القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعْتوق المُوسَوِيّ الكل
المجموع : 2
هلُمَّ بنا إلى أرضِ الحَجونِ
هلُمَّ بنا إلى أرضِ الحَجونِ / عسى نقضي الغَداةَ بها دُيوني
وسائِلْ جيرَةَ المَسْعى لماذا / وفَيْتُهُم وقد قبَضوا رُهوني
وعرِّجْ في المقامِ برَبْعِ لَيلى / لتَنْثُرَ فوقَه دُررَ الشّؤونِ
وفتِّشْ ثَمَّ عن كَبدِي فعَهدي / هُنالِكَ قد أراقَتْها عُيوني
وحيِّ على الصّفا حَيّاً قليلاً / له وضعُ الجَبينِ على الوجِينِ
وملعَبَ حورِ جنّاتٍ سَقَتْنا / به الوِلْدانُ كأساً من مَعينِ
محلّاً فيه أسرارُ الأماني / محجَّبةٌ بأحشاءِ المَنونِ
تَسومُ بها القُلوبَ فتشْتَريها / ثَنايا البيضِ بالدُّرِّ الثّمينِ
به تُبدي الشّموسُ دُجىً وتَحمي / بُدورَ قِيانِه شبهُ القُيونِ
يَزرُّ به الحَديدُ على العَوالي / وينسَدِلُ الحَريرُ على الغُصونِ
بسَمْعي من غَوانِيه كُنوزٌ / فَقِفْ فيها لتَنْظُرَها جُفوني
ولي في الخَيْفِ أحبابٌ كِرامٌ / لديّ وإنْ همُ لم يُكرِموني
خضعْتُ لحُبِّهم ذُلّاً فعزّوا / ودِنتُ لحُكمِهم فاِستعبدوني
همُ اِجتمعوا على قتْلي بجمعٍ / ففيمَ على المنازِلِ فرّقوني
عُيوني في هَواهُم أدخلَتْني / وفي العَبَراتِ منها أخرجوني
تقاسَمْتُ الهوى معهُم ولكن / تسلَّوْا عن هَوايَ وهيَّموني
وإذ كُنتُ القَسيمَ بغير عَدلٍ / نجَوْا منهُ وحازوا الصّبرَ دوني
تمرُّ ظِباهُمُ متبرقِعاتٍ / محافظةً على الحُسنِ المَصونِ
فلَيْتَ مِلاحَهُم عدَلَتْ فأعطَتْ / حمائِمَ حَليِها خرسَ البُرينِ
تَغانَوْا بالقُدودِ عنِ العَوالي / وبالأجفانِ عنْ ما بالجُفونِ
فبَينَ لحاظِهِم كم من طَريحٍ / وبينَ قُدودِهمْ كم من طَعينِ
أنا الخِلُّ الوفيُّ وإن تجافَوا / وسايِلْهُم وإن لم يرفِدوني
أودُّ رِضاهُمُ لو كان حَتفي / وأوثِرُ قُربَهُم لو قرّبوني
ألا يا أهلَ مكّةَ إنّ قلبي / بكُم عَلِقَتْهُ أشراكُ الفُنونِ
جميعي صفقةً مني اِشتَرَيْتُم / فدَيْتُكُم ولِمْ بعّضْتُموني
نقلْتُم نحو مكّتِكم فؤادي / وبينَ الكرْخَتَيْنِ تركتُموني
غَرامي في هواكُم عامريٌّ / فهل ليلاكُمُ علِمَتْ جُنوني
أمِنتُكُم على قَلبي فخُنْتُم / وأنتُم سادةُ البلدِ الأمينِ
لَئنْ أنسَتْكُمُ الأيّامُ عَهدي / فذِكرُكُمُ نَجيّي كلَّ حِينِ
وإنْ وَهَنَتْ قِوايَ فإنّ دَمعي / على كَلِفي بكُم أبداً مُعيني
وإن صَفِرَتْ يَدي منكمْ فجدوى / عليّ المجدِ قد ملأتْ يَميني
حليفُ ندىً مكارمُه وفَتْ لي / بما ضَمِنَتْ من الدّنيا ظُنوني
جَسيمُ الفضلِ منتحِلُ المَواضي / رفيعُ القَدْرِ ذي الشّرفِ المَكينِ
كريمُ النّفسِ في سُنَنِ السّجايا / موقّى العِرض عن طعنِ المُشينِ
