أُريَّة أَنتِ فائِدَةُ الزمانِ
أُريَّة أَنتِ فائِدَةُ الزمانِ / فَقَد فُقتِ المَمالِكَ في مَعانِ
وَقَد رُمناكِ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ / فَأَدناكِ الإِلَهُ بِلا تَوانِ
بَذَلنا جُهدَنا عَزما وَحَزماً / وَوَطَّنّا الكُماةَ عَلى الطِعانِ
وَأَجهَدنا العَزائِمَ وَالمَساعي / وَأَعملَنا الحُسامَ مَعَ السِنانِ
لِيُهَنيء أَهلَ مالِقَةَ اِنتِصاري / وَإِعزازي لَهُم بَعدَ الهَوانِ
سَيُنقِذُهُم وَيُنميهِم جَميعاً / رِضاعُ الخَيرِ إِن دَرَّت لِباني
وَأُرقيهِم ذُرى دَرَجِ المَعالي / كَما أُجنيهِمُ ثَمرَ الأَماني
وَأَضعافُ الَّذي يُبدي لِساني / إِلَيهِم ما يَجِنُّ لَهُم جِناني
فَحُقَّ عَلَيهِمُ شُكرُ اِمتِعاضي / وَما خلقي اِمتِنانٌ بِامتِنانِ
وَلَكِنَّ الحَقائِقَ مُخبِراتٌ / وَكَم خَبَرٍ يَنوبُ عَنِ العيانِ
أَلَم أُعتِقهُمُ مِن ذُلِّ كُفرٍ / جَرى في ضيمِهِم مِلءَ العِنانِ
وَتوراةٌ مُحَرَّقَةٌ أَعَزَّت / فَطالَت ذُلَّةُ السَبعِ المَثاني
إِلى أَن ثارَ بي عَزمٌ يَمانٍ / فَأَدرَكَ سُؤلهُ العَضبُ اليَماني
وَأُنضيَتِ الصَوارِمُ خاطِياتٍ / فَكانَ قَضاؤها سِحرُ البَيانِ
فَعادَ البِرُّ مَعمورَ المَغاني / وَآضَ الفسقُ مَهدومَ المَباني
وَقامَ إِمامُ جامِعِهِم يُصَلّي / وَآنسَتِ المَسامِعُ بِالآذانِ
وَكانَ ذَوو الهُدى ما بَينَ ثاوٍ / قَتيلٍ أَو فَقيدِ العَقلِ فانِ
مُذِ اِقتَرَنَت بِبَرِّهِمُ يَهودٌ / أَباحَ حُسامُهُم حُسنَ القِرانِ
عَتادي أجرُ ما أولَيتُ فيهِم / مِنَ الفَتَكاتِ بِكرٍ أَو عَوانِ
وَحَسبي في سَبيلِ اللَه مَوتٌ / يَكونُ ثَوابُهُ خُلدَ الجِنانِ