القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الخَيّاط الكل
المجموع : 4
تَجافَ عَنِ الْعُفاةِ وَلا تَرُعْهُمْ
تَجافَ عَنِ الْعُفاةِ وَلا تَرُعْهُمْ / فَإِنِّي ناصِحٌ لَكَ يا زَمانُ
أَخافُ نَدى يَمِينِ الْمُلْكِ يَقْضِي / عَلَيْكَ إِذا هَمَتْ تِلْكَ الْبَنانُ
وَقَدْ عايَنْتَ سَطْوَتَها غَداةَ اسْ / تَطَلْتَ وَلَيْسَ كَالْخَبَرِ الْعِيانُ
أَبَعْدَكَ أَتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ
أَبَعْدَكَ أَتَّقِي نُوَبَ الزَّمانِ / أَبَعْدَكَ أَرْتَجِي دَرَكَ الأَمانِي
أَيَجْمُلُ بِيَ الْعَزاءُ وَأَنْتَ ثاوٍ / أَيَحْسُنُ بِي الْبَقاءُ وَأَنْتَ فانِ
لِكُلِّ رَزِيَّةٍ أَلَمٌ وَمَسٌّ / وَلا كَرَزِيَّةِ الْمَلِكَ الهِجانِ
وما أَنا بِالرَّبِيطِ الْجَأْشِ فِها / فَأَسْلُوَهُ وَلا الثَّبْتِ الْجَنانِ
أُلامُ عَلَى امْتِناعِ الشِّعْرِ مِنِّي / وَما عِنْدَ اللَّوائِمِ ما دَهانِي
أَلِي قَلْبٌ أَلِي لُبٌّ فَأَمْضِي / مَضاءَ السَّيْفِ فِهِ وَالسِّنانِ
كَفى بِدَلِيلِ حُزْنِي أَنَّ دَمْعِي / أَطاعَ وَأَنَّ فِكْرِيَ قَدْ عَصانِي
إِذا خَطَرَتْ لِمَجْدِ الدِّينِ ذِكرى / وَجَدْتُ الشِّعْرَ حَيْثُ الشِّعْرَيانِ
وَما إِنْ ذاكَ تَقْصِيرٌ بِحَقٍّ / وَلكِنَّ الأَسى قَيْدُ اللِّسانِ
وَمَنْ كَمُصِيبَتِي وَعَظِيمِ رُزْئِي / أُصِيبَ وَمَنْ عَراهُ كَما عَرانِي
أَعَضْبَ الدَّوْلَةِ اخْتَرَمَتْكَ مِنّا / يَدٌ ما لِلأَنامِ بِها يَدانِ
وكُنْتَ السَّيْفَ تُشْحَذُ شَفْرَتاهُ / لِفَلِّ كَتِيبَةٍ وَلِفكِّ عانِ
فَقُطِّعَ بِالنَّوائِبِ صَفْحَتاهُ / وَفُلِّلَ بِالْخُطُوبِ الْمَضْرِبانِ
سَحابٌ لِلأَباعِدِ مُسْتَهِلُّ / وَبَحْرٌ مُسْتَفِيضٌ لِلأَدانِي
وَبَدْرٌ لَوْ أَضاءَ لَما أَسِينا / عَلى أَنْ لا يُضِيءَ النَّيِّرانِ
سَأُنْفِقُ ما بَقِيتُ عَلَيْكَ عُمْرِي / بُكاءً شَأْنُهُ أَبَداً وَشانِي
وَلَو أَنِّي قَتَلْتُ عَلَيْكَ نفْسِي / مُكافاةً لِحقِّكَ ما كَفانِي
أَمِنَ الْمُلْكِ حَسْبُكَ مِنْ أَمِينِ
أَمِنَ الْمُلْكِ حَسْبُكَ مِنْ أَمِينِ / وُقِيتَ نَوائِبَ الزَّمَنِ الْخَؤُونِ
لِيَهْنِ الْمُلْكَ أَنَّكَ بِتَّ مِنُْ / بِمَنْزِلَةِ الْخَدِينِ مِنَ الْخَدِينِ
وَلَوْ تُحْبا بِقَدْرِكَ كُنْتَ مِنْهُ / مَكانَ التّاجِ مِنْ أَعْلى الْجَبِينِ
