المجموع : 9
أُطارِحُ كُلَّ هاتِفَةٍ بِأَيكٍ
أُطارِحُ كُلَّ هاتِفَةٍ بِأَيكٍ / عَلى فَنَنٍ بِأَفنانِ الشُجونِ
فَتَبكي إِلفَها مِن غَيرِ دَمعٍ / وَدَمعُ الحُزنِ يَهمُلُ مِن جُفوني
أَقولُ لَها وَقَد سَمَحَت جُفوني / بِأَدمُعِها تُخَبِّرُ عَن شُؤوني
أَعِندَكِ بِالَّذي أَهواهُ عِلمٌ / وَهَل قالوا بِأَفياءِ الغُصونِ
وبالجبلِ الأمين يمينُ ربي
وبالجبلِ الأمين يمينُ ربي / قد أودعه به الروحُ الأمينُ
إلى أن جاء إبراهيم يبني / مكان البيتِ ناداه الأمين
لديّ وديعةٌ حُبستْ زماناً / مطهَّرةٌ يقالُ لها اليمينُ
فخذها يا خليلَ الله تربحْ / فهذا السوقُ والثمن الثمينُ
وكبِّر واستلم واسجدْ وفبِّل / ليشرقَ عن سجدتِك الجبينُ
وقل هذي اليمينُ يمينُ ربي / وإني الواله الدَّنِف الحزينُ
ينادي من طباقِ القرب عبدي / أتاك الجدُّ والعزُّ المكين
ولبتك المشاعرُ والمساعي / وقال بفضلِك البلد الأمين
ألا أيها الحجرُ المعلَّى / تغيَّرَ وجهُكَ الغضُّ المصون
سوادُك من سويدا كلِّ قلبٍ / ويبسك من قساوتها يكون
يهون عليَّ فيك سوادُ عيني / إذا بخِلتْ بأسودها العيونُ
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني
يمينُ المؤمنِ الركنِ اليماني / أبايعُه لأحظى بالأماني
يمينٌ ما لها حجبٌ تعالتْ / عن الحجابِ والحُجُبُ المثاني
أمنت بلثمها من كلّ سوءٍ / يصيِّرني إلى دارِ الهوان
فأنعِم بالكَثيبِ وساكنيه / على مرأى من الحورِ الحِسانِ
تنادي من أريكتها تأملْ / جمالاً ما لَه في الحسن ثاني
فليس الزهد في الأكوان شيا / لأنَّ الكونَ من سرِّ العيانِ
فلا ألوي ولا أرعيه سمعي / فأعجب بالمعانِ عن المعاني
أطواف على طوافي بالمعاني
أطواف على طوافي بالمعاني / فقال الهاتف فغايتك الوصولُ إلى الغواني
فقال فكم من طائف ما نال إلا / فقال الهاتف ملاحظة من الحورِ الحِسان
فقال وكم من طائفٍ ما نال إلا / فقال الهاتف عِيانا من عيانٍ في عيانِ
حروف أوائل السور
حروف أوائل السور / يبينها تباينها
إن أخفاها تماثلها / لتبديها مساكنها
فمفردها مثناها / إذا ما جاء ساكنها
يثلثها لتربيع / إلهيّ مساكنها
ويحفظها لخمستها ال / ذي منها يعاينها
فيا عجباً لقد أبدت / منازلنا أماكنها
وبالإيمان يحجبها / عن إدراكي مصاونها
لها شطر من الفَلَكِ ال / ذي تبدي ضنائنها
تولدها إذا نكحت / بلا مَهرٍ كنائنُها
فلو زادت على خمسٍ / فمن عندي بنائنها
لقد أعيت خبير القو / م إعجازاً معانيها
وأين بيانُ معربها / وعجمتها تراطُنُها
لقد بانت لأعيان / تحققها مواطنها
صفت فينا مشاربها / وعزَّ عليك آسنها
وما منعت من الزلفى / إلى ربي معاطنُها
