لِمَن طَلَلٌ وَخَيمٌ قَد عَرينا
لِمَن طَلَلٌ وَخَيمٌ قَد عَرينا / وَسُفعٌ حَولَ أَورَقَ قَد صَلِينا
أُوارَ النارِ حَتّى هُنَّ جُونٌ / وَلَم يُخلَقنَ يَومَ خُلِقنَ جُونا
عَفاها القَطرُ أَزماناً وَرِيحٌ / كَساها بَعدَ ساكِنِها دَرينا
تَعاقَبَها فَقَد بَلِيَت كُرُورٌ / مِنَ العَصرَينِ مُوحِشَةً سِنِينا
بِشَرجِ الهَضبَتَينِ وَحَيثُ لاقى / رُقاقُ السَهلِ مِن خُوعى الحُزُونا
عَرَفتُ بِها مَنازِلَ ذَكَّرَتني / مَعالِمُ آيها شَجَناً دَفِينا
وَآياتُ الرُسُومِ مُذَكَّرَاتٌ / أُمُوراً قَد مَضَينَ وَقَد نُسِينا
وَمَجلِسِ أَربَعٍ يَشكِينَ لَيلاً / إِلَيَّ مِنَ الصَبابَةِ ما لَقِينا
فَأَبدَيتُ الحَديثَ حَديثَ نَفسي / وَما قَد كُنتُ قَد أَضمَرتُ حيناً
مِنَ الشَوقِ المُبَرِّحِ إِن شَوقي / لَهُنَّ يَكُونُ أُهوَنُهُ رَصِينا
خَرائِدُ ما خَرَجنَ إِلَيَّ حَتّى / جَعَلنَ لِمَن يَخَفنَ بِنا عُيُونا
فَأَخفَينَ الَّذي أَجمَعنَ لَمّا / أَرَدنَ لُقَيَّنا حَتّى خَفِينا
كَأَنَّ دَلِيلَهُنَّ بِهنَّ يَهدى / جَوازئَ مِن نِعاجِ الرَملِ عِينا
فِجِئنَ وَما يَكَدنَ إِذا اِرجَحَنَّت / بِها الأَعجازُ مِن ثِقَلٍ يَنُونا
عَلى خُرسٍ خَلاخِلُها خِدالٍ / كَمَشي الخَيلِ بِالمِعزا وَجِينا
رَوائِمَ لي عَكَفنَ عَلَيَّ لَيلاً / عُكُوفَ العُوذِ قَد رَئِمَت جَنينا
إِذا ما كاعِبٌ حَلَفَت يَميناً / عَلى حُبّى حَلَفتُ لَها يَمينا
مُناجاةً لَأَنتِ أَحَبُّ شُيءٍ / وَأَملَحُ ما نَكُونُ إِذا اِنتُجِينا