المجموع : 4
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي
لئِنْ خَاضَ المَنَايَا لِلأَمانِي / فَبِكْرُ الفَتْحِ للْحَرْبِ العَوانِ
وَإِن عَرَضَ العِدى لَيْلاً مَحاهُم / بِصُبْحٍ مِنْ صَقيلٍ هِنْدوانِي
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا
أبُسْتَانَ الرّصَافَة لا / هَوِيتُ سِوَاكَ بُسْتَانا
تَخَالُ الدّوْحَ مُخْتَلِفاً / بِهِ شِيباً وَشُبَّانا
وَقَدْ لَبِسَت مَفَارِقُها / مِن الأنْداءِ تِيجانا
تَجُولُ بهِ جَدَاوِلُهُ / وَتَغْشَى النَّهْرَ أزْمانا
فَتَحْسَبُها إِذَا انْسَابَتْ / أَراقِمَ زُرْن ثُعْبَانا
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي
جَنَانِي عَامِرٌ بِهَوَى جَنَانِي / وإنْ صَدَعَتْ بِرِحْلَتِهَا جَناني
وَطَرْفِي لَيْسَ يَعْنيهِ سِوَاها / وَلَوْ عَنَّتْ لَهُ حُورُ الجَنانِ
رَأَى مِنْها قَضِيباً مِنْ لُجَيْنٍ / يَجُرُّ الوَشْي لا مِنْ خَيْزُرَانِ
وَشَمْساً مَا تَوَارَت في حِجَابٍ / بِغَيْرِ الصَّوْنِ قَطُّ وَلا صِوانِ
عَلَيْهَا مِثْلُ ما تَفْتَرُّ عَنْهُ / مِنَ الدُّرِّ المُنَظَّمِ والجُمانِ
وَغَازَلَهَا مَهَاةً وَسْطَ قَصْرٍ / وَعَهْدِي بِالمَهَا وَسْطَ الرِّعانِ
فَأَغْنَتْهُ مَحَاسِنُهَا اللوَاتِي / سَلَبْنَ كَراهُ عَنْ حُسْنِ الغَوانِي
وَقادَ إلَى هَوَاها القَلْبَ قَهْراً / فَأَصْبَحَ في يَدَيْهَا القَلْبُ عَانِ
تَعَالَى اللَّه طَرْفِي جَرَّ حَتْفِي / لأَحْصُلَ مِنْ هَوَايَ علَى هَوَانِ
وأَيَّامي هَدَمْنَ مُنِيفَ سِنِّي / وهُنَّ لِعُمْرِها كُنَّ البَوَانِي
دَجَا ما بَيْنَنا فَمَتَى وحَتَّى / يُنِيرُ وفِي إِجَابَتِها تَوانِ
وقُلْتُ أُخِيفُها لِتَكُفَّ عَنِّي / فقالَت لِي يُقَعْقَعُ بالشِّنانِ
فَكَيْفَ تَرَى وَقَد شَبَّتْ وغَاها / أَأُقْدِمُ أم أفِرُّ مَعَ الهَوَانِ
أَمَا إنَّ اللَّيالِيَ غَالِبَاتٌ / ولَوْ يُغْرَى بِنَصرِي الفَرْقَدانِ
إِذا لَمْ ألْقَها بِعُلَى ابْنِ عيسَى / وحَسْبِيَ مِنْ حُسَامٍ أَو سِنَانِ
فَلَسْتُ مِنَ الإيَابِ عَلَى يَقينٍ / وَلَسْتُ مِنَ الذَّهابِ عَلَى أمَانِ
فَإنَّ أَبا الحُسَيْنِ يَنَالُ مِنْهَا / مَنَالَ الذُّعْرِ في قَلْبِ الجَبانِ
يُنَهْنِهُهَا مَتَى نَهَدَتْ لِحَرْبِي / ويَأْخُذُ لِي الأَمَانَ مِنَ الزَّمانِ
علمت أبا الحُسَينِ عَنَاه أَمْرِي / فَإِنِّي أمْرُ خِدْمَتِهِ عَنَانِي
هُمَامٌ لا يُفَارِقُهُ اهْتِمَامٌ / بِشَاني رَاغِبٍ فِيهِ وَشَانِي
يُفيضُ عَلَى الوَلِيِّ غَمَامَ رُحمَى / وَيُغْضِي عِزَّةً عَن كُلِّ جَانِ
