حسبت الدهر في ولدي
حسبت الدهر في ولدي / يساعدني ويسعدني
أو الأيام تنعشه / من الأسقام والمحن
وأن الموت يمهله / ويحنو لي ويرحمني
فخان الدهر والأيا / م أبت للأنس يرفقني
وخاب رجاي في أملي / وفي ولدي وفي زمني
سأبكي ما استطعت على / بني كان يألفني
وكنت به وكنت له / مثال الروح في البدن
فصار مجاور الديما / س رهن اللحد والكفن
وقد كان الفؤاد له / محلاً دون ذا السكن
وفرق شملنا زمن / بثأر العيش يطلبني
فكم دهري يعاندني / ويفضحني ويثكلني
فيا ويلي ويا حربي / ويا همي ويا حزني
ترحل ثم خلفني / ونار الشوق تقلقني
فمنذ غدا وفارقني / فلم ألتذ بالوسن
فما أنسى أنامله / وكفاه تصافحني
ويرنو لي بمقلته / ويدنو لي يودعني
وقد جد الحمام به / كجد السير بالظعن
أكاد إذا تخيل لي / خيال منه يطرقني
أحن ولا أفيق لمن / يحدثني ويردعني
أحس لمهجتي شرراً / يكويها ويلذعني
فليت فمي إذا ضحكت / به سني يفارقني
وليت إذا رأت عينا / ي طفلاً لا تسابقني
وفي خدي تسيل عمى / فلم أرها ولم ترني
وليت إذا وعت أذني / حديثاً لا يصاحبني
وليت الموت عاجلني / وليت الدهر أهلكني
ولم أره على ألأعوا / د مرتحلاً عن الوطن
فهمي قد برى جسدي / وأضناني وأنحلني
إلى اسماعيل أشواقي / تزيد على مدى الزمن
وإسماعيل لي شغل / عن اللذات يشغلني
وإسماعيل لا أسلوه / حتى الموت يصدعني
سأبكيه وأندبه / بنوح زائد الشجن
كما قمرية ناحت / ببغداد على غصن
وأبقى بعده أسفاً / مدى الأيام والزمن