على الكُبَراءِ يُبدي كِبْر كِسرى / وللفقراءِ ذُلَّ المستَكينِ
إذا عُدّتْ فنونُ الفخرِ يوماً / فمَفخرُهُ مقدّمَةُ الفُنونِ
نسيبٌ جاءَ من ماءٍ طَهورٍ / وكلُّ الخلقِ من ماءٍ مَهينِ
وهل يحكي عناصرَهُ نسيبٌ / وما اِختلطَتْ عَواليها بطِينِ
يَفوحُ شَذا العَبا منه ويَحكي / جَوانبَها مُزاحمَةُ الأمينِ
بفَلْقِ البدرِ موسومُ المحيّا / لردِّ الشمسِ منسوبُ الجَبينِ
هُمامٌ لو أراعَ فؤادَ رَضْوى / لزلْزَلَ رُكنَها بعد السّكونِ
ولو أعدى الصخور عليه سالت / جوامدُها بجاريةِ العيونِ
حِباءُ الليثِ إذ يغشى الأعادي / له وتبسُّمُ السّيفِ السّنينِ
يشمُّ ذَوابِلَ المُرّانِ حُبّاً / ويُعرضُ عن غَضيضِ الياسَمينِ
ويرغبُ في قِتالِ الأُسْدِ حتّى / كأنّ سُيوفَها لفَتاتُ عِينِ
ترى في السِّلْمِ منه حَيا الغواني / وفي هيَجانِه أسَدَ العرينِ
إذا سُلَّتْ صَوارمُهُ أطالَتْ / سُجودَ الذُلِّ هاماتُ القُرونِ
تظنُّ غَمودَهُنّ إذا اِنتضاها / غصَبْنَ الصّاعقاتِ من الدُجونِ
يُبيحُ ذُكورها العزَماتُ منه / فُروجَ المُحصَناتِ من الحُصونِ
كتبْنَ على حواشيها المَنايا / حواشيها على شرح المُتونِ
تَساوى الخلقُ في جدواهُ حتّى / فراخُ القَيْحِ وهي على الوُكونِ
وسلّمتِ الورى دعوى المَعالي / له حتّى الأجنّةُ في البُطونِ
يُضِرُّ ثَناهُ بالجَرْعى ويُحيي / مَسيحُ نَداهُ مَوتى المُعتَفينِ
برؤيةِ وجهه نيلُ الأماني / وفي راحاتِه رَوْحُ الحزينِ
كثيرُ الصّمتِ إن أبدى مَقالاً / ففي الأحكامِ والفضلِ المُبينِ
وإنْ خفقَتْ له يوماً بُنودٌ / فأجنحةٌ لدُنيا أو لِدِينِ
أراضَ جوانحَ الحِدْثانِ حتّى / به ثبتَتْ لنا صفةُ الصُّفونِ
يرى أموالَهُ في عين زُهدٍ / فيعتقدُ اللُجَينَ من اللَّجينِ
ويلقى الدّارعين بآي موسى / فيفلِقُ عنهمُ لُجَجَ الضّغونِ
تشرّفتِ العُلا بأبي حُسينٍ / فبورِك بالمكانِ وبالمَكينِ
فيا اِبنَ الطّاهرينَ ومَنْ أُزينَتْ / بفضلِ حديثهمْ سِيَرُ القُرونِ
ويا اِبْنَ المُحسنينَ إذا الليالي / أساءَتْ كلَّ ذي خطرٍ بهونِ
لقد حسُنَتْ بكَ الدنيا وجادَتْ / بنَيلِ النُّجْح في الزمن الضّنينِ
وفكّ الجودُ أغلالَ العَطايا / وأمسى البُخلُ في قَيدِ الرّهينِ
فسمعاً من ثَنايَ عليكَ لفظاً / يهزّ مناكِبَ الصّعبِ الحَزونِ
أنا ابنُ جَلا القَريضِ متى شكَكْتُم / وطلّاعُ الثّنا أفتَعرِفوني
خُذِ الألواحَ من زُبُرِ القوافي / فنُسخَتُهنّ ترجمةُ اليَقينِ
بكَ الرّحمنُ علّمني المَعاني / وأوحاها إلى قلَمي ونُوني
فكم قومٍ لديكَ تَرى محلّي / فتَغبِطُني وقومٍ يحسدُوني
ليَهنكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ / حكاكَ فجلَّ عن شِبهِ القَرينِ
فضحِّ نُفوسَ أهلِ الغَدرِ فيه / وقرِّبْ مهجةَ الدّهرِ الخَؤونِ
