القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 4
سواك ومن وثقتُ به يخونُ
سواك ومن وثقتُ به يخونُ / وغيرُك يومَ أسأله الضنينُ
أعيذك أن تُنافيَني مِطالا / وقد قُضِيتْ سوى ديني ديونُ
وأقبِحْ يا مكذِّبَ فيك ظنِّي / إذا صدقَتْ سوايَ بك الظنونُ
وكان الحقُّ لو أنصفتَ أني / إذا أنجزتَ أوّلَهم أكونُ
يعِزّ عليّ أن ترضَى بسُخطي / على زمني وإرضائي يهونُ
ذوَى غصني بحبسك من سمائي / وكم تبقَى على العطش الغصونُ
ومن غلطِ إذا أبردت نفسي / حرارةَ ما يعالجه الحزينُ
سأسكتُ ثمَّ تحسبني سواءً / وأنت وبيننا في الحال بُونُ
وأستر تحت أثوابي هزالا / إذا أبديتَه شَمِتَ السمينُ
ومهما يستعِنْ غيري فإني / عليك بحسن رأيك أستعينُ
لمن ظُعُنٌ سوائرُ لو
لمن ظُعُنٌ سوائرُ لو / صحوتُ عقلتُها لمنِ
تخُطُّ الرملَ من يبري / نَ خطَّ الماءِ بالسفُنِ
صواعدُ يبتدرن الحَزْ / نَ يا شوقي ويا حزَني
بفارغةِ الحِقابِ مشي / ن مشيَ الذيل والرُّدُنِ
إذا قِيس الغزالُ بها / بكت شَفَقا من الغَبَنِ
تناشدني على يبري / نَ غضَّ الطرف تُتْبِعني
فصن سرّي وسرَّك إن / بقيتَ بمطرَح الظِّنَنِ
فإني عند أترابي / بحيث الشمس لم ترني
هبيني أستُر النجوى / أليس الدمعُ يفضَحني
لساني فيك أملِكه / ودمعُ العين يملِكني
فما للدمع من عيني / مكانُ السر من أذُني
نحَلتُ نحولَ ربعكُمُ / كأنّ عِراصَه بدَني
فما منّي ومن أضغا / ثِ داركُمُ سوى الدِّمنِ
مَن الغادي ابتغاءَ الأج / ر يضمَن حاجةَ الضَّمِنِ
فيوصلَ سالما وطرا / عراقيّاً إلى اليمنِ
وأغنَى اللهُ غيْبتَه / جراءً من بدورِ غَنِي
تداعَس بالقنا الأقرا / نُ وافتقروا إلى الجُنَنِ
وعَمُّوا بيضَ أوجههم / بأردية الوغى الدُّكُنِ
وباعوا الحربَ أنفسَهم / بما ارتخصت من الثمنِ
طِلابَ العز في الدنيا / وطيبِ حديثها الحَسنِ
فباقٍ نال حاجتَه / وآخرُ قبل ذاك فنِي
ونال المجدَ قانِيهِ / بلا تِرَةٍ ولا إحَنِ
فتًى من آل أيّوبٍ / عن الحرب العَوانِ غني
يداه له إذا خان ال / يَدَ اليزنيُّ لم تَخُنِ
نفى أبناؤها الصّرحا / ءُ أنسابَ القنا الهُجَنِ
يثقِّفها إذا انآدت / مراسُ الرأي والفِطَنِ
وتنقُص وهي زائدةٌ / ولولا النقص لم تبنِ
تمجُّ دمَ القلوب ولم / تلجْ جرحا على بدنِ
تحُلُّ بها عقودَ السح / ر حلَّك عُقدةَ الشَّطَنِ
على بيضاء مصقولٍ / عوارضُها من الدرنِ
إذا ما استوُدعتْ سرّا / فليس تعابُ بالعلنِ
وما كلُّ الرجال على / ودائعها بمؤتمنِ
يقطّر ظهرُها الأبطا / لَ بين العيّ واللَّكنِ
سوى متمرّس ذرِبٍ / بُلِي بطرادها ومُنِي
فما ركبَ ابنُ أيّوب / بلا فأسٍ ولا رَسنِ
سقى الودُّ امرأً روَّى / نميرُ وداده غُصُني
قنِعتُ به من الدنيا / وجُلُّ الشيء يُقنعني
ومن إخوان عَلَّاتٍ / جَفوْا بتخالف اللبَنِ
