المجموع : 4
سواك ومن وثقتُ به يخونُ
سواك ومن وثقتُ به يخونُ / وغيرُك يومَ أسأله الضنينُ
أعيذك أن تُنافيَني مِطالا / وقد قُضِيتْ سوى ديني ديونُ
وأقبِحْ يا مكذِّبَ فيك ظنِّي / إذا صدقَتْ سوايَ بك الظنونُ
وكان الحقُّ لو أنصفتَ أني / إذا أنجزتَ أوّلَهم أكونُ
يعِزّ عليّ أن ترضَى بسُخطي / على زمني وإرضائي يهونُ
ذوَى غصني بحبسك من سمائي / وكم تبقَى على العطش الغصونُ
ومن غلطِ إذا أبردت نفسي / حرارةَ ما يعالجه الحزينُ
سأسكتُ ثمَّ تحسبني سواءً / وأنت وبيننا في الحال بُونُ
وأستر تحت أثوابي هزالا / إذا أبديتَه شَمِتَ السمينُ
ومهما يستعِنْ غيري فإني / عليك بحسن رأيك أستعينُ
لمن ظُعُنٌ سوائرُ لو
لمن ظُعُنٌ سوائرُ لو / صحوتُ عقلتُها لمنِ
تخُطُّ الرملَ من يبري / نَ خطَّ الماءِ بالسفُنِ
صواعدُ يبتدرن الحَزْ / نَ يا شوقي ويا حزَني
بفارغةِ الحِقابِ مشي / ن مشيَ الذيل والرُّدُنِ
إذا قِيس الغزالُ بها / بكت شَفَقا من الغَبَنِ
تناشدني على يبري / نَ غضَّ الطرف تُتْبِعني
فصن سرّي وسرَّك إن / بقيتَ بمطرَح الظِّنَنِ
فإني عند أترابي / بحيث الشمس لم ترني
هبيني أستُر النجوى / أليس الدمعُ يفضَحني
لساني فيك أملِكه / ودمعُ العين يملِكني
فما للدمع من عيني / مكانُ السر من أذُني
نحَلتُ نحولَ ربعكُمُ / كأنّ عِراصَه بدَني
فما منّي ومن أضغا / ثِ داركُمُ سوى الدِّمنِ
مَن الغادي ابتغاءَ الأج / ر يضمَن حاجةَ الضَّمِنِ
فيوصلَ سالما وطرا / عراقيّاً إلى اليمنِ
وأغنَى اللهُ غيْبتَه / جراءً من بدورِ غَنِي
تداعَس بالقنا الأقرا / نُ وافتقروا إلى الجُنَنِ
وعَمُّوا بيضَ أوجههم / بأردية الوغى الدُّكُنِ
وباعوا الحربَ أنفسَهم / بما ارتخصت من الثمنِ
طِلابَ العز في الدنيا / وطيبِ حديثها الحَسنِ
فباقٍ نال حاجتَه / وآخرُ قبل ذاك فنِي
ونال المجدَ قانِيهِ / بلا تِرَةٍ ولا إحَنِ
فتًى من آل أيّوبٍ / عن الحرب العَوانِ غني
يداه له إذا خان ال / يَدَ اليزنيُّ لم تَخُنِ
نفى أبناؤها الصّرحا / ءُ أنسابَ القنا الهُجَنِ
يثقِّفها إذا انآدت / مراسُ الرأي والفِطَنِ
وتنقُص وهي زائدةٌ / ولولا النقص لم تبنِ
تمجُّ دمَ القلوب ولم / تلجْ جرحا على بدنِ
تحُلُّ بها عقودَ السح / ر حلَّك عُقدةَ الشَّطَنِ
على بيضاء مصقولٍ / عوارضُها من الدرنِ
إذا ما استوُدعتْ سرّا / فليس تعابُ بالعلنِ
وما كلُّ الرجال على / ودائعها بمؤتمنِ
يقطّر ظهرُها الأبطا / لَ بين العيّ واللَّكنِ
سوى متمرّس ذرِبٍ / بُلِي بطرادها ومُنِي
فما ركبَ ابنُ أيّوب / بلا فأسٍ ولا رَسنِ
سقى الودُّ امرأً روَّى / نميرُ وداده غُصُني
قنِعتُ به من الدنيا / وجُلُّ الشيء يُقنعني
ومن إخوان عَلَّاتٍ / جَفوْا بتخالف اللبَنِ
ودادُهمُ على الأيدي / متى يتصافحوا يَبِنِ