ولا برحَتْ عليكَ مخيّماتٍ / سُرادِقُ رِفعةِ الشّرفِ المَكينِ
تَصاحى وهو مخمورُ الجَنانِ
تَصاحى وهو مخمورُ الجَنانِ / وهل يصحو فتىً يهوى الغَواني
وأوْرى وجْدَهُ فشكا وورّى / عنِ الأحداقِ في نُوَبِ الزّمانِ
وهل في النّائِباتِ السّودِ شيءٌ / أشدُّ عليه من حدَقِ الحِسانِ
وهل كذوائِبِ الفتيانِ منها / عليهِ تطاولَتْ ظُلَمُ اِمْتِحانِ
تديّن في الهَوى العُذْريِّ حتّى / رأى عِزَّ المحبّةِ بالهَوانِ
أشَدُّ من الأسودِ إذا لَقيها / وفيه عنِ المَهى فرقُ الجَنانِ
فليسَ يفرُّ إلّا عن قِتالٍ / به القاماتُ من عُدَدِ الطِعانِ
إلامَ يرومُ سترَ الحبِّ فيه / فتكشفُ عنه عَثْرات اللِّسانِ
يُشبّبُ بالحُوَيزةِ وهو صبٌّ / تغزُّلُه بغِزلانِ اللِّقانِ
ويسفَحُ دمعَهُ بالسّفحِ شَوقاً / ويلمعُ مضحكُ البَرقِ اليَمانِ
ويطوي السّرَّ منه وكيفَ يَخفى / وفي عينيهِ عُنوانُ العَلانِ
لقد شُغِفَتْ حُشاشتُهُ بنجدٍ / فهامَ بها وحنّ إلى المَجاني
رأى حِفظَ العُهودِ لساكِنيها / وضيّع قلبَهُ بين المَغاني
رهينُ قُوىً على خدّيه تجري / سوابِقُ دمعِه جرْيَ الرِّهانِ
يمرّ على حَصى الوادي فيبكي / فينتثِرُ العقيقُ على الجُمانِ
وتنفحُهُ الصّبا فيميلُ سُكْراً / كأنّ بريحِها راح الدّنانِ
فهل من مُسعِدٍ لفتىً تفانى / فأدْرَكهُ الوجودُ من التّفاني
عليه قضى البِعادُ فعاد حيّاً / لأجلِ عذابِه فيما يُعاني
إذا قبضَ الإياسُ الرُّوحَ منه / به نفخَ الرّجا روحَ التّداني
تُشَبُّ بقَلبه النيرانُ لكنْ / يُشمُّ منَ الحِمى نفَسُ الجنانِ
سقى اللّه الحِمى غيثاً كدمعي / تَسيلُ به البِطاحُ بأُرجُوانِ
ولا برِحَتْ تُجيبُ به اِرتياحاً / قَماري الدّوحِ أقمارَ القِيانِ
حِمىً فيه البُنودُ تُمَدُّ منها / على البيضاءِ أجنحةُ الأماني
ومُرتَبعاً به الضِرغامُ يَبني / كِناسَ الظَبي في غابِ اللِّدانِ
تلوحُ عليهِ نارٌ من حديدٍ / وأخرى للضّيوفِ على الرّعانِ
فكم تزهو به جنّاتُ حُسْنٍ / وكم تجري عليهِ عُيونُ عانِ
بأجفُنِ بيضِه حُمرُ المَنايا / وتحتَ قِبابه بيضُ الأماني
محلّاً في الملاعِب منه تبدو / كواعبُ كالكواكبِ في قِرانِ
حِسانٌ كالشُموعِ تَرى عليها / ذوائِبَها كأعمدةِ الدُخانِ
تماثيلٌ تضلُّكَ لو تَراها / عذرْتَ العاكفين على المداني
بروحي غادةٌ منهنّ تبدو / إلى قلبي وتنأى عن مَكاني
يمثّلها الخيالُ خيال طَرفي / فأُبصرُها وتُحجَبُ عن عِياني
تقُدُّ البيضَ في جَفْنٍ نَحيفٍ / وتَفري السّابغاتِ بغصنِ بانِ
إذا نبذَتْ إلى سمعي كلاماً / حسِبْتُ لسانَها نبّاذَ حانِ
ثناياها كدُرِّ ثَنا عليٍّ / مرتّلةً مرتّبةَ المَعاني
ومُقلتُها وعزمتُهُ سَواءٌ / كِلا السّيفينِ نصلٌ هُندواني
