كَتَبتُ وَفَرطُ شَوقي قَد عَناني
كَتَبتُ وَفَرطُ شَوقي قَد عَناني / وَقَد بَعُدَ اللِقاءُ عَلى التَداني
وَما في البَيتِ لي ثانٍ فَكُن لي / جُعِلتُ فِداكَ يا مَولايَ ثاني
فَعِندي ما يُجاوِزُ كُلَّ وَصفٍ / وَما يُرضي الخَليلَ إِذا أَتاني
خَروفٌ أَظهَرَ الشَوّاءُ فيهِ / تَأَنُّقَهُ فَلَيسَ لَهُ مُداني
غِلالَةُ باطِنٍ مِنهُ لُجَينٌ / وَظاهِرُهُ غِلالَةُ زَعفَرانِ
وَكَأسٌ مِثلُ عَينِ الديكِ صِرفٌ / لَها حَبَبٌ كَمَنظومِ الجُمانِ
تَقادَمَ عَهدُها فَبَدَت كَشَخصٍ / عَديمِ الحُسنِ مَوجودِ العَيانِ
لَها في كَفِّ شارِبِها شُعاعٌ / تَطَرَّفَ مِنهُ مُبيَضُّ البَنانِ
يَطوفُ بِشَمسِها قَمَرٌ مُنيرٌ / تَمَكَّنَ طالِعاً في غُصنِ بانِ
وَإِن أَحبَبتَ مُسمِعَةً أَتَتنا / مُحَذَّفَةً بِأَصنافِ الأَغاني
تُطَلِّقُ هَمَّ سامِعَها ثَلاثاً / بِتَحريكِ المَثالِثِ وَالمَثاني
فَهذا عِندَنا وَلَدونَ هذا / لَعَمرُكَ ما كَفاكَ وَما كَفاني
فَزُرنا لا عَدِمتُكَ مِن صَديقٍ / تَتِمُّ لَنا بِزَورَتِهِ الأَماني