سواءٌ حولَ لنكلنَ المعَّلى
سواءٌ حولَ لنكلنَ المعَّلى / أطوفُ أم أحُّج إلى لنينِ
فليس برافعي إلاّ شعوري / بُدنيا الناسِ والحقِ الغبينِ
أُبُّث الشِّعر أنىَّ كنتُ حُبِّى / وأرعاه بإيماني الأمين
وأدعو للأخوةِ لا أداجي / ولو ضَحَّيتُ بالحظِّ الطعين
وآبى أن أرى شراً لشرّ / جَزاءً إن أَناخ على المئينِ
فليس الحكمُ في الأفراد حكماً / يصُّح على الشُّعوب وفي البنين
وكم من قائلٍ إنىّ بحلمٍ / أجازفُ بالتراثِ وبالسنين
لعلى حالمٌ لكنَّ قلبي / يرّتلُ للتسامحِ خيرَ دين
ثَنائي للإمامِ كرتشقفسكي / يُبارى فيه إعجابي حنيني
الى العلم المَّبرز في نهاه / ورافعِ رايةِ الأدب الثمين
يُرَبِّى الرائدين ولم يزالوا / حماة الفنِ والفكرِ الرصين
اليه تطلعُ الاقوام شتى / كأن الفخرَ من حظَ المدين
كأن الضاد لما غزالته / حمته مع الصبي الحلو المصون
فليس يشيخُ مهما طالَ عمراً / وليس بزاهدٍ أو مستهين
وما نقداته إلا مهوراً / تزَف إلى عزيزات الفنون
تربعَ حاكماً نظما ونثرا / وعف عن السياسة والطنين
فقد صارت مجامرَ محرِقاتٍ / ودرباً للسجون وللمجون
وعاني الحُّر منها ما يعاني / رقيبُ السجن في دارِ الجنون
ولم يبرح يبشِّرُ في ابتسام / لدنيا الناسِ بالفجرِ الجنين
وقد حفَّ الظلام بهم وحيناً / تلظى بالمخاوفِ والظنون
وها أنا مؤمنٌ أزجى دعائي / إليه وللأنام ولليقين