ودادُهمُ على الأيدي / متى يتصافحوا يَبِنِ
خبرتُهُمُ فعفتُهُمُ / وكاثرني فوافقني
سكنتُ إلى خلائقه / سكونَ الجفن للوسنِ
ولانت لي به الدنيا / على أخلاقها الخُشُنِ
ودام على مضيق الشك / ر متسعا له عطَني
بكل كثيرة النُّقْلا / تِ من وطن إلى وطنِ
مع الحيتانِ في الغمَرا / تِ والعِقبانِ في القُنَنِ
محدّثة بسؤدده / حديثَ الروض بالمُزُنِ
كأن طريقَها المروي / يَ مما لاق بالأذنِ
طوَى درج السنينَ وجا / ء في الآثار والسّننِ
يزرنك ما وفت مِنن ال / ثناء بمثقل المننِ
وما جَلَبت ثلاثُ منىً / على العشّاق من فتنِ
وسَنُّوا محرمي الأبدا / ن عَقْرَ حلائِل البُدُنِ
وإن كان امرؤ بلغ ال / خلودَ بنفسه فكُنِ
تركتُك يا زمانُ قِلًى فدعني
تركتُك يا زمانُ قِلًى فدعني / إذا أنا لم أُرِدك فلا تُرِدني
أأنِفر عنك ممتعِضا أبيًّا / وتصحَبني بقلبٍ مطمئنِّ
وكان الذلَّ أن ترضى وآبَى / وأهدِم في هواك وأنت تبني
رواؤك بالجمال لغير عيني / ووعدك بالجميل لغير أذني
وهبتُك للحريص عليك لمّا / بلوتُك في القساوة والتجنّي
وكنتَ الذئبَ مأكولا أخوه / على ما كان من حذَرٍ وأمنِ
أقلني عثرتي في حسن ظني / بأهلك أو برعيك لي أقلني
كفرت صحابتي وخفرت سلمي / فنحرَك والسنانَ وأنت قرني
تَحُدُّ ليَ النيوبَ إن افترقنا / متى ما كنتُ مأكولا فكلني
ومَنِّ بنِيكَ بالأرحام قطعا / فأمُّ بنيك أُمٌّ لم تلدني
بعاد بيننا أبدا وفوتٌ / بعادَ الفضل من خَرْقٍ وأَفْنِ
أذلَّهم الطِّلابُ وعزَّ وجهي / وضامهم الثَّراء ولم يَضِمني
أحبُّوا المالَ فاعتبدوا ملوكا / وما كل العبيد عبيد قِنِّ
تنفَّخت الحظوظ لهم فظنّوا / وِرامَ البطنِ يُسمنُ وهو يُضني
وما وأبى زخارفها ثناني / لها ذلٌّ يشوقُ ولا تثنِّي
ولا قدَرت على نفسي ولحظي / على ما نَمَّ من طيبٍ وحُسنِ
ولو أني خُدعتُ بشارتيها / خُدِعتُ بمقلة الرشإ الأغنِّ
ولاستلبت على إضم فؤادي / حماماتٌ تنوح كما تغنِّي
وبيضٌ في خيامِ بني سليم / تَكُنُّ خدورُها بَيْضاتِ كِنِّ
حملن على القدود مخمَّراتٍ / هلالا طالعا في كلّ غصنِ
ولانسربتْ تَغلغلُ في عظامي / سبيئةُ راهبٍ ماءٌ كدُهنِ
منصَّرةُ القُرَى رأسٌ أبوها / يدين ضلالةً بأبٍ وإبنِ
إذا نصَلت من الراووق بثت / نجوما والغداةُ غداةُ دَجْنِ
يساومني بها ثمنا فيُغلي / وأمنحُه بلا سَوْم فأُسني
ولم أَغبُن كمن يُعطى سروري / ويأخذُ طائعا همّي وحزني
وقبلي شرَّدتْ حِلم ابنِ حُجرٍ / لغير ضياعة ولغير رهن
حباها بكرة زِقّاً رويّاً / وقال لخيله روحي فشُنِّي
فيوما بين غائرة ونقع / ويوما بين باطِيَةٍ ودَنِّ
ولكنَّ المطَاربَ لم تُرقني / كما أنّ النوائب لم تَرُعنْي
ولما كان بعضُ النوم عارا / ملكت على النوى أهداب جفني
يلوم على العُزوف أبو بغيض / لك الويلاتُ سلني ثم لُمني
يظنّ بجِلستي فشلا وبَهرا / وقد أنضيتُ أفراسي وبُدني