سَمَوْتَ بِهِمَّتَيْ عَزْمٍ وَحَزْمٍ / وَطُلْتَ بِشِيمَتَيْ كَرَمٍ وَدِينِ
فَما تَنْفَكُّ مِنْ فَضْلٍ عَمِيمٍ / عَلَى الْعافِي وَمِنْ فَضْلٍ مُبِينِ
كَأَنَّكَ مُطْلَقُ الْحَدَّيْنِ ماضٍ / أَفاضَتْ ماءهُ أَيْدِي الْقُيُونِ
صَفاءُ خلائِقٍ وَبَهاءُ خَلْقٍ / فَسَعْداً لِلْقُلُوبِ وَلِلْعُيُونِ
كَأَيّامِ الصِّبا حَسُنَتْ وَرَقَّتْ / وَأَيّامِ الصَّبابَةِ وَالشُّجُونِ
ظَنَنْتُ بِكَ الْجَمِيلَ فَكُنْتَ أَهْلاً / لِتَصْدِيقِي وَتَصْدِيقِ الظُّنُونِ
وَما شيِمَتْ سَحابُ نَداكَ إِلاّ / سَحَبْتُ ذَلاذِلَ الْحَمْدِ الْمَصُونِ
فَما بالِي جُفِيتُ وَكُنْتُ مِمَّنْ / إِلَيْهِ الشَّوْقُ مَجْلُوبُ الْحَنِينِ
أَبَعْدَ تَعَلُّقِي بِكَ مُسْتَعيذاً / وَأَخْذِي مِنْكَ بِالْحَبْلِ الْمَتِينِ
يُرَشَّحُ لِلْعُلى مَنْ لَيْسَ مِثْلِي / وَيُدْعى لِلغِنى مَنْ كانَ دُونِي
أَرى عِيدانَ قَوْمٍ غَيْرَ عُودِي / مِنَ الأَثْمارِ مُثْقَلَةَ الْغُصُونِ
وَمالِي لا أَذُمُّ إِلَيْكَ دَهْرِي / إِذا الْمُتَأَخِّرُونَ تَقَدَّمُونِي
وَما إِنْ قُلْتُ ذا حَسَداً لِحُرٍّ / أَفاقَ الدَّهْرُ فِيهِ مِنَ الْجُنُونِ
وَلكِنَّ الْعُمُومَ مِنَ الْغَوادِي / أَحَقُّ بِشِيمَةِ الْغَيْثِ الْهَتُونِ
لَقَدْ قَبَضَ الزَّمانُ يَدِي وَأَعْيَتْ / عَلَيَّ رِياضَهُ الْحَظِّ الْحَرُونِ
وَما اسْتَصْرَخْتُ فَيْضَ نَداكَ حَتّى / عَنانِي مِنْهُ بِالْحَرْبِ الزَّبُونِ
بَقِيتَ لِرَوْحِ مَكْرُوبٍ لَهِيفٍ / دعاكَ وَفَكِّ مأْسُورٍ رَهِينِ
وَعِشْتَ مُحَسَّدَ الأَيّامِ تَسْمُو / إِلى الْعَلْياءِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ
أَلَيْسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثْلِي
أَلَيْسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثْلِي / وَأَنْتَ صَفِيُّهُ يَشْكُو الزَّمَانا
وَما جَارَتْ خُطُوبُ الدَّهْرِ إِلاَّ / وَجَدْتُكَ مِنْ حَوَادِثِها أَمانا
وَلا ابْتَسَمَتْ ثُغُورُ النَّوْرِ إِلاَّ / ذَكَرْتُ بِها خَلائِقَكَ الْحِسانا
خُلِقْتَ أَبَرَّ هذا الْخَلْقِ كَفَّاً / وَأَجْدَاهُمْ وَأَنْدَاهُمْ بَنَانا
فَلَوْ أَنَّ الْعُلى كانَتْ قَناةً / لَكُنْتَ أَبا الْحُسَيْنِ لَها سِنانا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025