صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ / وَجَرَّبتُ الأُمورَ وَجَرَّبَتني
فَلَم أَرَ مُذ عَرَفتُ مَحَلَّ نَفسي / بُلوغَ غِنى يُساوى حَملَ مَنِّ
وَلَم تَتَضَمَّن الدُنيا لِحَظّي / مَنالُ مُسَّرَةٍ إِلا بِحُزنِ
حَمِلتُ عَلى السَوابِقِ ثِقلَ هَمّي / وَشاهَدتُ العَواقِبَ صَفوَ ذِهني
وَشِمتُ بَوارِقَ الآمالِ دَهراً / فَلَم أَظفَر عَلى ظَمَأ بِمُزنِ
وَلَم أَر كَالجِيادِ أَصَحَّ وُدّاً / إِذا عَدلَ الودودُ إِلى التَضَنّي
نُكَلِّفُها عَزائِمُنا فَتَكفي / وَنَستَدني الحُظوظَ بِها فَتُدني
وَهَبَت لِمِثلِ قَطعِ اللَيلِ مِنها / أَغَرَّ كَمِثلِ ضَوءِ الصُبحِ مِنّي
وَكُنتُ بِحَيثُ ظَنَّ مِن اعتِزامٍ / وَكانَ مِنَ المَضاءِ بِحَيثُ ظَنّي
وَثالِثُنا اِبنُ جَد لا يَرى أَن / يُصاحِبَ في تَصَرُّفِهِ اِبنَ وَهنِ
حَجَبتُ لَجفنه الأَبصارَ عَنهُ / وَمَن لي أَن يَكونَ الجفنُ جفني
سَقيتُ نَدايَ ما أَسنى مَحَلّي / وَأَرفَعُ هِمَّتي وَأَعَزُّ رُكني
رَسا في تُربَةِ العَلياء أَصلي / وَأَينَعَ في بُروجِ العِزِّ غُصني
وَلَيسَ عَلَيَّ غَيرَ الجِدِّ فيما / سَعَيتُ لَهُ لِأَستَغني وَأَغنى
فَإِن أُحرَم فَلَم أُحرَم لِعَجزِ / وَإِن أَبلَغ فَنَفسي بَلَّغَتني