ودست الجمر لم أخَفِ احتراقا / وراء الرزق وهو يشِطُّ عنّي
ورُضتُ الآبيات العوصَ حتى / سهُلن لكلّ جعدِ السمع حزنِ
موسمة بعمرو أو ببكر / تصرِّح تارة بهمُ وتَكْني
تواصلهم وصالَ الغيثِ آلى / متى ما يُبدِ عارفةً يُثَنِّ
فلم تعلَق على الحرمان منهم / يدي بسوى الملالةِ والتجنِّي
أدال الله منّى للقوافي / بما هانت عليّ ولم تُهنِّي
أطرِّد سَرحَها في كلِّ يوم / شِلالا بين رابيةٍ ورَعنِ
على وادٍ ولمَّا يزكُ عُشْبٌ / إلى قُلُبٍ ولمّا يُسنِ مُسنِي
دعت برغائها أحرارَ كسرى / فلم يُفصَح لمعجِمهم بلحنِ
أحبُّوها وما طلعوا بنوءٍ / يبلِّلها ولا سنحوا بيُمنِ
ولا قسموا لها الإنصاف يوما / بكيلٍ في السماح ولا بوزنِ
وجُرَّت في القياصر من مِعاها / إلى دُرْدٍ عَدِمنَ اللَّسْنَ حُجْنِ
تَضاغَى بينَهم متعرياتٍ / وما نفعُ الصرائح بين هُجنِ
وداخنَها على ميسانَ مَوْرٌ / فلم ينهضْ لقَرَّتها بسُخْنِ
حداها بالمطامع فاشرأبَّتْ / وما نزلت مفاقرُها بمغني
وراقصها ببابِلَ ضوءُ نارٍ / لحيّ من بني أسَدٍ مُبِنِّ
من الجَذَعات لم تُرفَعْ لضيفٍ / ولم تُلحمْ ولم تُقْتَرْ لسَمنِ
وأطناب طوال خادعتها / فأمكنَ من صلائفها التظني
ولم يك ضبُّ عوفِ من قِراها / ولا من حرشها لولا التعنّي
ولا القرويّ عُرِّبَ بالتسمّي / وأُمِّرَ بالتلقُّبِ والتكنِّي
وعِلْج الجنبِ من أنباطِ سُورا / تمضَّر أو تنزَّر بالتمنِّي
أرادتهم لتُحمَى أو لتُحبَى / على الحالين في مُنَنٍ ومَنِّ
فما دفعوا العدوَّ بمدِّ صوتٍ / ولا نقعوا الأُوَامَ برشْح شَنِّ
فإن يكُ في جُعَيْلِ بني عفيفٍ / وجِرْوِ الغاضريَّة خابَ ظني
فَلستُ بأوّلِ الرُّوّاد جاشتْ / به خضراءُ نبتُ سفاً وَدَمْنِ
وغرَّتها مُخَيِّلةٌ لقاحا / فلمْ تُنْتَجْ ولم تكُ أمَّ مُزنِ
وناشدني الحقوقَ مزرّعيٌّ / ليأخذَ ذمّتي لهمُ وأَمْني
وقال هبِ الجزيرةَ لي وإلا / فهذا السيف فاسمح لي وهبني
أأنت تردُّ عنهم بسطَ كفِّي / وصفقُك جرَّ يومَ البيع غبني
ولو لم يكفِهم سيفي ورمحي / رأوا بالغيب ما ضربي وطعني
فآه عليهمُ يا كفُّ لولا / فتىً أعطيتُه بالودّ رهني
تخوّن من خزيمةَ عرضتيها / لنبلي فاحتمت بالأزد مني
وجُنَّ الدهرُ في وَغلِ ضليع / به للخُنزُوانةِ طيفُ جِنِّ
أتاه الحظ مختاراً وولَّى / نُصولَ السهمِ عن ظهرِ المِجَنِّ
توسَّط من قُرى الزيتونِ بيتا / أقيم على محاريثٍ وفدنِ
دفيءُ الليل لم يسهر لرأيٍ / ولم يتعبْ بليتيَ أو لوَ انّي
فراودها وزاحم يبتغيها / بمنفوخَيْن عُثنونٍ وبطنِ
وقال لحِقتُ وارتفعتْ وِهادي / فمالك ترفع الأشعارَ عنّي
وهل أنا دون قومٍ سُرْبِلوها / فجرُّوا الفخرَ من ذيلٍ ورُدنِ
ورُضْتُ لجاجَه فإذا حَرونٌ / متى أمنعْه طوعا يقتسرْني
ففاز بعذرها وأوتْ أيامَى / إلى كنَفَين من بخلٍ وجُبنِ
