المجموع : 4
لعمرُك إنّني فارقتُ نجداً
لعمرُك إنّني فارقتُ نجداً / وقلبي مُودَعٌ فيها رهينُ
وما لِي بعد فُرقةِ أهْلِ نَجدٍ / قِرىً إلّا نحيبٌ أو أنينُ
وعينٌ جفَّ منها الدّمعُ حتّى / أحاذِرُ أنْ تجودَ بها الشُّؤونُ
جفاها غمضُها فكأنّ عيناً / لنا بعد الفِراقِ ولا جُفونُ
فيا ليتَ الصّبابةَ يومَ ولّوْا / ضُحىً خفّت كما خفّ القطينُ
ولَيتَهمُ وحسبي ذاك منهمْ / دَرَوْا أنّي لفرقتهمْ حَزينُ
أُحبُّكمُ وبيتِ اللَّهِ حتّى / يُقالَ بهِ وما صدقوا جُنونُ
وكم أنكرتُ حبّكُمُ فنادى / به دمعٌ يبوح به هتونُ
وأعظمُ ما يُلاقيهِ قرينٌ / وأشجى أنْ يفارقه قرينُ
وكم لكُمُ بقلبي من غرامٍ / يؤرّقني إذا هدتِ العيونُ
أُلَجْلِجُ كلّما سوئِلْتُ عنه / كما وَرَّى عن البذلِ الضَّنينُ
فَلا أنا مُعرِضٌ عنه صموتٌ / وَلا أنَا مُعرِبٌ عنه مبينُ
أرُونا موضعَ الإنصافِ منكمْ / فقد جلّتْ عن المَطْلِ الدّيونُ
ولا تُبدوا صريحَ المنعِ منكمْ / فيُغنينا عن الخبرِ اليقينُ
سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا
سلا عنّا المنازلَ لِمْ بَلينا / ولا سَقَمٌ بهنّ ولا هَوِينا
ولمّا أنْ رأينا الدّارَ وَحْشاً / من الآناسِ أمْطَرْنا الجفونا
وقفنا نأخذُ العبراتِ منّا / ونُجريهنّ ما شاؤوا وشينا
وقال الفارغون من الغواني / وداءِ الحبِّ إنَّ بنا جُنونا
كأنّ عيونَنا فَنَنٌ مَطِيرٌ / تُسَيِّلُهُ نُعاماهُ فُنونا
ومِن قِبَلِ الهوادِج يومَ بانوا / رُمِينا بالمحاسنِ إذْ رُمِينا
أخذْنَ قلوبَنا وعجبن منّا / ونحن بلا قلوبٍ لِمْ بَقينا
فيا للَّهِ أحداقُ الغواني / أمرنَ بأن عَشقنَ فما عُصِينا
مَررْن بنا ونحن بغيرِ بَلْوى / فما جاوَزْنَنا حتّى بُلينا
وما زال الهَوى حتّى رَضِينا / بهنّ على الصُّدودِ فما رضينا
ولمّا أنْ مَطَلْن وَدِدْتُ أنّي / فدَيْتُ ردىً نفوسَ الماطلينا
ومِن سَفَهٍ وقوفُك في المغاني / تَساءَلُ عن فريقٍ فارقونا
سُقينا بعد بينِهِمُ دموعاً / وكَفْنَ فما وقَفْن وما رَوِينا
فليت الحبَّ أشْعَرَ مَنْ عزيزٌ / عَليهِ أَنْ يبين بأنْ يبينا
ولم نَرَ من خلال السِّجْفِ إلّا / عيوناً في الوصاوِصِ أوْ جبينا
ودِدْتُ وما ودِدْتُ لغير جُرمٍ / وهنّ القالياتُ وما قُلينا
ولمّا أنْ مشَيْن أرَيْن صُبحاً / دِعاصَ الخَبْتِ يَهزُزْن الغصونا
وهان على عيونٍ وادعاتٍ / هجوعاً أنْ نَبِيتَ مُؤَرَّقينا