تحلُّ بنا ملائكة / إذا فرَّتْ شياطنها
حروفٌ كلها علم / أتتك بها محاسنها
ولا يدريه إلا مَنْ / يكون به يحاسنها
وما أبدت سوى شطر / وما أخفت ضنائنها
فما أخفاه مضمرها / لقد أبداه كائنها
أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً
أرى في التين عِلمَ الحقِّ حقاً / وعلمي أنه الحقُّ المبينُ
وعلم المصطفى الأميّ منه / به قد جاء في النبأ اليقين
يقول به الكليم بطورِ سينا / وذلك عندنا البلدُ الأمينُ
يجولُ به العليم بكلِّ شيءٍ / بطاهرِه وباطنه مسكون
لقد أيدت بالتحقيق فيه / وقد أعطتْ معالمه الشؤون
وعلمُ الزيت عن نظرٍ صحيحٍ / وفي تين الهدى العلمُ المتين
أرى المطلوب يكبر أنْ يصابا
أرى المطلوب يكبر أنْ يصابا / ويعظم أنْ يقاوم أو يُدانى
عجبتُ لقربه الأدنى بذات / منزهة تعالتْ أنْ تُهانا
تجلَّتْ والضياءُ لها حجابٌ / وجلَّت أنْ نراها كما ترانا
فلا يحظى بها إلا حريص / وأما من تكاسلَ أو توانى
فينساها وتنساه وهذا / جزاء قد تلوناه قرانا
فمن يقربه لم يطعم سواها / وقد حاز المكانةَ والمكانا
كما أنَّ العليلَ إذا أتاها / يخصُّ به الزمانةَ والزمانا
ظلامٌ كيف يحجبُه ونورٌ / ونحن نراه دونهما عِيانا
فما أرجو سواه لكلِّ أمرٍ / مهمٍّ ليس يعرفه سوانا
إذا حرنا وحار الناسُ فينا
إذا حرنا وحار الناسُ فينا / وأسكناهم البلد الأمينا
عرفنا الحقَّ حقاً فاتبعنا / فكنا في القيامة آمنينا
ولولا ذاك ما كنا عبيداً / بما قال المهيمنُ غالبينا
ويشهدنا الأمور كما علمنا / فنقطع نجدها حيناً فحينا
رأيتُ أئمة كُبَّارَ قومٍ / أضلُّوا بعدما ضَلُّوا يقينا
فإنْ عزموا على إبطال حقٍّ / وكانوا في الشريعةِ ممترينا
فإنَّ الله يهلكهم ذهاباً / ويأتيكم بقومٍ آخرينا
ونخزيهم وينصرُكم عليهم / ويشفي صدورَ قومٍ مؤمنينا
أقول لهم وقد كفروا بقولي / كفرتم بئسَ عُقبى الكافرينا
أنا الشخص الذي ما زال قولي / يراه ذو النهُّى الحق المبينا
إذا ما الشخص أظهر ما يراه
إذا ما الشخص أظهر ما يراه / وما سبر الفهومَ ولا الزمانا
فإنَّ اللوم يلحقه عليه / ويسلب من إذاعته الأمانا
فمن شرط الأمانة أن يراه / بخيلا في أمانته عيانا
فإنَّ لها إذا فكرت أهلاً / وإنَّ لها المكانةَ والزمانا
لقد جاء الرسولُ به صريحاً / وقد كنا تلوناه قرانا
هوان الذوق من هذا وهذا / إذا كنا بحضرته قرانا
أراه مع الزمانِ بكلِّ وقتٍ / يدور بحكمةٍ وكذا يرانا
فنزه عن معارضةِ الليالي / كلامَك إن حكمَ الدهر بانا
به ربُّ البريّة قد تسمى / لذلك قد علا مجداً وشانا
لقد جاد الإله عليَّ إذ لم / أكن من أهله كرماً ودانا