وما علِمَ ابنُ عصِر الزيتِ أني / إذا أثنيْت أعلمُ كيف أُثني
وأني يومَ أمدحُه احتسابا / وإن أسميتُه فسواه أَعني
سمحتُ بها وما حَلِيتْ بسمح / فقُدْها الآنَ من كرمٍ وقُدْني
ولم أك قبلَه لأذمَّ جودي / على أمرٍ وأحمدَ فيه ضنّي
فحتام المقام بعقرِ دارٍ / بِساطٍ فسحتي فيها كسجني
على تَرْباء أرض لم تَلِقْها / مدارجُها الخِباتُ ولم تَلِقْني
ولو ذهبتْ وراءَ الشمس غربا / شفتْ أكبادَها من كلِّ ضِغْنِ
وشعشَع في ترائبها وميضٌ / على تلك الربا مُطْرٍ ومُثْنِي
ولو نُشِرَ الكرامُ بنو عليّ / لها وفَدَتْ على المُعطي الْمُهَنّي
إذنْ لَحَمَى حِماها كلُّ شَخْتٍ / كصدر السمهريِّ أمقَّ لَدْنِ
قليلِ النوم في رَعيِ المعالي / إذا خاط التواكلُ كلَّ جفنِ
ومدَّ لها الحسينُ فذبَّ عنها / براثنَ أصمعِ الكفَّين شَثْنِ
ولانهمرت سحابة راحتيه / بهَطْلٍ من سحائبها وهَتنِ
ومرَّ على عوائده كريم / قليلاً ما دعوتُ فلم يُجبني
رأى فضلي فقدَّمَنِي وأُولَى / غرائسِ ما تَروْن اليومَ يجَني
ولكِنَّ الحِمامَ أغاض بحري / عشيَّة يومِه وهَوَى برُكني
وخلَّفني دريئَةَ صرفِ دهرٍ / متى ما يَرْمِ عن عُرُض يُصبني
فلا يرمِ الجزيرةَ مستطيرٌ / يقعقِعُ في كثيفٍ مُرْجحِنِّ
شفيقُ الحفر مأمون التذَرِّي / على فقر الثرى يُغْنِي ويُقني
يروح ويغتدي سُقيا قَلِيبٍ / طوَى ذاك التسرُّعَ والتأنّي
فتى لولاه لم أجزع لثاوٍ / ولم أقرعْ على ما فات سنّي
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ / فكيفَ يُعابُ بالغدرِ الغواني
نسامحُ دهرَنا العاصي علينا / ونطلبُ طاعةَ الحدَق الحِسانِ
ونرجوا الأمنَ حيثُ الأمنُ خوفٌ / ونحن نخافُ في دار الأمانِ
حبيبك من بني هذي الليالي / هما من طينةٍ متصلصلانِ
وما لوناهما إلا وفاقٌ / وإن برزَتْ لعينك صِبغتانِ
تُقلَّب لي صَفاةُ أخي فما لي / نكِرتُ تقلُّبا في غُصن بانِ
وأسلمني الصديقُ أخا وسيفا / فكيف بنصرِ مختضِبِ البنانِ
أرى الإخوانَ حولي مِلءَ عيني / وألقى الحادثاتِ بغير ثاني
وأفتقد الأحبّةَ ثم أرضَى / كِراهاً بالوقوف على المغاني
أقلْني يا زمانُ غِلاطَ ظنّي / بأهلكَ فهو أبرحُ ما دهاني
ظهرتُ بآيتي في غير قومي / ولم أنظرْ بمُعجزها أواني
وإلا فانتقم ما شئتَ منّي / سوى تعريضِ عِرضي للهوانِ
أدال اللهُ من عيني فؤادي / فكم أهوى على خُدَع العِيانِ
أرى صُورا وشاراتٍ حساناً / مصايدَ للطَّماعَةِ والأماني
فأستذرى بظلٍّ لم يسعني / وأستروِي غماما ما سقاني
وذي قلبين قاسٍ يوم أشكو / وآخرَ عندَه بعضُ الليانِ
صبَرتُ على تلوّن شيمتيْه / حَمولا في البعادِ وفي التداني
وأشكر نبذَهُ بالوصل حينا / وأعذِرُ في الجفاءِ إذا جفاني
فأحسَبُ عِطفَه يُثنَى بمدحي / فأغمزُ منه في جَنْبَيْ أَبانِ
