المجموع : 11
مليّ الحسن حالي الوجنتين
مليّ الحسن حالي الوجنتين / متى يقضي وعود الوصل ديني
أبثك إنّ عاذليَ المعنى / رآك بعين حبٍّ مثل عيني
فحاكى قلبه قلبي خفوقاً / وحكمت الهوى في الخافقين
لمثل هواك تجنح كل نفسٍ / وتسفح كلّ ناظرة بعين
صددت فما الأسى عندي بقلٍّ / ولا دمعي بدون القلتين
ولا جلد على إنكار دهرٍ / رمى قلبي الوحيد بفرقتين
مضى المحبوب ثم مضى شبابي / وأيّ العيش يصلح بعد ذين
هما هجرَا على رغمي فأرخ / حديث تلهفي بالهجرتين
بروحي عاطر الأنفاس ألمى / رشيق القدِّ ساجي المقلتين
يهزُّ مثقفاً من معطفيه / ومن جفنيه يجذب مرهفين
له خالان في دينار خدٍّ / تباع له القلوب بحبتين
وحول نقا سوالفه عذارٌ / كما شعرت نقوش في لجين
أظلّ إذا نظرت لوجنتيه / أنزّه في النقا والرقمتين
فيا لله من غصنٍ فريدٍ / وفي خدَّيه كلتا الجنتين
أما وحباب مبسمه المفدّى / على معسول كأس المرشفين
لقد عذُبت موارده ولكن / ندى المنصور أحلى الموردين
ندى ملك له في الملك خد / وجد فهو عدل الشاهدين
يمدُّ بساعدين إلى المعالي / ويتعب في النوال براحتين
كثير السعي في شرف ومجدٍ / قليل الشكو من ضجرٍ وأين
كأنَّ هواه في حبّ العطايا / يطالبه بدِين لا بدَين
إذا ما أشرقت خدَّاه بشراً / فعوّذها بربّ المشرقين
وإن حمل السلاح ليوم حربٍ / فقل في الليث ماضي الماضغين
يهشّ السيف في يمناه عجباً / ويبسم بالهنا سن الرّديني
ورُبَّ طلوب حلمٍ قد دعاه / فعاد بهين الأخلاق لين
بأروع ناصريِّ الذكر ما في / رواية فضله مثقال رين
يصيح للفظ مادحه بأذنٍ / وينعم من خزائنه بعين
ويجمع بالثنا والأجر دنيا / وآخرة فيرضي الضرَّتين
على حين الشبيبة في اقتبالٍ / وفرع الملك زاهي المعطفين
يقلّ لذكره الإقبال قدماً / وكيف يقاس ذو زين بشين
فلا تتبع لتبع ذكر جور / ودعنا من رعونة ذي رعين
أقام محمدٌ للفضل شرعاً / محا ما كان من شكٍّ ومين
ورادف حسن خَلق حسن خُلق / فلم يقنع بإحدى الحسنيين
كذا فليبقَ في أُفق المعالي / ووالده بقاء الفرقدين
أصوغ له مدائح لم يصغها / على سيف العلى نجل الحسين
وأطلق فيه ألفاظاً تسامت / على ألفاظ رهن المحسنين
تناسبت المحاسن يا لبينا
تناسبت المحاسن يا لبينا / فخلنا من بياض يدٍ جبينا
رنيدة وقتها سمنت بلطف / فما أشهى رنيدا أو سمينا
يطالب صدغها والخال قلبي / كأنَّ عليَّ للحبشان دينا
كما طالبت جودك يا ابن يحيى / وكم أجدى وكم أسدى إلينا
علاء الدِّين دمت لنا ملاذاً / وغوثاً إن أقمنا أو نأينا
لبست من السيادة ثوب فضلٍ / تعوَّد ذيله عطفاً علينا
ردين يقول ثناً وأجرٌ / ألا حييت عنا يا ردينا
ظبيٌ تبسم عن درٍّ ومرجان / وكان يكفي على الخدَّين مرجاني
آسٌ ووردٌ دعا خدَّام دمعيَ إذ / لباهما لؤلؤي قدماً ومرجاني
كما دعا جود مولانا الوزير رجا / لباه ذو فضةٍ تجري وعقيان
وزير مصر التي قالت وما كذبت / أنت العزيز رفيعاً فوق أجفاني
وذو الخصيبين من ذكر ومن قلمٍ / وذو الفخارين من اسمٍ ومن شان
فليهنه العيد إذ هنى بطلعته / عيداً وهنى جميع الناس عيدان
في رفعةٍ تحسنُ الأعراب أن تره / يرفع له الشأن أو يكسر له الشاني
كمال الدين عشت لنا ملاذاً
كمال الدين عشت لنا ملاذاً / تصوَّغ عن شمائله المعاني
وقعت على الجواد وأنتَ غيث / وقمت مسلماً خصب الجنان
فأيقنت الورى خصباً وقالوا / وقوع الغيث من خصب الزمان
سقى صوب الغمام زمان وصلٍ
سقى صوب الغمام زمان وصلٍ / قضينا فيه للأشواق دينا
وقابلنا بدور في غصونٍ / طوالع فاجْتلينا واجْتنينا
فما أصغت لداعي القرب أذنٌ / إلى أن مدَّ داعي البين عينا
فأمسينا كأنَّا ما افْترقنا / وأصبحنا كأنَّا ما الْتقينا
شدَا شدْوَ الحمام وماسَ غصنا
شدَا شدْوَ الحمام وماسَ غصنا / غني الحسن يطرب إن تغنى
فريدٌ وهو فتَّان التثني / فيا لله من فردٍ تثنى
بغطفٍ مثل منطقه رشيق / ولفظ يعجب الأسماع لحنا
وشكل معرب عن كلّ حسنٍ / وخصر مثل جسمي فيه مضنى
فما أشهى محيَّا منه زاهٍ / ولحظاً ما رمى قلباً فأسنا
وما أشهى عذاراً قد سباني / بحرفٍ جاء في حسنٍ لمعنى
عتبت ابن الوكيل وشكّ ظني
عتبت ابن الوكيل وشكّ ظني / فأعتبني وعادَ إلى اليقين
وقالَ نواله هيهات يشكو / ذوو الإقتار من عهدِي المتين
وماذا يبتغي الشعراء مني / وقد جاوزت حدّ الأربعين
بروحي سيداً ما كا
بروحي سيداً ما كا / نَ للسّادات يُحْوِجُني
بلطفِ النّظم أُبهِجُه / وبالإحسانِ يُبْهِجُني
ففي بيتٍ أفرّجه / وبستان يفرّجني
سعيت لباب سلطان البرايا
سعيت لباب سلطان البرايا / ودمع الشوق ملءُ المقلتين
فإن يكُ قد حظى مني حضوراً / فما دمعِي بدون المقلتين
لبست من المدائِح ثوب مجدٍ
لبست من المدائِح ثوب مجدٍ / قد انْقطعت عوارفه علينا
لها ردنان من نظمٍ ونثرٍ / ألا حييت عنا يا رُدَينا
أمولانا الوزير دعاء عبدٍ
أمولانا الوزير دعاء عبدٍ / تبدَّل في بلادكُم فصنْهُ
ولا تعطي العطا إلاَّ هنيئاً / إذا كانَ العطا لا بدَّ منهُ
لقد عدناكُم لمَّا ضعفتم
لقد عدناكُم لمَّا ضعفتم / ولا والله ما وافيتمونا
أقيموا في ضناكم أو أفيقوا / فإن عدنا فإنا ظالمونا