القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 2
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ
صَحِبتُ الدَهرَ في سَهلٍ وَحَزنِ / وَجَرَّبتُ الأُمورَ وَجَرَّبَتني
فَلَم أَرَ مُذ عَرَفتُ مَحَلَّ نَفسي / بُلوغَ غِنى يُساوى حَملَ مَنِّ
وَلَم تَتَضَمَّن الدُنيا لِحَظّي / مَنالُ مُسَّرَةٍ إِلا بِحُزنِ
حَمِلتُ عَلى السَوابِقِ ثِقلَ هَمّي / وَشاهَدتُ العَواقِبَ صَفوَ ذِهني
وَشِمتُ بَوارِقَ الآمالِ دَهراً / فَلَم أَظفَر عَلى ظَمَأ بِمُزنِ
وَلَم أَر كَالجِيادِ أَصَحَّ وُدّاً / إِذا عَدلَ الودودُ إِلى التَضَنّي
نُكَلِّفُها عَزائِمُنا فَتَكفي / وَنَستَدني الحُظوظَ بِها فَتُدني
وَهَبَت لِمِثلِ قَطعِ اللَيلِ مِنها / أَغَرَّ كَمِثلِ ضَوءِ الصُبحِ مِنّي
وَكُنتُ بِحَيثُ ظَنَّ مِن اعتِزامٍ / وَكانَ مِنَ المَضاءِ بِحَيثُ ظَنّي
وَثالِثُنا اِبنُ جَد لا يَرى أَن / يُصاحِبَ في تَصَرُّفِهِ اِبنَ وَهنِ
حَجَبتُ لَجفنه الأَبصارَ عَنهُ / وَمَن لي أَن يَكونَ الجفنُ جفني
سَقيتُ نَدايَ ما أَسنى مَحَلّي / وَأَرفَعُ هِمَّتي وَأَعَزُّ رُكني
رَسا في تُربَةِ العَلياء أَصلي / وَأَينَعَ في بُروجِ العِزِّ غُصني
وَلَيسَ عَلَيَّ غَيرَ الجِدِّ فيما / سَعَيتُ لَهُ لِأَستَغني وَأَغنى
فَإِن أُحرَم فَلَم أُحرَم لِعَجزِ / وَإِن أَبلَغ فَنَفسي بَلَّغَتني
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك
وَمِرنانٍ مُعَبِّسَةٍ ضَحوك / مُهَذَّبَةِ الطَبائِعِ وَالكَيانِ
مُغالِبَةٍ وَلَيسَ بِها حَراكٌ / وَباطِشَةٍ وَلَيسَ لَها يَدانِ
لَها في الجارِحِ النَسَبُّ المُعَلّى / وَإِن هِيَ خالَفَتهُ في المَعاني
تَطيرُ مَعَ البُزاةِ بِلا جَناحٍ / فَتَسبِقُها إِلى قَصَبِ الرِهانِ
وَتُدرِكُ ما تَشاءُ بِغَيرِ رِجلٍ / وَلا باعٍ يَطولُ وَلا بَنانِ
وَتَلحَظُ ما يَكِلُّ الطُرفُ عَنهُ / بِلا نَظَرٍ يَصِحُّ وَلا عيانِ
لَها عُضوان مِن عَصَبٍ وَلَحمٍ / وَسائِرُ جِسمِها مِن خَيزُرانِ
يُخاطِبُ في الهَواءِ الطَيرُ مِنها / بِلَفظٍ لَيسَ يَصدُرُ عَن لِسانِ
فَإِن لَم تُصغِ أَردَتها بِطَعنٍ / يَنوبُ الطينُ فيهِ عَنِ السِنانِ
مُقَرطَفَةٌ مُمَنطَقَةٌ خَلوبٌ / مُهَفهَفَةً مُخَفَّفَةً الجِرانِ
مُذَكَّرَةٌ مُؤُنَّثَةٌ تَهادى / مِنَ الأَصباغِ في حُلَلِ القِيانِ
مُعَمِّرَةٌ تَزايَدُ كُلَّ يَومٍ / شَبيبِتُها عَلى مَرِّ الزَمانِ
كَأَنَّ اللَهَ ضَمَنَها فَبانَت / لَنا في الرِّزقِ عَن أَوفى ضَمانِ
أَعَزَّ عَلى العُيونِ مِنَ المَآقى / وَأَحلى في النُفوسِ مِنَ الأَماني
إِذا ما اِستَوطَنَت يَوماً مَكاناً / تَوَلّى الجَدبُ عَن ذاك المَكانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025