توانَى في العكوف عليه حزمي / وكان الحزمُ من قبل التواني
أناسئُهُ الثناءَ ليوم عُسرِي / وكم وجدَ القضاءَ فما قضاني
ألا يا ليتَ شعري عن غريمي / لمن ذَخر القضاءَ إذا لَواني
وكيف يسرُّه بَعدي خليلٌ / إذا هو مَلَّ قربي واجتواني
قد اصطلح الرجالُ على التجافِي / وقد نُسيَ التعاطُفُ والتحَاني
سِوى بيتٍ طنوبُ المجد فيه / مطنَّبةٌ بأسباب مِتانِ
بَنَى عبدُ الرحيم بِهِ فأَرسَى / وشادَ بنوه بانٍ بعدَ باني
إذا غَرَبَتْ به للفضلِ شمسٌ / تمكَّن في المطالعِ فرقدانِ
ولم يك كالوزير ولا أخيه / ولا أخويهما ذخرٌ لقاني
وأشرق من كمال الملك بدر / ليالي تمِّهِ سعدُ القِرانِ
تحالفت العلا وأبو المعالي / إذا الأسماءُ حالفتِ المعاني
تعثَّرت الجيادُ وراء جارٍ / مسلِّمةً له قَصَبَ الرِّهانِ
زليق اللِّبْدِ مقطوع الأواخِي / غضيض السرج مخلوعَ العنانِ
تكفَّلَ بالسياسة ألمعيٌّ / مليٌّ يومَ يَضمن بالضمانِ
إذا خفَقتْ بما ضمِنتْ قلوبٌ / توقَّد في حشاه الخافقانِ
شجاعٌ يومَ يَركبُ للمعالي / وظهرُ الذلِّ من قُعَدِ الجبانِ
أُعينَ الملكُ منه بجنبِ طودٍ / ظليلِ الذيلِ مستَنِّ الرِّعانِ
مضت آراؤه فيه نفاذا / نفاذَ السمْهَرِيّة في الطعانِ
إذا أوت الأمور إليه بانت / محامَاةُ المعين عن المُعانِ
وقال فقال فصلا في زمان / يكون العيُّ فيه من البيانِ
توحّدَ في الكمال فلم يعزَّزْ / بقوّةِ ثالثٍ وبنصرِ ثاني
وصُدِّقَ ما ادَّعى الغالون فيه / فما أحدٌ غلا فيه بجاني
كأنّ حديثَ من يُثنِي عليه / حديثُ القَيْن عن نصلٍ يماني
وزُوّجتِ الوزارةُ من أخيه / ومنهُ بعدُ نِعْم الكافلانِ
إذا قعدا فمجلسُها عرينٌ / يذود الضيمَ عنه ضيغمانِ
وإن قاما إباءً فهي سرحٌ / مُعِرٌّ نام عنه الراعيانِ
يرافدُ ذاك في العزمات هذا / رفادَ السيف أُيِّدَ بالسنانِ
ألا أبلغ كمالَ الملك عنّي / وإن يك حيث يسمع أو يراني
رسالةَ مطلَقٍ في الناس لكن / عليه من القطيعة ذلُّ عاني
حِفاظُك ذاك من ألهاك عنه / وقلبُك بعدَ حبّك لِمْ قَلاني
ومن عَدَّى عوائدَك اللواتي / ترادفُ بين بِكرٍ أو عَوانِ
يواصلني سماحُ يديك منها / بأوسعِ ما تجود به يدانِ
فعاد النقدُ لي منها ضمانا / وصار الإهتمامُ إلى التواني
أُعيذك أن تصيبَك فيَّ عين / وأوخذ في وفائك من أماني
وأن أُنسَى وعندك باعثاتٌ / على حقّي ومُذكِرةٌ بشاني
خوالدُ في الصحائف باقياتٌ / لمجدكُمُ على الحِقَبِ الفَواني
لها سرُّ الصدور إذا حوتها / وفي الآذان إعلانُ الأذان
يزُرنَك يمتطينَ من التهاني / سليس الرأس منقادَ الجِرانِ
إذا سمحَتْ برسم العيدِ جاءتْ / مطالِبةً برسم المِهرَجانِ
بقيتُ لرصفِها فتغنَّموني / بقاء الخمرِ في نِصفِ الدنانِ
وقد كثُر المديحُ وقائلوه / ولكنْ من يسدُّ لكم مكاني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025