وشَنْباءٍ المضاحك من نِزارٍ / فقدتُ لحسنِ بهجتها القَرِينا
من اللّائي اِدّرَعْنَ الحسنَ سَهْماً / يُصِبنَ به صَميمَ الدّارعينا
وَلَولا أنّها سألتْ فؤادي / فجُدتُ به لكنتُ به ضَنينا
رَمَتْنِي بالخِيانةِ في ودادي / وكنتُ على مودّتها أمينا
دَعِينا أنْ نزوركِ أُمَّ عَمْروٍ / وإلّا بِالزِّيارةِ واعِدِينا
وقد أورثتِنِي سَقَماً فإنْ لم / تُداويه الغداةَ فعلّلينا
فكمْ ليلٍ لبستُ به وشاحاً / ذوائبَ من هضيمٍ أو قُرونا
عَفَفتُ وَقد قدرتُ وليس شيءٌ / بأجمَلَ من عفافِ القادرينا
وزَوْرٍ زارني واللّيلُ داجٍ / وقد ملأ الكرى منّا العيونا
يُريني أنّه ثانٍ وِسادِي / مُضاجِعُهُ وزُورٌ ما يُرينا
نعمتُ بباطلٍ ويودّ قلبي / وداداً لو يكون لنا يقينا
فيا شَعَراتِ رأسٍ كنّ سُوداً / وحُلْنَ بما جناه الدَّهرُ جُونا
مَشيبُكِ بالسِّنين ومِن همومٍ / وليْتَكِ قد تُرِكْتِ مع السِّنينا
كرهتُ الأربعين وقد تدانتْ / فمنْ ذا لِي بردِّ الأربعينا
ولاحَ بمفرَقِي قَبَسٌ منيرٌ / يَدُلُّ على مقاتِليَ المَنونا
وإنّي إنْ فخرتُ على البرايا / فخرتُ بمن يبذُّ الفاخرينا
بآباءٍ وأجدادٍ كِرامٍ / كما كانوا على كلِّ البنينا
ألَسْنا أشجَعَ الثَّقَلَيْنِ طُرّاً / وأوْفاهْم وأجوَدَهمْ يمينا
وأطعَمَهُمْ وأقراهمْ ضُيوفاً / وأعطاهمْ إذا وهبوا الثّمينا
وأركبَهمْ لمُعضلةٍ قَموصٍ / تَشامَسُ عن ركوبِ الرَّاكبينا
وأنضَرَهُمْ وأطهرَهمْ ذُيولاً / وأمضاهمْ وأقضاهمْ ديونا
وإنّا إنْ شهدنا الحربَ يوماً / فَرَيْنا بالسّيوفِ وما فُرِينا
وَإنْ أبصَرْتَنا نحمِي حريماً / رأيتَ الأُسدَ يحمين العرينا
فإنْ طُلِبَ النّدى كُنّا بحوراً / وإنْ حُذِر الرّدى كنّا حُصونا
نقود إلى الكريهةِ كلَّ يومٍ / خيولاً ما ونِينَ ولا وَجِينا
وكلَّ مُغمِّسٍ في الرَّوْع يَقْرِي / صفائحَه التّرائبَ والشُّؤونا
يُطاعنُ بالرّماحِ فلا يُبالي / سليماً عاد منها أمْ طعينا
فإنْ عدّوا خَوَرْنَقَهُمْ عَدَدْنا / لنا البيتَ المحرَّمَ والحَجُونا
وزَمْزَمَ مَوْرِداً تُثْنِي عليه / إذا وردتْ شفاهُ الواردينا
وجَمْعاً تَلْتجِي زُمَراً إليه / لَوَاغبُ يضطربْن بلاغِبينا
يُخَلْن ضُحىً وبحرُ الآلِ يجري / سفائِنَ يتَّبعن بنا سَفينا
وخَيْفَ مِنىً تفاهَقَ وادياهُ / بهاماتِ الرّجالِ مُلَبَّدينا
فلستَ ترى بها إلّا عَقِيراً / من الكُومِ الذُّرا أوْ عاقرينا
