المجموع : 6
بعثتَ بخُشْكَانٍ كالأماني
بعثتَ بخُشْكَانٍ كالأماني / وكَعْكٍ كالخَواتِمِ في البَنانِ
وأَقراصٍ مطاوِلَةٍ عِذَابٍ / كلَثْمِ الخدِّ أو مَصَّ اللِّسانِ
ألذَّ مِن الخَلاعةِ في التّصابي / وأطيَبَ من مُفاكَهةِ الِقيَانِ
وألطَفَ في حَناجِرِ آكِليها / مَساغاً مِنْ مُجاوَبَة الأغاني
نَعَتْ بالبينِ غِرْبانُ
نَعَتْ بالبينِ غِرْبانُ / فأحبابُكَ أَظْعانُ
نَأَوا وضَمائِرُ الأحدا / جِ آرامٌ وغِزْلانُ
وسِربٌ تُشِرق الأقما / رُ فِيهِ وينثني البانُ
وتعبَث بالخُصورِ الهي / فِ والأَغصان كُثْبانُ
ولمَا سارتِ البُزْلُ / بِهمْ والليلُ نَوْمانُ
وحَثَّ بهنّ سَوّاقٌ / وحَفَّ بِهنّ غيرانُ
وقد برزَتْ مُخالِسةً / لنا باللّحظِ أجفانُ
فلمّا لَمْ يساعِد / هنّ لِلتودِيعِ إِمكان
بكَيْن فجالَ في وَرْدِ الْ / خدودِ لهنّ عِقْيان
سَقَى صَبْرةَ فالقَصْرَ / فرَقّادةَ تَهْتانُ
ولا زال الحِمَى وقرا / م والرّمْلُ ووَدّانُ
بمحْمَرٍّ ومصفَرٍّ / مِن الأنوار تَزْدانُ
مَنازلُ لم تزل فيهنْ / نَ آياتٌ وبُرهانُ
ولِلْمُلكِ تعايذٌ / ولِلمَنْعمةِ سُلطانُ
وأرضٌ لِلهُدى فيها / ولِلمعروف أعوانُ
ولِلمهديّ والقائِ / مِ والمنصورِ أوطانُ
وأوّلُ مَوْضِعٍ أَضحَى / لِلَهْوى فِيه مَيْدانُ
به طابت من الّلذّا / تِ لي والعَيْش ألوانُ
وأصْفَى لي بِه الدهرُ / هوىً ما فيه أضْغانُ
ورفّت ليَ مِنْ ماء / شَبابي فِيهِ أغصان
بلادٌ يقتضي قلبي / لها شوقٌ وتحْنانُ
كريمُ الأهلِ ما فِيه / من الإخوانِ خَوّانُ
وشرّ الأرِض أرضٌ لي / س فِيها لك إِخْوانُ
عسى الأيّامُ أن تَر / جِلي صَحْبي كما كانوا
فيَستشفي من اللِّوْعا / تِ أحبابٌ وجِيرانُ
وراحٍ طَعْمُها شَهْدٌ / ورَيَّا رِيحها بانُ
كأنّ إِناءها منها / خَلاَءٌ وهوَ مَلآنُ
لها رُوح وليس لها / كما لِلرُّوحِ جُثْمان
إذا شُجّتْ بدت في رأ / سِها للنَّمْلِ كِرْعانُ
يطوف بها عليك أغنْ / نُ ساجي الطَّرْفِ مَيسانُ
إذا ما الليلُ لاقاه / تبدَّى وهو عُرْيان
لنا مِن وجهِه قمرٌ / ومِن نَجواه نَدْمان
ومِنْ رِيقَتِهِ خَمْرٌ / ومِن خَدَّيهِ رَيْحان
سقاني والهِلالُ كما / بدا وكأنّه جانُ
وجُنحُ الّليل قد مُدّتْ / له في الأُفْقِ سِيجان
كأنّ نجومَه دُرَرٌ / تُشِير بِهِنّ سُودان
فما زالت مصلّيةً / على الأَذْقان أذقانُ
