المجموع : 7
أخاكَ أخاكَ فهو أجَلُّ ذُخْرٍ
أخاكَ أخاكَ فهو أجَلُّ ذُخْرٍ / إِذا نابَتْكَ نائبةُ الزمانِ
وإن رابتْ إساءتُه فَهبْهَا / لما فيه من الشِّيَمِ الحِسَانِ
تُريدُ مهذَّباً لا عَيْبَ فيهِ / وهل عُودٌ يفوحُ بلا دُخَانِ
عوائدُ برِّكَ المشكورِ عندي
عوائدُ برِّكَ المشكورِ عندي / بما أرجوهُ من نُعْمَى ضمينُ
بدأتَ بهِ فأرجو منك عَوداً / وأنتَ بما أؤمِّلُهُ قمينُ
إِذا أسدَى الكريمُ إليكَ عُرْفاً / فأوَّلُهُ بآخرهِ رهينُ
ولا تستودِعَنَّ السِرَّ إلّا
ولا تستودِعَنَّ السِرَّ إلّا / فؤادَك فهو موضِعُه الأمينُ
إِذا حُفَّاظُ سِرِّك زيدَ فيهم / فذاك السرُّ أضيعُ ما يكونُ
بدا الحركات ثم انفكّ عنها
بدا الحركات ثم انفكّ عنها / وزايلها لخفتها السكونُ
وكوّن هذه الأكوان حر / وبرد منهما يبس ولين
ولما كانت الحركات دوراً / وتحت الدور مركزها الأمينُ
ودار الحر فوق البرد حيناً / تولد منهما لين متين
فلما استل منه الحر ليناً / بدا في الجوهر اليبس الكمين
وتم لها طبائع مفرادات / خفيات لأظهرها بطونُ
لأعلاها بأسفلها اتصال / وآخرها بأولها رهينُ
فافلاك تدبرها نجوم / تدور كما يدور المنجنونُ
وقد تبعت مزاجات المبادي / تراكيب تفرُ بها العيونُ
وحين تفاوت التركيب فيها / تغايرت الاسامي والفنونُ
فهذا سرنا المكتوم فطن / لما قلناه والعلم المصونُ
ولا تستودع الاسرار إلا / فؤادك فهو موضعها الأمينُ
إذا حُفّاظ سرك زيد فيهم / فذاك السر أضيعُ مايكونُ
قرينك لا يكونُ قرين سوء / فإنَّ السر يسلبه القرينُ
إذا أرواحنا بالطبخ يوماً
إذا أرواحنا بالطبخ يوماً / غلظنَ فذلك العسل الثخين
وبالتركيب يغلظ بعد طبخ / بتدبير له أمدٌ وحين
فأعلى مائنا عسل مصفّى / وآخره عُرَىً ذهب ثمينُ
فيمسك ماؤنا بعراه حتى / يتم وذلك العقد المبين
وبدء جنيننا صلصال طين / بدا من لينه حَمَأٌ سَنينُ
تكوّن نطفة وله قرار / حصين لا يطاف به مكينُ
ففكر تستفد كنزاً دفيناً / فحلمتنا هي الكنز الثمين
ملائكة السماء همُ أمدّوا
ملائكة السماء همُ أمدّوا / ملوك الأرض بالنصر المبينِ
هما خلقان من قدس ولكن / ملوك الأرض تخلق بعد حين
فما في العلو من قدس خفيف / وما في الأرض من قدس ركين
ومازج نارنا حر خفي / فمن زاكٍ ومن جنس لعينِ
خزائن ربنا اجتمعت إليهم / وملك العالمين بلا قرينِ
فألف بينهم تظفر وتخرج / غوامض سرنا الخافي الدفينِ
لنا الأنهار من لبن وخمر
لنا الأنهار من لبن وخمر / ومن عسل ومن ماء معين
وفي أنهارنا رضراض تبر / ودر بين ياقوت ثمينِ
وهيكلنا المقدس فيه روح / وجسم والقرين مع القرينِ
نرشّ عليه من ماء لطيف / يعيش به ويسخنه بلينِ
ونغسله بماء البحر حتى / يزول ظلاله عنه لحينِ
ونجعل جسمه روحاً لطيفاً / فيمتزجان في الكنّ الكنينِ
فذاك دواؤنا الفاروق يشفي / بشربته من الداء الدفينِ