القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 4
لِيَهْنِك ما بَلَغْتَ من الأماني
لِيَهْنِك ما بَلَغْتَ من الأماني / فَلَمْ تَبْرَح بأيَّام التَّهاني
تُسَرُّ وقد تَسُرُّ الناس طرًّا / ببيضِ فعالك الغرّ الحسان
وفيما قدْ فَعَلْتَ جُزيتَ خيراً / وهل تجزى سوى خلد الجنان
فَعَلْتَ الواجبَ المأمور فيه / وما سنّ النَّبيُّ من الختان
وأولَمْتَ الوَلائم فاستَلَذَّتْ / لها الفقراءُ من قاصٍ ودانِ
وأكثَرْتَ الطعام بهنّ حتَّى / لقَدْ ضاق الطعام عن الجفان
وجاء الناس أفواجاً إليها / فلمْ يعرف فلان من فلان
شرابُهم شرابٌ سُكَّريٌّ / وممّا يشتهون لحوم ضان
لقد قيل الطعام فلم تدان / وقد قيل السماع فلم تدان
بذكر الله إنَّك قبل هذا / قد استغنيتَ عن كلّ الأغاني
وما تلهو عن السَّبْع المثاني / بأصواتِ المثالثِ والمثاني
خَتَنْتَ بَنيك في أيّام سَعْدٍ / بمعتَدِل الفصولِ من الزمان
وأربعمائة خُتِنَتْ وكانت / يَتامى لم تُسَنَّنْ بالختان
كسَوتَهم الملابسَ فاخراتٍ / فراحوا مثلَ روض الأقحوان
فمن خضرٍ ومن صُفرٍ وحُمرٍ / كأمثال الشقيق الأرجواني
كأزهار الرَّبيع لها ابتهاجٌ / وقد سُقيَت حيا المزن الهتان
أتيت بها من الصَدقات بكراً / وما كانت لعمرك بالعوان
أرَدْتَ بذاكَ وجْهَ الله لا ما / يقالُ ويستفاض من اللسان
أُحِبُّكَ لا لمالٍ أقْتَنيه / ولا طمعٌ بجود وامتنان
ولا أثني عليكَ الخيرَ إلاَّ اعت / قاداً باللّسان وبالجَنان
وكيفَ وأنتَ للإسلام ركنٌ / تُشاد به القواعدُ والمباني
أعَزَّ الله فيك الدينَ عِزًّا / ولم يَكُ قبلَ ذلك بالمُهان
فكنتَ الرَّوح والمعنى المعالي / فقلْ ما شئت عن روح المعاني
تقولُ الحقَّ لا تخشى ملاماً / ولست عن المقالة بالجبان
ولا داريتَ أو ماريتَ قوماً / برفعة منصبٍ وعلوِ شان
ولم تحكمْ على أمرِ بشيءٍ / إلى أنْ يستبينَ إلى العيان
فتدرك ما تحاول بالتأني / وإنْ رمتَ الجميل فلا توان
محمّد الأمين أمِنْتَ مما / تحاذِرُه وإنَّك في أمان
كفاك الله ألسِنَةً حداداً / لها وخزٌ ولا وخزُ السنان
ولم أسمَعْ مقالاً فيك إلاَّ / مقالَ الخير آناً بعد آن
بَقيتَ لنا وللدنيا جميعاً / وكلٌّ غيرُ وجهِ الله فانِ
بَقِيتَ أبا الثَّناء مدى اللَّيالي
بَقِيتَ أبا الثَّناء مدى اللَّيالي / على الدَّاعي لكم خضل اليدين
يحولُ نداك ما بين الرَّزايا / إذا هَطَلَتْ يداك به وبيني
تواعدني بك الآمال وعداً / رأيت نجازه من غير مين
تجود على محبّك كلّ عام / بلبس عباءة وتقرّ عيني
ألا مَنْ مُبلغٌ عنِّي نقيباً
ألا مَنْ مُبلغٌ عنِّي نقيباً / يَسودُ النَّاس في شَرَفٍ ودينِ
بأنَّا ما بَرِحْنا في سُرورٍ / تلاحظنا العنايةُ بالعيون
ولمَّا أنْ أَتيْنا الوقْفَ صبحاً / حَلَلْنا في مَحلّ أبي أمين
فكان مكانه جنَّات عدنٍ / وقد قيل المكانة بالمكين
وأوْسَعَنا من الإِكرام برًّا / وكنَّا من نداه على يقين
نَزَلْنا يا أبا سلمان منه / بقيتَ الدَّهرَ في حصنٍ حصين
أُسامِرُ من أُحِبُّ ولا أُداري / رقيباً يتَّقيه ويتَّقيني
لنا ما نشتهي من كلِّ شيءٍ / يروق إلى المسامع والعيون
ولكن الصّيام أتَى عَلَيْنا / فصُمْنا في الحنين وفي الأَنين
وهنداوِكُم قد صامَ أيضاً / وأَصبحَ عاقلاً بعد الجنون
فهل تَدري بنا مولاي أنَّا / قَهَرْنا جُنْدَ إبليسَ اللَّعين
بطاعة أمرك السَّامي أراه / تَمَسَّكَ منه بالحبل المتين
وسلمانُ الأَشمُّ سَلِمْتَ أضْحى / وفوزي منه تقبيل اليمين
فكَمْ من مِنَّةٍ قُلِّدتُ منه / كما قُلِّدْتُ بالعقد الثمين
سيخطبُ في مدائحه قصيدي / كما خَطَبَ الحَمام على الغصون
وأذكرُهُ وأَشكرُهُ وأُثني / عليه الخير حيناً بعد حين
فلا منعت من الدُّنيا مجاني / مكارمه على مَرِّ السِّنين
ولا فارقتُ منه هاشميًّا / حليف الجود وضَّاح الجبين
أحَلَّتْني مكارمُه مكاناً / أراني النجمَ في الآفاق دوني
فليسَ البرُّ إلاَّ برَّ حُرٍّ / يصونُ المجد بالمال المهين
فلا تَربَتْ يدُ العافين منه / ولا خابَتْ بطلعَتِهِ ظنوني
أما والعَينُ تُبكيها طُلولٌ
أما والعَينُ تُبكيها طُلولٌ / لِمَن تهوى وتُدميها شؤونُ
ألِيَّةَ مغرمٍ يبدي سُلُوًّا / وفي أحشائه الوجد الكمين
يكتِّمُ سِرَّه بالصَّبر حتَّى / يَبوح بِسرِّه الدَّمع الهتون
يطيع غرامه دمعٌ كريمٌ / ويعصي أمْرَهُ صَبْرٌ ضنين
يقول إذا ذكرتُ له عذولاً / له دين وللعشاق دين
لقد فتكت بي الأحداق حتَّى / جُنِنْتُ وما الهوى إلاَّ جنون
وما يُدريك ما طَعَنتْ قدود / مهفهفةٌ وما فتكت عيون
فذا منها وما قَتَلَتْ قتيل / وذا منها وما طَعَنَتْ طعين
ألينُ وأشتكي منها فتقسو / فكم تقسو عليَّ وكم ألين
وإنَّ الظاعنين وإنْ تناءت / عليها لي وإن نزحت ديون
وللمستغرمين بعينِ نجدٍ / غداة البين إذ خَفَّ القطين
قلوبٌ عند كاظمةٍ رهون / وما قُبِضَتْ إذَنْ تلك الرهون
فلا صبرٌ على نأيٍ مقيمٌ / ولا دَمعٌ على سرٍّ أمين

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025