وإنْ فخروا بطِخْفَةَ أوْ كلابٍ / فخرنا باللّيالي الغُرِّ فينا
بِخَيْبَرَ أوْ ببدرٍ أو حُنينٍ / وأُحْدٍ والمنايا يرتمينا
دَفَعْنا عَن رَسولِ اللَّهِ طَعناً / وضرباً بالصّوارمِ مَن لقينا
وقَيْناه وَمن يهوى هواهُ / بأَسيافِ الجلادِ وما وُقينا
بأبصارٍ تُذَرُّ من السَّوافي / وتُكحَلُ بالرّياحِ إذا قُذِينا
وأجسادٍ عُرِين من المخازي / ومن كرمٍ وخيرٍ ما عُرينا
فلا أرماحُنا يعرفن رَكْزاً / ولا الأسيافُ يعرفن الجُفونا
وكنّا في اللّقاءِ وفي عطاءٍ / يُضَنّ به نُجيبُ إذا دُعِينا
وَكَم طافتْ بدَوحَتنا عيونٌ / فلم تَرَ في جوانبها هَجِينا
أَلَم تَرَ هَذه الأيّامَ عُوجاً / موارِقَ من أكفِّ اللّابسينا
وَقَد كنّ الصّحاحَ بغير داءٍ / فها هنّ الصَّحائحُ قد دُوِينا
أقلّبُ في الورى قلبي وطَرفي / فَأَعجبُ من ضَلالِ الحائرينا
عيونٌ عاشياتُ من هُداها / وقِدماً ما كَلَلْنَ ولا عَشِينا
وآراءٌ مضلَّلة النّواحي / لُوِين عن الإصابةِ أوْ زُوينا
وإنّي لو شكوتُ إلى جَنينٍ / أشَبْتُ بحَرِّ شكوايَ الجنينا
وصمّاءٍ بَثَثْتُ لها التّشكِّي / أُهوِّنُها وتأبى أن تَهونا
رأتْ عندي السُّرورَ ولو بغيري / ألَمَّتْ ظلَّ مكتئباً حزينا
وَظنّوا أنّها تغنِي اِصطِباري / وشرُّ القومِ أكذبُهمْ ظُنونا
وقالوا إنّها خُطَطٌ صعابٌ / فقلت نعم ولكنْ قد خُطينا
وَلَمّا لم تَنَلْ منّي مَراماً / أحالَتْ شامِتيها حاسدينا
وكم غُرّ الرّجالُ فجرّبوني / فلم أكُ في تجاربهمْ غبينا
وَقَد لَمسوا بأيديهمْ صَفاتي / فما وجدوا على الأيّامِ لِينا
جزَى الزَّوراءَ عن مَلَلٍ فإِنّي / رَأيتُ بها الأذمّةَ ما رُعينا
فلا تُنحى ولا تُحدى ركابي / إليها بالرّجال متى حُدينا
فإنّ محاسناً حُدِّثتُ عنها / وكنّ بها زماناً قد فَنينا
وَليسَ لَها لأرْوى غيرُ رسمٍ / وأطلالٍ لنعماءٍ بَلينا
فإِنْ تنزعْ نزعتَ لباسَ عزٍّ / وإنْ تلبسْ لبستَ هناكُ هونا
وإنْ تنظرُ نظرتَ إلى خطوبٍ / ترقّصُ عن قلوب الشّامتينا
فعدِّ قرارَ عَقْوَتِها سليماً / طليقاً كنتَ فيها أم رهينا
وقرّبْ للنّجاءِ قَطَاةَ نَهْدٍ / وإلّا فالعُذافِرةَ الأمونا
فَلا بَقِيتْ كما نَحنُ اللّيالي / وأُبدلنا من الرّيبِ اليقينا
وَأَطْلِعها نُجوماً غارباتٍ / كُشِطْنَ بما نراه أو مُحينا
وذَعذِعها جهالاتٍ تلاقتْ / وضَعْضِعها ضلالاتٍ بُنينا
