
ولما مستْ الحاجه / كسوْنا نيلها تاجه
فهل صورٌ وقرطاجه / عن العليا تُسائلنا
لفتح الترعةِ الكبرى / بغرب النيل في مصرا
تجددُ للغنَى عصراً / به تسمو منازلنا
غروسُ صعيدنا تسمو / صنوفُ نباته تنمو
وحان لمجده يومُ / تمنّاه أوائِلُنا
مدارسُ مصر قد عادتْ / وعدةُ أهلها ازدادتْ
وفي الآفاقِ قد سادتْ / بجدٍ من يهازلنا
لنا في سابقٍ المجد / سباقٌ باءَ بالرشدِ
وكم في حوزة الحدِّ / سعاداتٌ تُقابلنا
ننظمُ جندَنا نظما / عجيباً يُعجز الفهما
بأسدٍ تُرعب الخِصْما / فمن يَقوى يناضلنا
رجالٌ ما لها عَددُ / كمالُ نظامها العُدَدُ
حلاها الدرعُ والزردُ / سنانُ الرمح عَاملنا
وهل لخيولنا شبهُ / كرائمُ ما بها شُبَهُ
إليها الكل منتبهُ / وهل تَخفى أصائِلنا
لنا في الجيش فرسانُ / لهم عند اللِّقا شانُ
وفي الهيجاءِ عنوانُ / تهيمُ به صَواهِلنا
فها الميدانُ والشُّقرا / سقتْ أُذن العِدا وقْرا
كأنا نرسلُ الصقرا / فمنْ يبغي يراسلنا
مدافعُنا القضا فيها / وحكمُ الحتْف في فِيها
وأهونُها وجافيها / تجودُ به معاملنا
لنا الرؤساءُ أبطالُ / رجالٌ أينما جالوا
بصولة عيلمٍ صالوا / يفوقُ الحدَّ صائلنا
لنا في المدنِ تحصينُ / وتنظيمٌ وتحسينُ
وتأييدٌ وتمكينُ / منيعاتٌ معاقلنا
زمانٌ بالهنا أقبلْ / وماضي العزمِ مستقبلْ
عزيزٌ نال ما أمّلْ / به نطقتْ دلائِلنا
ويرقى صَهوة المجدِ / ويصعد مدرجَ السعْد
بإقبالٍ بلا حدِّ / به تشدو بلابلنا
يُداوي الحربَ بالسلم / ويُعطى الطبَّ للكلم
ويشفى الصدرَ بالحِلْمِ / بهذا عمَّ طائِلنا