إلى أن مال للَمغرِ / بِ جَدْيٌ ثم مِيزانُ
ولاحت غُرّة الفجرِ / كما بَصْبَصَ سرْحان
ومُغْبَرّ تَشابَهُ من / ه أعلامٌ وقِيعانُ
يَباب تَفْرَقُ الظُّلما / ن منه وتَرْهَب الجانُ
كأنّ رءوسَ يَرْمَعِهِ / ِ لِواطِئِهنّ نِيرانُ
تِئطُّ به من القَيْظِ الْ / حَصَى وتئِنّ غِيطان
كأنّ الماءَ فِيه إلى / وُرودِ الماءِ ظَمْآن
ترامت فِيه بي قَوْدا / ءُ تحت الرَّحْلِ مِذْعان
إذا أمستْ بعسْفانٍ / فمَغْداها سِجِسْتانُ
نؤمُّ أعزَّ من عزّت / به دُوَلٌ وأَدْيانُ
إمامٌ حُبُّه فَرْضٌ / مِن اللهِ وإِيمانُ
قليلُ النَّومِ في نُصْر / ةِ دِينِ اللهِ يَقْظانُ
مقيمٌ قي حِمى الإِسلا / مِ والحقِّ وظَعّانُ
بَدَا لِنَداه في صفح / ةِ وجهِ الدهرِ عُنوانُ
وأَضحَى سيفُه ولَهُ / على الأَسيافِ سلطان
ونُزِّل فِيه بالتفضِي / لِ والتعظِيم قرآن
من النفرِ الَّذين هُم / ضحىً والناسُ أَدْجان
وهمْ لِلعِزّ أَلوِيَةٌ / وهم لِلمُلك أَشْطان
وهم شَرَحوا الهدى وهُدُوا / بِهِ والناسُ عميان
وهم في السَّلم أجوادٌ / وهم في الحربِ فُرْسان
ولولاهمْ لكان الخَل / قُ ضُلاّلا كما كانوا
رَسَتْ لهمُ بأَرض الوَحْ / ي أَعْراقٌ وعِيدان
وحازوا الفضل أَجمعَه / وهم شِيبٌ وشُبّان
فهم لمَنارِ دينِ اللّ / هِ أَعلامٌ وأَركان
أبا المنصورِ إِنّ النا / س طُرّاً لك قد دانوا
وقد ناداك بالطاع / ةِ والإِخلاص بغْدانُ
ولو مَلَكَ المُنَى بَلَدٌ / لطَاعَتْكَ خُراسانُ
وناداك الصَّفا والحْجِ / رُ شَوْقاً وهْوَ لَهفْان
يُرَجَّى مِنك بَذَّالٌ / ويُخْشَى منك غَضْبانُ
وَيَعْفُو منك وَهّاب / بما تَحوِيه مَنّان
وما أَصبحَ في قدر / ةِ عاصٍ لك عِصيان
لأنّك في الوَغَى بالمو / تِ ضَرَّابٌ وطَعّان
ولولا سَعَةُ الأَزما / نِ ضاقت بِك أَزمان
لأَنَّك مالِكٌ عَظُمتْ / بِك الأَفعال والشان
وأنّك للعلا حُسْنٌ / ولِلعافِين إحسان
وللرِّزقِ مَفاتيحٌ / وللرّحمان قُربْانُ
أَرَى مالَكَ للجَدْوَى / مُبَاحاً ليس يَنْصان
كأنّ البَذْل والجُودَ / على مالكَ أَعوان
فيا أكرَمَ من أمَّتْ / ه لِلمعروفِ رُكْبانُ
ويا أحلمَ مَن يُرجى / لدَيَهِ منه غُفْران
بقاؤك لِلندى عُمْرٌ / وللأيّامِ عُمْران
وحُبُّك للعُلاَ طَبْعٌ / وسِرُّك فِيه إعلان
وحظُّ جميعِ من عادا / ك تنكيلٌ وخُسْران
