هَنِيئاً لِلْوَزِيرِ قَضَاءُ دَيْنٍ
هَنِيئاً لِلْوَزِيرِ قَضَاءُ دَيْنٍ / بِهِ أَضْحَى الزَّمَانُ قَرِيرَ عَيْن
وَعَوْدُ وِزارَةٍ سِيقَتْ إلَيْهِ / كَعَوْدَةِ قُرْبِ حِبِّ بَعْدَ بَيْنِ
أَبِي عَبْدِ الإلِهِ أَجَلَّ كَافٍ / تَسَمَّحَ بِالنضُّارِ وَباللُّجَيْنِ
وَيَهْنِي ذَاكَ يَعْقُوباً أَخَاهُ / وَصِنْوَهُمَا الْكَرِيمَ أَبَا الْحُسَيْنِ
هُمَا قَمَرَا الزَّمَانِ وَغُرَّتَاهُ / مُرِيحاً الْمُلْكِ مِنْ عَارٍ وَشَيْنِ
أَحَلاَّ مِنْهُ نُصْحاً وافْتِقَاداً / مَصالِحَهُ مَحَلَّ النَّاظِرَيْن
وَما كانَ الْفَسادُ وَقَدْ تَعَلَّى / ليَخْفِضَهُ سِوَى إصْلاحِ ذَيْنِ
وَيَهْنِي ذَاكَ عَبْدَ اللهِ فيه / فَتاهُ فَهُوَ إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ
هلاَلٌ لَمْ تُبَدِّدَهُ اللَّيالِي / فَيَنْقُصَهُ مُرُورُ الفَرْقَدَيْنِ
تُرادِفُه السِّيادَةُ غَيْرَ وَانٍ / وَيُشْبِهُهُ تَشَابُهَ قَرَّتَيْنِ
كَما أَوْدَعْتَ سَطْراً مِنْ كِتابٍ / ولَمْ تَنْقُطْهُ غَيْناً بَعْدَ عَيْنِ
وَزِيرٌ مُقْبِلُ الأَيَّام عالٍ / عَلَى أَعْدائِهِ طَلْقُ الْيَدَيْنِ
يُهِيُن المَالَ بالأفضالِ جُوداً / وَمَرْقَى الجُودِ صَعْبٌ غَيْرُ هَيْنِ
سَيَقْضِيهِ الزَّمانَ بِطُولِ عُمْرٍ / وَتَمْلِيكُ الرِّياسَةِ كُلُّ دَيْنِ
غَدَتْ خِلَعٌ عَلَيْهِ تَائهاتٌ / بِعالِي النَّفْسِ عَالِي الذَّرْوَتَيْنِ
جَلَتْ بِسَوادِها ظُلَمَ اللَّيالِي / كَما تَجْلُو سَوادَ المُقْلَتَيْنِ
بِمَنْطِقِهِ يَلُوحُ الحَلْى فِيهَا / كَما لاَحَتْ نُجُومُ الشِّعْرَيَيْن
تُباطُ مَعلِقٌ مِنْهَا رِقَاقٌ / بِمَصْقُولٍ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ
كَرَأْيٍ مِنْهُ يَفْعَلُ في اللَّيالِي / وَفِي الأَيَّامِ فِعْلَ النَّيِّرَيْنِ
فَأَعْلَى اللهُ سَادَتَنَا جَمِيعاً / وَأَبْقاهُمْ بَقاءَ الفَرْقَدَيْنِ
وقَلَّمَ عَنْهُمْ ظُفُرَ المَنايَا / بِقُرْبِ مُناهُمُ وَبِبُعْدِ حَيْنِ
ومِلْكٍ لْلَوَرَى وَصَفاءِ دَهْرٍ / يَرينَ عَلَى عِداهُمُ أَيَّ رَيْنِ
فَكَمْ عُذِلُوا عَلَى إْفَراطِ بَرٍ / فَمَا أصْغَوْا لِعَذْلِ العاذِلَيْنِ
أَقولُ بِمَا عَلِمْتُ مَقالَ صِدْقٍ / بَعِيدِ الشَّأْوِ مِنْ كَذِبٍ وَشَيْنِ
لَقَدْ صَانُوا الوِزارَةَ بَعْدَ هَتْكٍ / وَزانُوهَا وَكانَتْ غَيْرَ زَيْنِ
بِرَأْيٍ مُسْتَنِيرٍ لِلْمَوالي / وَصَعْبٍ لِلمْعُادِي غَيْرِ لَيْنِ
وَأَقْلاَمٍ تُحَكَّمُ فِي الأَعادِي / كَحُكْمِ السَّيْفِ وَالرُّمْحِ الرُّدَيْنِي
وَيَغْنَى الرُّمْحُ فِيها عَنْ ثِقافٍ / وَيَغْنَى السَّيْفُ عَنْ إِصْلاحِ قَيْنِ
وَتَخْفُقُ بِالذَّي نَهْواهُ كُتْبٌ / تَكُونُ بِها صلاحُ الخْافِقَيْنِ
تَرَى الأَقْدارْ مُصْعِدَةً إلَيْهِ / تَسَحَّبُ بَيْنَ تَسْجِيَةٍ وَطَينِ
ثَوابُكُمُ عَلَى إصْلاحِ مُلْكٍ / ثَوابُ شُهُودٍ أَحْدٍ أَوْ حُنَيْنِ
فَرَعْتُمْ فِي بَنِي الأَحْرارِ طَوْراً / يَطُولُ الرَّعْنُ فيه ذا رُعَيْنِ
وَزادَكُمُ مُحَمدَّكُمُ عُلُوّاً / وَيَعْقُوبٌ شَرِيفُ الجْانِبَيْنِ
وَرِثْتُمْ عَنْهُمَا كَرَماً وَفَضْلاً / كَذَاكَ يَجِيءُ نَجْلُ الْفاضِلَيْنِ
لَقَدْ أَصْلَحْتُمْ ما بَيْنَ دَهْرِي / عَلَى رَغْمِ الْعدَى كَرَماً وَبَيني
سَأَقَضِي فِي مَدِيحكُمُ حُقُوقاً / كَمَا يُقْضَى حُقُوقُ الوْالِدَيْنِ