خبرتُهُمُ فعفتُهُمُ / وكاثرني فوافقني
سكنتُ إلى خلائقه / سكونَ الجفن للوسنِ
ولانت لي به الدنيا / على أخلاقها الخُشُنِ
ودام على مضيق الشك / ر متسعا له عطَني
بكل كثيرة النُّقْلا / تِ من وطن إلى وطنِ
مع الحيتانِ في الغمَرا / تِ والعِقبانِ في القُنَنِ
محدّثة بسؤدده / حديثَ الروض بالمُزُنِ
كأن طريقَها المروي / يَ مما لاق بالأذنِ
طوَى درج السنينَ وجا / ء في الآثار والسّننِ
يزرنك ما وفت مِنن ال / ثناء بمثقل المننِ
وما جَلَبت ثلاثُ منىً / على العشّاق من فتنِ
وسَنُّوا محرمي الأبدا / ن عَقْرَ حلائِل البُدُنِ
وإن كان امرؤ بلغ ال / خلودَ بنفسه فكُنِ
تركتُك يا زمانُ قِلًى فدعني
تركتُك يا زمانُ قِلًى فدعني / إذا أنا لم أُرِدك فلا تُرِدني
أأنِفر عنك ممتعِضا أبيًّا / وتصحَبني بقلبٍ مطمئنِّ
وكان الذلَّ أن ترضى وآبَى / وأهدِم في هواك وأنت تبني
رواؤك بالجمال لغير عيني / ووعدك بالجميل لغير أذني
وهبتُك للحريص عليك لمّا / بلوتُك في القساوة والتجنّي
وكنتَ الذئبَ مأكولا أخوه / على ما كان من حذَرٍ وأمنِ
أقلني عثرتي في حسن ظني / بأهلك أو برعيك لي أقلني
كفرت صحابتي وخفرت سلمي / فنحرَك والسنانَ وأنت قرني
تَحُدُّ ليَ النيوبَ إن افترقنا / متى ما كنتُ مأكولا فكلني
ومَنِّ بنِيكَ بالأرحام قطعا / فأمُّ بنيك أُمٌّ لم تلدني
بعاد بيننا أبدا وفوتٌ / بعادَ الفضل من خَرْقٍ وأَفْنِ
أذلَّهم الطِّلابُ وعزَّ وجهي / وضامهم الثَّراء ولم يَضِمني
أحبُّوا المالَ فاعتبدوا ملوكا / وما كل العبيد عبيد قِنِّ
تنفَّخت الحظوظ لهم فظنّوا / وِرامَ البطنِ يُسمنُ وهو يُضني
وما وأبى زخارفها ثناني / لها ذلٌّ يشوقُ ولا تثنِّي
ولا قدَرت على نفسي ولحظي / على ما نَمَّ من طيبٍ وحُسنِ
ولو أني خُدعتُ بشارتيها / خُدِعتُ بمقلة الرشإ الأغنِّ
ولاستلبت على إضم فؤادي / حماماتٌ تنوح كما تغنِّي
وبيضٌ في خيامِ بني سليم / تَكُنُّ خدورُها بَيْضاتِ كِنِّ
حملن على القدود مخمَّراتٍ / هلالا طالعا في كلّ غصنِ
ولانسربتْ تَغلغلُ في عظامي / سبيئةُ راهبٍ ماءٌ كدُهنِ
منصَّرةُ القُرَى رأسٌ أبوها / يدين ضلالةً بأبٍ وإبنِ
إذا نصَلت من الراووق بثت / نجوما والغداةُ غداةُ دَجْنِ
يساومني بها ثمنا فيُغلي / وأمنحُه بلا سَوْم فأُسني
ولم أَغبُن كمن يُعطى سروري / ويأخذُ طائعا همّي وحزني
وقبلي شرَّدتْ حِلم ابنِ حُجرٍ / لغير ضياعة ولغير رهن
حباها بكرة زِقّاً رويّاً / وقال لخيله روحي فشُنِّي
فيوما بين غائرة ونقع / ويوما بين باطِيَةٍ ودَنِّ
ولكنَّ المطَاربَ لم تُرقني / كما أنّ النوائب لم تَرُعنْي
ولما كان بعضُ النوم عارا / ملكت على النوى أهداب جفني
يلوم على العُزوف أبو بغيض / لك الويلاتُ سلني ثم لُمني
يظنّ بجِلستي فشلا وبَهرا / وقد أنضيتُ أفراسي وبُدني