بربِّك أيّها البرقُ اليماني
بربِّك أيّها البرقُ اليماني / تكشّف لِي بلمعك عن أبانِ
فَقِدماً ما جَلَوْتَ عليّ وَهْناً / شَماماً في صبيغةِ أُرْجُوانِ
وكدْتَ وما شعرتَ بذاك منِّي / تَدُلُّ الطّالبين على مكاني
أرِقتُ لضوءِ نارٍ منك تبدو / وتخبو في السّماءِ بلا دُخانِ
كما لَوَّحْتَ في ظلماءِ ليلٍ / إلى الأبطال في العَضْبِ اليمانِي
أراك إذا لمعتَ وعن قليلٍ / تغيب فلا أراك ولا تراني
وأرقُبُ منك خدّاعاً لِحسّي / مَروقاً بالتّقلُّبِ عن عِياني
كأنّك لا تقرّ على طريقٍ / أخَذْتَ سَناك من عهد الغواني
وتخفق في نواحي الأُفْقِ حتّى / كأنّك في الوغى قلبُ الجبانِ
تَخبُّ إليَّ مِن بَلَدٍ بعيدٍ / مَنيعٍ لا تَعَلَّقُه الأماني
وتُذْكِرني وبالكُ غيرُ بالي / ضلالاً ما تقدّم من زماني
وعيشاً كنتُ أجرِي فيه دهراً / إلى اللّذّاتِ مُستَلَبَ العِنانِ
إذا خَطَرَتْ ملاحتُهُ بقلبي / جرى شوقاً إلى رؤياه شاني
إذِ البيضُ الحِسانُ إليَّ مِيلٌ / وإذْ وَصْلُ الغواني في زماني
وَإذْ أُمسي وأُصبحُ كلَّ يومٍ / على عُقَبِ الحوادثِ في أمانِ
زمانٌ كان لِي فيه صِحابٌ / كرامٌ من بني عبد المُدانِ
مِنَ النَّفَرِ الّذين أبَوْا إبائي / وقادوا في أزِمَّتِهمْ جِراني
ولفّوا شملهمْ بالشّمْلِ منّي / وكنت مدا الزّمان بغير ثانِ
ولولا أنّهمْ حِلْفُ الأعادي / وقَوْني من عُداتي ما عَداني
يَمَسُّهُمُ الأذى قبلي ويَعْنِي / جميعَهمُ لعَمْرُك ما عَناني
وتَلْقاهمْ يؤودُهُمُ اِحتياجي / ولا يكفيهمُ لِي ما كفاني
مَضَوْا لسبيلهم وبقيتُ فَرْداً / أَعضّ على فراقهمُ بَناني
وسائلةٍ لتعرفَ ما عَراني
وسائلةٍ لتعرفَ ما عَراني / وما جرّتْ إليَّ يَدا زماني
فَقلتُ لَها لو اِستمليتِ ما بي / لأَملتهُ عليكِ غُروبُ شاني
تعمّدني زماناً ريبُ دهري / فلمّا أنْ تعمّدني رماني
ولِي مُتَزَحْزَحٌ عنه لو اِنّي / أراهُ بناظِريَّ كما يراني
أقود إلى المقابرِ كلَّ يومٍ / على رغمي خبيئاً في جَناني
وأُودِعُهُ على أنّي شفيقٌ / عليه كلَّ غبراءِ المَحاني
مُطَمِّسَةٍ يضلّ المرءُ فيها / ضَلالَ العَصْفِ خرّ من الفِنانِ
مُعَرَّسُ كلِّ مملوكٍ ومَلْكٍ / ومُضطَجَعُ المكرَّمِ والمُهانِ
وفارقني بداهيةِ اللّيالي / حبيبٌ ما سلَوْتُ ولا سَلاني
فأُصبح فيه مجتمع الأماني / وأُمسي حَيث لا تأتي الأماني
