المجموع : 14
وَبِكرِ سُلافَةٍ في قَعرِ دَنٍّ
وَبِكرِ سُلافَةٍ في قَعرِ دَنٍّ / لَها دِرعانِ مِن قارٍ وَطينِ
تَحَكَّمَ عِلجُها إِذ قُلتُ سُمني / عَلى غَيرِ البَخيلِ وَلا الضَنينِ
شَكَكتُ بُزالَها وَاللَيلُ داجٍ / فَدَرَّت دِرَّةَ الوَدَجِ الطَعينِ
بِكَفِّ أَغَنَّ مُختَضِبٍ بَناناً / مُذالِ الصَدغِ مَضفورِ القُرونِ
لَنا مِنهُ بِعَينَيهِ عِداتٌ / يُخاطِبُنا بِها كَسرُ الجُفونِ
كَأَنَّ الشَمسَ مُقبِلَةٌ عَلَينا / تَمَشّى في قَلائِدِ ياسَمينِ
أَقولُ لِناقَتي إِذ بَلَغَتني / لَقَد أَصبَحتِ عِندي بِاليَمينِ
فَلَم أَجعَلكِ لِلقُربانِ نَحراً / وَلا قُلتُ اِشرَقي بِدَمِ الوَتينِ
حَرُمتِ عَلى الأَزِمَّةِ وَالوَلايا / وَأَعلاقِ الرِحالَةِ وَالوَضينِ
سَقاني مِن يَدَيهِ وَمُقلَتَيهِ
سَقاني مِن يَدَيهِ وَمُقلَتَيهِ / مِنَ الراحِ المُعَتَّقِ شَربَتَينِ
فَبِتُّ مُرَنَّحاً مِن شَربَتَيهِ / ضَريعاً قَد مُنيتُ بِكَربَتَينِ
هِلالٌ مُشرِقٌ بَدرٌ لِتِسعٍ / وَثالِثَةٍ مَضَت بَعدَ اِثنَتَينِ
يُديرُ مِنَ المُدامَةِ بِنتَ سَبعٍ / وَواحِدَةٍ مَضَت بَعدَ اِثنَتَينِ
أَقولُ لَهُ وَقَد طَرَدَت كَرانا / أَدِرها وَاِسقِنا بِالراحَتَينِ
وَخَمّارٍ طَرَقتُ بِلا دَليلٍ
وَخَمّارٍ طَرَقتُ بِلا دَليلٍ / سِوى ريحِ العَتيقِ الخَسرَواني
فَقامَ إِلَيَّ مَذعوراً يُلَبّي / وَجَونُ اللَيلِ مِثلُ الطَيلَسانِ
فَلَمّا أَن رَأى زِقّي أَمامي / تَكَلَّمَ غَيرَ مَذعورِ الجَنانِ
وَقالَ أَمِن تَميمٍ قُلتُ كَلّا / وَلَكِنّي مِنَ الحَيِّ اليَماني
فَقامَ مِمِبزَلٍ فَأَجافَ دَنّاً / كَمِثلِ سَماوَةِ الجَمَلِ الهِجانِ
فَسَيَّلَ بِالبِزالِ لَها شِهاباً / أَضاءَ لَهُ الفُراتُ إِلى عُمانِ
رَأَيتُ الشَيءَ حينَ يُصانُ يَزكو / وَنُقصانُ المُدامِ عَلى الصِيانِ
سِوى لَونٍ وَحُسنِ صَفا أَديمِ / وَروحٍ قَد صَفا وَالجِسمُ فانِ
لَعَمري ما تَهيجُ الكَأسُ شَوقي
لَعَمري ما تَهيجُ الكَأسُ شَوقي / وَلَكِن وَجهُ ساقيها شَجاني
حَسَدتُ الكَأسَ وَالإِبريقَ لَمّا / بَدا لِيَ مِن يَدَي رَخصِ البَنانِ
أَموتُ إِذا أَزالَ الكَأسَ عَنّي / وَأَحيا مِن يَدَيهِ إِذا سَقاني
فَلي سُكرانِ مِنهُ سُكرُ طَرفٍ / وَسُكرٌ مِن رَحيقٍ خُسرَواني
تَجَمَّعُ فيهِ أَصنافُ المَعاني / فَما يُلفى لَهُ في الحُسنِ ثانِ
إِذا ظَفِرَت بِهِ كَفّي اِستَفادَت / لِنَفسي عَن تَجَمُّعِها الأَماني
أَعَزُّ العَيشِ وَصلُ المُردِ دَهري / وَبُؤسُ العَيشِ وَصلي لِلغَواني
مُعاقَرَةُ المُدامِ بِوَجهِ ظَبيٍ / حَوى في الحُسنِ غاياتِ الرِهانِ