سَعِيدٌ مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ / مَكِينُ الحَمْدِ مَحْمُودُ المَكانِ
يُقَيِّدُ في مَنَائِحِهِ جُفونِي / وأُطْلِقُ في مَدائحِهِ عِنَانِي
أقَامَ وَصِيتُهُ غَرْباً وَشَرْقاً / يَجُوبُ الأرْضَ لا يَثْنِيهِ ثَانِي
لَهُ لَهَجٌ بِمُخْتَرعِ المَعَالي / كَمَادِحِهِ بِمُخْتَرعِ المَعَانِي
ويَرْسُو للْفَوَادِحِ طَوْدَ حِلْمٍ / ويَهْفُو للْمَدَائِحِ غُصْنَ بانِ
مُعِينٌ كُلَّ آوِنَةٍ مُعَانٌ / فَيَا لَك مِنْ مُعِينٍ أَو مُعانِ
إذَا قَسَتِ اللَّيالِي فاعْتَمِدْه / تَجِدْ عَطْفاً عَمِيماً في حَنانِ
نَأَى ودَنَا مَكاناً وامْتِنَاناً / فَيَهْنِي المَجْدَ نَاءٍ مِنْهُ دانِ
لقَد قَبُحَتْ سَجايا الدّهْرِ حَتَّى / حَباها مِنْ سَجَاياه الحِسَانِ
فَأَصْبَحَ مِنْ أَذاه النَّاسُ طُرّاً / بِسِيرَتِهِ الكَريمَةِ في ضَمَانِ
وَإلا كَيْفَ كَفَّ عَنِ اهْتِضَامِي / وَإلا كَيْفَ عَفَّ عَنِ امْتِهانِي
أَبا الأمْجَادِ وَافَاكُمْ نِدائِي / يَهُزُّكَ هِزَّة العَضْبِ اليَمانِي
دَعَوْتُكَ والكَريمُ النَّدْبُ يُدْعَى / لِبِكْرٍ مِنْ خُطُوب أَوْ عَوَانِ
وَجِئْتُكَ سُؤْرَ أيَّام لِئَامٍ / أُعَانِي مِنْ أذَاهَا مَا أُعَانِي
وحُبُّ عَلائِكُم مِلْءُ الجَنَانِ / وشُكْرُ حَبَائِكُم مِلْءُ اللِّسَانِ
فَزَادَ على الذي أخْبَرْتُ نَفْسي / بِه مِنْ رَعْيِكَ الوَافي عِيَانِي
ومِثْلُكَ رَقَّ سُؤْدَدُهُ لِمِثْلِي / فَأجْنَى راحَتي شُمَّ الأَمانِي
وَراشَ جَنَاحِيَ المَقْصُوصَ ظُلْماً / وَأنْسَانِي الأحِبَّةَ والمَغَانِي
فَدُمْتَ أبَا الحُسَيْنِ لَنَا مَلاذاً / يُجِيرُ عَلَى الأَقَاصِي والأَدانِي
وَدُمْتَ أَبَا الحُسَيْنِ لَنَا رَبِيعاً / نَصيفُ بِهِ ونَشْتُو في أمَانِ
تَحَيَّفَ حالَتِي حَيفُ الزَّمانِ
تَحَيَّفَ حالَتِي حَيفُ الزَّمانِ / وَصِدْقُ اليَاسِ مِن كذِبِ الأَمانِي
وَبَرت فِي أَلِيَّتِهَا الليالِي / بِتَرْويعِي فَأَنَّى بِالأَمانِ
أَمَا قنعت وَقَدْ كَلِفَت بِهَضْمِي / وَضَيْمِي دُونَ أَبناءِ البَيانِ
أُحاوِلُ أَن أَقومَ لِمَا يُوَاتِي / فَتُقْعِدُنِي الخُطُوبُ بِلا تَوانِي
وَأَطْباقُ الثرَى بِالحُرِّ أَحْرَى / إِذا أَلْفَى الثراءَ مِنَ الهَوانِ
فَهَلْ مِنْ آخِذٍ بِيَدي أخيذٍ / بِعَينِ اللَّهِ شدّةُ ما يُعانِي
أَيا مَا أَشتَكِيهِ من أَيامِي / عوَارٍ فِي يَدِ البَلوَى عَوانِي
وَمَا أَبغِي عَلَى تَلَفِي دَلِيلاً / كَفانِي أَننِي حَيٌّ كَفانِي