ودست الجمر لم أخَفِ احتراقا / وراء الرزق وهو يشِطُّ عنّي
ورُضتُ الآبيات العوصَ حتى / سهُلن لكلّ جعدِ السمع حزنِ
موسمة بعمرو أو ببكر / تصرِّح تارة بهمُ وتَكْني
تواصلهم وصالَ الغيثِ آلى / متى ما يُبدِ عارفةً يُثَنِّ
فلم تعلَق على الحرمان منهم / يدي بسوى الملالةِ والتجنِّي
أدال الله منّى للقوافي / بما هانت عليّ ولم تُهنِّي
أطرِّد سَرحَها في كلِّ يوم / شِلالا بين رابيةٍ ورَعنِ
على وادٍ ولمَّا يزكُ عُشْبٌ / إلى قُلُبٍ ولمّا يُسنِ مُسنِي
دعت برغائها أحرارَ كسرى / فلم يُفصَح لمعجِمهم بلحنِ
أحبُّوها وما طلعوا بنوءٍ / يبلِّلها ولا سنحوا بيُمنِ
ولا قسموا لها الإنصاف يوما / بكيلٍ في السماح ولا بوزنِ
وجُرَّت في القياصر من مِعاها / إلى دُرْدٍ عَدِمنَ اللَّسْنَ حُجْنِ
تَضاغَى بينَهم متعرياتٍ / وما نفعُ الصرائح بين هُجنِ
وداخنَها على ميسانَ مَوْرٌ / فلم ينهضْ لقَرَّتها بسُخْنِ
حداها بالمطامع فاشرأبَّتْ / وما نزلت مفاقرُها بمغني
وراقصها ببابِلَ ضوءُ نارٍ / لحيّ من بني أسَدٍ مُبِنِّ
من الجَذَعات لم تُرفَعْ لضيفٍ / ولم تُلحمْ ولم تُقْتَرْ لسَمنِ
وأطناب طوال خادعتها / فأمكنَ من صلائفها التظني
ولم يك ضبُّ عوفِ من قِراها / ولا من حرشها لولا التعنّي
ولا القرويّ عُرِّبَ بالتسمّي / وأُمِّرَ بالتلقُّبِ والتكنِّي
وعِلْج الجنبِ من أنباطِ سُورا / تمضَّر أو تنزَّر بالتمنِّي
أرادتهم لتُحمَى أو لتُحبَى / على الحالين في مُنَنٍ ومَنِّ
فما دفعوا العدوَّ بمدِّ صوتٍ / ولا نقعوا الأُوَامَ برشْح شَنِّ
فإن يكُ في جُعَيْلِ بني عفيفٍ / وجِرْوِ الغاضريَّة خابَ ظني
فَلستُ بأوّلِ الرُّوّاد جاشتْ / به خضراءُ نبتُ سفاً وَدَمْنِ
وغرَّتها مُخَيِّلةٌ لقاحا / فلمْ تُنْتَجْ ولم تكُ أمَّ مُزنِ
وناشدني الحقوقَ مزرّعيٌّ / ليأخذَ ذمّتي لهمُ وأَمْني
وقال هبِ الجزيرةَ لي وإلا / فهذا السيف فاسمح لي وهبني
أأنت تردُّ عنهم بسطَ كفِّي / وصفقُك جرَّ يومَ البيع غبني
ولو لم يكفِهم سيفي ورمحي / رأوا بالغيب ما ضربي وطعني
فآه عليهمُ يا كفُّ لولا / فتىً أعطيتُه بالودّ رهني
تخوّن من خزيمةَ عرضتيها / لنبلي فاحتمت بالأزد مني
وجُنَّ الدهرُ في وَغلِ ضليع / به للخُنزُوانةِ طيفُ جِنِّ
أتاه الحظ مختاراً وولَّى / نُصولَ السهمِ عن ظهرِ المِجَنِّ
توسَّط من قُرى الزيتونِ بيتا / أقيم على محاريثٍ وفدنِ
دفيءُ الليل لم يسهر لرأيٍ / ولم يتعبْ بليتيَ أو لوَ انّي
فراودها وزاحم يبتغيها / بمنفوخَيْن عُثنونٍ وبطنِ
وقال لحِقتُ وارتفعتْ وِهادي / فمالك ترفع الأشعارَ عنّي
وهل أنا دون قومٍ سُرْبِلوها / فجرُّوا الفخرَ من ذيلٍ ورُدنِ
ورُضْتُ لجاجَه فإذا حَرونٌ / متى أمنعْه طوعا يقتسرْني
ففاز بعذرها وأوتْ أيامَى / إلى كنَفَين من بخلٍ وجُبنِ