إِذا ما اِفتَرَّ قُلتُ رَفيفُ بَرقٍ / وَإِمّا اِهتَزَّ قُلتُ قَضيبُ بانِ
أَلَذُّ إِلَيَّ مِن عَيشٍ بِوادٍ / مَعَ الأَعرابِ مَجدوبِ المَكانِ
قُصارى عَيشِهِم أَكلٌ لِضَبٍّ / وَشُربٌ مِن حَفيرٍ في شِنانِ
أَسيرُ الهَمِّ نائي الصَبرِ عانِ
أَسيرُ الهَمِّ نائي الصَبرِ عانِ / تُحَدِّثُ عَن جَواهُ المُقلَتانِ
نَفى عَن عَينِهِ التَهجادَ بَدرٌ / تَأَلَّقَ في المَحاسِنِ غُصنَ بانِ
وَمُنتَسِبٍ إِلى آباءِ صِدقٍ / خَطَبتُ لَهُ مُعَتَّقَةَ الدِنانِ
فَلَمّا صَبَّها في صَحنِ كَأسٍ / حَكَت لِلعَينِ لَونَ البَهرَمانِ
كَأَنَّ الكَأسَ تَسحَبُ ذَيلَ دُرٍّ / كَسَتها الخَمرُ حُلَّةَ زَعفَرانِ
بِمُسمِعَةٍ إِذا غَنَّت بِصَوتٍ / أَجابَتها المَثالِثُ وَالمَثاني
إِذا ما نِلتُ مِن عَيشي رَخاءً / وَصِرتُ مِنَ النَوائِبِ في أَمانِ
رَكِبتُ غِوايَتي وَتَرَكتُ رُشدي / وَكَفُّ الجَهلِ مُطلِقَةٌ عِناني
أَلا ما لِلمَشيبِ وَما لِرَأسي / حَمى عَنّي العُيونَ وَما حَماني
سَأَترُكُ خالِداً لِهَوى جِنانِ
سَأَترُكُ خالِداً لِهَوى جِنانِ / وَإِن جَلَّ الَّذي عَنهُ أَتاني
فَقُل مِن بَعدِ ذا ما شِئتَ أَو زِد / فَقَد أَمسَيتَ مِنّي في أَمانِ
لَقَد أَغلَقتَ بابَكَ دونَ ظَبيٍ / خَتَمتَ بِمُقلَتَيهِ عَلى لِساني
أَما يَفنى حَديثُكَ عَن جِنانِ
أَما يَفنى حَديثُكَ عَن جِنانِ / وَلا تُبقي عَلى هَذا اللِسانِ
أَكُلَّ الدَهرِ قُلتُ لَها وَقالَت / فَكَم هَذا أَما هَذا بِفانِ
جَعَلتَ الناسَ كُلُّهُمُ سَواءٌ / إِذا حَدَّثتَ عَنهُم في البَيانِ
عَدُوُّكَ كَالصَديقِ وَذا كَهَذا / سَواءٌ وَالأَباعِدُ كَالأَداني
إِذا حَدَّثتَ عَن شَيءٍ فَوَلَّت / عَجائِبُهُ أَتَيتَهُم بِثانِ
فَلَو عَمَّيتَ عَنها بِاِسمِ أُخرى / عَلِمنا كُلَّنا مَن أَنتَ عانِ
وَقَولٍ قُلتُهُ فَأَصَبتُ فيهِ
وَقَولٍ قُلتُهُ فَأَصَبتُ فيهِ / وَلَم أَحفِل مَقالَةَ مَن لَحاني
عِناقُ الغانِياتِ أَلَذُّ عِندي / وَأَشهى مِن مُعانَقَةِ السِنانِ
وَيَومٌ عِندَ نَدمانٍ كَريمٍ / يُجاوِبُ فيهِ أَوتارَ القِيانِ
يُواتيني النَديمُ عَلى التَصابي / أَلَذُّ إِلَيَّ مِن يَومِ الطِعانِ
أَجَبتُ إِلى الصَبابَةِ مَن دَعاني
أَجَبتُ إِلى الصَبابَةِ مَن دَعاني / وَخالَفتُ الَّذي عَنها نَهاني
وَلَم يُرَ في الهَوى مِثلي وَفِيٌّ / إِذا اللاحي عَلى حُبٍّ لَحاني
أَطَعتُ لِشَقوَتي قَلباً غَوِيّاً / إِلى اللَذّاتِ مَخلوعَ العِنانِ
يُصارِمُ كُلَّ مَن يَهوى وِصالي / وَيُؤثِرُ بِالمَحَبَّةِ مَن جَفاني
وَليسَ يُحِبُّ حَيثُ يُلِمُّ إِلّا / ظِباءَ الأُنسِ أَو حورَ الجِنانِ