هَواهُ إلى المديحِ كما دعَتْني / كذا التشبيبُ فيها قد دَعاني
حليفُ المَكرُمات أبو حُسينٍ / عزيزُ الجارِ ذو المالِ المُهانِ
أخو هِمَمٍ إذا اِنبعثَتْ فأدنى / مواضيها على هامِ الزّمانِ
وأخبارٍ سرَتْ فبكلِّ أرضٍ / لها عبقٌ يضرُّ بكلِّ شانِ
وأمثالٍ تلذُّ بكلِّ سمعٍ / كأنّ بضرْبِها ضرْبَ المثاني
وأخلاقٍ كروضِ المُزنِ تحكي / مباسِمُها ثُغورَ الأُقحُوانِ
خِصالٌ كاللآلي نافسَتْها / عليه قلائِدُ البيضِ الحَصانِ
شِهابُ وغىً يهزُّ سريَّ نصلٍ / وليثُ سُرىً يَصولُ بأُفعوانِ
يرى وضحَ النّصولِ فُصولَ شَيبٍ / فيخضِبُها بأحمرَ كالدِّهانِ
تبنّاهُ السّحابُ فكان أحرى / بذي الدّعوى عليه النَّيّرانِ
وواخاهُ الحُسامُ فكان منهُ / بمرتبةِ القناةِ منَ السِّنانِ
وحلّتْ منه منزلةَ المَعالي / فأضحَتْ كالخواتِمِ في البَنانِ
وحلّى المجدَ في دُرَرِ السّجايا / فأمْسى وهو كالأفُقِ المُزانِ
كَسا تُرْكَ النّجومِ مُسوحَ نقْعٍ / وروميَّ النّهارِ بطَيْلَسانِ
وأنبتَ في فؤادِ الصُّبحِ رَوعاً / فها كافورُه كالزّعْفَرانِ
كأنّ بُنودَهُ حجّابُ كِسْرى / على كلٍّ قميصٌ خُسْرَواني
وحُمرُ ظُباهُ للمرّيخ رهْطٌ / فكلٌّ عندَميُّ اللّونِ قانِ
توهّمَ أن تَميدَ الأرضُ فيه / فوقّرَها براسيةِ الجَنانِ
وأيقنَ أنّ بذْلَ المالِ يُبقي / له بُقْيا فخلّدَه بِفانِ
لقد غلِطَ الزّمانُ فجادَ فيه / وأعْقَمَ بعدَه فرْجُ الأوانِ
فلو حملَتْ من القمرِ الثُريّا / لما كادَتْ تَجيءُ له بثانِ
تورّث كلَّ فخرٍ من أبيه / وكلَّ تُقىً وفضلٍ واِمتنانِ
كأنّهُما صلاةُ الفجرِ هذا / لذا شَفْعٌ أو السّبعُ المَثاني
عَلا مِقدارُه فحكى عليّاً / فشاركَهُ بتسميةٍ وشانِ
هُما نجمانِ بينهُما اِشتراكٌ / لوِ اِقترَنا لقُلنا الفرقَدانِ
فكم من نهرِ سابورٍ تأتّى / له نصرٌ كيومِ النّهروانِ
وكم في التّابعين لآلِ حَربٍ / له من فتكةٍ بِكرٍ عَوانِ
وأشرفُ ما لهُ في الدّهر يومٌ / قضى يومَ الصّفوفِ بشهرَكانِ
ألا يا اِبْنَ الأيمّةِ من قُريشٍ / هُداةِ الخَلقِ من إنسٍ وجانِ
لقد أشبهتُهُم خَلقاً وخُلقاً / وحُكماً بالقضايا والبيانِ
ووافَيْتَ الزّمانَ وكان شيخاً / فعادَ سوادُ مفرِقِه الهِجانِ
عرَجْتَ إلى المعالي فوقَ طرفٍ / فجارَيْتَ البُراقَ على حِصانِ
كأنّك في اليد البيضاءِ موسى / ورُمحُكَ كالعَصا في زِيّ جانِ
سِنانُكَ عن لِسانِ الموتِ أضحى / لدى الهيجاءِ أفصحَ تَرْجُمانِ
وسيفُكَ لم يزلْ إمّا سِواراً / لملحَمةٍ وإمّا طوقَ جانِ
فدُمْ حتّى يعودَ إليك أمسٌ / وعِشْ حتّى يؤوبَ القارِظانِ
ومتّعكَ الإلهُ بعيدِ فِطْرٍ / وخصّكَ بالتّحيةِ والتّهاني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025