وما علِمَ ابنُ عصِر الزيتِ أني / إذا أثنيْت أعلمُ كيف أُثني
وأني يومَ أمدحُه احتسابا / وإن أسميتُه فسواه أَعني
سمحتُ بها وما حَلِيتْ بسمح / فقُدْها الآنَ من كرمٍ وقُدْني
ولم أك قبلَه لأذمَّ جودي / على أمرٍ وأحمدَ فيه ضنّي
فحتام المقام بعقرِ دارٍ / بِساطٍ فسحتي فيها كسجني
على تَرْباء أرض لم تَلِقْها / مدارجُها الخِباتُ ولم تَلِقْني
ولو ذهبتْ وراءَ الشمس غربا / شفتْ أكبادَها من كلِّ ضِغْنِ
وشعشَع في ترائبها وميضٌ / على تلك الربا مُطْرٍ ومُثْنِي
ولو نُشِرَ الكرامُ بنو عليّ / لها وفَدَتْ على المُعطي الْمُهَنّي
إذنْ لَحَمَى حِماها كلُّ شَخْتٍ / كصدر السمهريِّ أمقَّ لَدْنِ
قليلِ النوم في رَعيِ المعالي / إذا خاط التواكلُ كلَّ جفنِ
ومدَّ لها الحسينُ فذبَّ عنها / براثنَ أصمعِ الكفَّين شَثْنِ
ولانهمرت سحابة راحتيه / بهَطْلٍ من سحائبها وهَتنِ
ومرَّ على عوائده كريم / قليلاً ما دعوتُ فلم يُجبني
رأى فضلي فقدَّمَنِي وأُولَى / غرائسِ ما تَروْن اليومَ يجَني
ولكِنَّ الحِمامَ أغاض بحري / عشيَّة يومِه وهَوَى برُكني
وخلَّفني دريئَةَ صرفِ دهرٍ / متى ما يَرْمِ عن عُرُض يُصبني
فلا يرمِ الجزيرةَ مستطيرٌ / يقعقِعُ في كثيفٍ مُرْجحِنِّ
شفيقُ الحفر مأمون التذَرِّي / على فقر الثرى يُغْنِي ويُقني
يروح ويغتدي سُقيا قَلِيبٍ / طوَى ذاك التسرُّعَ والتأنّي
فتى لولاه لم أجزع لثاوٍ / ولم أقرعْ على ما فات سنّي
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ / فكيفَ يُعابُ بالغدرِ الغواني
نسامحُ دهرَنا العاصي علينا / ونطلبُ طاعةَ الحدَق الحِسانِ
ونرجوا الأمنَ حيثُ الأمنُ خوفٌ / ونحن نخافُ في دار الأمانِ
حبيبك من بني هذي الليالي / هما من طينةٍ متصلصلانِ
وما لوناهما إلا وفاقٌ / وإن برزَتْ لعينك صِبغتانِ
تُقلَّب لي صَفاةُ أخي فما لي / نكِرتُ تقلُّبا في غُصن بانِ
وأسلمني الصديقُ أخا وسيفا / فكيف بنصرِ مختضِبِ البنانِ
أرى الإخوانَ حولي مِلءَ عيني / وألقى الحادثاتِ بغير ثاني
وأفتقد الأحبّةَ ثم أرضَى / كِراهاً بالوقوف على المغاني
أقلْني يا زمانُ غِلاطَ ظنّي / بأهلكَ فهو أبرحُ ما دهاني
ظهرتُ بآيتي في غير قومي / ولم أنظرْ بمُعجزها أواني
وإلا فانتقم ما شئتَ منّي / سوى تعريضِ عِرضي للهوانِ
أدال اللهُ من عيني فؤادي / فكم أهوى على خُدَع العِيانِ
أرى صُورا وشاراتٍ حساناً / مصايدَ للطَّماعَةِ والأماني
فأستذرى بظلٍّ لم يسعني / وأستروِي غماما ما سقاني
وذي قلبين قاسٍ يوم أشكو / وآخرَ عندَه بعضُ الليانِ
صبَرتُ على تلوّن شيمتيْه / حَمولا في البعادِ وفي التداني
وأشكر نبذَهُ بالوصل حينا / وأعذِرُ في الجفاءِ إذا جفاني
فأحسَبُ عِطفَه يُثنَى بمدحي / فأغمزُ منه في جَنْبَيْ أَبانِ