يُكَلِّفُني هَوى مَن لا يُبالي / لَوَ اِنَّ المَوتَ عاقَصَني مَكاني
يُعَرِّضُني لِفِتنَةِ كُلِّ أَمرٍ / وَيَحمِلُني عَلى مِثلِ السِنانِ
بِعَفوِكَ بَل بِجودِكَ عُذتُ لا بَل
بِعَفوِكَ بَل بِجودِكَ عُذتُ لا بَل / بِفَضلِكَ يا أَميرَ المُؤمِنينا
فَلا يَتَعَذَّرَنَّ عَلَيَّ عَفوٌ / وَسِعتَ بِهِ جَميعَ العالَمينا
فَإِنّي لَم أَخُنكَ بِظَهرِ غَيبٍ / وَلا حَدَّثتُ نَفسِيَ أَن أَخونا
بَراكَ اللَهُ لِلإِسلامِ عِزّاً / وَحِصناً دونَ بيضَتِهِ حَصينا
لَقَد أَرهَبتَ أَهلَ الشِركِ حَتّى / تَرَكتَهُمُ وَما يَتَذَمَّرونا
تَزورُهُمُ بِنَفسِكَ كُلَّ عامٍ / زِيارَةَ واصِلٍ لِلقاطِعينا
وَلَو شِئتَ اِكتَفَيتَ إِلى نَعيمٍ / وَقاسى الأَمرَ دونَكَ آخَرونا
فَشَفِّع حُسنَ وَجهِكَ في أَسيرٍ / يَدينُ بِحُبِّكَ الرَحمَنَ دينا
إِذا ما الهونُ حَلَّ بِدارِ قَومٍ / فَلَيسَ لِجارِ مِثلِكَ أَن يَهونا
رَضينا بِالأَمينِ عَنِ الزَمانِ
رَضينا بِالأَمينِ عَنِ الزَمانِ / فَأَضحى المُلكُ مَعمورَ المَعاني
تَمَنَّينا عَلى الأَيّامِ شَيئاً / فَقَد بَلَّغنَنا تِلكَ الأَماني
بِأَزهَرَ مِن بَني المَنصورِ تُنمى / إِلَيهِ وِلادَتانِ لَهُ اِثنَتانِ
وَلَيسَ كَجَدَّتَيهِ أُمِّ موسى / إِذا نُسِبَت وَلا كَالخَيزُرانِ
لَهُ عَبدُ المَدانِ وَذو رُعَينٍ / كِلا خالَيهِ مُنتَخَبٌ يَماني
فَمَن يَجحَد بِكَ النُعمى فَإِنّي / بِشُكري الدَهرَ مُرتَهَنُ اللِسانِ
أَلا يا خَيرَ مَن رَأَتِ العُيونُ
أَلا يا خَيرَ مَن رَأَتِ العُيونُ / نَظيرُكَ لا يُحِسُّ وَلا يَكونُ
وَفَضلُكَ لا يُحَدُّ وَلا يُجارى / وَلا تَحوي حِيازَتُهُ الظُنونُ
فَأَنتَ نَسيجُ وَحدِكَ لا شَبيهٌ / نُحاشيهِ عَلَيكَ وَلا خَدينُ
خُلِقتَ بِلا مُشاكَلَةٍ لِشَيءٍ / فَأَنتَ الفَوقُ وَالثَقَلانِ دونُ
كَأَنَّ المُلكَ لَم يَكُ قَبلُ شَيئاً / إِلى أَن قامَ بِالمُلكِ الأَمينُ
لُبابُ تَكَبَّري فَوقَ الجَواري
لُبابُ تَكَبَّري فَوقَ الجَواري / فَإِنَّ أَباكِ أَعتَبَهُ الزَمانُ
مَتى أَجمَع أَبا نَصرٍ وَمِصراً / فَما لِلدَهرِ بَينَهُما مَكانُ
فَتىً يَوماهُ لي فِطرٌ وَأَضحى / وَنَيروزٌ يُعَدُّ وَمِهرَجانُ
أَيا مَن بَينَ باطِيَةٍ وَزِقٍّ
أَيا مَن بَينَ باطِيَةٍ وَزِقٍّ / وَعودٍ في يَدَي غانٍ يُغَنّي
إِذا لَم تَنهَ نَفسَكَ عَن هَواها / وَتُحسِنُ صَونَها فَإِلَيكَ عَنّي
فَإِنّي قَد شَبِعتُ مِنَ المَعاصي / وَمِن لَذّاتِها وَشَبِعنَ مِنّي
وَمَن أَسوا وَأَقبَحُ مِن لَبيبٍ / يُرى مُتَطَرِّباً في مِثلِ سِنّي