وقالوا قد مَرَنْتَ على الرّزايا / فقلتُ لهمْ وما يُغنِي مِراني
وفي الأيّامِ مُطْرِقةٌ صَموتٌ / تَقمّصُ بالشّجاعِ وبالجبانِ
فهَبْها لم تكن جَذَمَتْ يميني / ألَيِستْ بالّتي أوْهَتْ بَناني
وهَبْها لم تكن صدعتْ قَناتي / أَليست بالّتي ثملتْ سِناني
أَلا مَن عاذرِي من جار سوءٍ / إذا لم آتِهِ هَرَباً أَتاني
مُعانٍ في الّذي يَبغيهِ منّي / وإنْ أَرْبى ومدلولٍ مكاني
له أَيْدٍ بما أَجنِي عليه / وما لي بِالّذي يجني يدانِ
أقدّرُه المُسالِمَ وهو حَرْبٌ / وأحسبُهُ بعيداً وهو دانِ
وتعدوني صوائبُهُ لغيري / وما أعدى حميمي ما عداني
فيا ليتَ الّذي أقلاهُ منه / وأجفوه قلاني أوْ جَفاني
تأمّلْ أنتَ أدرَى اليومَ منّي / أَصَرْفٌ ما سقاني السّاقيانِ
وهلْ غنّى لِيَ العَصْرانِ فيمنْ / هويتُ بما سمعتُ ليُطرباني
وهلْ أحسستَ يا حادِي المطايا / عشيّةَ فارقوني باِفتِتاني
عشيّةَ قلّص المحبوبُ عنّي / وقام بما كرهتُ النّاعيانِ
وقد أرعيتُ نطقي منك سمعاً / فهل أنكرتَ شيئاً من بياني
فإنّي مَن ينال الخطبُ منه / فيأنف أنْ يفوه به لساني
وغيرُ الذَّوْدِ مُلِّكَ بعد خمسٍ / جِمامَ الماءِ قُعْقِعَ بالشِّنانِ
وصبراً بالّتي لا أتّقيها / بضَرْبي في الكريهةِ أوْ طِعاني
ومن طَمَعٍ أُخادع مِنْ يقينِي / على عَمْدٍ وأُكذِبُ من عِياني
وأُضحِي في بني الدّنيا مقيماً / وفي أيدي نوائبها عناني
تلاعبُ بي الحوادثُ كلَّ يومٍ / وتُقْرِئنِي أساطيرَ الزّمانِ
وبالزَّوْراءِ أحداثٌ بَناها / على الإعظامِ والإكرامِ بانِ
عَلَون تُقىً على شُرُفاتِ رَضْوى / وطُلْن عُلاً على هَضْبَيْ أَبانِ
وهنّ على العراقِ لمن يراها / وأفنِيةُ الإلهِ لها مَغانِ
فكم سَبَبٍ لهنّ إلى العطايا / وكم بابٍ لهنّ إلى الجِنانِ
وللأقوامِ تَطْوافٌ عليها / طوافَهمُ على الرّكنِ اليَماني
قبورٌ للأجادِلِ من قريشٍ / ذوي السُّوراتِ تُتْلى والمَثاني
من النّفرِ الأُلى جمعوا المعالي / وحازوا في العُلا قَصَبَ الرِّهانِ
أُناسٌ لا يبالون المنايا / ونارُ الحربِ ساطعةُ الدُّخانِ
وتلقاهمْ بحربٍ أَوْ بجَدْبٍ / مطاعيناً مطاعيمَ الجِفانِ
فحُطّا صاحِبَيَّ بهمْ رِحالي / قُبَيْلَ نزولِ أمرٍ ترقُبانِ
أُقِمْ في ظلّهمْ ما دمتُ حيّاً / ويُدركني بعَقْوَتهمْ أواني
لَعلّي أَن أُجاورهمْ صريعاً / فآخذ من شفاعتهمْ أماني
فقد قضّيتُ بالهفواتِ عمري / ونلتُ من الخطايا ما كفاني