توانَى في العكوف عليه حزمي / وكان الحزمُ من قبل التواني
أناسئُهُ الثناءَ ليوم عُسرِي / وكم وجدَ القضاءَ فما قضاني
ألا يا ليتَ شعري عن غريمي / لمن ذَخر القضاءَ إذا لَواني
وكيف يسرُّه بَعدي خليلٌ / إذا هو مَلَّ قربي واجتواني
قد اصطلح الرجالُ على التجافِي / وقد نُسيَ التعاطُفُ والتحَاني
سِوى بيتٍ طنوبُ المجد فيه / مطنَّبةٌ بأسباب مِتانِ
بَنَى عبدُ الرحيم بِهِ فأَرسَى / وشادَ بنوه بانٍ بعدَ باني
إذا غَرَبَتْ به للفضلِ شمسٌ / تمكَّن في المطالعِ فرقدانِ
ولم يك كالوزير ولا أخيه / ولا أخويهما ذخرٌ لقاني
وأشرق من كمال الملك بدر / ليالي تمِّهِ سعدُ القِرانِ
تحالفت العلا وأبو المعالي / إذا الأسماءُ حالفتِ المعاني
تعثَّرت الجيادُ وراء جارٍ / مسلِّمةً له قَصَبَ الرِّهانِ
زليق اللِّبْدِ مقطوع الأواخِي / غضيض السرج مخلوعَ العنانِ
تكفَّلَ بالسياسة ألمعيٌّ / مليٌّ يومَ يَضمن بالضمانِ
إذا خفَقتْ بما ضمِنتْ قلوبٌ / توقَّد في حشاه الخافقانِ
شجاعٌ يومَ يَركبُ للمعالي / وظهرُ الذلِّ من قُعَدِ الجبانِ
أُعينَ الملكُ منه بجنبِ طودٍ / ظليلِ الذيلِ مستَنِّ الرِّعانِ
مضت آراؤه فيه نفاذا / نفاذَ السمْهَرِيّة في الطعانِ
إذا أوت الأمور إليه بانت / محامَاةُ المعين عن المُعانِ
وقال فقال فصلا في زمان / يكون العيُّ فيه من البيانِ
توحّدَ في الكمال فلم يعزَّزْ / بقوّةِ ثالثٍ وبنصرِ ثاني
وصُدِّقَ ما ادَّعى الغالون فيه / فما أحدٌ غلا فيه بجاني
كأنّ حديثَ من يُثنِي عليه / حديثُ القَيْن عن نصلٍ يماني
وزُوّجتِ الوزارةُ من أخيه / ومنهُ بعدُ نِعْم الكافلانِ
إذا قعدا فمجلسُها عرينٌ / يذود الضيمَ عنه ضيغمانِ
وإن قاما إباءً فهي سرحٌ / مُعِرٌّ نام عنه الراعيانِ
يرافدُ ذاك في العزمات هذا / رفادَ السيف أُيِّدَ بالسنانِ
ألا أبلغ كمالَ الملك عنّي / وإن يك حيث يسمع أو يراني
رسالةَ مطلَقٍ في الناس لكن / عليه من القطيعة ذلُّ عاني
حِفاظُك ذاك من ألهاك عنه / وقلبُك بعدَ حبّك لِمْ قَلاني
ومن عَدَّى عوائدَك اللواتي / ترادفُ بين بِكرٍ أو عَوانِ
يواصلني سماحُ يديك منها / بأوسعِ ما تجود به يدانِ
فعاد النقدُ لي منها ضمانا / وصار الإهتمامُ إلى التواني
أُعيذك أن تصيبَك فيَّ عين / وأوخذ في وفائك من أماني
وأن أُنسَى وعندك باعثاتٌ / على حقّي ومُذكِرةٌ بشاني
خوالدُ في الصحائف باقياتٌ / لمجدكُمُ على الحِقَبِ الفَواني
لها سرُّ الصدور إذا حوتها / وفي الآذان إعلانُ الأذان
يزُرنَك يمتطينَ من التهاني / سليس الرأس منقادَ الجِرانِ
إذا سمحَتْ برسم العيدِ جاءتْ / مطالِبةً برسم المِهرَجانِ
بقيتُ لرصفِها فتغنَّموني / بقاء الخمرِ في نِصفِ الدنانِ
وقد كثُر المديحُ وقائلوه / ولكنْ من يسدُّ لكم مكاني