فعِش ما شئتَ مسرورا / ومجدُكَ منك جَذْلان
فيوسُفُ أنتَ في الحُسْنِ / وفي المُلْكِ سليمان
عليك صلاةُ ربّك ما / رسا وأقامَ ثَهْلان
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني / وحُسنُ بيانِهِ فوقَ البيَانِ
إذا شَدَّتْ مَثالثه المَلاوي / وجاوبَتِ البُمُومَ به المثَاني
ودارت أَكؤسُ الصّهْباءِ صِرْفاً / وحُرِّكَتِ الغَواني لِلأغاني
فيالكِ من مُنادمَةٍ وقَصْفٍ / تزول بها مُلِمّاتُ الزَّمانِ
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ / كَذوب الوعد معتلِّ اليمينِ
مريض الطرفِ منخنِثِ السجايا / يكاد يذوب من ترفٍ ولِينِ
كأنّ لحاظَه فَتَكات عزمي / وصحْة حسنه تصحيح دِيني
أتاني والدّجى حَلِكُ المبَاني / كأنّ نجومَه زُرْقُ العيون
فلمّا تَوَّج اليسرى بكأس / وصار الرطل قُرْطا لليمين
سقاني مِثل خدّيه مُداماً / تُلين جوانحَ الظبي الحَرونِ
كأنّ الراح وَردةُ جُلَّنارٍ / تبدّت في غِلالَةِ ياسَمِينِ
لعلّك ناظرٌ في أمر من قد
لعلّك ناظرٌ في أمر من قد / ملكتَ قِيادَه مِلْكَ العِنانِ
وكيف ملكتَ من قد جَلّ عن أن / يُرَى مَلِكَ البريّة والزمان
شهدتُ بأن رَدَّ الحُبّ أمضى / وأنفَذ في القلوب من السنانِ
أئن مرِضتْ جفونُك واستدارت / على تفّاح وجهك عَقْرَبانِ
ولُحتَ كما يلوح فَتِيقُ صبح / ومِستَ كما يميس قضيبُ بانِ
وفاحَ المِسكُ مِن رَيّاك حتّى / كأن الأُفْقَ روضةُ زعفران
وَهْبك سفرتَ عن كالصبح حُسْناً / فكيف بَسَمت عن كالأقْحُوان
وكيف حملتَ ردْفَك وهو دِعْصٌ / على قَدم أرقّ من اللّسانِ
فيا من حَلّ فيه الحُسن حتّى / تَقطَّع دونَه لطفُ البيَان
مَنعتَ من الكَرى عيني فَأطلقْ / لقلبي أن يزورَك بالأماني
وكان دَمي بخدّك ليس يَخفى / فها هو فوقَ خدِّك والبنَانِ
شهدتُ بأنّ هَجْرَ الحِبِّ حَيْنُ
شهدتُ بأنّ هَجْرَ الحِبِّ حَيْنُ / وأن صَبابة العشّاق زَيْنُ
بُليتُ بمن كأنّ الشمس زورٌ / إذا عاينت غُرّته ومَيْنُ
له من قامة الغصن أعتدالٌ / ومن ظبي الفَلاَ جِيدٌ وعَيْن
كأنّ غِلاَلَتْي خدَّيهِ تبْرٌ / مُذابٌ حولَ حُمرته لُجَيْن
فيا من وصله هجرٌ وصَدٌّ / وأكبرُ قربِه بعُدٌ وبَيْن
أَرقتَ دمي ومالك فيه حَقٌّ / تَصُول به وليس عليه دين
كأنّك في إراقتِه يَزيدٌ / بَغَى وكأنّني جدّي الحسينُ